8 أبريل، 2024 2:05 ص
Search
Close this search box.

وسائل النقل العراقية ‘أفران متحركة’

Facebook
Twitter
LinkedIn

يعاني العراقي من تواضع وسائل النقل المتاحة وقدمها وترهلها فالضيق والضجر من السمات الغالبة على العراقيين كل يوم وهم يصطفون طوابيرا بانتظار وسيلة نقل واحدة تقلهم الى منازلهم او مواطن عملهم. ويضطر العراقي في احسن الحالات الى امتطاء “كيا او كوستر” والتي تحمل كل واحدة منهما 25 راكبا او امتطاء سيارة اخرى يتكدس فيها العشرات من الركاب وعلى المواطن المسكين ان يختار بين امرّهما.
وتعتبر السيارة الحديثة والسيارات القديمة في بلاد الرافدين وجهان لعملة واحدة وتتميز جميعها برداءة الخدمات وتواضعها واثارة اعصاب راكبها فالتبريد مفقود بالسيارات القديمة ومحكوم عليه بايقاف التنفيذ في السيارات الحديثة.
ويزداد سخط المواطن على وسائل النقل مع حلول شهر رمضان وتتفاقم الازمة ليكون البديل عنها حافلات الكوستروالكيا التي اكل على اغلبها الدهر وشرب وحتى وان صادفتك سيارات حديثة لتركبها فلن تختلف المعاناة لان مزاج السائق يتعكر بمجرد ان تطلب منه تشغيل التبريد ليخلق لك حجج واعذار واهية.
ويصاب العراقي بتلف كليا للاعصاب في اوقات الذروة التي تتميز بازدحام المواصلات حيث يتراص الركاب بعضهم على بعض خصوصا في وقت الظهيرة ومع الارتفاع القياسي لدرجات الحرارة يصبح ركوب وسيلة نقل عمومية بمثابة الانتحار البطيء للبعض.
ويمتطي علي موظف (33)عاما الكوستر يوميا لانه مضطر ولا يجد البديل حسب تعبيره وقال في هذا الصدد “ان خطوط منطقة الشعب أغلبها سيارات كوستر وهي تستوعب 25 راكبا واغلبها قديمة وعلينا ان نتحمل بفارغ الصبر الحرارة غير الطبيعية لحين ان تمتلأ جميع المقاعد”.
واضاف “العراقي مجبور على تحمل اشعة الشمس الحارقة وخدمات نقل متواضعة ان لم تكن رديئة اضافة الى يوم طويل من المشاحنات داخل العمل وخارجه وجميعها توتر الاعصاب وترهق الجسد وحتى اذا امتطى الواحد منا سيارة جديدة فانه لا يتمتع بخدماتها”.
وعلق بنبرة حانقة “يوميا يتصبب العرق منا ونشعر بالاختناق والغثيان من كثرة الضيق والتصاق الركاب ببعضهم البعض وتجدنا نتسابق على استنشاق بعض النسمات الباردة التي تتكرم بها علينا النوافذ”.
وتسرد منى وهي عاملة في محل تجاري لبيع الملابس في منطقة الكرادة معاناتها مع النقل بطريقة تحمل مقدارا كبيرا من المرارة والألم “ان مجرد ركوبنا في احد وسائل النقل عبارة عن رحلة الم فبالإضافة الى معاناة الطريق ومشقة صيام رمضان يضاعف ارهاقنا بانتظار النقل لساعات طويلة في العراء وتحت اشعة الشمس الملتهبة التي تصيب رؤوسنا بالدوار”.
ولا يختلف الامر كثيرا تضيف المتحدثة “فالسيارات الجديدة ليست احسن حال والسائق يشغلها على هواه ودون رادع له في غياب القوانين التي تضبط عمله”.
واكدت ام محمد 45 عاما موظفة في احد شركات القطاع الخاص انها تجلب معها عدد من قوارير الماء البارد وتقوم بسكبها على راسها طوال الطريق علها تخفف عنها عناء التنقل وحرارة الطقس القياسية ووصفت السيارات التي تمتطيها بـــ”افران تزداد شدة حرارتها مع زيادة سرعتها” .
ويخصص ابو اسعد 55 عاما في شهر رمضان قرابة النصف من راتبه الشهري على السيارات الخصوصية لانها تحتوي على وسائل تبريد وحسب رايه “المواطن يجد راحته اكثر في المراكب الخاصة ولكن المشكلة ان التعريفة مرتفعة، وبالنسبة له فهو يضطر لتحمل مصاريف النقل الخاص المشطة لانه مريض وعاجز عن تحمل الحر”.
ولم يجد ابو حيدر وهو صاحب احد المحال التجارية في منطقة الشورجة من حل يريحه من معناة النقل على اختلاف اصنافها سوى بيع منزله والسكن قرب محل عمله.
سنان يوسف سائق كوستر له راي اخر في الموضوع فقد برر انقطاعه عن تشغيل مكيفات التبريد في سيارته بغياب القوانين التي تحميه وتحفظ حقه وروى تجربته المريرة مع زملائه من السواق الذين التفوا عليه وهددوه بقطع رزقه اذا فكّر مرة اخرى في تشغيل المكيف وفرضوا عليه بالقوة الامتثال لأوامرهم والنسج على منوالهم وقال “اجبرت على الاذعان” لقانون الغاب” الذي يسّير عملنا واحيانا اقوم بتشغيل التبريد عندما اكون بعيدا عن انظارهم حتى ينعم الحريف ببعض الراحة والرفاهية”.
وطالب السلطات بالتدخل للقضاء على “المافيات “التي تهيمن على وسائل النقل العمومية وتحركها وفق اهوائها ومصالحها الخاصة.

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب