23 ديسمبر، 2024 8:22 م

وسط حسرة إسرائيلية .. بعد إنقضاء الاتفاقية .. الأردن يستعيد الباقورة والغمر بعد 25 عام من الاحتلال !

وسط حسرة إسرائيلية .. بعد إنقضاء الاتفاقية .. الأردن يستعيد الباقورة والغمر بعد 25 عام من الاحتلال !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

بعد 25 عام، أعلن العاهل الأردني، الملك “عبدالله بن الحسين”، أمس، استعادة أراضي “الباقورة”، الواقعة شرق نقطة إلتقاء نهري “الأردن” و”اليرموك” في محافظة “إربد”، (شمال)، و”الغمر”، في منطقة “وادي عربة” في محافظة “العقبة”، (جنوب)، من الوصاية الإسرائيلية.

وبدأت السلطات الأردنية، منع الإسرائيليين من دخول الأراضي الأردنية في “الباقورة” و”الغمر”؛ بعد إنتهاء عقد يسمح للمزارعين الإسرائيليين بالعمل في تلك الأراضي بعد 25 عامًا من توقيع اتفاق سلام بين البلدين.

وقال العاهل الأردني، لدى افتتاحه الدورة العادية الرابعة لـ”مجلس الأمة”: “ستبقى مواقفنا القومية تجاه القضية الفلسطينية ودعم الأشقاء الفلسطينيين لإقامة دولتهم المستقلة وحماية مقدسات القدس ثابتة وغير قابلة للمساومة”.

وأضاف: “أعلن اليوم إنتهاء العمل بالملحقين الخاصين بمنطقتي، الغمر والباقورة، في اتفاقية السلام وفرض سيادتنا الكاملة على كل شبر منهما”.

وتم إغلاق البوابة الصفراء المؤدية إلى جسر فوق النهر، الذي يفصل بين البلدين، ويدخل منه المزارعون الإسرائيليون إلى “الباقورة”.

معاهدة “وادى عربة”..

وأنهت “معاهدة وادي عربة”، الموقعة في 26 تشرين أول/أكتوبر 1994؛ رسميًا، عقودًا من حالة الحرب بين البلدين.

و”الأردن” واحد من دولتين عربيتين فقط أبرمتا اتفاق سلام مع “إسرائيل”؛ وربط البلدين تاريخ طويل من العلاقات الأمنية الوثيقة. غير أن المعاهدة لا تحظى بالقبول على المستوى الشعبي في “الأردن”، حيث ينتشر التأييد للفلسطينيين على نطاق واسع.

علاقات متوترة..

وأكد “أوري آرييل”، وزير الزراعة الإسرائيلي؛ إن إنتهاء العمل بالاتفاق الخاص بالأرض جاء في وقت بلغت فيه العلاقات (الإسرائيلية-الأردنية) نقطة متدنية. وقال لوكالة (رويترز) للأنباء: “لسنا في شهر عسل. بل في فترة من الشجار المستمر”.

وفي أحدث مثال على ذلك؛ شعر “الأردن” بالصدمة بفعل تصريحات لرئيس وزراء إسرائيل، “بنيامين نتانياهو”، وعد فيها خلال الدعاية الانتخابية، في انتخابات أيلول/سبتمبر الماضي، بضم “غور الأردن”.

وخلال السنوات القليلة الماضية؛ تأثرت العلاقات الدبلوماسية سلبًا أيضًا بجمود عملية السلام بين “إسرائيل” والفلسطينيين وخلافات تتعلق بـ”الحرم القدسي”.

وقال “آرييل” إنه كان على الحكومة أن تتحرك في وقت سابق لمحاولة إقناع “الأردن” بتمديد العمل بالاتفاق والسماح للمزارعين بزراعة الأرض.

لكمة في الوجه..

ومع فرحة الأردنيين بعودة أرضهم إليهم، كان الأمر على الجانب الإسرائيلي بمثابة الحسرة، حيث نقلت وكالة (رويترز) للأنباء، عن مزارع في “الباقورة”، يدعى، “إيلي أرازي”، (74 عامًا)، قوله: “كان الأمر أشبه بلكمة في الوجه”، في إشارة إلى استعادة المملكة لـ”الباقورة” و”الغمر” من “إسرائيل”.

وأضاف “أرازي” أن: “مزرعته الجماعية، أو الكيبوتز، واسمها (أشدوت يعقوب ميوهاد) تزرع محاصيل في المنطقة منذ 70 عامًا؛ من بينها الزيتون والموز والأفوكادو”.

دخولهم يحتاج لتأشيرة..

من الجانب الأردني، قال رئيس مجلس النواب الأردني، “عاطف الطراونة”، إن خروج المزارعين الإسرائيليين من “الباقورة” و”الغمر” سيتم خلال شهرين، مؤكدًا على أن عودتهم إليها مرهونة بحصولهم على تأشيرة من السفارة الأردنية.

وأوضح “الطراونة”، في حديث للتليفزيون الأردني؛ أن: “من يشكك في هذا الجانب يستطيع أن يتابع، خلال الشهرين المقبلين، خروج المزارعين الإسرائيليين من أراضي الباقورة والغمر، ولن يسمح لهم بالعودة إلا من خلال (فيزا) من قِبل السفارة الأردنية”.

“الباقورة”..

و”الباقورة”؛ هي بلدة أردنيّة حدوديّة تقع شرق “نهر الأردن” ضمن “لواء الأغوار الشماليّة”، التابع لمحافظة “إربد”، حيث تبلغ مساحتها الإجماليّة حوالي 6000 كم، حيث تُعتبر “الباقورة” إحدى بنود النزاع بين “الأردن” و”إسرائيل”، منذ عقود، لوقوعها على الحدود، حيث وردت في الملحق الأول من “اتفاقية وادي عربة” في القسم الثاني (ب) تحت اسم “منطقة الباقورة / نهاريم”.

كما تُعد “الباقورة” قرية أردنية تشكل نقطة التقاء “نهر الأردن” مع “نهر اليرموك”، وقد احتلتها “إسرائيل”، عام 1950، وتدخل ضمن مناطق “لواء الأغوار الشمالية”؛ التابع لمحافظ “إربد”، وبسبب وقوعها على الحدود بين “الأردن” و”إسرائيل”.

وتضم منطقة “الباقورة”؛ معالم تاريخية مثل أول جسر يربط بين “الأردن” و”فلسطين”، قبل تأسيس “إسرائيل”، وأقدم محطة توليد طاقة كهربائية، (مشروع روتنبرغ).

“الغمر”..

كما تُعد ا”لغَمْر”؛ منطقة حدوديّة أردنيّة تقع ضمن محافظة “العقبة”، جنوب “البحر الميت”، وتُعتبر إحدى بنود النزاع الحدودي بين “الأردن” و”إسرائيل”، حيث وَرَدت في المُلحَق الأول من معاهدة السلام (الأردنية-الإسرائيلية)، عام 1994، تحت اسم “منطقة الغمر / تسوفار”.

وتمتد منطقة “الغمر”، على مساحة 4 كيلومترات مربعة وعلى طول خمسة كيلومترات بإتجاه الحدود، وتحتوي على أرضٍ زراعيّة هي ضمن ثلاث مناطق حدوديّة أردنيّة مُحتَلًّة بحكم الأمر الواقع أو تحظى “إسرائيل” فيها بإمتيازات خاصة تُفرِّغ السيادة الأردنيّة عليها من معناها.

وينص ملحقا معاهدة السلام (الأردنية-الإسرائيلية)، في البند السادس منهما، على تأجير المنطقتين لمدة 25 سنة من تاريخ دخول معاهدة السلام حيز التنفيذ، كما ينصان على تجديدهما تلقائيًا لمدد مماثلة، ما لم يخطر أي الطرفين الآخر بإنهاء العمل بالملحقين قبل سنة من تاريخ التجديد.

وفي 22 تشرين أول/أكتوبر من العام الماضي؛ أعلن الملك “عبدالله الثاني”، أن “الأردن” قرر إنهاء الملحقين اللذين سمحا لـ”إسرائيل” باستخدام أراضي “الباقورة” و”الغمر”، مؤكدًا على أن: “الباقورة والغمر أراضٍ أردنية وستبقى أردنية، ونحن نمارس سيادتنا بالكامل على أراضينا”.

توفران فرص اقتصادية للأردن..

وبحسب موقع (روسيا اليوم)، يرى مختصون أن منطقتي “الباقورة” و”الغمر”؛ توفران فرصًا اقتصادية يمكن لـ”الأردن” استغلالها عبر بوابتي السياحة والزراعة، لخلق فرص عمل للأردنيين.

ويستطيع “الأردن” الاستفادة من المنطقتين زراعيًا، وسياحيًا، سواء على المستوى المحلي أو العربي أو الدولي، في حال توفير البيئة والخدمات المناسبة فيهما.

وتضم “الباقورة” ملكيات خاصة إسرائيلية، الأمر الذي “يحتاج حلًا قانونيًا”، بحسب مساعد أمين عام سلطة وادي الأردن للأغوار الشمالية والوسطى السابق، “غسان عبيدات”، حيث عرض تعويض الإسرائيليين ماليًا عن ملكياتهم.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة