وسط توقعات بسيناريوهات مفتوحة .. “إردوغان” يحصل على دعم “أوغان” ويُعقّد حسابات “كليجدار” !

وسط توقعات بسيناريوهات مفتوحة .. “إردوغان” يحصل على دعم “أوغان” ويُعقّد حسابات “كليجدار” !

خاص: كتبت – نشوى الحفني :

في خطوة من شأنها تقريب الرئيس التركي المحتمل؛ “رجب طيب إردوغان”، من الفوز، أعلن “سنان أوغان”؛ المرشح القومي الذي حل ثالثًا في جولة الانتخابات الرئاسية التركية، مساء أمس ، دعمه للرئيس المنتهية ولايته؛ “رجب طيب إردوغان”، في جولة الإعادة التي ستجري في 28 من آيار/مايو الجاري.

وندّد مرشح تحالف أحزاب المعارضة المنافس لـ”إردوغان”؛ “كمال كليجدار أوغلو”، بهذا القرار، داعيًا الأتراك الذين لم يصّوتوا في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، للمشاركة و”إنقاذ البلاد”.

أربعة مطالب..

وقال “أوغان”؛ الذي كان حاز: 5.2% من الأصوات في الدورة الأولى: “أطلب من الناخبين الذين صّوتوا لنا في الجولة الأولى أن يصّوتوا لإردوغان في الجولة الثانية”.

وأشار إلى أنه أجرى لقاءات مع “إردوغان” و”أوغلو”، مضيفًا: “عّبرنا عن خطوطنا الحمراء دون أي مسّاومة أو مشاركة أو التزام”، لافتًا إلى أن قراره بدعم “إردوغان” جاء بعد مشاورات ورسائل من القاعدة.

وأوضح أنه عرض أربعة قضايا رئيسة، الأولى هي قضية طالبي اللجوء في “تركيا” لما لها تكاليف أمنية واقتصادية واجتماعية، وواقع الزلازل في “تركيا”، باعتبارها قضية أمن قومي مُلحة، وإعادة النظر في السياسات المتعلقة بالاقتصاد التركي، وإزالة الامتدادات السياسية للإرهاب من السياسة التركية، في إشارة للأحزاب الكُردية التي يُصنفها البعض امتدادًا لحزب (العمال الكُردستاني)، وفق موقع صحيفة (زمان) التركية.

إنقاذ البلاد..

على (تويتر)؛ سّارع “كيليجدار أوغلو” إلى التعليق منّددًا: “بهؤلاء الذين يبيعون هذا الوطن الجميل”.

وقال: “نحن قادمون لإنقاذ هذا البلد من الإرهاب واللاجئين”، داعيًا: “الثمانية ملايين مواطن الذين لم يتوجهوا إلى صناديق الاقتراع؛ في 14 آيار/مايو، وكل شبابنا، إلى التصويت”.

وكان “أوغلو” قد وعد بإعادة: 3.7 ملايين لاجيء سوري يُقيمون في البلاد، إلى ديارهم في حال انتخب.

ومن شأن قرار “سنان أوغان”، دعم “إردوغان”، تعقيد الظروف أمام “كليجدار أوغلو”؛ الذي يتأخر بنسّبة: 5% تقريبًا عن “إردوغان”، وفق نتائج جولة الانتخابات الرئاسية الأولى.

وأعلن زعيم حزب (العدالة) التركي؛ “وجدت أوز”، في وقتٍ سابق من يوم الإثنين، أن الحزب وافق على تأييد زعيم المعارضة؛ “كمال كليجدار أوغلو”، في مواجهة الرئيس الحالي؛ “رجب طيب إردوغان”، في جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة.

احتمالات مفتوحة..

ويرى الباحث التركي؛ “بكر أغيردير”، أن كل شيء جائز بالجولة الثانية، وأن كلا المرشحين بإمكانهما تعزيز الفارق وليس بالإمكان توقع النتيجة.

وقال “أغيردير” إن: “الأصوات التي حصل عليها مرشح تحالف (الأجداد)؛ سنان أوغان، ليست من التيار القومي، بل أنها أصوات الغاضبين من الطرفين”، مشيرًا إلى أن: “جزءًا منها سيذهب لصالح؛ إردوغان، في حين سيذهب الجزء الآخر إلى؛ كليجدار أوغلو، وأن الأمر لا يتوقف على الطرف الذي سيدعمه أوغان”، وفق صحيفة (زمان) التركية.

وأضاف: “هناك احتمالية ألا يذهب جزء من ناخبي حزب (العدالة والتنمية) لصناديق الاقتراع، وقد تتجه كتلة من الناخبين الغاضبين المقاطعين للجولة الأولى لدعم المعارضة، لهذا كل شيء جائز بالجولة الثانية، والأمور لم تنتهِ بعد”.

إرثه في مقدمة أولوياته..

من جهته؛ قال الباحث والخبير السياسي التركي؛ “غالب دالاي”، إن تحالف الرئيس؛ “رجب طيب إردوغان”، استعاد رغم تنبؤات الكثير من مراكز الاستطلاع، الأغلبية في “البرلمان التركي”، ويبدو أن الرئيس سيفوز في جولة الإعادة المقبلة.

ويُضيف “دالاي”، الزميل المشارك في برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمعهد (تشاتام هاوس) البريطاني، في تقرير نشره المعهد: “إذا كان الأمر كذلك، فمن المحتمل أن يكون؛ إردوغان، مستريحًا سياسيًا وهو يدخل عقدًا ثالثًا على رأس السياسة التركية، وسيواجه تحديًا ضئيلاً في نطاق الطيف السياسي المحافظ الأوسع نطاقًا، ولكنها ستكون آخر مدة رئاسية، في ظل الحدود الدستورية للبلاد، ولذلك سيكون إرثه في مقدمة أولوياته”.

ويقول “دالاي”: “من الصعب تصور تركيا ما بعد إردوغان، ناهيك عن أي سياسة محافظة بطابع إسلامي بعده، ولكن من المحتمل في المستقبل غير البعيد أن تستعد البلاد لتحول أجيال في السياسة المحافظة”. و”إردوغان”؛ في وضع راسّخ لصياغة هذا التغيير، فإلى جانب الحديث عن محاربة الإرهاب، وزيادة التركيز على سياسة الهوية، واقتصاديات الانتخابات مثل منح العاملين زيادة: بـ 45% في الراتب، والتقاعد المبكر للملايين، يستهدف “إردوغان” بصورة مباشرة مشاعر وغرور دولة ومجتمع ما بعد الإمبراطورية.

ويُشدد “إردوغان” على عظمة “تركيا” في الشؤون الدولية، والوقوف في وجه القوى العالمية، ما يعني الدول الغربية إلى حدٍ كبير، والتمتع بالاستقلالية في السياسية الخارجية والأمنية، ويستمتع بتصوير الصناعة العسكرية المتوسّعة بسرعة في “تركيا”، والتي تجذب الكثير من الاهتمام الدولي، دليلاً على هذه العظمة والاستقلالية. ومن خلال سلسلة من المهرجانات التكنولوجية الكبيرة، يستعرض “إردوغان” قوة “تركيا”، خاصة في تكنولوجيا الطائرات دون طيار الحديثة.

وعلى النقيض؛ تُعد المعارضة بتغيير جميع المجالات تقريبًا، مع التركيز على إنهاء الاضطراب الاقتصادي الشديد، وحكم الرجل الواحد في البلاد. وأثناء الحملة، كان منافس “إردوغان”؛ “كمال كليجدار”، يُركز في مقاطع فيديو على التحديات التي تواجه البلاد ورؤيته لمواجهتها.

وفي أحد هذه المقاطع استخدم بصلة لتأكيد التضخم السائد في البلاد والصعوبات التي تواجهها الأسر في الحصول على السّلع الأساسية. وأصبحت البصلة شعار التراجع الاقتصادي لـ”تركيا” والتضخم الجامح.

القيادة الكارزمية والحياة العادية..

يقول “دالاي” إن: “الطائرة دون طيار والبصلة، رمزان، يتناغمان أيضًا مع صور المرشحين في السياسة العامة، حيث يُمثل إردوغان القيادة الكاريزمية، وكليجدار الحياة العادية. وتحدث إردوغان عن أفكار كبرى، وكليجدار عن أفكار عادية. وتوضح نتائج الجولة الأولى للانتخابات انتصار الأفكار الكبرى على العادية بدرجة كبيرة، أي انتصار الطائرة دون طيار على البصلة”.

وأشار الباحث إلى أن “كليجدار”، (74 عامًا)، سيواجه صعوبة في الحفاظ على موقعه قائدًا للمعارضة إذا خسّر في الإعادة. ولكن هامش الهزيمة يمكن أن يُحدد التغيير المحتمل، فإذا اقترب من الفوز، يمكنه الاحتفاظ بمركزه بعض الوقت وتشكيل اتجاه التغيير داخل حزب (الشعب الجمهوري)؛ حسّب رؤيته بقدر الإمكان. ولكن هزيمة شديدة قد ترغمه على الرحيل عن زعامة الحزب بصورة أسرع نسّبيًا.

وأوضح “دالاي” أن التغيير لن يقتصر على حزب المعارضة الرئيس في “تركيا”، حيث إن السياسات الكُردية تواجه أيضًا خيارات صعبة. فمنذ وقت طويل اختارت الأحزاب الموالية للأكراد طريقًا ثالثًا في “تركيا” بدل أن تكون جزءًا من المعسكر الحاكم أو معسكر المعارضة. لكن منذ 2015 غيرت مسّارها، وأصبحت بصورة متزايدة جزءًا من المعارضة.

معلم رئيس في التغييرات الهيكلية..

ثم أصبحت السياسة الكُردية جزءًا لا يتجزأ من المسرح السياسي التركي العام، حيث وسّعت نطاق الطيف الذي تغطيه. ويبدو أن الجانب المدني في هذه السياسة سيُعّزز نفوذه على حساب الجناح العسكري.

فـ”تركيا”، بصناعتها العسكرية وتكنولوجيتها للطائرات المُسيّرة التي تشهد نموًا سريعًا، أصابت بالشلل النشاط العسكري لحزب (العمال الكُردستاني) المحظور. ويحتمل أن يُعّزز ذلك سلطة الجانب المدني على نحو أكبر.

ويؤكد “دالاي” أن هناك دلالة كبيرة على هذا التغيير، حيث إن وجود حزب (العمال الكُردستاني) لا يزال يُلقي بظلاله على السياسة الكُردية ويمكن أن يُساعد أي حكومة في تدقيق السياسة الوطنية بسهولة نسّبية، حيث كانت محاربة الإرهاب، موضوعًا رئيسًا في حملة “إردوغان” الانتخابية. ويكمن مستقبل السياسة الكُردية حاليًا في المدن الرئيسة غرب “تركيا”؛ مثل “إسطنبول، وأنقرة، وإزمير، وأضنة، وميرسين”، وليس في قاعدة الدعم الرئيسة للأغلبية الكُردية في شرق أو جنوب “تركيا”.

واختتم “دالاي” تقريره بالقول: “بغض النظر عن نتائج جولة الإعادة، ستُثبّت هذه الانتخابات أنها معلم رئيس في التغييرات الهيكلية للأجيال في المستقبل السياسي لتركيا. فقد دخلت البلاد بالفعل فترة تشكيل جديدة، لذلك فإن الأخطار كبيرة والخيارات صعبة”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة