12 يناير، 2025 12:30 م

وسط رفض من المتظاهرين والمسؤولين .. “شمخاني” زار العراق لإبقاء “عبدالمهدي” في منصبه !

وسط رفض من المتظاهرين والمسؤولين .. “شمخاني” زار العراق لإبقاء “عبدالمهدي” في منصبه !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في زيارة أثارت العديد من علامات الاستفهام، بسبب توقيتها الذي يأتي وسط أزمات سياسية شائكة يخوضها “العراق”، فزيارة الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، “علي شمخاني”، إلى “بغداد”، هي الأولى لمسؤول إيراني بارز، عقب مقتل القائد السابق لـ (فيلق القدس)، التابع لـ”الحرس الثوري” الإيراني، “قاسم سليماني”، قرب “مطار بغداد الدولي”.

وكان “سليماني”، ومعه نائب رئيس هيئة (الحشد الشعبي) العراقي، “أبومهدي المهندس”، قد لقيا حتفهما، في الثالث من كانون ثان/يناير الماضي؛ بضربة جوية لطائرة أميركية بدون طيار، استهدفت موكبهم قرب “مطار بغداد”، الذي وصله، “سليماني”، قادمًا من “سوريا”.

ووصل أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، “علي شمخاني”، السبت الماضي، إلى العاصمة، “بغداد”، على رأس وفد سياسي وأمني رفيع المستوى، حيث إلتقى بعدد من المسؤولين العراقيين على رأسهم رئيس الجمهورية، “برهم صالح”، ورئيس الوزراء المستقيل، “عادل عبدالمهدي”، ومستشار الأمن الوطني، “فالح الفياض”، ورئيس جهاز المخابرات، “مصطفى الكاظمي”.

ووضع المتابعون للشأن الإيراني والخبراء؛ مجموعة من التكهنات التي تدور حول سبب الزيارة، حيث رأوا أنها تحمل في طياتها العديد من الملفات، وليس فقط الأمور الشكلية البروتوكولية، التي يتم سردها في وسائل الإعلام الحكومية في البلدين، بل ربما هنالك أكثر من سيناريو تحمله زيارة “شمخاني” إلى “العراق”.

يطرح إمكانية بقاء “عبدالمهدي”..

في هذا الإطار، كشف مصدر سياسي، أمس، عن السبب الرئيس وراء زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، “علي شمخاني”، إلى “العراق”.

وقال المصدر، في حديث لـ (السومرية نيوز)؛ أن: “الهدف الرئيس وراء زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، إلى العراق هو من أجل طرح إمكانية إبقاء رئيس الوزراء المستقيل، عادل عبدالمهدي، بالمنصب لحين إجراء انتخابات مبكرة”.

وأضاف أن: “شمخاني التقى بالقيادات السياسية الشيعية، وأبلغهم من خلال مستشار الأمن الوطني، فالح الفياض، بشأن ذلك”، مشيرًا إلى أن: “عددًا من القيادات رفضت هذا المقترح، بينهم رئيس ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، ورئيس المجمهورية، برهم صالح”.

دليل على الفشل في اختيار رئيسًا للوزراء..

فيما رأى نائب رئيس الوزراء السابق، “بهاء الأعرجي”، أن زيارة الوفد الإيراني لـ”العراق”؛ “دليل على فشلنا باختيار رئيس الوزراء”.

وقال “الأعرجي”، عبر تغريدة على منصة (تويتر): “عجْزُنا عن حلِّ مشاكلنا؛ يعني السماح لبعض دول الجوار بالتدخل بشؤوننا”، مبينًا: “وما زيارة الوفد الإيراني الرفيع اليوم؛ إلا دليل على فشلنا باختيار رئيسٍ للوزراء !”.

التدخل بالشأن السياسي أمر مرفوض..

أما النائب عن تحالف (القوى)، “عبدالله الخربيط”، علق بأن: “زيارات المسؤولين بين الدول أمر طبيعي”، مبينًا: “لدينا الكثير من المتعلقات مع إيران، إضافة إلى الدور الذي من الممكن أن يلعبه العراق كوسيط بين إيران من جهة، والغرب والدول العربية من جهة أخرى”.

وتابع: “لا نعرف ماهية زيارة شمخاني، فلو كانت في هذا الإطار فهو أمر طبيعي ومُرحب به، وكلما زاد التنسيق بين البلدين هو أمر إيجابي”.

وأستدرك “الخربيط”؛ أنه: “لو كانت الزيارة تدخل في إطار التدخل بالشأن السياسي في العراق، أو محاولة فرض حلول لمرشح رئاسة الحكومة، أو حتى لمجرد التلميح بذلك، فهو أمر مرفوض، سواء من إيران، أو من أي دولة من دول الجوار، أصدقاء كانوا أم أعداء”.

الخلافات أكبر من قدرته على الحل !

كما أكدت جبهة (الإنقاذ والتنمية)، التي يرأسها “أسامة النجيفي”: أن “أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، غير قادر على حسم ملف تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، المتعثر”.

وقال القيادي في الجبهة، “أثيل النجيفي”، في تصريح صحافي: “لا نعتقد أن كل زيارة لمسؤول إيراني إلى العراق تعني أنه سيُعين رئيس وزراء، فهذا نوع من المبالغات”، مبينًا: “إن القوى السياسية الشيعية، الموالية لإيران معروفة، وهي لا تحتاج إلى زيارة مسؤول إيراني إلى العراق، فتواصلها مستمر ودائم”.

وبَين “النجيفي”: “أن الخلاف داخل البيت السياسي الشيعي؛ أكبر من قدرة شمخاني على حله، فالخلافات داخل هذا البيت تتعلق بالمصالح، ولهذا حسم الملف صعب جدًا، أكبر من أي تدخل إيراني”.

محاولة لإعادة ترتيب المشهد..

بدوره؛ يرى المحلل السياسي، “إحسان الشمري”، في تغريدة بموقع (تويتر)؛ أن: “زيارة شمخاني للعراق، تُمثل ذلك القلق العميق من إرتباك حلفائها ومحاولة لإعادة ترتيب التأثير في المشهد السياسي، ورسالة من طهران لواشنطن بسرعة الإمساك وملء فراغ سليماني”.

لسد ثغرات غياب “سليماني”..

في حين يقول المحلل السياسي، “هشام الهاشمي”، في تغريدة له؛ أن: “شمخاني جاء لسد الثغرات في الملف السياسي، التي أحدثها غياب سليماني، وعجز بديله قاآني عن إنجاز المهمة”.

وسرد “الهاشمي” عدة أهداف تتعلق بزيارة “شمخاني”، منها أنها جاءت لـ”التأكيد على إنجاز مهمة إخراج القوات الأميركية والتحالف الدولي من العراق، واختيار رئيس وزراء جديد ومساعدة البيت السياسي الشيعي في ذلك”، فضلًا عن: “تفعيل التفاهمات الاقتصادية (العراقية-الصينية)”.

وكان “شمخاني”، قد أكد عقب وصوله إلى “العراق”، على أهمية تعزيز التعاون، لاسيما في المجالات الصحية والعلاجية لمواجهة مخاطر “كورونا”، مضيفًا أن الشعب العراقي “يستحق الاستقرار وأن العراق يجب أن يستعيد دوره الإقليمي والدولي”.

لتوحيد البيت الشيعي..

قال الباحث السياسي العراقي، “مجاهد الطائي”، في تغريدة عبر (تويتر)، إن زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، “علي شمخاني”، لـ”العراق”؛ تهدف للمساهمة في توحيد قوى البيت الشيعي على مرشح محدد لرئاسة الحكومة العراقية، مما يُعتبر أكبر دليل على الفشل في أن يكون القرار عراقيًا، وضربة لجميع من يدعي الإصلاح ومنع التدخلات الخارجية، في وقت ليس للحكومة مهامٍ سوى تصريف الأعمال؛ ليس من ضمنها اللقاءات مع المسؤولين. متسائلًا: “أين المدافعين عن السيادة ؟”.

تكليف بإدارة الملف العراقي..

المحلل السياسي العراقي، “فلاح المشعل”، يرى أن زيارة “شمخاني” تكليف له بإدارة الملف العراقي؛ بجانب الاقتصادي والسياسي والأمني، خلفًا لـ”قاسم سليماني”.

وفي السياق؛ قال المحلل السياسي العراقي، “غانم العابد”، إن زيارة “علي شمخاني” أتت كمحاولة لتدارك التداعيات التي تحدث في “العراق” في محاولة لتشكيل الحكومة، وسد الفراغ بعد تصفية “قاسم سليماني”، ويضيف إنه من الواضح أن خليفة سليماني، “قاآني”، فشل في سد هذه الثغرة. ولفت “العابد” إلى أن زيارة “شمخاني” فشلت في تحقيق النتائج.

وأشار “العابد” إلى أن الواقع والشارع العراقي يقولان إن “إيران” خسرت “العراق”، بعد المظاهرات التي خرجت تطالب بإقتلاعها من البلاد، ولم يُعد لديها أي ورقة سوى ورقة تشكيل الحكومة، مضيفًا أن “طهران” تسعى لأن يكون رئيس الحكومة الجديد من ضمن معسكرها، وتسعى لمحاولة إسقاط ورفض أي مرشح محسوب على المحور الأميركي، أو أي مرشح يرفض تغلغلها.

سؤال يُحرج “شمخاني” !

وفي سؤال محرج؛ علق الكاتب الصحافي العراقي، “شاهو القرداغي”، على زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، “علي شمخاني”، لـ”العراق”.

وقال في تغريدة عبر (تويتر): “أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في زيارته للعراق يُشيد بالمظاهرة المليونية لإخراج أميركا من العراق؛ ويقول أن هذه الخطوة جديرة بتقدير خاص”.

وأضاف: “وماذا عن المظاهرات اليومية التي كانت تُطالب بإخراج إيران من العراق ودفعت أكثر من 700 شهيد وآلاف الجرحى في سبيل إيصال هذه الرسالة ؟”.

رفض زيارة “شمخاني” للعراق..

وكان محتجو التظاهرات قد رفضوا هذه الزيارة؛ مؤكدين إنها جاءت لتفرض على الشعب العراقي رئيسًا للوزراء يُذعن بالولاء المطلق لـ”إيران”.

وقالت “اللجنة المنظمة لمظاهرات تشرين”، في بيان، إن زيارة “شمخاني” تأتي “بعد أن فشلت أحزاب العملية السياسية الفاسدة ومليشياتها المجرمة في تمرير مرشحيها؛ بسبب إصرار الثوار على رفض كل الأحزاب ومرشحيهم، والمطالبة بإسقاط نظام المحاصصة الطائفية الفاشل وأحزاب الفساد والخراب”.

وأضافت أن استمرار النظام الإيراني، الحاقد على “العراق” وأهله؛ بالتدخل في شؤون “العراق” الداخلية ما هو إلا تحدٍ صارخ لإرادة العراقيين الرافضة للوجود الإيراني وذيوله الذين نبذهم الشعب العراقي، لما تسببوا به من خراب ودمار لـ”العراق” وتسلطهم على خيرات “العراق” ونهب ثرواته والإستخفاف بسيادته، التي أصبحت أسيرة الهيمنة الإيرانية في إنتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة.

وشددت اللجنة على أن: “ثوار تشرين؛ الذين قدموا مئات الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى والمغيبين قسريًا كان لاستعادة الوطن من الذيول والفاسدين، بعد أن صدحت حناجر الشهداء والمصابين والشعب العراقي كله بالهتاف الشهير الذي هزّ آفاق الدنيا: (إيران بره بره .. بغداد تبقى حرة)، والعراقيون جميعًا يستنكرون زيارة شمخاني، ولسان حالهم يقول: شمخاني عُــد من حيث أتيت فلا أهلًا ولا سهلًا بك؛ لأنك رمز للقتل والإرهاب وشعب العراق بكل فئاته يرفض وجودك المشبوه، وقراراتك مع عملائك في العراق مرفوضة ولا قيمة لها عند الشعب العراقي الحر، لأن الشعب لن يتراجع إلا بإقتلاع أحزابكم ومليشياتكم في العراق؛ ليحيا العراق حرًا آبيًا عربيًا خاليًا من أي تدخل أجنبي خارجي”.

وكان “محمد توفيق علاوي”، قد أعلن في وقت متأخر من مساء الأحد الماضي، تنحيه عن مهمة تشكيل الحكومة بسبب ما قال إنها: “عراقيل” وضعتها قوى سياسية أمام تمرير حكومته؛ خلفًا لرئيس الوزراء المستقيل، “عادل عبدالمهدي”، بعد إخفاق البرلمان في عقد جلسة استثنائية للتصويت على منح الثقة لحكومته.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة