19 أبريل، 2024 7:38 ص
Search
Close this search box.

وسط أنباء متضاربة .. انفجار ناقلة النفط الإيرانية وسيلة “طهران” لرفع أسعار النفط !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

وسط أنباء متضاربة عن حقيقة ما حدث، تعرضت ناقلة نفط تابعة لشركة “ناقلات النفط الوطنية” الإيرانية، صباح أمس الجمعة، لانفجار أصاب هيكلها، بحسب وكالة الأنباء الرسمية، (إرنا).

وأوضحت الوكالة أن الخزانين الرئيسيين للناقلة، التي كانت على بُعد 60 ميلًا بحريًا من ميناء “جدة” السعودي، تعرضا لأضرار جراء الانفجار مما أدى إلى تسرب “النفط” إلى مياه “البحر الأحمر”.

وقالت إن الخبراء الفنيين الموجودين على متن الناقلة يحققون حاليًا في أسباب وقوع الانفجار وأعربوا عن توقعهم أن يكون الحادث ناجم عن “عمل إرهابي”.

وذكر التليفزيون الإيراني الرسمي أن صاروخين أصابا ناقلة النفط، (سينوبا)، المملوكة لـ”إيران” مما أشعل بها النيران أثناء مرورها قبالة “جدة”.

وقال التليفزيون نقلًا عن “شركة ناقلات النفط الوطنية” الإيرانية، المشغّلة لأسطول ناقلات “النفط” في “الجمهورية الإسلامية”: “أصاب صاروخان السفينة المملوكة لإيران قرب مدينة جدة الساحلية بالمملكة العربية السعودية”.

ومن جانبها ذكرت وكالة الأنباء (نور)، المقربة من “الحرس الثوري” الإيراني، أنه لم يقع حريق وأن جميع طاقم الناقلة بخير ولم يصب أي واحد منهم في الانفجار، مضيفة أن الوضع تحت السيطرة.

لكن تقارير إيرانية أخرى عادت لتقول إن الناقلة تعرضت لهجوم بصاروخين قادمين من الشرق، ثم جاء الرد على هذه الأنباء من الشركة “الوطنية الإيرانية لناقلات النفط”، التي نفت صحة هذه الأنباء ودحضتها بقوة، نافية أن يكون مصدر هذه الصواريخ الأراضي السعودية.

فقد فندت الشركة “صحة الأنباء التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام؛ التي أدعت أن حادث ناقلة، (سابيتي)، في البحر الأحمر ناجم عن إصابتها بصاروخ”.

محاولة لإعطاء دفعة لرفع أسعار النفط..

كذلك نفى موقع (تانكر تراكر)، المعني بتعقب ناقلات “النفط” وحركتها في المياه الدولية، وقوع عملية استهداف للناقلة من الجهة الشرقية لـ”البحر الأحمر”، وقال إن المسألة لا تتعدى كونها محاولة لإعطاء دفعة لرفع أسعار “النفط”، وهو ما تحقق فعلًا إذ قفزت أسعار “النفط” بعد الأنباء عن هجوم على الناقلة بنسبة 2 بالمئة.

وأفادت وكالة (بلومبرغ) للأنباء أن أسعار “النفط” ارتفعت، أمس، إلى أكثر من 60 دولارًا للبرميل، وأن أسعار التعاقدات الآجلة لـ”النفط” ارتفعت بواقع دولار واحد للبرميل عقب الإعلان عن الانفجار، مما أدى إلى زيادة الأسعار إلى أكثر من 2 بالمئة.

وكانت الأسعار ارتفعت بالفعل بعدما أعلن الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، في وقت سابق، أن المحادثات مع “الصين” تمضي بشكل “جيد”، وأن المباحثات ستتواصل، مما أعطى بارقة أمل بشأن زيادة حجم الطلب العالمي على “النفط”.

تكذيب إيران في ترسيب النفط..

ومع النفي لوقوع حريق على متن الناقلة، إلا أن “إيران” لم تنفِ “مسألة التسريب”، بل إن وكالة الأنباء الإيرانية قالت في عنوان لأحد الأنباء على موقعها الإلكتروني تم “وقف تسرب النفط من السفينة الإيرانية في البحر الأحمر”.

وذهب المتحدث باسم وزارة الخارجية، “سيد عباس موسوي”، إلى تحميل “مسؤولية العمل؛ بما في ذلك التلوث البيئي الشديد في المنطقة، تقع على الجهات المتورطة في هذا التهور الخطير”، حسبما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية، “إرنا”.

لكن موقع (تانكر تراكر) عاد مجددًا ليدحض هذه التقارير، وقال إن صورًا التقطتها وكالة الفضاء الأميركية، (ناسا)، تبين أنه: “لم يشاهد أي دخان أو حريق أو تسرب نفطي، أو حتى عملية إنقاذ للناقلة”.

وفيما تحدثت تقارير إيرانية عن أن الناقلة أخذت في التحرك ببطء نحو “الخليج العربي”، أكد موقع (تانكر تراكر) العكس تمامًا؛ عندما قال إن الناقلة الإيرانية كانت تسير بسرعة طبيعية.

ولخص موقع (تانكر تراكر) الأمر؛ قائلًا: “استنادًا إلى كل ما قمنا بجمعه حتى الآن، (بما في ذلك لقطة من ناسا في المنطقة؛ بالإضافة إلى بيانات مارين ترافيك إيه آي أس)، لم نر أي دخان أو حريق أو تسريب أو زورق قطر، بل رأينا ناقلة تنطلق عائدة إلى الوطن بسرعة طبيعية. والأنباء قدمت دفعة صغيرة لأخبار أسعار النفط”.

تصاعد التوتر مع وإيران على الصعيد الدولي..

ويأتي الانفجار بعد هجمات تعرضت لها، في الأشهر الأخيرة، ست سفن ،أربع منها قرب مياه “الإمارات” وإثنتان في “خليج عُمان”.

وتصاعدت التوترات بين الخصمين الإقليميين، “إيران” و”السعودية”، منذ هجوم على منشأتي “نفط” في المملكة، يوم 14 أيلول/سبتمبر 2019.

وأعلنت جماعة “الحوثي” اليمنية مسؤوليتها عن الهجمات، لكن مسؤولًا أميركيًا قال إنها إنطلقت من جنوب غرب “إيران”. وألقت “الرياض” بالمسؤولية على “طهران”، غير أن “إيران”، التي تدعم “الحوثيين” في حرب “اليمن”، نفت أي دور لها في الهجمات.

لاستمرار البلبلة حول إمدادات النفط من الخليج..

تعليقًا على الحادث، كشف المحلل السياسي السعودي، “محمد حسن العماري”، عن مغزى إفتعال “إيران” لحادث الناقلة (سابيتي) في “البحر الأحمر”؛ وهو استمرار “البلبلة” حول إمدادات “النفط” من الخليج.

مضيفًا أن “إيران” حققت بالفعل الهدف من تلك الواقعة، والذي ظهر بشكل فوري في ارتفاع أسعار “النفط” لحوالي 2.6% بالأسواق العالمية.

لن يكون تأثره قوي..

فيما تحفظ العميد الدكتور “علي التواتي”، الخبير العسكري والإستراتيجي، على مسألة قرب الحادث من الحدود السعودية قبالة “جدة”، قائلاً: إن مئة كيلومتر بعيدًا عن “جدة”؛ يعني أن الحادث وقع في المياه الدولية وليس في المياه الوطنية للمملكة.

وأضاف أن هناك في هذه المنطقة أطراف كثيرة من الممكن أن تكون ضالعة في هذا الحادث؛ فهناك على بُعد ليس بالكثير “إريتريا” وبها قواعد عسكرية إسرائيلية وإيرانية وأميركية، مشيرًا إلى ما قاله المتحدث باسم الأسطول الخامس الأميركي من أنه لا يمتلك معلومات عن هذا الحادث الذي وقع قريبًا منه؛ مما يجعل من الصعب التكهن بمن قام بهذا الحادث.

وأشار “التواتي” إلى أن تأثير هذا الحادث على تجارة “النفط” لن يكون قويًا؛ إذ إن حجم ما يمر من هذه المنطقة قليل جدًا بالمقارنة بـ”مضيق هرمز” و”قناة السويس”.

يجب أن يخضع أمن الملاحة لمسؤولية دول المنطقة..

من “طهران”؛ تحدث الدكتور “عماد أبشناس”، عن التضارب الذي أتسم به أداء الإعلام الرسمي الإيراني تجاه الحادث، مفسرًا ذلك بتضارب المعلومات التي وردت في البداية عن الحادث؛ ثم تبين للشركة المالكة للناقلة أن “السعودية” غير ذات صلة بالأمر، وهذا هو الموقف الرسمي لـ”طهران”.

وأشار “أبشناس” إلى أن “طهران” ستطلب تحقيقًا أمميًا في هذا الحادث؛ ربما تشارك فيه “السعودية”، لافتًا إلى أن أمن الملاحة في المنطقة لابد أن يكون مسؤولية دول المنطقة.

رشد سياسي ومؤشر لتحسن العلاقات..

من “عُمان”؛ أشار اللواء الدكتور “فايز الدويري”، إلى أن الحادث، في ظل المعلومات الشحيحة المتوفرة عنه، يلقي بالكثير من الأسئلة عن أهدافه وتوقيته ومكانه، مشيرًا إلى أن موقف “طهران” بنفي التهمة عن “الرياض” هو نوع من الرشد السياسي الذي أتسم به الموقف الإيراني؛ وهو مؤشر لبدء تحسن العلاقات (السعودية-الإيرانية).

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب