14 أبريل، 2024 11:29 ص
Search
Close this search box.

وسط توقعات بضربات أميركية .. واشنطن تستبدل انسحاب جنودها بصواريخ “باتريوت” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

يبدو أن “العراق” يستعد لصيف ملتهب بسبب الخلاف “الأميركي-الإيراني”، الذي أعلن على إثره أن “الولايات المتحدة” نشرت، خلال الساعات الأخيرة، منظومتي (باتريوت) في قاعدتي (حرير) بمحافظة “أربيل” الشمالية؛ و(عين الأسد) في “الأنبار” الغربية، فيما تنتظر منظومتان آخريان في “الكويت” نقلهما إلى “العراق” أيضًا، وذلك خلافًا لما أثير من انسحاب للقوات خلال الفترة السابقة.

نشرت “الولايات المتحدة” منظومتي صواريخ (باتريوت) للدفاع الجوي، وذلك بعد شهرين من تعرض القوات الأميركية في “العراق” لهجوم بصواريخ (باليستية) إيرانية.

وأشارت وسائل إعلام عراقية إلى أنّ إحدى بطاريات هذه الصواريخ وصلت إلى قاعدة (عين الأسد)، بمحافظة “الأنبار” الغربية، التي تنتشر فيها قوات أميركية، حيث يتم الآن تركيبها.

ونُسبت إلى مسؤول أميركي قوله إن بطارية أخرى وصلت إلى قاعدة (حرير)، شمال “أربيل”، عاصمة “إقليم كُردستان”، وأن هناك بطاريتين آخريين لا تزالان في “الكويت” في انتظار نقلهما إلى “العراق”.

ونوه إلى أنّ مسؤولين عراقيين رفيعي المستوى أشاروا، خلال اجتماع مع قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال “كينيث ماكنزي”، في شباط/فبراير الماضي، إلى أن “واشنطن” يمكن أن تمنح “بغداد” غطاءً سياسيًا، بخفض عديدها في “العراق” مع نشر الصواريخ الدفاعية.

وكان “التحالف الدولي” ضد (داعش)، بقيادة “الولايات المتحدة”، قد سحب خلال الأسبوعين الأخيرين من قواعده العسكرية لمحافظات “الأنبار” الغربية و”نينوى” و”كركوك” الشماليتين.

مطلب بنشر “باتريوت”..

وكان رئيس أركان الجيوش الأميركية، الجنرال “مارك ميلي”، قد كشف، مطلع العام الحالي، عن حاجة بلاده لنشر بطاريات (باتريوت) الدفاعية في “العراق”، عقب الهجوم الإيراني على قواعدها، مطلع كانون ثان/يناير الماضي، إثر اغتيال طائرة أميركية مُسيرة لقائد (فيلق القدس) في “الحرس الثوري” الإيراني، اللواء “قاسم سليماني”، قرب “مطار بغداد الدولي”، في الثالث من الشهر نفسه.

وتتكون أنظمة (باتريوت) من رادارات فائقة التطور وصواريخ اعتراض قادرة على تدمير صاروخ (باليستي) خلال تحليقه.. فيما أوضح مصدر عسكري أميركي أنّ هدف بلاده من الـ (باتريوت) هو حماية قواتها الموجودة الآن في عدد أقل من القواعد في “العراق”.

طيران غير مرخص في سماء العراق..

في الوقت ذاته؛ كشف “عادل عبدالمهدي”، رئيس حكومة تصريف الأعمال العراقية، عن رصد حركة طيران غير مرخص به بالقرب من مناطق عسكرية عراقية؛ محذرًا من مغبة القيام بأعمال حربية مضادة وخطيرة من دون موافقة الحكومة العراقية.

وحذر من القيام بأعمال حربية غير مرخص بها؛ معتبرًا ذلك تهديدًا لأمن المواطنين وإنتهاكًا للسيادة ولمصالح البلاد العليا داعيًا لوقف “الخروقات والأعمال الإنفرادية”.

وأضاف أن الأعمال اللاقانونية في استهداف القواعد العسكرية العراقية أو الممثليات الأجنبية هو استهداف للسيادة العراقية وتجاوز على الدولة العراقية حكومة وشعبًا.

وشدد على أن الحكومة ستتخذ كل الإجراءات الممكنة لملاحقة الفاعلين ولمنعهم من القيام بهذه الأعمال، من دون الإفصاح عن الجهات المسؤولة عنها، حيث تتبادل (كتائب حزب الله) العراقية والقوات الأميركية في “العراق”، بين الحين والآخر؛ هجمات صاروخية أو جوية.

وأشار “عبدالمهدي”، وهو القائد العام للقوات المسلحة، إلى أنّ الحكومة تتابع: “بقلق المعلومات التي ترصدها قواتنا من وجود طيران غير مرخص به بالقرب من مناطق عسكرية”.. محذرًا من: “مغبة القيام بأعمال حربية مضادة مدانة وغير مرخص بها وخطورة القيام بأي عمل تعرضي دون موافقة الحكومة العراقية”.

خطة أميركية لتدمير ميليشيات عراقية موالية لإيران..

والمطلوب أن يحصل “التحالف الدولي” على ضوء أخضر من الحكومة العراقية لتحليق أي طائرات استطلاع وطائرات مُسيّرة؛ غير أن تلك الأذونات انتهت مطلع العام الحالي. ورغم ذلك لا تزال الطائرات المُسيّرة الأميركية تُحلق في الأجواء العراقية.

وكانت صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية قد كشفت، الأسبوع الماضي، عن إعداد “وزارة الدفاع” الأميركية، (البنتاغون)، حملة لتدمير ميليشيا عراقية مدعومة من “إيران” هددت بمزيد من الهجمات ضد القوات الأميركية.

وأضافت أن بعض كبار المسؤولين، بمن فيهم وزير الخارجية، “مايك بومبيو” و”روبرت سي أوبراين”، مستشار الأمن القومي، يضغطون من أجل عمل جديد ضد “إيران” وقواتها بالوكالة، في إشارة إلى الميليشيات العراقية الموالية لها؛ ويرون فرصة لمحاولة تدميرها مع إنشغال الأخيرة بأزمة وباء “كورونا”.

إيران تُحذر من رد حازم..

على ضوء تلك التحركات، حذر “الحرس الثوري” الإيراني، أمس؛ بأن أي: “خطأ ومغامرة من الأعداء ضد إيران في أي مكان، سيكون آخر أخطائهم”، متوعدًا في بيان رسمي بمناسبة ذكرى تبني “الجمهورية الإسلامية”، قبل 41 عامًا، بـ”رد حازم ومدمر من جبهة الثورة الإسلامية”.

وتحدى الحرس إستراتيجية “الولايات المتحدة”، التي تُمارس ضغوطًا على “طهران”، بتأكيده على مواصلة ما سماه: “مسار صناعة الحضارة الإسلامية الحديثة”، في إشارة ضمنية إلى إستراتيجية “تصدير الثورة”.

من ناحية ثانية؛ نقلت وكالة (إيسنا) الحكومية، عن سكرتير “مجلس تشخيص مصلحة النظام” والقيادي في الحرس، “محسن رضايي”، قوله إن: “أي خطوة عسكرية أميركية ستكون مثل هجوم (داعش). الإرهاب والإعتداء لا يختلف بين دولة وجماعة”، مضيفًا أنه: “إذا لم تخرج أميركا من العراق، فسيخرجها الشعب العراقي”.

كما حذر “حسين أمير عبداللهيان”، مساعد رئيس البرلمان الإيراني للشؤون الدولية، “الولايات المتحدة الأميركية”، من إرتكاب أي خطأ عسكري جديد.

وكتب “عبداللهيان”، على (تويتر)؛ أن: “إعادة التمركز والتحركات العسكرية الأميركية في العراق والمنطقة قد تكون نوعًا من الحرب النفسية”.

​وتابع: “البيت الأبيض شاهد عن کثب قوة المرجعية والشعب العراقي … إن إرتكب الأميركيون أي خطأ عسكري جديد، فإنه سيؤدي بلا شك إلى انسحاب أميركي أسرع من المنطقة ونهاية الصهيونية”.

يُعطي الشرعية للمقاومة..

إلى ذلك؛ قالت جماعة عراقية مسلحة قريبة من “إيران”؛ إن نشر “الولايات المتحدة” صواريخ (باتريوت) في “العراق” يمنح الفصائل المسلحة شرعية استهدافها.

وقال نائب الأمين العام لحركة (الأبدال)، كمال الحسناوي، في تصريح صحافي، أمس، إن: “قيام القوات الأميركية بنشر منظومة صواريخ (باتريوت) يُعطي الشرعية لفصائل المقاومة من أجل مقاومة هذه القوات كونها قوات محتلة، فهذا خرق لسيادة العراق، وخطوة أعطت كامل الشرعية لاستهداف تلك القوات”.

الميليشيات تتأهب استعدادًا للضربات الأميركية..

وتتأهب الميليشيات العراقية للضربات الأميركية المحتملة، حيث إتخذت الفصائل المسلحة، إجراءات أمنية مشددة حول مقارها مع عمليات نقل لمخازن الأسلحة الثقيلة، وتغيير محل إقامة بعض قيادات تلك الفصائل خشية تنفيذ هجمات اغتيال، على غرار مقتل قائد (فيلق القدس) الإيراني، “قاسم سليماني”، الذي قُتل في غارة أميركية، قرب “مطار بغداد الدولي”، وفق مصادر أمنية وعسكرية لـ (إرم نيوز).

وقال القيادي في (كتائب سيد الشهداء)، “كاظم الفرطوسي”، إن: “معلومات استخباراتية، وصلت إلى الحكومة العراقية والأجهزة الأمنية، عن نية الولايات المتحدة الأميركية شن ضربات جوية مركزة على مواقع عسكرية تابعة للحشد الشعبي، والفصائل المسلحة”.

موضحًا أن: “رد الفصائل العراقية هذه المرة على العدوان الأميركي سيكون قاسيًا، وهذه الفصائل أكملت كافة الاستعدادات للرد المباشر، كما إتخذت إجراءات لمواجهة أي ضربة أميركية مرتقبة”.

وأكد على أن: “الفصائل العراقية لديها الإمكانيات على المواجهة المباشر مع القوات الأميركية، وسيرى الجميع ردنا هذه المرة، في حال نفذت ضربة أميركية تجاه الحشد الشعبي أو اغتيال بعض القيادات العراقية”.

في هذا السياق؛ أكد النائب عن تحالف (الفتح)، “مهدي تقي”، أن: “تصريحات، عادل عبدالمهدي، عن مخاوف من شن ضربات على مواقع عسكرية عراقية، تستند إلى معلومات دقيقة بأن واشنطن تقوم برصد عدد من المواقع بهدف قصفها خلال الأيام المقبلة”، موضحًا أن: “العراق هذه المرة لن يصمت على خرق سيادته، وسيكون رده على مختلف الأصعدة ومدعومًا سياسيًا وشعبيًا”، وفق قوله.

تقف على مفترق طرق..

ومن هنا نجد أن الميليشيات الموالية لـ”إيران” في “العراق” تقف على مفترق طرق وسط تصاعد التوترات مع “الولايات المتحدة”، وفقًا لصحيفة (جيروزالم بوست) الإسرائيلية.

وأكدت الصحيفة أنه في الوقت الذي خرج فيه عدد من المنتسبين لميليشيا (عصائب أهل الحق)، للاحتفال بانسحاب القوات الأميركية من “العراق”، كان قادة “أميركا” في “واشنطن” يضعون خطة لمواجهة هذه الميليشيات.

وذكّرت أن الجماعات المدعومة من “إيران” في “العراق” هي كتلة من الميليشيات الشيعية، تم تنظيمهم على شكل ألوية، وتم دمجهم في قوات الأمن العراقية، في 2017 و2018، مضيفة إلى أنهم مسلحون جيدًا، ويمتلكون مستودعات من الأسلحة والصواريخ والمركبات المدرعة.

اختفاء قيادات الميليشيات..

أعلنت هذه الميليشيات المسلحة، في الأيام الأخيرة، أنها مستعدة لمحاربة القوات الأميركية، في الوقت الذي يتجنب فيه قادة هذه الميليشيات الظهور علنًا في الأماكن العامة، خوفًا من ضربات الطائرات بدون طيار الأميركية، وفقًا للصحيفة العبرية.

فلم يٌر، منذ وقت طويل، بعض قيادات هذه التنظيمات، مثل رجل الدين اللبناني، الشيخ “محمد الكوثراني”، ممثل جماعة (حزب الله) اللبناني في “العراق”، و”قيس الخزعلي” قائد ميليشيا (عصائب أهل الحق)، التي وضعتها “واشنطن” على قوائم الإرهاب، في آذار/مارس المنصرم.

وأشارت الصحيفة إلى زعيم ميليشيا (النجباء) العراقية، “أكرم الكعبي”؛ قد زار “إيران”، منذ كانون ثان/يناير الماضي، عدة مرات، للتخطيط للهجوم على القوات الأميركية.

وكانت “إيران” قد أرسلت، في وقت سابق، “علي شمخاني”، رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، إلى “العراق”، للتنسيق بين الميليشيات ومواصلة الضغط على “الولايات المتحدة”.

كما صعدت ميليشيات (حزب الله) في “العراق” من تدريباتها، الأسبوع الماضي، استعدادًا لأي هجوم من القوات الأميركية، بحسب الصحيفة.

مرحلة الدعاية..

وبحسب تحليل (جيروزالم بوست)؛ أن جمع هذه الملاحظات تُشكل صورة لاستعدادات هذه الميليشيات لمحاربة القوات الأميركية، مشيرة إلى أن المسؤولين الأميركيين والقادة العسكريين تلقوا تحذيرات متكررة بشأن هجمات محتملة ضد المصالح الأميركية في “العراق”.

وكانت “واشنطن” قد أعلنت عن إعادة تمركز قواتها في “العراق”، وسحب بعض الدبلوماسيين والمدربين، ما قد يُشير إلى جهوزية “أميركا” للرد على أي إعتداء على مصالحها وفقًا للصحيفة الإسرائيلية.

أما بالنسبة للميليشيات، فأي تصعيد في هجماتها يجب أن يكون بأوامر إيرانية، وبحسب الصحيفة، فإن معظم ما تفعله الآن يقع ضمن: “مرحلة الدعاية” لاستخدامه في الجانب السياسي، وخصوصًا أن هذه الميليشيات ممثلة في “البرلمان العراقي”.

وأضافت الصحيفة أنه يجب على قادة الميليشيات أن يقرروا إذا ما كانوا مستعدين حقًا للمواجهة، وأن الأمر يستحق المخاطرة بمكاسبهم في “العراق”، مشيرة إلى أن “أميركا” رغم قلقها من تصعيد هذه الميليشيات، لكن في المقابل فإن (البنتاغون) أعد خطة للقضاء على (كتائب حزب الله) العراقية.

تحركات تُخفي نية القيام بعمل عسكري..

من جهته؛ قال رئيس مركز “أفق” للدراسات السياسية، “جمعة العطواني”، أن التحركات الأميركية الأخيرة في “العراق”، تُخفي وراءها نية القيام بعمل عسكري، يستهدف شخصيات وأماكن دينية.

“العطواني”، كشف عن توفر معلومات لدى فصائل المقاومة العراقية، تؤكد هذا الكلام، وذلك بعد أن ذكرت تقارير إعلامية ومصادر عسكرية أميركية وعراقية، أن “الولايات المتحدة” نشرت، الجمعة الماضي، منظومة (باتريوت) في قاعدة (عين الأسد) بمحافظة “الأنبار”، وقاعدة (الحرير) في محافظة “أربيل” بـ”إقليم كُردستان”، شمالي البلاد.

كما أوضح أن “العراق” يعيش حالة إحتقان بسبب التعديات المتواصلة من قِبل “واشنطن” ضد السيادة العراقية.

سيناريو أميركي يفرض نفسه..

قال الكاتب والمحلل السياسي العراقي، “أثير الشرع”، إن: “هناك سيناريو أميركي يفرض نفسه على الواقع في المنطقة، وربما هناك خطة لمحاربة جميع أنواع ما يُسمى بالمقاومة في المنطقة، ليس فقط في العراق؛ بل أيضًا في “لبنان” وحتى “فلسطين” للبدء في تجديد ما يُسمى بـ”صفقة القرن”، وقد تم الآن نصب مضادات الـ (باتريوت) على قاعدتي (عين الأسد) و(الحرير) وعلى السفارة الأميركية في “بغداد”؛ وتمركزت القوات الأميركية في هذه المناطق بعد انسحابها من 15 قاعدة في العراق”.

وأكد “الشرع” أن: “إعادة انتشار القوات الأميركية داخل العراق يُثير الشك والريبة لدى فصائل (الحشد الشعبي) وفصائل المقاومة؛ وحتى لدى الحكومة العراقية، التي صرحت على لسان، عادل عبدالمهدي، بأن هذه التحركات غير مسبوقة وربما  تكون هناك إيديولوجية جديدة لدى وزارة الدفاع الأميركية لتنفيذ بعض المهام  الجديدة”، مشيرًا إلى أن: “نشر الـ (باتريوت) يعني أنه ربما تكون هناك مواجهات قريبة”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب