خاص : كتبت – نشوى الحفني :
في زيارة أثارت الكثير من الجدل، ففي حين رحب بها البعض رفضها البعض الآخر ووصفها بالمشبوهة، التقت ممثلة أمين عام الأمم المتحدة بالعراق، “جينين بلاسخارت”، بداية الشهر الحالي، مستشار المرشد الإيراني، “علي أكبر ولايتي”، في العاصمة الإيرانية، “طهران”.. وبحث الجانبان التطورات الأخيرة في “العراق”، إلى جانب الانتخابات التي سيشهدها نهاية العام الجاري.
وأثار توقيت الزيارة؛ الكثير من علامات الاستفهام حيالها، كما أن الأسباب التي دفعت “بلاسخارت” للتحرك صوب “طهران”؛ باتت محل شكوك.
كما أنه؛ ربما حملت زيارة “بلاسخارت”، إلى “إيران”، بين طياتها الكثير من القضايا التي لم تُعلن على المستوى الإقليمي والدولي، وهي ليس من مهامها، كونها ممثلة الأمم المتحدة في العراق، وهي غير معنية بالتفاوض مع “إيران” بأي قضايا تخص “العراق”، سواء في المستقبل القريب أو البعيد.
وهو ما أدى إلى طرح السؤال الأبرز، حول طبيعة المهمة التي دفعتها إلى زيارة “طهران”، والحديث عن انتخابات “العراق” المنتظرة، التي من المفترض أنها شأن داخلي وعدم تدخل أي طرف فيها كون أنّ الشعب والحكومة العراقية هما أصحاب القرار.
إيران مستعدة لتقديم الدعم !
خلال لقائهما، أكد مستشار خامنئي، “علي أكبر ولايتي”، على ضرورة عدم تدخل الأجانب والدول الأجنبية في شؤون “العراق”، وقال: إن “الحكومة والشعب العراقي العظيم؛ هم من يقررون مصيرهم، لأن هذا الشعب يمتلك ثقافة عميقة ومتجذرة، وأن علاقات طهران مع العراق واسعة وعميقة وأخوية جدًا”.
وأشار “ولايتي” إلى الدور والمكانة المهمة للمرجعية في “العراق”. لافتًا إلى أن الانتخابات المقبلة مصيرية جدًا لـ”العراق”، وسيكون هنالك مستقبل وضاء جدًا أمام الحكومة والشعب العراقي.
مضيفًا أن “إيران” على استعداد لتقديم أي دعم وتعاون مع البلد الصديق والشقيق، “العراق”، وأضاف: “لا شك أن انتخابات العراق ستكون انتخابات جيدة، وبإمكان الشعب العراقي، في ضوء طاقاته القيمة التي يمتلكها والدور المهم للمرجعية، من التغلب على المشاكل، ونحن متفائلون جدًا تجاه مستقبل العراق، وستشهد العلاقات بين إيران والعراق المزيد من التطور”.
استثمار جميع الطاقات..
من جانبها؛ أكدت “بلاسخارت”، على حفظ وحدة وسيادة “العراق”، وإجراء انتخابات حرة فيه. وقالت: إن “أوضاع العراق أصبحت الآن أفضل من الماضي، وهو بلد يمتلك طاقات جيدة من النواحي الاقتصادية والثقافية والتاريخية بين دول المنطقة، ولابد من استثمار جميع هذه الطاقات”.
وأشارت “بلاسخارت” إلى دور الشعب العراقي والمرجعية الدينية في “العراق”، مؤكدة على إيجاد الوحدة وإجراء الانتخابات الحرة والجيدة في “العراق”.
يُدمر حياد البعثة الأممية..
وبحسب موقع (بغداد بوسن)، علق النشطاء على تصريحاتها، بأن الإشادة الدائمة لـ”بلاسخارت”، بالمرجعية، “وجه الخراب والطائفية؛ أصبح مقززًا”، وهو ما يدمر الحياد المفترض أن تكون عليه البعثة الأممية في “العراق”.
وشددوا أن “بلاسخارت” ولقائها “ولايتي”: “نكسة جديدة؛ تُضاف لمسيرتها الباهتة الفاشلة في العراق”.
تصرف خارج نطاق عملها..
كما رصد موقع (العراق اليوم)؛ آراء بعض المواطنين اللذين عولوا على رئيس الوزراء، “مصطفى الكاظمي”، في تعزيز الرقابة المحلية والأممية على الانتخابات.
وقال السياسي العراقي، “مثال الألوسي”، إن ما قامت به “بلاسخارت”؛ تصرفًا خارج نطاق عملها وصلاحيتها، فلا يمكن لها مناقشة ملف الانتخابات العراقية مع أي طرف خارجي وخارج الحدود العراقية، فهذا تجاوز على سيادة “العراق” .
كما يقول الناشط، “علي الحسيني”، أن علينا الاعتراف بأن هناك نفوذ إيراني وسعودي وتركي وأميركي على الانتخابات العراقية، بهذا القدر أو ذلك، لكن حصة التأثير الأكبر هي إيرانية.
إلى ذلك قال عضو مجلس النواب العراقي ورئيس اللجنة السياسية في البرلمان العربي، “ظافر العاني”، في تغريدة له، إنه لا توجد جهة شرعنت التزوير والفساد والتدخل في الانتخابات العراقية؛ مثل بعثة “الأمم المتحدة” في العراق عبر تقارير تبريرية مخادعة.
محل شك وشبهات..
وقال النائب في البرلمان العراقي، “باسم خشان”، إن خطوة المبعوثة الأممية: “محل شك وشبهات، وزيارتها لطهران لمناقشة الانتخابات البرلمانية العراقية غير مبررة”.
وشدد القيادي في تحالف (النصر)، “صادق المحنا”، على أن النقاش بشأن الانتخابات والحكومة والوزراء، وكل ما يجري في البلاد، يجب أن يكون في “العراق”، مضيفًا: “لا نسمح ولا نرغب في أن يكون النقاش خارج الحدود العراقية، سواء كان في إيران أو في دولة أخرى”.
في المقابل، كتب مستشار مركز “العراق الجديد” للبحوث والدراسات، “شاهو القرة داغي”، في تغريدة على (تويتر)، متسائلاً: “لماذا تناقش، بلاسخارت، الانتخابات العراقية مع المسؤولين الإيرانيين في طهران ؟.. هل ستُوزَّع المقاعد من الآن ؟.. هل يفرح المواطن بوجود رقابة دولية برعاية هؤلاء ؟.. ما دور هذه السيدة بالضبط ؟”.
وقال المدون “علي البصراوي”، في تغريدة: “بلاسخارت؛ تمثل الأمم المتحدة في العراق، وذهابها إلى إيران ومناقشة الانتخابات العراقية هناك، هذا يعني أن الأمم المتحدة تشجع على احتلال الدول وتستهين بدماء الشعوب وحقها في الاستقلال وتقرير المصير”.
اعتراف بأن العراق مستعمرة إيرانية !
واعتبر الخبير الإستراتيجي، “مؤيد الجحيشي”، تحركات “الأمم المتحدة” بشأن الانتخابات العراقية، في “طهران”، اعترافًا بأن “العراق” مستعمرة إيرانية، فيما عّد أن إعلان زيارة المبعوثة الأممية لـ”إيران” كارثة.
وقال “الجحيشي”، في تصريح لـ (دجلة)؛ إن: “تدخل بلاسخارت؛ كان معلنًا عندما التقت مع شخصيات إيرانية في طهران للحديث عن الانتخابات العراقية، وهو لغز يحتاح إلى حل”.
وأضاف أن: “الأمم المتحدة؛ هي منظمة تسيطر عليها أي دولة تدفع كمنح مالية، وهذا الحال ينطبق على العراق بشكل كبير”.
مشيرًا إلى أن: “(المباحثات الأممية-الإيرانية)؛ تُفسر بأن الأمم المتحدة معترفة بأن العراق مستعمرة إيرانية، سيما بمباركتها أمام المجتمع الدولي المساند للعراق”.
من جانبه؛ قال الناشط، “معصوم جعفر”، في تغريدة على صفحته في (فيس بوك)؛ إن: “قضية زيارة بلاسخارت إلى طهران، واجتماعها مع مستشار خامنئي، يجب أن لا تمر مرور الكرام”، متسائلاً: “هل هي دولة في العراق ؟”.
وكانت الحكومة العراقية قد حددت، يوم العاشر من شهر تشرين أول/أكتوبر القادم، موعدًا لإجراء الانتخابات البرلمانية المبكرة، بناء على طلب من “المفوضية العليا المستقلة للانتخابات”.