خاص : كتبت – نشوى الحفني :
يبدو أن أميركا باتت على موعد مع عاصفة سياسية لن تنتهي قريبًا، حيت تتزايد حالة الجدل بين أعضاء “الكونغرس” الأميركي، بشأن محاكمة الرئيس الأميركي السابق، “دونالد ترامب”، ففي الوقت الذى يؤكد فيه بعض النواب أن إجراءات محاكمة “ترامب” بعد مغادرة منصبه دستورية؛ يرى البعض الآخر أنها غير دستورية لأنها ستتم بعد خروجه من منصبه، ويحذر آخرين بأن المحاكمة قد تطول رؤساء أميركيين سابقين.
ستكون عادلة وستسير بوتيرة سريعة..
زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ الأميركي، “تشاك شومر”، ذكر أمس الأول؛ أن محاكمة الرئيس السابق، “دونالد ترامب”، في إطار مساءلته الثانية في المجلس ستكون عادلة، لكن ستسير بوتيرة سريعة نسبيًا.
وقال الديمقراطي، “شومر”، في مؤتمر صحافي بـ”نيويورك”: “ستكون محاكمة عادلة، لكن ستمضي بوتيرة سريعة نسبيًا”.
وأضاف أنه ينبغي ألا تستغرق وقتًا أكثر من اللازم؛ لأن “لدينا الكثير لنفعله غيرها”.
محاكمة “ترامب” دستورية..
إلى ذلك وفي محاولة لوقف اللغط، كشف السيناتور الجمهوري البارز، “ميت رومني”، عن ولاية “يوتا”، مساء الأحد، مدى دستورية محاكمة الرئيس الأميركي السابق، “دونالد ترامب”، داخل “مجلس الشيوخ”، بحلول الثامن من شباط/فبراير 2021.
وقال “رومني”، خلال مقابلة مع شبكة (سي. إن. إن) الأميركية؛ إن محاكمة “ترامب”، في “مجلس الشيوخ”، دستورية، مشيرًا إلى أن تورط “ترامب”، المزعوم، في أعمال الشغب داخل مبنى (الكابيتول)؛ هو جريمة تستوجب عزله.
وأوضح أنه: “من الواضح أن هذا الجهد دستوري. أعتقد أن ما يُزعم وما رأيناه، وهو التحريض على التمرد، جريمة تستوجب العزل. إذا لم يكن كذلك؛ فما هو ؟”.
أول رئيس يتم استجوابه مرتين..
وبهذا؛ أصبح “ترامب” أول رئيس أميركي يستجوبه “مجلس النواب” مرتين؛ بعد أن اتهمه “مجلس النواب” بارتكاب جرائم كبيرة وجنح لتحريضه على تمرد في مبنى (الكابيتول)، في السادس من كانون ثان/يناير 2021، أسفر عن مقتل 5 أشخاص، بمن فيهم ضابط شرطة في (الكابيتول).
وبعد أسبوع من أحداث اقتحام “الكونغرس”، أنضم (10) جمهوريين إلى جميع الديمقراطيين، البالغ عددهم (222)، في التصويت لتوجيه الاتهام إلى “ترامب”.
وسيحتاج “مجلس الشيوخ” إلى (67) صوتًا لإدانة، “ترامب”، إذا أيد جميع الديمقراطيين الإدانة فسيحتاجون إلى (17) جمهوريًا للإنضمام إليهم.
وحال إدانة “مجلس الشيوخ”، لـ”ترامب”، فقد يُمنع من تولي الرئاسة مرة أخرى، في عام 2025، كما سيُحرم من الإمتيازات التي يحصل عليها بصفته رئيسًا سابقًا.
من جانبه، قال زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ، “ميتش مكونيل”، من ولاية “كنتاكي”، لزملائه؛ إنه لم يقرر بعد ما إذا كان سيصوت لإدانة “ترامب” أم لا.
وتم عزل “ترامب”، لأول مرة، بتهمة إساءة استخدام السلطة وعرقلة عمل “الكونغرس”؛ بعد أن ضغط على “أوكرانيا” للتحقيق مع، “جو بايدن”، فيما برأه “مجلس الشيوخ”، الذي يسيطر عليه الجمهوريون.
و”رومني”؛ هو العضو الجمهوري الوحيد في “مجلس الشيوخ”؛ الذي إنضم إلى الديمقراطيين في محاولة عزل الرئيس من منصبه، في كانون أول/ديسمبر 2019.
تعليقات “رومني” هذه؛ جاءت بعد أن أعرب العديد من أعضاء “مجلس الشيوخ”، الجمهوريين، عن دعمهم لحجة قانونية متنازع عليها مفادها بأن عقد محاكمة في “مجلس الشيوخ”، بعد ترك الرئيس لمنصبه؛ أمر غير دستوري.
وقت كافٍ لاستعداد فريق “ترامب” الدفاعي..
وكانت وسائل إعلام أميركية قد قالت إنه من المقرر إرسال مذكرة واحدة عن عزل “ترامب”؛ بسبب التحريض على تمرد، 6 كانون ثان/يناير 2021، في مبنى (الكابيتول)، إلى “مجلس الشيوخ”، يوم أمس الإثنين، وأنه ومن المقرر أن تبدأ محاكمته في الأسبوع الذي يبدأ، في الثامن من شباط/فبراير المقبل، حيث يتعين على “مجلس الشيوخ” بكامل طاقته الاجتماع ستة أيام في الأسبوع حتى تنتهي المحاكمة.
وشكر زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، “ميتش مكونيل”، الديمقراطيين، على موافقتهم على تأجيل المحاكمة، الأمر الذي سيمنح فريق الدفاع عن “ترامب” الوقت للاستعداد.
جدير بالذكر؛ أن “مجلس النواب” الأميركي عزل “ترامب”، في 13 كانون ثان/يناير الجاري، وكان من الممكن أن تبدأ المحاكمة على الفور بعد ذلك.
وقال المتحدث باسم “ماكونيل”، زعيم الأقلية في الشيوخ، “دوغ أندريس”، في بيان يوم الجمعة الماضي: “تحدث الجمهوريون لضمان أن تحترم الخطوات المقبلة لمجلس الشيوخ حقوق الرئيس السابق، ترامب، والإجراءات القانونية الواجبة، ومؤسسة مجلس الشيوخ، ومكتب الرئاسة وقد تحقق هذا الهدف”.
كما قال الرئيس، “جو بايدن”، يوم الجمعة، إن تأجيل محاكمة “ترامب” سيساعد إدارته على النهوض والعمل بشأن أزمة فيروس (كورونا) المستجد، التي تعصف بالبلاد، بينما يواصل العديد من الجمهوريين انتقاد هذا الجهد.
محاكمة انتقامية..
وقال السيناتور الجمهوري عن ولاية تكساس، “جون كورنين”، لمحطة إخبارية في “هيوستن”، إنه يعتبر محاكمة “ترامب”، في فترة ما بعد الرئاسة، “انتقامية”، مضيفًا: “لم تكن هناك محاكمة من قبل لشخص لم يُعد رئيسًا، وقد صدمتني هذه المحاكمة باعتبارها خطوة انتقامية، كما تعلمون قل ما تشاء بشأن دور الرئيس في خطاب ألقاه وقت اقتحام (الكابيتول)، لكنه لم يُعد رئيسًا وخسر الانتخابات، كان ذلك عقابًا كافيًا في سياستنا”.
ومضى “كورنين” ليقول إنه اعتبر خطاب “ترامب”، أمام تجمع حاشد قبل اقتحام مبنى (الكابيتول)، “خطأ كبيرًا”، لكنه أكد أن ما يحتاج إلى سماعه يجب أن يكون عن القصد الصحيح للرئيس، موضحًا أن التحريض يتعلق بالنية.
محاكمته بعد الرئاسة أمر غير دستوري !
يأتي ذلك؛ بينما كتب السناتور الجمهوري، “ليندسي غراهام”، من “ساوث كارولينا”، يوم الجمعة، أنه يعتبر محاكمة “ترامب”، فيما بعد الرئاسة، أمر غير دستوري “بشكل صارخ”.
وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، وخلال مقابلته مع قناة (فوكس نيوز)، حذر “غراهام”، زملائه الجمهوريين، من أنهم إذا مسحوا “ترامب” من الحزب، فإنهم “سيُمحون”.
وليس “ترامب” فقط من سيتم محاكمته، بل تُبذل جهود موازية من قِبل الديمقراطيين للتحقيق مع السيناتور الجمهوري، “تيد كروز”، من ولاية تكساس، و”غوش هاولي”، من ولاية ميزوري، للمساهمة في التمرد الذي أدى لاقتحام (الكابيتول).
قد تؤدي لمحاكمة رؤساء آخرين..
إلى ذلك، حذر السيناتور الجمهوري الأميركي، “جون كورنين”، من أن محاكمة “ترامب”؛ قد تؤدي إلى محاكمة رؤساء ديمقراطيين سابقين إذا استعاد الجمهوريون السيطرة على “الكونغرس”، بعد عامين.
وقال “كورنين”، في تغريدة عبر (تويتر)؛ موجهة لزعيم الأغلبية الديمقراطية بمجلس الشيوخ، “تشاك شومر”: “إذا كانت مساءلة ومحاكمة رؤساء سابقين فكرة جيدة، فماذا عن الرؤساء الديمقراطيين السابقين عندما يستعيد الجمهوريون الأغلبية، في 2022 ؟”.
وأضاف: “فكر في الأمر؛ ودعنا نفعل ما في صالح البلاد”.
ويحظى الديمقراطيون حاليًا بأغلبية بسيطة في مجلسي “النواب” و”الشيوخ” بالكونغرس الأميركي.