20 أبريل، 2024 11:14 ص
Search
Close this search box.

وسط قلق وتحذيرات أميركية .. رئيس الصين يزور السعودية للمرة الأولى منذ 6 سنوات بعلاقات مدعومة بالنفط !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في أول زيارة له منذ 06 سنوات، إلا أنها تُقّلق غريمه الأميركي، يزور الرئيس؛ “شي جين بينغ”، هذا الأسبوع، “السعودية”؛ في إطار الجهود المبذولة لتعزيز علاقات “الصين” مع منطقة الخليج، بعد 05 أشهر من تحذير “الولايات المتحدة”؛ “بكين”، بأنها لن تتنازل عن الشرق الأوسط لها أو لأي شخصٍ آخر.

وبحسب صحيفة (فايننشال تايمز)، لم يُقّدم أي من الجانبين تفاصيل حول اجتماع الزعيم الصيني مع أفراد العائلة السعودية المالكة، لكن يمكن أن يوقّع البلدان اتفاقًا بشأن التعاون يتراوح بين التجارة الحرة والطاقة النووية.

وسيلتقي “شي”، خلال الزيارة، بالملك “سلمان بن عبدالعزيز آل سعود”، وولي العهد؛ الأمير “محمد بن سلمان”، ويحضر قمتين مع زعماء عرب وخليجيين.

ضغوط صينية داخلية..

وتأتي زيارة الرئيس الصيني؛ في الوقت الذي يواجه فيه ضغوطًا متزايدة في الداخل بسبب معارضة إستراتيجيته: “صفر كوفيد”، مؤكدة على رغبة “الصين” في تعزيز الروابط في منطقة تعتبرها “واشنطن” تقليديًا تقع تحت دائرة نفوذها.

ورغم أن الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، وجه رسالة إلى الزعماء العرب المجتمعين عندما زار “الرياض”؛ في تموز/يوليو الماضي، قال فيها: “لن نُغادر ونترك فراغًا تملأه الصين أو روسيا أو إيران.. الولايات المتحدة لن تذهب إلى أي مكان”، إلا أن العلاقات بينه وبين؛ “ابن سلمان”، ظلت متوترة.

سد فجوة الإهمال الأميركي..

ويرى الكثيرون في الخليج أن “الولايات المتحدة” أصبحت بعيدة بشكلٍ متزايد، وتُحاول التركيز على مناطق أخرى من العالم، وأن “الصين” من بين الدول التي تحرص على سد أي فجوة قد يتركها الإهمال الأميركي.

وفي هذا الإطار؛ قال “غيداليا آفترمان”، الخبير في شؤون الصين والشرق الأوسط في معهد (آبا إيبان) للدبلوماسية والعلاقات الخارجية في “إسرائيل”: “يعتقد الجميع أن الولايات المتحدة في طريقها للخروج (..)

 

وفي المعركة الإستراتيجية بين واشنطن وبكين، فإن كل: 10 أمتار يقترب بها السعوديون من الصين لا تعتبر فوزًا لبكين فحسب، بل انتصارًا مزدوجًا، لأن السعوديين يبتعدون أيضًا عن الولايات المتحدة”.

تحذير من فخ النزاعات “الصينية-الأميركية”..

ومع ذلك؛ يُحذر المسؤولون الخليجيون من الوقوع في فخ أي نزاعات “صينية-أميركية”، ويعتقدون أنه يتعين عليهم الحفاظ على العلاقات بين القوتين الكبيرتين.

حيث أن “السعودية والإمارات” تحديدًا؛ تعتمدان على “واشنطن” كموردٍ رئيس للمعدات العسكرية والحماية، وسيكون من المستحيل تقريبًا استبدال ما تورده “الولايات المتحدة” بما تقدمه “الصين”.

انفتاح خليجي على التنويع..

لكن ذلك لم يمنع “السعودية” ودول الخليج الأخرى؛ من الاقتراب من “بكين”، بشأن التعاون في التجارة والتكنولوجيا، بما في ذلك تكنولوجيا الصواريخ (الباليستية) والطائرات القتالية المُسيّرة.

وفي السياق؛ قالت “نيسا فيلتون”، كبيرة المديرين في شركة (غينيس إنتل تراك) الاستشارية: “في حين أن الصين لا تُشّكل حاليًا تهديدًا للدور التاريخي للولايات المتحدة كضامن للأمن الإقليمي، إلا أن العلاقات (الخليجية) المتزايدة معها.. يحتمل أن تُمثل إشكالًا لمصالح الولايات المتحدة على المدى الطويل”.

مضيفة أن: “هذا التعاون الأوسع نطاقًا – الاستعداد لمزامنة السياسة الخارجية للصين مع أجنداتها المحلية – يُشير إلى الانفتاح (الخليجي) على التنويع بعيدًا عن العلاقات التقليدية مع الولايات المتحدة.”

يحتاج إلى صرف الانتباه..

وفي الداخل الصيني؛ يواجه “شي” قلقًا واسع النطاق بسبب الركود الاقتصادي الحاد والمعارضة المتزايدة لسياساته، والتي اندلعت في احتجاجات أواخر الشهر الماضي في العديد من المدن الكبرى، وهو ما ربطته “ويلي لام”، الخبير في سياسة بكين في الجامعة الصينية بـ”هونغ كونغ”، بزيارة الرئيس الصيني إلى “السعودية”، زاعمة: “يحتاج شي جين بينغ؛ إلى صرف الانتباه بسبب عدم الرضا المحلي”.

وتصّدرت “السعودية” وجهات الاستثمار الصيني في منطقة الخليج على مدار العشرين عامًا الماضية، بإجمالي: 106.5 مليار دولار، متقدمة على “الكويت”: بـ 97.6 مليار دولار، و46 مليار دولار لـ”الإمارات”، وفقًا لبيانات (غينيس إنتل تراك).

علاقات مدعومة بـ”النفط”..

كما أن العلاقات بين “بكين” و”الرياض” مدعومة بـ”النفط”، إذ أن “السعودية” هي أكبر مورد للخام إلى “الصين”، والأخيرة هي الشريك التجاري الأكبر للمملكة.

لهذا سيّلوح “النفط” في الأفق بشكلٍ كبير خلال زيارة “شي” إلى “السعودية”، الأمر الذي يُثيّر قلق الإدارة الأميركية، خاصة فيما يتعلق بمجالات تعاون بعينها، مثل تزويد “الصين” للمملكة بتكنولوجيا اتصالات الجيل الخامس، فضلاً عن وجود مؤشرات على احتمال سماح بعض الدول الخليجية بإنشاء قواعد عسكرية صينية على أراضيها.

اعتراضات ومخاوف أميركية..

وفي السياق؛ أشارت الصحيفة البريطانية إلى أن “الإمارات” أغلقت، العام الماضي، منشأة عسكرية صينية بعد اعتراضات أميركية، ونقلت عن “بريت ماكغورك”؛ كبير مسؤولي الشرق الأوسط في إدارة “بايدن”، قوله، في مؤتمر بـ”البحرين”، الشهر الماضي: “هناك شراكات معينة مع الصين من شأنها أن تخلق سقفًا لما يمكننا القيام به”.

وكانت “الولايات المتحدة” قد اتفقت مع “السعودية” على التعاون بنقل تكنولوجيا اتصالات الجيل الخامس إلى المملكة، لكن “الرياض” لا تزال تواصل تعاونها مع شركة (هواوي) الصينية، التي فرضت عليها “الولايات المتحدة” عقوبات، باعتبارها مخلب: “تجسّس” مزعوم.

كما أثيرت مخاوف في “الولايات المتحدة” بسبب تكنهات بشأن توقيع “السعودية” اتفاقًا مع “الصين” لتسوية تجارة “النفط”؛ بـ”اليوان” الصيني.

وبينما أفاد مسؤولون سعوديون أنهم أبلغوا نظراءهم الأميركيين بأن أي صفقة من هذا القبيل لن تشمل تجارة “النفط”؛ التي تتم بـ”الدولار” حاليًا، بل ستمتد إلى قطاعات أخرى، قال مسؤول سعودي كبير إنه ليس على علم بأي صفقة تجارية بشأن “النفط” مع “الصين” هذا الأسبوع، لكن اعتبر أنه: “لن يكون هناك خطأ في القيام بذلك”؛ حسب تعبيره.

مخاوف من انقسام العلاقات “الأميركية-السعودية”..

من جهته؛ قال “أيهم كامل”؛ رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجموعة (أوراسيا) إن: “الرياض تعمل وفق حسابات إستراتيجية لابد وأن تستوعب بكين لأنها الآن شريك اقتصادي لا غنى عنه”.

وقال المحللون إنه على الرغم من أن “الولايات المتحدة” لا تزال الشريك المفضل لدول الخليج، التي تعتمد عليها لأمنها، فقد بدأت “الرياض” تضع سياسة خارجية تخدم تحولها الاقتصادي الوطني مع إبتعاد العالم عن الهيدروكربونات، شريان الحياة لـ”السعودية”.

وأكد “كامل” أن: “هناك بالتأكيد خطر أن يؤدي تعزيز العلاقات مع الصين إلى نتائج عكسية؛ وإلى مزيد من الانقسام في العلاقات (الأميركية-السعودية)… ولكن ولي العهد السعودي لا يقوم بالتأكيد بذلك بدافع الحقد”.

انتقادات لسجل حقوق الإنسان..

وفي علامة على الغضب من الانتقادات الأميركية لسجل “الرياض” في مجال حقوق الإنسان، قال الأمير “محمد بن سلمان”، لمجلة (ذا آتلانتك)؛ في آذار/مارس، إنه لا يهتم بما إذا كان الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، قد أساء فهم أمور تتعلق به، قائلاً إن على “بايدن” التركيز على مصالح “أميركا”.

كما أشار في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السعودية الرسمية؛ في الشهر نفسه، إلى أنه رغم أن “الرياض” تهدف إلى تعزيز علاقاتها مع “واشنطن” فيمكنها أيضًا أن تختار تقليص: “مصالحنا”، الاستثمارات السعودية، في “الولايات المتحدة”.

وتعمل “السعودية” على تعزيز العلاقات الاقتصادية مع “الصين”. و”الرياض” أكبر مورد للنفط لـ”الصين” رغم أن “روسيا”، العضو أيضًا مثل “السعودية”، في مجموعة (أوبك+)، زادت حصتها في السوق الصينية بوقود منخفض السعر.

كذلك تضغط “بكين” أيضًا لاستخدام عُملتها؛ “اليوان”، في التجارة بدلاً من “الدولار الأميركي”. وسبق أن هددت “الرياض” بالتخلي عن بعض تعاملات “النفط”؛ بـ”الدولار”، لمواجهة قانون أميركي محتمل يعرض أعضاء (أوبك) لدعاوى قضائية لمكافحة الاحتكار.

وتشهد العلاقات “الأميركية-السعودية” توترًا بالفعل بسبب حقوق الإنسان والحرب اليمنية التي تقود فيها “الرياض” تحالفًا عسكريًا. وقد زادت توترًا خلال حكم إدارة “بايدن” بسبب حرب “أوكرانيا” وسياسة (أوبك+) النفطية.

استقبال فخم..

وقال دبلوماسيون إن “شي” سيحظى باستقبال فخم على غرار ما حدث مع الرئيس السابق؛ “دونالد ترامب”، عندما زار المملكة؛ عام 2017، وعلى النقيض من الزيارة غير الملائمة التي قام بها؛ “بايدن”، في تموز/يوليو، والتي كانت تهدف إلى إصلاح العلاقات مع “الرياض”.

واستقبل العاهل السعودي؛ الملك “سلمان”؛ “ترامب”، في المطار وسط ضجة كبيرة في الوقت الذي توصل فيه إلى عقود للصناعة العسكرية الأميركية؛ بأكثر من: 100 مليار دولار. وقلل “بايدن”، الذي تعهد في الماضي بجعل “الرياض”: “منبوذة” بسبب مقتل “خاشقجي”، من أهمية اجتماعاته مع الأمير “محمد بن سلمان”، الذي لم يُصافحه واكتفى بملامسة بقبضة اليد.

وقال دبلوماسيون إن من المتوقع أن يوقع الوفد الصيني عشرات الاتفاقيات مع “السعودية” ودول عربية أخرى؛ تشمل الطاقة والأمن والاستثمارات. ويُركز الأمير “محمد بن سلمان”، على تنفيذ خطة التنويع الخاصة بـ (رؤية 2030)؛ لإنهاء اعتماد الاقتصاد على “النفط” من خلال إنشاء صناعات جديدة، من بينها تصنيع السيارات والأسلحة؛ وكذلك الخدمات اللوجستية، على الرغم من أن الاستثمار الأجنبي المباشر يتسم بالبطء.

وتستثمر “السعودية” بشكلٍ كبير في البنية التحتية الجديدة والمشاريع العملاقة في السياحة والمبادرات؛ مثل منطقة (نيوم)؛ التي تبلغ تكلفتها: 500 مليار دولار، فيما يُمثل ربحًا كبيرًا لشركات البناء الصينية.

وقالت “السعودية” وحلفاؤها الخليجيون إنهم سيواصلون تنويع الشراكات لخدمة المصالح الاقتصادية والأمنية على الرغم من تحفظات “الولايات المتحدة” بشأن علاقاتهم مع كل من “روسيا” و”الصين”.

يُثبّت أهمية “الرياض” العالمية..

وقال “جوناثان فولتون”؛ من (آتلانتك كاونسل)، إن الأمير “محمد بن سلمان”، يُريد أن يُثبّت لمؤيديه في الداخل أن “الرياض” مهمة للعديد من القوى العالمية. وقال: “ربما يُشير إلى الولايات المتحدة أيضًا ولكنه… مهتم بشكلٍ أكبر بما يراه الناس داخل المملكة”.

وقال المحلل السعودي؛ “عبدالعزيز صقر”، رئيس مركز (الخليج) للأبحاث؛ ومقره “الرياض”، لتلفزيون (الشرق) للأخبار السعودي؛ إن الدول العربية تُريد إبلاغ الحلفاء الغربيين أن لديها بدائل وأن علاقاتهم تستند في المقام الأول إلى المصالح الاقتصادية.

وقال “جون ألترمان”؛ مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز (واشنطن) للدراسات الإستراتيجية والدولية؛ إنه على الرغم من أن العلاقات السعودية مع “الصين” تنمو: “بسرعة أكبر بكثير” من العلاقات مع “الولايات المتحدة” إلا أن العلاقات الفعلية ليست مماثلة. وأضاف أن: “العلاقات مع الصين تتضاءل مقارنة بالعلاقات مع الولايات المتحدة من حيث التعقيد والألفة”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب