9 أبريل، 2024 2:52 م
Search
Close this search box.

وسط تجاهل للمطالب الشعبية العراقية .. وفد “الكونغرس” يؤكد بقاء القوات الأميركية لهزيمة “داعش” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

وسط كل الخلافات الحادة داخل أروقة البرلمان العراقي، بالإضافة إلى الرغبة الشعبية الملحة بضرورة خروج القوات الأميركية من “العراق”، أفادت السفارة الأميركية في “بغداد”، أمس الأربعاء، أن وفدًا من “الكونغرس” قد زار “بغداد” و”أربيل” وأبلغ المسؤولين ببقاء القوات الأميركية كجزء من “التحالف الدولي” لهزيمة (داعش).

البيان الصادر عن السفارة الأميركية؛ ذكر أن أعضاء مجلس النواب، (الكونغرس)، الأميركي، “جون غارامندي”؛ من “الحزب الديمقراطي”، (عن ولاية كاليفورنيا)، و”ديب هالاند”، (عن ولاية نيومكسيكو)، و”فيرونيكا إسكوبار”، (عن ولاية تكساس)، التقوا في “بغداد” رئيس الوزراء، “عادل عبدالمهدي”، ورئيس مجلس النواب العراقي، “محمد الحلبوسي”.

وأوضح البيان؛ أن أولئك الأعضاء التقوا في “أربيل” برئيس وزراء حكومة إقليم شمال العراق، “نيغيرفان بارزاني”، ونائب رئيس الوزراء، “قوباد طالباني”.

وحسب البيان؛ فإن الوفد ناقش أهمية العلاقة بين “الولايات المتحدة” و”العراق” ومستقبل التعاون الثنائي، لا سيما ضمان الهزيمة الدائمة لتنظيم (داعش) الإرهابي.

كما ناقش الوفد دور “الولايات المتحدة” المستمر في تقديم المشورة للقوات الأمنية العراقية وتدريبها.

ضرورة بقاء القوات الأميركية..

وأكد الوفد على أنه: “بناءً على دعوة الحكومة العراقية؛ وبالشراكة مع قواتها الأمنية، ينبغي أن تبقى القوات العسكرية الأميركية في العراق كجزء من التحالف الدولي لهزيمة (داعش)”، حسب البيان.

وأشار وفد أعضاء “الكونغرس” الأميركي إلى أن “هذه الشراكة المتواصلة يجب أن تحترم سيادة العراق لتحقيق الهدف المشترك المتمثل في ضمان الهزيمة الدائمة للمنظمات المتطرفة العنيفة مثل تنظيم (داعش) في العراق”.

ولم يذكر البيان، أي تفاصيل حول مدة زيارة الوفد، الذي وصل “العراق”، في 18 آذار/مارس الجاري.

وخلال قتالها ضد (داعش)، طوال 3 سنوات، حظيت القوات العراقية بدعم عسكري من “التحالف الدولي” لمحاربة التنظيم، بقيادة “الولايات المتحدة”.

يوجد 5 آلاف جندي في العراق..

وينتشر أكثر من 5 آلاف جندي أميركي في “العراق”، منذ تشكيل “التحالف الدولي”، الذي يضم نحو 60 دولة بقيادة “الولايات المتحدة”، عام 2014، لمحاربة التنظيم الإرهابي.

ولا يزال عناصر من (داعش) يشكلون خلايا نائمة، ويشنون هجمات مباغتة تستهدف في الغالب قوات الأمن العراقية شمالي وغربي البلاد.

ضغوط أميركية مكثفة..

وعلى العكس من تصريحات “السفارة الأميركية”؛ نقلت وكالة أنباء (farsnews)، عن خبير أمنى عراقي بارز، قوله إن: “ضغوطًا أميركية مكثفة على بغداد لتجنب الموافقة على مشروع قانون ينص على طرد القوات الأجنبية”، موضحًا أن “السفارة الأميركية” في “العراق” تعمل كحجرة عمليات “أميركية-إسرائيلية” ضد المنطقة.

وقال “عباس العرضاوي”: إن “الإدارة الأميركية تمارس ضغوطًا على بغداد لإطالة وقت انتشارها في العراق”.

مضيفًا أن نقل الإرهابيين من بلدة “باغوز” فى شرق “سوريا” إلى القواعد الأميركية في “العراق”؛ يهدف إلى التوترات الأمنية فى البلاد وإيجاد ذريعة لمواصلة نشر القوات الأميركية، مشيرًا إلى أن البرلمانيين العراقيين يريدون بالتأكيد طرد قوات “الولايات المتحدة”، خصوصًا أن الجيش العراقي مستعد تمامًا لمحاربة الجماعات الإرهابية.

تحاول زيادة نفوذها في العراق..

فيما حذر خبير عراقي آخر، في كانون ثان/يناير الماضي، من محاولات “واشنطن” زيادة نفوذها في “العراق”، قائلاً إن: “الجواسيس الإسرائيليين وإرهابي (داعش) كانوا حاضرين في القواعد الأميركية في العراق”.

وقال “حافظ حافظ البشارة”، في تصريح لموقع (المعلومة) الإخباري، إن: “الولايات المتحدة تحاول تعزيز وجودها في العراق، والقوات الأميركية متمركزة في الأجزاء الجنوبية من بغداد، وخصوصًا مناطق الصويرة والعزيزية”.

مضيفًا أن تقييمات الحكومة العراقية بأن المستشارين العسكريين الأجانب المتمركزين في البلاد قد عفا عليها الزمن، مشيرًا إلى أن المعلومات التي حصلت عليها قوات المقاومة تشير إلى أن القوات المقاتلة تنتشر في القواعد الأميركية، وأن أعدادهم في ارتفاع كل يوم.

وقال “البشارة”؛ إن القوات الأميركية لا تسمح لأي عراقي بدخول القواعد المحتلة في البلاد لإخفاء الحقائق عن الرأي العام، وأن قوات الاستخبارات الإسرائيلية تنشط في هذه القواعد، وأن إرهابي (داعش) يتم إيوائهم وتدريبهم.

إدارة “ترامب” تستخدم العراق ساحة تصفية للحسابات..

كما يقول الكاتب السياسي والأكاديمي، الدكتور “دياري صالح الفيلي”، أن: “الخطابات التي صدرت من الإدارة الأميركية في الآونة الأخيرة، فيما يخص الانسحاب الأميركي من سوريا مقابل تدعيم القوات الأميركية في القواعد العسكرية في العراق، والتفكير في تأسيس قواعد جديدة، وربما أيضًا نقل قوات أخرى من بعض دول الخليج، كل ذلك يؤكد على أن الإدارة الأميركية ماضية في تعزيز تواجدها في العراق، خاصة في ظل العداء المتنامي مع الجانب الإيراني، ونظرة أميركا إلى إيران في أنها تحاول أن تستفرد في الساحة العراقية بالضد من المصالح الأميركية، وهذا يفضي إلى نتيجة مفادها أن إدارة ترامب لا تنظر إلى العراق إلا كونه ساحة لتصفية حساباتها مع خصم تاريخي له ثقل جيوبوليتيكي في المنطقة متمثل بإيران، وعلى أساس هذه الفرضية، فإن الإدارة الأميركية تفكر في أن أي محاولة لتقليل التواجد الأميركي في العراق سيفسر بأنه إعطاء فرصة لتمدد النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، وهو موضوع لا يرضي طموحات ترامب في هذه المرحلة، في الوقت الذي تسعى فيه إدارته في زيادة حجم الضغوطات على إيران اقتصاديًا، وقطع كل سبل التواصل بين إيران ودول المنطقة، وخاصة العراق”.

حجر الزاوية..

وحول ما إذا كان يرتبط الوجود الأميركي في “العراق” بالنفوذ الإيراني فيه، يقول “الفيلي”: “الولايات المتحدة تنظر إلى العراق كجسر أرضي يربط إيران بمحورالمقاومة في سوريا ولبنان، وبالتالي فإن الإدارة الأميركية تعتقد أن العراق يشكل حجر الزاوية في هذا الممر الجغرافي، وزاوية قطع هذا الممر تتمثل بإضعاف عملية الترابط والتواصل بين إيران وبقية الدول المعنية”.

في انتظار مزيد من الانقسامات الداخلية..

وعن موافقة الحكومة العراقية من عدمها، حول قضية التواجد العسكري الأميركي، يقول “الفيلي” أن: “موضوع بقاء القوات الأميركية في العراق؛ سيكون مثال إشكاليات في المرحلة القادمة، وأحد الملفات الضاغطة على العلاقات الداخلية في العراق بين القوى الحزبية المختلفة وبين رئيس الوزراء، وسنشهد في الجلسات البرلمانية القادمة زيادة في حدة التباين في الآراء السياسية العراقية، خاصة وأنه لا يوجد اتفاق (عراقي-عراقي)، حتى اللحظة، حول مستقبل التواجد الأميركي في المنطقة، وهو موضوع سيزيد الانقسامات الداخلية، لكن من طرف آخر فإنه من الخطأ أن يفكر الأميركان في تجاوز السيادة العراقية، وبالتالي إذا ما مضت الإدارة الأميركية في استبعاد عملية التواصل مع الجانب العراقي، فإن ذلك سوف يعطي مساحة كبيرة من الدعم للقوى التي تستخدم الخطابات المعادية للإدارة الأميركية في العراق، وسيكون هناك تعاطف شعبي مع هذه القوى”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب