وسط مخاوف الـ”كورونا” .. الانتخابات الإسرائيلية تنطلق للمرة الثالثة في عام واحد !

وسط مخاوف الـ”كورونا” .. الانتخابات الإسرائيلية تنطلق للمرة الثالثة في عام واحد !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

يُدلي الناخبون الإسرائيليون، اليوم، بأصواتهم في ثالث انتخابات عامة في أقل من عام، وهو ما يُعد أمرًا غير مسبوق، فيما يُكافح رئيس الوزراء، “بنيامين نتانياهو”، من أجل البقاء في السلطة.

ولم يتمكّن “نتانياهو” ولا منافسه الرئيس، “بيني غانتس”، من تشكيل ائتلاف أغلبية بعد مرتي الانتخابات السابقتين.

وعشية الإنتخابات الإسرائيلية، ألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، إلى أنه في حال لم تحصل كتلة اليمين بقيادته على أغلبية 61 مقعدًا من أصل 120 في “الكنيست”، فسوف يُحدث مزيد من الانشقاقات في حزب منافسه، “بيني غانتس”، لصالح (ليكود).

وقال “نتانياهو”، لإذاعة (ريشيت بيت) الإسرائيلية: “إن لم أحصل على 61 مقعدًا، ستكون هناك مفاجآت. وغادي يفركان لن يكون الأخير”.

“ويفركان”؛ هو إسرائيلي من أصول إثيوبية، كان على قائمة تحالف (أزرق-أبيض)، بقيادة “غانتس”، قبل أن ينشق وينضم إلى (ليكود)، في كانون ثان/يناير الماضي.

في المقابل؛ قال “غانتس” إن: “نتانياهو لن يتمكن من تشكيل حكومة بعد الانتخابات المقبلة”. وأضاف أنه: “سيواصل قيادة حزبه حتى ولو كانت هناك جولة رابعة من الانتخابات”، مجددًا تأكيده على أن حزبه: “لن يتعاون مع القائمة العربية المشتركة في أي ائتلاف حكومي، إلا أنه سيتعامل مع المجتمع العربي المدني داخل إسرائيل”.

وتأتي الانتخابات في ظل تقديم لائحة اتهام بحق “نتانياهو”، تشمل الفساد وخيانة الأمانة وسيتم البدء بمحاكمته، خلال الأسابيع المقبلة.

وتتنافس 29 قائمة انتخابية إسرائيلية، على 120 مقعدًا في ثالث انتخابات للبرلمان، خلال أقل من عام، من دون أن تتمكن الأحزاب الفائزة في سابقتيها، في نيسان/أبريل؛ وأيلول/سبتمبر 2019، من تشكيل حكومة، ما أوجد أزمة سياسية.

وبحسب الإعلام الإسرائيلي، من المُرجح، إجتياز تسع قوائم منها نسبة الحسم، أما بقية الأحزاب فلا يتوقع لها النجاح في انتخابات “الكنيست” الـ 23.

وبحسب لجنة الانتخابات المركزية؛ فإنه يحق لأكثر من 6 ملايين إسرائيلي التصويت للانتخابات، من خلال 10,631 صندوق اقتراع موزعة على شتى المناطق، في حين سيتم فتح صناديق الاقتراع الساعة الثامنة صباحًا وإغلاقها في العاشرة مساءً.

مؤشرات بتعادل “الليكود” مع “أزرق-أبيض”..

إلى هذا؛ وأصدرت القناة (13) استطلاع رأي جديد، ويُعتبر الأخير؛ يُظهر ارتفاع عدد مقاعد “القائمة المشتركة” إلى 15 مقعدًا.

كشف استطلاع رأي جديد أجرته القناة (13) للتليفزيون الإسرائيلي، ونشرته الجمعة، ويُعتبر الأخير قبل الانتخابات الإسرائيلية؛ التعادل في عدد المقاعد لحزب (الليكود) اليميني بزعامة، “بنيامين نتانياهو”، وتحالف (أزرق-أبيض) الوسطي بزعامة، “بيني غانتس”، وسيحصل كل منهما على 33 مقعدًا.

وأظهر الاستطلاع من حيث الكتلة، أن كتلة “الوسط-يسار”، بزعامة “غانتس”، ستحصل على 57 مقعدًا، فيما ستحصل كتلة اليمين بزعامة، “نتانياهو”، على 56 مقعدًا.

وبيّن الاستطلاع، الذي شمل عينة مكونة من 804 أشخاص، 600 شخص من المجتمع اليهودي، و204 أشخاص من مجتمع “غير يهودي”، بنسبة خطأ تصل إلى 3.8%، أن ثالث أكبر حزب في “الكنيست” الإسرائيلي، هو “القائمة المشتركة” التي تُمثل العرب في “إسرائيل” برئاسة، “أيمن عودة”، ترتفع بعدد المقاعد لتحصل على 15 مقعدًا.

وفيما يتعلق بالحزب اليساري في “الكنيست”، تحالف (العمل-جيشير-ميرتس) برئاسة، “عمير بيرتس”، تحصل على 9 مقاعد. أما حزب (يسرائيل بيتينو) برئاسة، “أفيغدور ليبرمان”، يحصل على 7 مقاعد.

وفيما يتعلق بالأحزاب اليمينية: فيحصل حزب (يهدوت هتوراة) المتدين برئاسة، “يعقوب ليتسمان”، على 7 مقاعد، بينما حزب (شاس) المتدين برئاسة، “آرييه درعي”، وتحالف (يمينا) المتشدد برئاسة، “نفتالي بينت”، يحصلان على 8 مقاعد لكل منهما.

وأظهر الاستطلاع ان حزب (عوتسما يهوديت) المتطرف برئاسة، “إيتمار بن غفير”، يحصل على نسبة 1.8% من التصويت، وبالتالي فلا يجتاز نسبة الحسم.

وفي السؤال حول من الأكثر ملائمة لتولي منصب الحكومة ؟.. أجاب 45% من المستطلعة آراؤهم؛ أن “بنيامين نتانياهو” هو الأنسب، فيما أجاب 35% لصالح “بيني غانتس”، بينما أجاب 13% من المستطلعين بأن لا أحد منهما ملائم لتولي المنصب، وأجاب 7% بـ”لا أعرف”.

“كورونا” أهم تحدٍ للانتخابات..

وتواجه الانتخابات الإسرائيلية، التي تجري للمرة الثالثة في عام، تحديًا جديدًا يتمثل في فيروس “كورونا” المستجد.

وسجلت في “إسرائيل” سبع حالات مؤكدة، إلى جانب الحجر الصحي الذي طال الآلاف.

وحذر مسؤولون من انتقال العدوى في مراكز الاقتراع ما سيؤثر على مشاركة الناخبين.

واتهم “كال أوبنهايمر”، (43 عامًا)، الذي يعمل في مجال التسويق الرقمي، حزب (الليكود)، بالسعي إلى نشر المخاوف من الفيروسات بين صفوف الناخبين في “تل أبيب”، معقل التحالف الوسطي، للتأثير في الإقبال على صناديق الاقتراع.

وقال: “أعتقد أن البعض سيخشون التصويت”.

أما الكاتب في صحيفة (معاريف)، “بن كاسبيت”؛ فيرى أن البقاء في المنزل ليس خيارًا لأولئك الذين يسعون إلى إنهاء فترة ولاية “نتانياهو” القياسية.

وقال “كاسبيت” أن: “هذه هي لحظة الحقيقة، لن تتاح لنا فرصة أخرى، إنها الآن أو لن تكون، إما أن نصوت وإما أن نفقد البلد”.

قد تؤجل محاكمة “نتانياهو”..

وتنتظر رئيس الوزراء المنتهية ولايته، “بنيامين نتانياهو”، لحظات صعبة حينما يُمثل للمحاكمةٍ في وقتٍ لاحقٍ، في السابع عشر من آذار/مارس الجاري.

ويُحاكم “نتانياهو” في عدة تهم فساد تتعلق بالرشوة والغش وخيانة الأمانة، وتُعتبر مسألة الفوز بالانتخابات ملاذًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي للنجاة من مقصلة المحاكمة.

وحول وضعية محاكمة “نتانياهو”، والمنتظر أن تعقب الانتخابات التشريعية بنحو أسبوعين، قال “أيمن إبراهيم”، باحث فلسطيني وخبير في الشؤون الإسرائيلية، إن: “موعد محاكمة نتانياهو المعلن، في 17 آذار/مارس الجاري، أعتقد أنه قد يؤجل لأن الانتخابات ستكون قد وضعت أوزارها وقد يُكلف نتانياهو بتشكيل الحكومة، وبالتالي قد يكون هناك تأجيل لهذه المحاكمة إلى موعد لاحق”.

مضيفًا “إبراهيم”؛ أنه: “حتى فكرة المحاكمة ستكون بها تسوية.. نتانياهو يُدرك ذلك جيدًا وهو لديه حصانة كعضو كنيست وهو يريد تلك الحصانة، وبالتالي يهرب من المحاكمة في هذه الفترة.. وتوقيت المحاكمة بعد أن تنتهي الانتخابات وتبدأ بالفعل مشاورات تشكيل الحكومة، وحسبما أتوقع سيُكلف نتانياهو بتشكيل الحكومة الجديدة وهو ما يُلقي المحاكمة في دائرة التأجيل على الأرجح في الوقت الراهن”.

ستبقي المفاتيح في يد “ليبرمان”..

حول الانتخابات، يقول “سعيد بشارات”، الباحث في الشؤون الإسرائيلية، إن: “الأحزاب الإسرائيلية استعدت لانتخابات الكنيست، بحملة واسعة وشديدة، من الهجوم وتبادل الاتهامات والتسريبات المحرجة للطرفين، لحث المواطنين على التصويت”، مضيفًا: “نتائج الجولة الانتخابية الثالثة، لن تكون بعيدة عن ما حدث سابقًا، ولن تستطيع أي كتلة يمنية أو يسارية تحصيل 61 مقعدًا بسهولة، وستبقى المفاتيح في يد ليبرمان، ما يعني استمرار محدودية الخيارات”.

كورونا” قد يخدم مصالح “نتانياهو” الانتخابية..

واعتبر “سعيد بشارات”، الباحث في الشؤون الإسرائيلية، أنه: “في حالة عدم تنازل أي من الأطراف الرئيسة ستستمر الأزمة وربما تصل إلى جولة انتخابية رابعة، لكن هناك ميزة ربما يخدم فيروس كورونا مصالح نتانياهو الانتخابية”.

وتابع موضحًا: “في السابق كان الإسرائيليون يستغلون إجازة الانتخابات في السفر إلى الخارج، خاصة لدول آسيا مثل تايلاند والصين، لكن هذه المرة هناك تخوف من السفر بسبب كورونا، ما يُساعد على زيادة نسبة المشاركة في التصويت مقارنة بالجولات السابقة، في ظل سيطرة حكومة تسيير الأعمال على الحالات القليلة المصابة، ووضعها في الحجر الصحي، وتقديم رعاية كبيرة لها”.

سيناريوهات الانتخابات..

في سياق متصل؛ قال “تحسين الحلبي”، الباحث المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، إن هناك سيناريوهان للانتخابات ولا ثالث لهما، إما زيادة حدة الانقسامات داخل الأحزاب الكبيرة وتفككها، أو تحول المشهد السياسي الإسرائيلي إلى حزبين كبيرين فقط مثل “الولايات المتحدة”، مبينًا إذا خسر “نتانياهو” الجولة الثالثة، ربما يؤدي ذلك لانقسام حزب (الليكود) إلى عدة أجنحة، وإذا لم يتمكن “بيني غانتس”، زعيم تحالف (أزرق-أبيض) من الفوز سيكون هناك جولة انتخابية رابعة، لكن هذه المرة بنوع من التفكك داخل تحالف الجنرالات (أزرق-أبيض) و(الليكود).

أهمية الانتخابات..

وفي الخلفية؛ وعلى الرغم من شكاوى الناخبين من الإجهاد الانتخابي، إلا أن اليوم قد يكون أحد أهمّ الأيام منذ سنوات.

في حال فوز حزب (أزرق-أبيض)، ستنتهي بذلك فترة استمرّت أكثر من 10 سنوات من حكم (الليكود)، الذي يدافع عن أجندة قومية يمينية.

أمّا في حال فوز (الليكود) وتمكنه من تشكيل ائتلاف حاكم، فقد تعهد “نتانياهو” بضمّ مستوطنات يهودية ومنطقة “غور الأردن” في “الضفة الغربية” المحتلة.

وأصبح إتخاذ مثل هذه الخطوة ممكنًا أكثر، بعد إعلان الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، خطته للسلام في الشرق الأوسط، في كانون ثان/يناير 2020. وقال “ترامب” إنّ “الولايات المتحدة”: “ستعترف بالسيادة الإسرائيلية على الأرض التي توفرها رؤيتي لتكون جزءًا من دولة إسرائيل”، بما في ذلك أجزاء من الضفة الغربية، وذلك في إبتعاد عن المواقف الأميركية السابقة.

وأيّد “غانتس” بدوره “خطة ترامب”، وبينما تعهّد هو أيضًا بضمّ “غور الأردن” والكتل الإستيطانية الرئيسة، إلا أنه من غير الواضح ما إذا كان سيصل إلى ما تعهد به “نتانياهو”.

ويعيش أكثر من 600 ألف يهودي في حوالي 140 مستوطنة؛ بُنيت منذ احتلال “إسرائيل”، “الضفة الغربية” و”القدس الشرقية” عام 1967. وتُعتبر المستوطنات غير شرعية بموجب القانون الدولي، رغم أنّ “إسرائيل” تُعارض ذلك. وأعلنت “الولايات المتحدة” أيضًا أنها لم تُعد تعتبر المستوطنات غير قانونية.

ويُصرّ الفلسطينيون – الذين رفضوا “خطة ترامب” للسلام باعتبارها أحادية الجانب – على ضرورة إزالة جميع المستوطنات كشرط لعقد اتفاق سلام نهائي.

وتقترح الخطة الأميركية أيضًا التنازل عن مجموعة من البلدات والقرى الإسرائيلية العربية لدولة فلسطينية مستقبلية – ينقل المواطنون العرب على إثرها فعليًا إلى خارج “إسرائيل”.

وأغضب هذا الاقتراح، الإسرائيليين العرب، الذين يُشكلون حوالي 20% من سكان “إسرائيل”، والذين غالبًا ما يشكون من التمييز.

ومن شأن تحقيق تحالف “القائمة المشتركة” السياسي، المؤلف من أحزاب عربية، نتيجة جيدة في الانتخابات أن يعزز حظوظ “بيني غانتس” في تشكيل حكومة بدعم منهم.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة