وسط محاولات لاحتواء الأزمة .. نتانياهو تحت رحمة اجتياح “تسونامي” احتجاجات الجيش الإسرائيلي

وسط محاولات لاحتواء الأزمة .. نتانياهو تحت رحمة اجتياح “تسونامي” احتجاجات الجيش الإسرائيلي

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

يبدو أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، بات على موعد مع انقلاب داخلي ضد سياساته التي يتبعها في حربه على “غزة”، فلم يُعدّ الشارع وحده محتجًا ضده، بل طالب مئات الجنود الإسرائيليين الحاليين والسابقين، بإعطاء الأولوية لإطلاق سراح الرهائن على استمرار الحرب في “قطاع غزة”، حسّبما ذكرت صحيفة (هاآرتس) الإسرائيلية، الثلاثاء.

وجاء في رسالة وقّعها (472) جنديًا سابقًا من وحدات خاصة؛ من بينهم (135) من جنود الاحتياط العاملين، أن إطلاق سراح الرهائن: “هو الأمر الأخلاقي الأكثر أهمية، ويتقدم على جميع الأهداف الأخرى”.

وقالت الرسالة إن: “استمرار احتجاز الرهائن في قطاع غزة؛ يقوّض الأسس الأخلاقية للدولة”.

وتُطالب (حماس) بإنهاء الحرب في “قطاع غزة” مقابل إطلاق سراح المزيد من الرهائن، إلا أن “إسرائيل” تشترط أيضًا أن تُسلم الحركة أسلحتها لوقف الحرب، وهو ما ترفضه (حماس).

وتتزايد الدعوات داخل “إسرائيل”، بما في ذلك من صفوف الجيش، التي تنتقد أنشطة “إسرائيل” داخل “قطاع غزة” وتُشّكك في أولويات الحكومة، بل إن البعض يدعون إلى إنهاء الحرب.

تخدم المصالح السياسية..

كما دعا نحو: (1700) فنان وشخصية ثقافية إلى وقف فوري للقتال وإطلاق سراح الرهائن، حسبّما ذكرت صحيفة (تايمز أوف إسرائيل) في وقتٍ سابق.

ويقول هؤلاء إن: “حرب غزة، التي تُعرض الرهائن والجنود للخطر وتؤدي إلى آلاف الضحايا والمعاناة على الجانبين، تخدم مصالح سياسية”، وفق آرائهم.

بالإضافة إلى ذلك؛ طالب (350) كاتبًا إسرائيليًا بإنهاء الحرب.

وفي رسالة أخرى؛ أفادت التقارير بأن حوالي (600) مهندس معماري ومهندس ومخطط مدن طالبوا بإطلاق سراح الرهائن، حتى لو كان ذلك يعني إنهاء الحرب.

وتُفيّد وسائل إعلام إسرائيلية أن المزيد من جنود الاحتياط يرفضون العودة إلى “حرب غزة”، بسبب خلافهم مع تصرفات الجيش وتخوفهم من احتمال إعادة احتلال “إسرائيل”؛ لـ”قطاع غزة”.

وكان أكثر من ستة آلاف أكاديمي ومسؤول تربوي قد وقّعوا على التماسات تُطالب بإعادة الرهائن من “غزة”، حتى لو كان ذلك يعني إنهاء الحرب فورًا.

استبدال جنود الاحتياط بنظاميين..

وبسبب تلك الاحتجاجات؛ قرر الجيش استبدال جنود الاحتياط في مناطق القتال بجنود نظاميين، وتقليص عدد الأوامر المَّرسلة لهم، حسّبما أفادت صحيفة (هاآرتس) الإسرائيلية.

ويعتقد قادة الجيش أن عدم ثقة جنود الاحتياط بالمهام التي توكل إليهم: “قد يُضر بالخطط العملياتية”، وفق الصحيفة.

وأشارت (هاآرتس)؛ إلى أنه: “من الواضح بالفعل للجيش أن هناك صعوبة في تنفيذ الخطط القتالية، في قطاع غزة ولبنان وسورية والضفة الغربية”.

وأوضحت أنه: “يتم إرسال المزيد من الوحدات النظامية إلى غزة لتقليل الاعتماد على جنود الاحتياط، الذين يرفض العديد منهم الخدمة في الجيش لأسباب متنوعة”.

ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية قولها؛ إن: “قادة الجيش الإسرائيلي يدركون أن قرار رئيس الأركان؛ إيال زامير، بإيقاف أفراد من سلاح الجو عن الخدمة الاحتياطية بعد توقّيعهم على رسالة احتجاج، كانت له نتيجة عكسية عما كان متوقعًا”.

وتقول مصادر في الجيش إن: “رد فعل رئيس الأركان وقائد سلاح الجو؛ تومر بار، كان غير متناسب”، وإنهم: “لم يتوقعوا الأزمة التي تتفاقم كل يوم، مع توقّيع المزيد من جنود الاحتياط على رسائل مماثلة”.

ومن المتوقع؛ حسّب (هاآرتس)، أن يستدعي “زامير” ممثلي الموقّعين على رسائل الاحتجاج إلى محادثة أخرى، من أجل: “الاستماع إلى حججهم والتوصل إلى حل”.

وتعترف مصادر في الجيش أن طرد جنود الاحتياط: “تم تحت ضغط من المستوى السياسي، حتى لو لم يكن مباشرًا”، وتعتقد أن أزمة الاحتياط: “أصبحت أكبر بكثير مما يتم تصويره أمام الرأي العام”.

تسونامي احتجاجات..

واعتبرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية؛ ما يحدث عبارة عن: “تسونامي احتجاجات” في الجيش الإسرائيلي.

وقالت (يديعوت أحرونوت) إن الجيش الإسرائيلي؛ قرر تخصيص الأيام المقبلة، وهي أيام “عيد الفصح” اليهودي، لإجراء حوار مع العسكريين الذين وقّعوا على رسائل الاحتجاج مطالبين بإطلاق سراح الرهائن حتى لو كان ذلك على حساب وقف الحرب، ولم يفصلوهم من الخدمة بعد.

محاولات لاحتواء الاحتجاجات..

ورأت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي في نهاية المطاف، غير مهتم بمواجهة العسكريين الذين وقّعوا على الرسائل، خصوصًا وأن القادة يواجهون حربًا معقدَّة ويواصلون خوضها في “قطاع غزة”، مشيرة إلى أن تقديرات الجيش تُشير إلى أن الخلاف موجود بالفعل، ويخشى من أنه قد يتوسع ليشمل احتجاجات من جانب عسكريين آخرين.

وقالت إنه في هذه المرحلة؛ يُحاول الجيش الإسرائيلي احتواء هذا الحادث بقدر الإماكن وتقليل الأضرار، ويأمل ألا يقوم السياسيون: بـ”إضافة الوقود إلى النار”، موضحة أن الجيش حاليًا يجري حوارًا مع عناصر سلاح الجو الذين وقّعوا على الرسالة، وهناك سلوك مماثل أيضًا في الاستخبارات العسكرية، من أجل منع حدوث أضرار لا يمكن إصلاحها في مثل هذا الوقت الحساس.

رسالة “السرب 13”..

وأضافت الصحيفة؛ أنه في هذه الأثناء، نشر عشرات المقاتلين والمحاربين القُدامى من (السرب 13) رسالة جاء فيها: “نحن، مقاتلي ومحاربي (السرب 13) التابع للبحرية، ندعم رسالة الطيارين الصادرة في 09 نيسان/إبريل 2025، ونُطالب بإعادة الرهائن إلى ديارهم دون تأخير، حتى لو كلّفنا ذلك وقف القتال فورًا، أوقفوا القتال وأعيدوا جميع الرهائن، كل يوم يمرّ يُعرّض حياتهم للخطر”.

رسائل دعم..

كما أعرب أكثر من (200) من خريجي برامج الأمن السيبراني الهجومية وجنود سابقين في الجيش الإسرائيلي عن دعمهم لرسالة الطيارين، قائلين، إن: “نتانياهو خطرٌ مُباشر على أمن إسرائيل وسلامة الرهائن، وعليه وقف الحرب فورًا، نحن نتبع نهجًا عدوانيًا للغاية، نتانياهو يُصدر أحكامًا على المخطوفين، ويواصل تدمير الديمقراطية، لقد فقد ببسّاطة كل صلة بالواقع، ويُعرّضنا جميعًا للخطر”.

وفي وقتٍ لاحق؛ انضم العشرات من كتائب المشاة والمراقبين إلى موجة رسائل الاحتجاج، وجاء في الرسالة: “نحن، كتائب المشاة والمراقبين من جميع الأجيال، أولئك الذين هم في التماس بين القوات على الأرض وقوات القيادة، أولئك الذين يرون الصورة على الأرض، أولئك الذين يصرخون ويحذرون ولا يسمع صوتهم، نناشدك، يا رئيس الوزراء، أوقفوا الحرب، أطلقوا سراح الرهائن”.

ونشرت أمس الأول أيضًا؛ رسالة من قُدامى المظليين والمشاة تدعو إلى إعادة جميع الرهائن، حتى لو كان ذلك على حساب وقف القتال، ووقع على الرسالة أكثر من (1600) جندي احتياطي وعسكري متقاعد، أعربوا فيها عن دعمهم لرسالة الطيارين، كما أعرب أكثر من (170) خريجًا من برنامج (تلبيوت)، المسّار التدريبي لتجنيد الشباب والشابات المتميزين في المنظومة العسكرية الإسرائيلية، عن دعمهم للرسالة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة