19 أبريل، 2024 5:15 ص
Search
Close this search box.

وسط خفايا اتفاق تطبيع السودان مع إسرائيل .. هل يزيد “تطبيع البرهان” انقسام الخرطوم وانفجار الشارع ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

وصل قطار التطبيع إلى محطته الثالثة داخل الدول العربية؛ فبعد “الإمارات” و”البحرين”، أعلن قادة “الولايات المتحدة” و”إسرائيل” و”السودان”، في بيان مشترك الجمعة رسميًا، عن توصل “الخرطوم” و”تل أبيب” لاتفاق لتطبيع العلاقات بينهما.

وأكد البيان أن الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، ورئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، “عبدالفتاح البرهان”، ورئيس الحكومة السودانية، “عبدالله حمدوك”، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، بحثوا هاتفيًا: “التقدم التاريخي الذي أحرزه السودان نحو الديمقراطية ودعم السلام في المنطقة”.

وينص البيان المشترك على أن الاتفاق المبرم يقضي بإقامة علاقات اقتصادية وتجارية بين إسرائيل والسودان مع التركيز مبدئيًا على الزراعة.

وشدد البيان على أن الولايات المتحدة “ستتخذ خطوات لاستعادة حصانة السودان السيادية وتشجيع الشركاء الدوليين على تخفيف أعباء ديون السودان”، مضيفًا أن الشعب السوداني يقرر مصيره بعد “عقود من الديكتاتورية العنيفة”.

رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب..

وكهدية للسودان على اتخاذه تلك الخطوة، أعلن “البيت الأبيض”، أمس، أن الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، قد أبلغ “الكونغرس” رسميًا عزمه رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

وجاء في بيان “البيت الأبيض”: “أبلغ الرئيس، دونالد ترامب، الكونغرس، بإعتزامه إلغاء إدراج اسم السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب رسميًا”.

ويأتي ذلك في أعقاب موافقة السودان على تسوية بعض مطالبات ضحايا الإرهاب وعائلاتهم من الولايات المتحدة.

وفي إطار تنفيذ هذه الاتفاقيات، قامت الحكومة الانتقالية السودانية، أمس، بتحويل 335 مليون دولار إلى حساب ضمان.

إدانات فلسطينية..

وتوالت الإدانات الفلسطينية لهذا الاتفاق، فقد أعلنت الرئاسة الفلسطينية رفضها توصل “السودان” و”إسرائيل” إلى اتفاق على تطبيع العلاقات بين الدولتين، الذي جرى إعلانه، الجمعة، برعاية أميركية.

وقالت الرئاسة الفلسطينية، في بيان؛ إنها تؤكد: “إدانتها ورفضها لتطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي التي تغتصب أرض فلسطين، لأن ذلك مخالف لقرارات القمم العربية، وكذلك لمبادرة السلام العربية المقرة من قِبل القمم العربية والإسلامية، ومن قِبل مجلس الأمن الدولي وفق القرار 1515”.

وشدد البيان على أنه: “لا يحق لأحد التكلم باسم الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية”، مُشيرًا إلى أن: “القيادة الفلسطينية سوف تتخذ القرارات اللازمة لحماية مصالح وحقوق شعبنا الفلسطيني المشروعة”.

في سياق متصل، انتقد قادة فلسطينيون، الاتفاق، ووصفه أحدهم بأنه: “طعنة خطيرة في ظهر الشعبين الفلسطيني والسوداني”.

وقال “مصطفى البرغوثي”، رئيس “حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية”؛ إن الاتفاق “لن يؤثر على عزم الشعب الفلسطيني على مواصلة نضاله ومقاومته للاحتلال والفصل العنصري والتمييز العنصري، ولن يضعف عزيمته على كسب الحرية”.

واتهم “البرغوثي”، إدارة “ترامب”، بإخضاع الحكومة السودانية لـ”الإبتزاز” لفرض التطبيع، وتوقع أن “يجلب الكوارث إلى السودان”.

بينما رحبت عدة دول باتفاق التطبيع هي: “مصر والبحرين والإمارات وألمانيا”؛ فيما أدانت “إيران” تلك الخطوة.

خفايا اتفاق التطبيع..

ووقف اتفاق التطبيع بين “السودان” و”إسرائيل” عند العناوين العريضة التي تتناولها وسائل الإعلام، دون ذكر ما يحمله الاتفاق من خفايا؛ إلا أن وسائل الإعلام الإسرائيلية هي من حاولت ذلك، فقد نقل موقع (واينت) العبري عن من قال إنه مسؤول إسرائيلي رفيع قوله؛ إن العمل جارٍ على صياغة تفاهمات بين “إسرائيل” و”السودان” حول إعادة طالبي العمل السودانيين في “إسرائيل” إلى بلدهم “السودان”، وسيتم إعادة المئات منهم سنويًا، وسيتم اعتبار المرحلة الأولى على أنها عينة تجريبية.

تلك واحدة من القضايا التي يتحدث كثيرون على أنها ضمن تفاهمات خفية بين الجانبين تم الاتفاق عليها كجزء من اتفاق التطبيع، بحسبانها قضية مؤرقة للجانب الإسرائيلي.

فنحو 38 ألفًا من طالبي اللجوء الأفارقة من عدة دول من القارة السمراء، غالبيتهم من “إريتريا” 72%، و20% من “السودان”؛ يعيشون في “إسرائيل”، وقد حاولت الأخيرة ترحيلهم أكثر من مرة، لكن جميع المحاولات باءت بالفشل.

كما نقلت وكالة (أسوشيتد برس)، عن مسؤول أميركي؛ قوله إن: “السودان وافق على إدراج تنظيم (حزب الله) ضمن قائمة الإرهاب”.

وبحسب القناة الإسرائيلية (i24)؛ فإن أمورًا كثيرة ومثيرة تتكشف بعد إعلان تطبيع العلاقات بين “السودان” و”إسرائيل” بوساطة أميركية، وبعد الإعلان عن موافقة الرئيس، “ترامب”، رفع اسم “السودان” من لائحة “الدول الراعية للإرهاب”، والتي أدرج فيها منذ 28 عامًا.

يزيد من انقسام السودان..

تعليقًا على تلك الخطوة، يقول الباحث السياسي السوداني، “مجدي مصطفى”، أن العسكر الذين توافقنا على استمراريتهم في “الوثيقة الدستورية” للعبور إلى ما بعد الانتقال، اختطفوا القرار السياسي والقرار التنفيذي للحكومة الانتقالية، واستطاعوا أن يرتموا في أحضان “محور الإمارات”، ويذهبوا بالشعب السوداني إلى هذا التطبيع المذل، والذي لا يرتبط برفع العقوبات، كما أن هذا القرار سيزيد الانقسام في المجتمع السوداني المنقسم أصلاً.

ضغط للقبول بالسياسة الأميركية..

من جهته؛ يقول أستاذ القضية الفلسطينية في جامعة “القدس” المفتوحة، “أسعد العويوي”، أن التطبيع السوداني يأتي في سياق السياسة الأميركية التي تريد أن تفرض رؤيتها السياسية على أي جهة أخرى تريد أن تفرض أجندتها في هذه المنطقة وفق الشرعية الدولية، وبالتالي هذه السياسات الأميركية تعبر عن سياسة اليمين الفاشي المتطرف في إسرائيل، بأن تحضر دول عربية كرهًا أوطوعًا للتطبيع مع إسرائيل.

ولفت “العويوي” إلى أن بعض دول الخليج تأتي طوعًا، فهي ليست بحاجة للأموال، وإنما هي منخرطة في السياسة الأميركية في الشرق الأوسط الجديد. وبالنسبة للسودان، ونتيجة  لهذا الحصار الطويل، وسياسة التجويع فرضت على البلد أن يأتي مكرهًا إلى عملية التطبيع لينخرط في هذه الأجندة الأميركية. ولهذه الاتفاقات تداعيات سلبية على القضية الفلسطينية، كما تأتي في سياق الضغط على القيادة الفلسطينية للقبول بالرؤية الأميركية لحل الصراع في الشرق الأوسط.

لإطالة أعمار أنظمة القمع..

يقول “أسامة أبوأرشيد”، في (العربي الجديد) اللندنية؛ في مقال تحت عنوان: “السودان على درب الإذعان لإسرائيل”: “صحيح أن النظام الحاكم في السودان جاء بعد ثورة شعبية، أطاحت نظام عمر حسن البشير، العام الماضي، واضعة حدًا لثلاثين سنة من تحكّمه في البلاد والعباد. ولكن نظام الحكم اليوم ليس ديمقراطيًا، بل يسيطر عليه العسكر تحت لافتة (مجلس السيادة). أما الحكومة فما هي إلا ديكور تجميل، حتى الولايات المتحدة والدول الغربية، التي تدّعي الدفاع عن الديمقراطية لا تطالب بتمكينها”.

مضيفًا أن: “نحن لسنا أمام نظام غير ديمقراطي في السودان فحسب، جاء بعد ثورة شعبية، بل إننا أمام عصابة اختطفت ثورة وبلدًا، وتجيّر كل شيء لمصالحها الخاصة. لو كانت عقود الإذعان والغرر مع إسرائيل تأتي بالسمن والعسل، لكان الأوْلى أن يشهد الحال في مصر والأردن على ذلك. لكن الحقيقة المُرَّةَ أن مثل تلك الاتفاقات لا تأتي بخير لشعوبنا، بل هي مصممة لإطالة أعمار أنظمة القمع. والسودان تحت حكم الفاسدين، كغيره من دول عربية أخرى”.

تطبيع “البرهان”..

وتقول صحيفة (العالم) الإيرانية؛ في مقال تحت عنوان: “تطبيع البرهان وليس تطبيع السودان”، إن:  “الطرف السوداني الذي وقع على قرار التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، إلى جانب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ورئيس وزراء الكيان الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، هو رئيس المجلس السيادي السوداني الانتقالي، عبدالفتاح البرهان، ورئيس الحكومة السودانية الانتقالية، عبدالله حمدوك، أي أن الرجلين لا يملكان تفويضًا للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي، نظرًا لتناقض ذلك مع المهمة المنوطة بهما، للأخذ بيد السودان للعبور من المرحلة الانتقالية، التي حددتها الوثيقة الدستورية لحكم الفترة الانتقالية بعد عزل الرئيس السوداني، عمر البشير”.

وتضيف الجريدة أنه: “يبدو أن العسكر في المجلس السيادي، استشعروا حاجة الرئيس الأميركي الملحة لإنجاز، يسعفه في معركته الانتخابية التي دخلها دون إنجاز يذكر، فقرروا أن يضربوا عصفورين بحجر واحد من خلال التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، الأول إرضاء أسيادهم في دبي والرياض، والثاني الإنقضاض مستقبلاً على الحكم وحذف شركاءهم من قوى إعلان الحرية والتغيير من المشهد السياسي، بدعم أميركي إسرائيلي سعودي إماراتي” .

تحذير من رد فعل الشارع..

بينما توضح (الأخبار) اللبنانية؛ أنه: “بانتظار إنضمام السعودية، الذي بات قاب قوسين يكون عقد التطبيع قد أكتمل، بما يرتضيه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ̕إنجازًا̔ يخوض على أساسه ما تبقّى من أيام تسبق الانتخابات الرئاسية، في الثالث من تشرين ثان/نوفمبر. ولكن حتى في حال تأخّر السعودية في القيام بهذه الخطوة، إلى ما بعد الانتخابات”.

وفي الجريدة نفسها، تحذر “مي علي”؛ من رد فعل الشارع السوداني.

وتقول: “عاب مراقبون، على الحكومة، ضربها سياجًا من السرية، حول مسار التفاوض مع الجانب الإسرائيلي. برأيهم، هي تخشى من رد فعل الشارع، ولا سيما أنّ أسهمها لديه في حالة انخفاض. ولا يستبعد هؤلاء المراقبون، في الوقت ذاته، أن تؤدّي حالة عدم الشفافية في قضايا مصيرية مماثلة، إلى إزدياد الأصوات المناوئة للحكومة، وإن كانت غير معارضة لعملية التطبيع بحد ذاتها”.

5 دول تنتظر قطار التطبيع أولها “قطر”..

وغداة الإعلان عن تطبيع “السودان” علاقاته مع “إسرائيل”، قال “ترامب” إن: “5 دول تريد الإنضمام إلى اتفاق السلام مع إسرائيل”، مرجحًا أن تكون “السعودية” بينها قريبًا.

في السياق ذاته، زعمت القناة (13) الإسرائيلية، أن الدولة العربية التالية التي ستوقع اتفاق التطبيع مع “إسرائيل”، بعد “الإمارات والبحرين والسودان”، هي “قطر”.

وذكرت القناة العبرية، في تقرير لها؛ أنه: “بعد تصريح سابق للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن أن 5 دول عربية ستطبع علاقاتها مع إسرائيل، كثرت التساؤلات حول هذه الدول، وبعد إعلان تطبيع العلاقات مع السودان، كثر التساؤل حول هوية الدولة التالية”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب