6 أبريل، 2024 9:10 م
Search
Close this search box.

وشهد شاهد من أهلها .. كاتب إسرائيلي : 50 عاماً من الإحتلال 50 عاماً من الأكاذيب

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – سعد عبد العزيز :

بمناسبة احتفالات إسرائيل بالذكرى الـ50 لانتصارها على العرب في حرب الخامس من حزيران/يونيو 1967، نشر موقع “هاأرتس” الإسرائيلي مقالاً مدوياً للكاتب والمحلل السياسي اليساري الشهير “جدعون ليفي” يصف فيه إسرائيل بـ”الدولة المجرمة”، وينتقد الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية الذي استمر 50 عاماً وما تبعه من أورام استيطانية وحروب دموية أسفرت عن قتل مدنيين فلسطينيين أبرياء.

الإحتلال الإسرائيلي أكاذيب في أكاذيب..

يفتتح ليفي مقاله بعدد من الافتراضات فيقول: “لنفترض أن ما قامت به إسرائيل منذ عام 1967 من احتلال للأراضي الفلسطينية أمرٌ له ما يبرره، ولنفترض أيضاً أنه لم يكن لإسرائيل خيار آخر، بل دعنا نتخطى كل الحدود ونفترض أن هذا ليس احتلالاً أصلاً، ونفترض أن القانون الدولي اعترف بما تم وأقر به ثم هلل العالم لذلك، ولنفترض أن الفلسطينيين يشعرون بالامتنان تجاه ما جرى بحقهم، فلا تزال هناك مشكلة بسيطة تواجه هذا الاحتلال الذي تم منذ عام 1967، وهي أنه يقوم برمته على الأكاذيب، ويحوطه الزيف من مبدئه إلى منتهاه، فليس به كلمة حق واحدة. ولولا أكاذيب الاحتلال لكان قد انهار منذ زمن بعيد في غياهب فساده. ولولا الزيف لربما كان الاحتلال لم يقع أصلاً. لذلك فإن أكاذيب الاحتلال – التي يروجها اليمين الإسرائيلي ويفتخر قائلاً “من أجل إسرائيل اكذب وما عليك سبيل” – تكفي أن يشمئز منه ويمقته كل إنسان يحترم ذاته، من دون الحاجة أن يرى بقيه فظائعه”.

إسرائيل لن تنهي الإحتلال..

يرى “ليفي” أن مسيرة الأكاذيب الطويلة بدأت عندما تساءل القادة عن الاسم الذي سيطلقونه على الأراضي التي قامت إسرائيل باحتلالها، فقرر مسؤولو الإذاعة الإسرائيلية أن يسموها “الأراضي المحتجزة”، وكانت تلك هي الأكذوبة الأولى. أما أكبر الأكاذيب وأكثرها تأثيراً على الإطلاق – من وجهة نظر الكاتب – فكانت القول بأن “الاحتلال أمر طارئ، وأن إسرائيل تعتزم إخلاء الأراضي المحتجزة، التي تعتبرها مجرد أوراق مساومة للتوصل إلى تسوية سلمية”. إن هذه الأكذوبة بالتحديد – بحسب “ليفي” – هي التي مكنت إسرائيل من تنويم العالم وخداعه، وجعلت الإسرائيليين الآن يحيون الذكرى الـ50 لاحتلال الأراضي الفلسطينية. والحقيقة هي أن إسرائيل لم تنوي أبداً إنهاء هذا الاحتلال. أما ثاني أكبر الأكاذيب، فهو الادعاء بأن الاحتلال يراد منه توفير الاحتياجات الأمنية لإسرائيل، والدفاع عن الشعب اليهودي البائس من أعدائه الكثيرين.

عملية السلام أكذوبة تهدف لاستمرار الإحتلال..

يؤكد الكاتب الإسرائيلي على أن الأكذوبة الثالثة الكبيرة هي “عملية السلام” التي لم تأخذ طابع الجدية أبداً، ولم يكن الهدف من ورائها إلا كسب مزيد من الوقت للاستمرار في الاحتلال. ويقول: “إن العالم كله قد شارك في الترويج لهذه الأكذوبة البشعة، ولا يزال يواصل الترويج لها حتى الآن، عن طريق إجراء نقاشات، وطرح مبادرات سلام كثيرة لا تكاد تختلف عن بعضها، وعقد مؤتمرات سلام، والدعوة لجولات مفاوضات، وعقد قمم إقليمية ودولية، ورحلات مكوكية وثرثرة وكلام فارغ. إن العالم مشارك في هذه الأكذوبة، ويساعد إسرائيل على التظاهر بأنها تفكر بشكل أو بآخر في إنهاء الاحتلال”.

الإستيطان جريمة شارك فيها العالم..

يلفت “ليفي” إلى: “إن الأكذوبة الرابعة هي بالطبع “مشروع المستوطنات”، فقد بدأ هذا المشروع بالزيف والزور وتفاقم بالزيف والزور، وتأسس على الزيف والزور، لدرجة أنه لا توجد مستوطنة واحدة تأسست بنزاهة. فبداية من المبيت بفندق “بارك” في الخليل، ومروراً بمعسكرات العمل ومعسكرات الحماية والحفريات الأثرية والمحميات الطبيعية والمناطق الخضراء ومناطق التدريب على إطلاق النار والأراضي المُختلف على ملكيتها والبؤر الاستيطانية، وما إلى ذلك من اختراعات، وانتهاءً بآخر البدع في هذا المجال وهي “أراضي الدولة”، كل ذلك زيف وزور لا يضاهيه سوى الزيف والزور الذي مورس بحق الفلسطينيين من “الذين تم تهجيرهم من أملاكهم “.

ويضيف الكاتب الإسرائيلي: “لقد كذب المستوطنون وكذب السياسيون وكذب الجيش وكذبت الإدارة المدنية، إن الجميع يمارسون الكذب على الجميع وعلى أنفسهم. إننا بين الفينة والأخرى نُفاجأ بإنشاء مستوطنة جديدة تأكل قطعة جديدة من الأراضي الفلسطينية المحتلة. إن الجميع يعرفون الحقيقة، بمن فيهم الوزراء الذين وافقوا على إنشائها، وأعضاء الكنيست الذين تقدموا بالأوراق، والضباط الذين وقعوا على قرار الإنشاء، والصحافيون الذين أخفوا الحقائق. إن الأميركان الذين شجبوا بناء المستوطنات، والأوربيين الذين غضبوا من ذلك، والجمعية العامة للأمم المتحدة التي نادت بوقف البناء، ومجلس الأمن الذي قرر أن المستوطنات غير شرعية، كل هؤلاء لم يريدوا في حقيقة الأمر فعل أي شئ لوقف الاستيطان، فهم كاذبون ويريحون أنفسهم”.

إسرائيل دولة مجرمة..

يرى الكاتب الإسرائيلي أن إسرائيل تفضل نشر الأكاذيب اليومية التي لا تنتهي والتي تهدف للتغطية على جرائم الجيش الإسرائيلي وحرس الحدود وجهاز الأمن العام “الشاباك” ومصلحة السجون والإدارة المدنية وبقية الأجهزة الأمنية والإدارية القائمة على الاحتلال.

ويضيف: “إن إسرائيل لم تشهد أبداً تستُّراً على الجرائم كما هو الحال في التستر على جرائم الاحتلال، ولم تشهد إسرائيل ائتلافاً حكومياً ينشر الأكاذيب ويحمي التستر على الجرائم بكل ما أوتي من قوة كمثل هذا الائتلاف. إن إسرائيل هي الدولة الديمقراطية الوحيدة التي تشتمل على دكتاتورية عسكرية وحشية، وعلى جيش يدعي أنه أخلاقي من الطراز الأول بينما يقوم ذات صيف بقتل أكثر من 500 طفل و250 امرأة”. فمن يتخيل أن هناك كذب أكثر من هذا ؟

إسرائيل قائمة على الغش والخداع..

في نهاية مقاله، يتساءل “ليفي” قائلاً: “من ذا الذي يستطيع أن يفكر في عملية غش للذات أكبر من الغش الرائج في إسرائيل والذي يقول: “لقد فُرِض علينا كل هذا، فنحن لم نرِد ذلك على الإطلاق، إن العرب هم السبب” ؟.. هذا فضلاً عن أكذوبة حل الدولتين، وأكذوبة أن إسرائيل تريد السلام، وأكاذيب النكبة، وأكاذيب الأخلاقيات القتالية، وأكذوبة أنه العالم كله ضدنا، وأكذوبة أن كلا الطرفين مذنب، وأكذوبة أننا لن نغفر للعرب أنهم أجبروا أبناءنا على قتلهم، ومئات الأكاذيب الأخرى التي لم تتوقف حتى اليوم. لقد مرت 50 سنة من الاحتلال رأينا فيها 50 نوعا من الأكاذيب”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب