14 نوفمبر، 2024 7:49 م
Search
Close this search box.

وسط تزايد الاحتجاجات ضد “نتانياهو” .. لماذا لا يرضخ لمطالب أهالي المحتجزين ؟

وسط تزايد الاحتجاجات ضد “نتانياهو” .. لماذا لا يرضخ لمطالب أهالي المحتجزين ؟

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

أثار موقف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، بعدم التنازل عن السيّطرة على ممر (فيلادلفيا) عقب مقتل (06) رهائن إسرائيليين، حفيظة أهالي المحتجزين؛ وهو الأمر الذي أدى إلى استمرار الاحتجاجات الواسعة في “إسرائيل”.

وبدلاً من التراجع؛ قرر جيش الاحتلال الإسرائيلي تغييّر تكتيكاته العسكرية في “قطاع غزة”، وقالت قناة (كان) الإسرائيلية عن مصادر عسكرية، إن: “الجيش سيُغيّر تكتيكاته القتالية في أنفاق غزة، عقب مقتل الرهائن الستة”.

وأضافت: “أصبحت قوات الجيش الإسرائيلي أكثر قلقًا من أنه عندما تدخل القوات وتعمل داخل الأنفاق، فإن أي رهائن محتجزين داخلها سيتم قتلهم”، بحسّب  صحيفة (جيروزاليم بوست).

وتابعت: “قتل الرهائن هو رسالة عملياتية مباشرة من (حماس) لمحاولة إجبار إسرائيل على التوقف عن العمل تحت الأرض”.

وقال مصدر عسكري إسرائيلي: “سيستمر جيش الدفاع الإسرائيلي في الوصول إلى الرهائن، دون تعريضهم للخطر”.

تظاهر مئات الآلاف..

إلا أنه بالأمس؛ خرج مئات آلاف الإسرائيليين، في مظاهرات هي الأكبر في تاريخ “إسرائيل”، للمطالبة بإبرام صفقة تبادل للرهائن، بالتزامن مع دخول الحرب في “قطاع غزة” شهرها الثاني العشر.

وأشارت تقديرات إسرائيلية إلى أن نحو نصف مليون إسرائيلي شاركوا في المظاهرة التي انطلقت في “تل أبيب”، ما جعلها الأكبر في تاريخ “إسرائيل”، في حين شارك نحو: (250) ألف إسرائيلي في مظاهرات بمناطق متفرقة من “إسرائيل”، بحسّب صحيفة (تايمز أوف إسرائيل).

وأشعل المتظاهرون النار في طريق “بيغين”؛ في “تل أبيب”، قبل أن تلتقي مظاهرات في أكثر من منطقة بوسط “إسرائيل”؛ في شارع “كابلان”.

وتظاهر عشرات آلاف آخرين في “القدس وحيفا وكفار سابا، وبئر السبع ونتانيا وريشون لتسيون”.

وتجاوزت الحرب في “قطاع غزة” بين “إسرائيل” وحركة (حماس) شهرها الحادي عشر، السبت، ولم يتبق سوى شهر واحد فقط حتى تُكمل عامها الأول، دون تراجع حِدة القصف والغارات الإسرائيلية القاتلة، أو احتمال التوصل إلى هدنة سريعة، والإفراج عن رهائن.

وتتبادل “إسرائيل” و(حماس) الاتهامات بعرقلة التوصل الى اتفاق هدنة، في وقتٍ يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، ضغوطًا داخلية لإبرام اتفاق من شأنه إطلاق سراح رهائن خطفوا خلال هجوم الحركة الفلسطينية.

أسباب عدم اتخاذ خطوات نحو اتفاق..

وبحسّب صحيفة (وول ستريت جورنال)؛ فإن الأسباب وراء عدم اتخاذ “إسرائيل” خطوة باتجاه اتفاق ينُقذ الرهائن بعضها سياسي بحت، وأخرى بسبب خصوصيات السياسة البرلمانية.

يُضاف إلى ذلك المشاعر المتضاربة بين الجمهور الإسرائيلي، حيث يُسيّطر شعوران على الإسرائيليين: الرغبة في إنقاذ الرهائن المتبقين من الجحيم تحت الأرض في “غزة”، وعدم الثقة في “نتانياهو”. وفي الوقت نفسه، يشعر الكثيرون بالقلق بشأن التوصل إلى اتفاق مع (حماس) قد يؤدي في النهاية إلى إعادة تنظيم الحركة لصفوفها.

وقال “يعقوب كاتس”؛ زميل بارز في معهد (سياسات الشعب اليهودي)، للصحيفة، إن الإسرائيليين: “ممزقون.. من جهة، قلوبهم تنزف من أجل الرهائن، ومع ذلك، يعتقد العديد منهم أن (حماس) ستعود إلى الظهور من تحت الأنقاض إذا لم توجد القوات العسكرية الإسرائيلية في غزة”.

إجماع..

يُصرّ “نتانياهو” على ضرورة حفاظ “إسرائيل” على وجود أمني في ممر (فيلادلفيا)، الذي يمتد لمسافة (14) كلم على طول الحدود بين “غزة” و”مصر”، والذي تقول “إسرائيل” إنه استخدم لتهريب الأشخاص والأسلحة.

ويتماشى هذا الموقف مع وجهة نظر الكثير من الإسرائيليين؛ حيث وجد استطلاع للرأي أجراه مركز (Jewish People Policy Institute)؛ في 02 أيلول/سبتمبر الحالي، أن: (49) في المئة من الإسرائيليين اليهود يرون أن “إسرائيل” يجب ألا تتنازل عن السيّطرة على الممر حتى وإن كان ذلك على حساب صفقة تحرير الرهائن، بينما رأى: (43) في المئة عكس ذلك.

في المقابل؛ كشفت حركة (حماس) عن مقاطع فيديو تُظهر الرهائن الستة الذين قُتلوا، قائلةً إنها كانت لحظاتهم الأخيرة. وفي مقاطع الفيديو، يُحث الرهائن الإسرائيليين على مواصلة الاحتجاج ضد “نتانياهو” حتى يتسّنى التوصل إلى صفقة لإعادتهم إلى ديارهم.

وقال “نتانياهو”؛ إن تحركات (حماس) كلها جُزء من حملة إرهابية نفسية تهدف إلى دفعه إلى الرضوخ لمطالب المجموعة. وهي حجة سوف تجد صدى لدى العديد من الإسرائيليين.

موقف سياسي آمن..

وقال “هافيف ريتيغ جور”؛ المحلل السياسي البارز في صحيفة (تايمز أوف إسرائيل)، وهي صحيفة إسرائيلية ناطقة باللغة الإنكليزية: “لا يرى الإسرائيليون خيارًا آخر غير تدمير (حماس). لكن نتانياهو يظل غير محبوب بشكلٍ واسع بينما يبدو أن موقفه السياسي آمن في الوقت الحالي”.

انقلاب ائتلاف “نتانياهو” ضده..

الطريقة الوحيدة لإسقاط الحكومة؛ بخلاف قيام “نتانياهو” بحلها بنفسه، هي أن ينقلب أعضاء ائتلافه ضده، لكن أحزاب الائتلاف ليس لديها حافز كبير للقيام بذلك، حسّبما تُشير ذات الصحيفة.

وقال “ريتيغ جور”: “هذا أمر واضح جدًا للبريطانيين والنمساويين واللاتفيين؛ ولكن قد يكون من الصعب على الأميركيين رؤيته في الأنظمة البرلمانية، فكلما كان السياسي أقل شعبية، كلما قل احتمال إجراء الانتخابات”.

ويتفق معظم شركاء “نتانياهو” اليمينيين والمتطرفين في الائتلاف مع موقفه بشأن المفاوضات؛ ولا يرون المتظاهرين في الشوارع كناخبيهم، “بل يعرفون أيضًا أن العديد من هؤلاء المتظاهرين كانوا نفس الأشخاص الذين خرجوا في الاحتجاجات ضد خطة حكومته لإصلاح القضاء في العام الماضي”.

معارضة غير متجانسّة..

وبينما استطاع “نتانياهو” الحفاظ على تماسك ائتلافه، فإن معارضته ليست متحدة. وهناك زعيمان متنافسان للمعارضة هما: “يائير لابيد”؛ من حزب (يش عتيد) الوسطي، و”بيني غانتس”؛ من حزب (الوحدة الوطنية) يمين-الوسط. والمعارضة أكثر تنوعًا من الائتلاف، حيث تشمل أحزابًا يسارية ويمينية ووسطية وعربية.

وقال “يوحانان بلسنر”؛ رئيس معهد (الديمقراطية) الإسرائيلي: “إنها معارضة غير متجانسّة مقارنةً بالائتلاف المتجانسّ”.

وتُعد الاحتجاجات عرضًا للغضب واستثنائية في زمن الحرب، لكن منذ يوم الأحد، شهدت البلاد احتجاجات أصغر لآلاف الأشخاص في عدة مواقع. وهناك احتجاج آخر مخطط له يوم السبت قد يشهد مشاركة كبيرة، لكن أعداد الناس في الشوارع لا تزال أقل من تلك التي شهدتها المظاهرات ضد خطة الحكومة لإصلاح القضاء العام الماضي.

تحتاج لأعداد أكبر..

ويعتقد معظم المحللين أن الأعداد تحتاج إلى أن تكون أكبر بكثير لخلق ضغط قد يدفع الائتلاف إلى الانقلاب على نفسه.

ويقول “يوناتان ليفي”؛ الباحث في مركز (تجديد الديمقراطية الإسرائيلية)، وهو مركز أبحاث في “إسرائيل”: “لا يمكنك إلقاء كل المسؤولية على حركة الاحتجاج – على الأشخاص الغاضبين والمحبطين الذين يحملون لافتة ويخرجون إلى الشارع. ففي الوقت الذي لا تهتم فيه القيادة حقًا بما يعتقده الجمهور الأوسع، فإن قدرة حركة الاحتجاج على تحريك الأمور محدودة”.

تزيد إصراره على عدم إتمام صفقة..

قال “فايز عباس”؛ الخبير في الشؤون الإسرائيلية، إن الاحتجاجات والتظاهرات في الشارع الإسرائيلي لم تؤثر على رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، بل تزيد إصراره بعدم إتمام أي صفقة والتوصل إلى إنهاء الحرب على “قطاع غزة”.

مضيفًا خلال مداخلة هاتفية عبر قناة (القاهرة الإخبارية)؛ أن “نتانياهو” يُظن أنه بانتهاء الحرب على “غزة” تسقط حكومته، فضلاً عن تهديدات وزير الأمن القومي الإسرائيلي؛ “بن غفير”، ووزير المالية الإسرائيلي؛ “سموتريتش”، التي تقول إنه عند التوصل إلى صفقة لوقف إطلاق النار على “غزة”، فإن حكومة “نتانياهو” ستسقط ما يشوه صورة “إسرائيل” أمام العالم.

يُحبط كل المحاولات..                                                        

وأوضح أن المظاهرات تُساهم في إقناع الشعب الإسرائيلي للمشاركة فيها أكثر من قبل، فضلاً عن أن العثور على (06) جثث للمحتجزين وإعادتهم أدى إلى ارتفاع عدد الإسرائيليين المشاركين في المظاهرات.

ولفت إلى أن الشرطة الإسرائيلية استعملت العنف غير المسّبوق ضد مواطنيها المتظاهرين، متابعًا أن “نتانياهو” يُحبط كل المحاولات بشأن إتمام صفقة وقف إطلاق النار على “قطاع غزة”.

وأشار إلى أن كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية يتهمون؛ “بنيامين نتانياهو”، بأنه المسؤول عن إحباط المحاولات بشأن التوصل إلى صفقة وقف إطلاق النار.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة