16 يناير، 2025 12:00 ص

وسط اشتعال المنطقة .. هل ستحافظ حكومة السوداني على توازنها في لعبة شد الحبل بين واشنطن والفصائل العراقية ؟

وسط اشتعال المنطقة .. هل ستحافظ حكومة السوداني على توازنها في لعبة شد الحبل بين واشنطن والفصائل العراقية ؟

وكالات- كتابات:

تواجه الحكومة العراقية برئاسة؛ “محمد شيّاع السوداني”، تحديات في إدارة علاقاتها مع “واشنطن”؛ التي لا تزال تحتفظ بقواعد عسكرية وأعداد من جنودها داخل البلاد، في خضم قرار رسّمي يقضي بإخراج القوات الأجنبية واندلاع مواجهات محدودة من حين إلى آخر بين القوات الأميركية وفصائل مسلحة.

وإتباعًا لنهج سابقاتها؛ عملت حكومة “السوداني” على تقريب وجهات النظر ورفض أي اعتداء من أي طرف على الآخر؛ في معادلة التوازن بين القوات الأميركية والفصائل المسلحة.

ورُغم أن وتيرة المواجهات تراجعت تراجعًا كبيرًا منذ بداية عام 2024، فإن قاعدة (عين الأسد)؛ التي تضم قوات أميركية، تعرضت: لـ (03) هجمات في الأيام الأخيرة، وكان الرد الحكومي في جميعها واضحًا بضرورة ضبط النفس وعدم الإنجرار إلى صراع مباشر بين جميع الأطراف.

وتم تأكيد هذا الأمر من خلال اتفاق رئيس الحكومة؛ “محمد شيّاع السوداني”، ووزير الخارجية الأميركي؛ “أنتوني بلينكن”، خلال اتصال هاتفي في الرابع من آب/أغسطس الجاري، بحسّب ما أعلن مكتب “السوداني” في بيان؛ أكد: “بذّل العراق جهودًا أكبر لضبط التهدئة؛ سواء في ما يتعلق بالداخل العراقي أو الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والأوضاع في غزة”.

تعديل “الإطار الاستراتيجي”..

وتبقى خطوات حكومة “السوداني” في تعديل “اتفاقية الإطار الاستراتيجي”؛ المُّبرمة عام 2007 بين “واشنطن” و”بغداد”، هي الحل الأمثل الذي تعتقد أنه الطريق لإنهاء الصراع أو استخدام الأراضي العراقية لتصفية حسابات إقليمية بين “واشنطن” و”طهران”.

وهو ما أشار إليه المتحدث باسم الجيش العراقي؛ اللواء “يحيى رسول”، في بيان بتاريخ 12 شباط/فبراير الماضي، من خلال تأكيده أن الاجتماعات تتواتر بصورة دورية لإتمام أعمال اللجنة المكلفة بوضع صياغة جديدة للاتفاق بالسرعة الممكنة، “طالما لم يُعكر صفو المحادثات شيء”.

وبحسّب إحصائيات غير رسّمية، فإن عدد القوات الأميركية في “العراق” كان في بداية الغزو في عام 2003؛ نحو: (130) ألفًا، وبقي طوال سنوات متذبذبًا بين: (100) ألف و(150) ألفًا، إلا أنه عاد للارتفاع إلى نحو: (170) ألفًا مع اشتداد وتيرة العنف في 2007. ومع نهاية 2011 أنهت “أميركا” غزوها لـ”العراق” في عهد الرئيس؛ “باراك أوباما”، وسّحبت قواتها من البلاد، باستثناء عدد قليل من المستشارين العسكريين.

ولكن مع اجتياح (داعش) لأجزاء واسعة من “العراق” في عام 2014، ضاعفت “واشنطن” قواتها لتبلغ أكثر من: (05) آلاف عنصر، قبل أن تخفضها مجددًا إلى: (03) آلاف في عام 2021، ثم إلى نحو: (2500) في العام الجاري.

معادلة متقاربة..

عضو “مجلس النواب”؛ النائب “علاء الحيدري”، قال إنه بعد حادثة اغتيال “قاسم سليماني” و”أبو مهدي المهندس”؛ كان هناك قرار سياسي وبرلماني بإخراج القوات الأجنبية، مشددًا على: “أننا لسنا بحاجة إلى مستشارين أو مقاتلين، وقواتنا الأمنية على أتم جاهزيتها للدفاع عن العراق وحماية أمنه وسيّادته”.

وبحسّب الباحث في الشأن السياسي؛ “حيدر حميد”: “توجد القوات الأميركية في أماكن مختلفة داخل العراق؛ من بينها قاعدة (فيكتوريا) قرب مطار بغداد الدولي، وقاعدة (عين الأسد) في الأنبار؛ التي تُمثل أكبر قواعدها في العراق، إضافة إلى قاعدة (حرير) بمحافظة أربيل، وأخيرًا السفارة الأميركية في بغداد”.

وقال “حميد” إن: “تكتيكات وعوامل سياسية ومجتمعية متعددة وقوة القرار داخل البيت الشيعي أعطت لفصائل المقاومة تأثيرًا واضحًا على حضور القوات الأميركية في العراق من خلال الصواريخ أو الطائرات المُسيّرة”، مستبعدًا: “رغبة واشنطن في توسيع رقعة الصراع مع تلك الفصائل خلال هذه الفترة”.

وشّدد على أن: “الفصائل قادرة على استهداف القوات الأميركية في أي نقاط توجد فيها؛ وذلك لامتلاكها خرائط دقيقة لمناطق تمركز تلك القوات”.

واستدرك “حميد” قائلاً: “لا يمكن إنكار حقيقة وجود فروق في حجم الترسانة الحربية ونوعيتها بين الجيش الأميركي وفصائل المقاومة، لكن الأسلوب والتكتيكات المستخدمة من الفصائل تجعل المعادلة متقاربة وحجم التأثير متبادلاً”.

هُدنة سرية..

ويكشف الباحث والأكاديمي؛ “جليل اللامي”، أن جهود “السوداني” أسّفرت عن تمديد الهدنة بين الفصائل المسُّلحة والجانب الأميركي سرًا لضمان الابتعاد عن التصعيد بين الطرفين، مؤكدًا أن حكومة “السوداني” نجحت في: “إمساك العصا من الوسط”، بحسّب وصفه.

وقال “اللامي”؛ إن: “الفصائل المسلحة في العراق أبدت رغبتها بوضوح في خروج القوات الأميركية بأي تكلفة، بينما أرادت واشنطن إيجاد اتفاقية جديدة مع حكومة السوداني تشابه اتفاقية (الإطار الاستراتيجي) وتضمن بقاء قواتها أطول مدة ممكنة في العراق”.

وأضاف أن الحكومة استطاعت عقد هدنة بين الطرفين في شهر تشرين أول/أكتوبر من العام الماضي؛ بالتزامن مع “حرب غزة” التي امتدت إلى منتصف آيار/مايو الماضي. وتابع أن تلك الهدنة: “مددتها بنجاح حكومة السوداني سرًا، بغية استمرار المفاوضات وضمان عدم خسارة أي طرف”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة