4 مارس، 2024 2:36 م
Search
Close this search box.

وراءها ولي العهد .. زيارة الملك “سلمان” إلى روسيا خطوة على مخططات إنفتاح السعودية الاقتصادية والسياسية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في زيارة هي الأولي في تاريخ السعودية لروسيا، وصل العاهل السعودي الملك “سلمان بن عبدالعزيز” إلى العاصمة موسكو، الأربعاء 4 تشرين أول/أكتوبر 2017، في زيارة رسمية تستغرق عدة أيام، بدعوة من الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”.

وكان خادم الحرمين قد عبر، خلال اجتماع مجلس الوزراء قبل يوم من الزيارة، عن تطلعه إلى أن تحقق زيارته إلى روسيا ومباحثاته مع الرئيس الروسي والمسؤولين في موسكو ما يطمح له البلدان من تعزيز وتطوير للعلاقات الثنائية في المجالات كافة، وبما يخدم المصالح المشتركة وجهود تحقيق الأمن والسلم الدوليين.

مؤجلة منذ عامين..

هذه الزيارة، وفقاً للمتابعين ولأول حديث عنها، تعود لحوالي العامين وتحديداً لنيسان/إبريل 2015، وذلك بعد حديث هاتفي بين الزعيمين حول أوضاع اليمن ومستجدات الأوضاع في المنطقة، حيث وجه الرئيس “بوتين” الدعوة لخادم الحرمين الشريفين لزيارة موسكو.

وفي 27 أيلول/سبتمبر 2016، أكد نائب وزير الخارجية الروسي “ميخائيل بوغدانوف”، على أن موسكو مازالت تنتظر رداً من الرياض على الدعوة التي وجهها الكرملين لخادم الحرمين الشريفين الملك “سلمان”.

ونقلت وكالة “إنترفاكس” عن “بوغدانوف”، قوله: “توجد دعوة من القيادة الروسية، وننتظر تحديد شركائنا السعوديين الموعد الملائم لإجراء مثل هذه الزيارة”.

وأكدت ذلك وكالة “تاس” الروسية، نقلاً عنه أيضاً: “موسكو تنتظر تلك الزيارة في أقرب وقت، والدعوة الموجّهة للملك منذ 2015 لا تزال سارية”.

وكان آخر حديث عنها في نيسان/إبريل العام الحالي، حين زارت رئيسة مجلس الاتحاد (الغرفة العليا في البرلمان الروسي)، “فالنتينا ماتفيينكو”، الرياض وقالت في تصريح: “المملكة العربية السعودية تعتبر من الدول الرئيسة في المنطقة”. مشيرة إلى أن: “الملك سلمان قد يزور موسكو في وقت لاحق من هذا العام، وقد أعطى تعليمات لحكومته بالتحضير لذلك”.

وأضافت في هذا الصدد: “كما تعلمون، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجه دعوة للملك السعودي للقيام بزيارة رسمية إلى روسيا.. وقدر الملك سلمان ذلك وهو يخطط لزيارة روسيا وربما يحدث ذلك خلال العام الحالي. الملك سلمان أعطى تعليمات لحكومته بالتحضير لذلك”.

التعاون العسكري..

أعلن الكرملين (الرئاسة الروسية)، قبل بدء فاعليات الزيارة، أن التعاون العسكري وارد في أجندة لقاء الملك “سلمان” مع الرئيس “بوتين”.

سترتقي إلى مستوى جديد..

من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي، “سيرغي لافروف”، بأن زيارة العاهل السعودي الملك “سلمان بن عيد العزيز آل سعود”، سترتقي بالتعاون بين روسيا والسعودية إلى مستوى جديد، وتساهم في استقرار الأوضاع بالشرق الأوسط.

موضحاً أن موسكو والرياض “تجمعان على ضرورة تطوير العلاقات الروسية – السعودية متعددة الأوجه، بما في ذلك ضمان الاستقرار الإقليمي والعالمي”.

وبشأن الأزمات الإقليمية قال “لافروف”، إن “دولتينا تنطلقان من أنه لا يوجد بديل لحلها بطرق سياسية ودبلوماسية عبر حوار وطني شامل على أساس القانون الدولي”.

تخفيض انتاج النفط..

في سياق متصل، أكد وزير الخارجية الروسي، أن موسكو تعتبر من المهم مواصلة تنسيق الجهود مع الرياض لتخفيض إنتاج النفط.

وقال “لافروف”، متحدثاً عن اتفاق “أوبك+” لخفض الإنتاج النفطي: “نعتقد بأنه من المهم مواصلة تنسيق الجهود مع الشركاء السعوديين بهذا الاتجاه”.

تاريخ العلاقات..

تمتد العلاقات الروسية – السعودية إلى الحقبة السوفياتية، حيث كان الاتحاد السوفياتى الدولة الأولى غير العربية، التي اعترفت في العام 1926 بالمملكة دولة مستقلة، واستمرت العلاقات بين البلدين منذ ذلك التاريخ، ولم تتغير بعد تفكك الاتحاد السوفياتى.

الزيارات المتبادلة لمسؤولي البلدين عززت التعاون، وخاصة بعد زيارة ولي العهد الأمير “محمد بن سلمان”، في العام 2015 لروسيا، فقد أعطت دفعة قوية للعلاقات.

وقد شهدت العلاقات الروسية السعودية في السنوات الأخيرة تطوراً ملحوظاً، ويسعى البلدان لتكثيف حجم التبادل التجاري، الذي من المتوقع أن يتجاوز مستوى الـ10 مليارات دولار في العقد المقبل.

رفع حجم التبادل التجاري..

رفعت المملكة وروسيا حجم التبادل التجاري بينهما في السنوات الأخيرة، إلا أنه مايزال لا يتماشى مع إمكانات البلدين، فقد بلغ العام الماضي، بحسب بيانات موقع “ITC Trade”، نحو نصف مليار دولار، منها 350 مليون دولار صادرات روسيا إلى السعودية، مقابل واردات بقيمة 150 مليون دولار.

وكانت أهم السلع، التي صدرتها روسيا إلى السعودية في عام 2016، مواد زراعية وغذائية بنحو 245 مليون دولار، ثم منتجات كيميائية بقيمة 45.5 مليون دولار. بينما كانت من أبرز السلع التي وردتها المملكة إلى روسيا؛ البلاستيك ومصنوعاته.

المرتبة الـ”60″..

احتلت السعودية، في العام الماضي المرتبة الـ60 في ترتيب الدول التي صدرت لها روسيا بضائع وسلعاً من حيث القيمة، فيما جاءت روسيا في المرتبة الـ82 في قائمة الدول التي تصدر لها المملكة.

وما يميز العلاقات بين البلدين تعدد المصالح المشتركة، لاسيما في القطاع النفطي، فكلا البلدين يعتبر من أكبر المؤثرين الرئيسيين في سوق النفط العالمية، وهذا جعل التقارب بين روسيا والسعودية قضية مهمة.

اتفاق النفط..

كما عززتا موسكو والرياض مواقفهما في سوق النفط بتوقيع بيان مشترك في أيلول/سبتمبر 2016، يقضي باتخاذ إجراءات مشتركة بهدف تحقيق استقرار سوق النفط، الذي يعاني من تخمة مفرطة في المعروض.

وأثمر هذا التعاون بتوصل مجموعة من منتجي الخام، في نهاية تشرين ثان/نوفمبر الماضي، إلى توقيع “اتفاق فيينا” النفطي القاضي بتقليص إنتاجهم بمقدار 1.8 مليون برميل يومياً. وبفضل هذا الاتفاق صعدت الأسعار بنسبة 16%.

توقيع 9 اتفاقيات جديدة..

كشف “صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي” عن توقيع 9 صفقات استثمارية بين روسيا والسعودية، بقيمة مليار دولار في قطاعات مختلفة، تشمل البنية التحتية والبتروكيماويات وقطاعات أخرى.

وكانت المملكة ورسيا قد أطلقتا، بعد زيارة ولي العهد الأمير “محمد بن سلمان” إلى روسيا في عام 2015، صندوقاً استثمارياً مشتركاً بقيمة 10 مليارات دولار لتمويل مشاريع مختلفة في روسيا.

ونتج عن هذه الشراكة، بحسب ما أعلنه “كيريل دميترييف”، رئيس صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي، عن 9 صفقات استثمارية تبلغ قيمتها مليار دولار، سيعلن عنها خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين.

ولم يكشف “دميترييف” تفاصيل هذه الصفقات، فقد اكتفى بالقول إن موسكو والرياض ستكشفان عن اتفاق “كبير” في قطاع البنية التحتية هذا الأسبوع، مع استثمار المملكة في الطرق الخاضعة لرسوم في روسيا، بما في ذلك العاصمة موسكو.

التوسع في انتاج الطاقة..

من جانبه، أعلن وزير الطاقة الروسي “ألكسندر نوفاك”، أن شركة “سيبور” للبتروكيماويات الروسية و”أرامكو” السعودية تعتزمان توقيع مذكرة تفاهم لبناء مصنع لإنتاج الكيماويات من الغاز في المملكة.

ومع توجه الرياض للاستثمار داخل روسيا، يتطلع البلدان لتوسيع تعاونهما في مجال الطاقة، وفي هذا الإطار سيكشف، خلال زيارة العاهل السعودي إلى روسيا، عن صندوق استثماري جديد لتمويل مشاريع طاقة بقيمة مليار دولار.

يضاف للصندوق الحالي البالغة قيمته 10 مليارات دولار، وسيتخصص الصندوق الجديد في الاستثمار بمشاريع للطاقة، وتحديداً في الخدمات النفطية، ومن المخطط أن يمنح عملاق الطاقة السعودي “أرامكو” الشركات الروسية في إطاره عقود خدمات وتوريد معدات.

وحول دلالة الزيارة في ذلك التوقيت، وما ينتج عنها من سياسات قد تغير وجه المنطقة، خاصة وأن الرياض لاعب إقليمي مهم في المحيط الدولي الذي تعد موسكو أحد أقطابه.

أكد الخبراء على أن تلك الزيارة تكتسب “تاريخيتها” وأهميتها من عدة أسباب على رأسها: أنها الزيارة الأولى للملك “سلمان” إلى روسيا، ولتوقيتها الذي يتزامن مع تطورات أزمات المنطقة في ملفات سوريا والعراق واليمن وفلسطين، وتعهُد الجانبين بمحاربة الإرهاب، ناهيك عن ملف أسعار النفط الذي يلقي بظلاله على العالم برمته.

الزيارة الأولى..

“نورهان الشيخ”، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، ترى إن زيارة الملك “سلمان” تكتسب أهميتها من عدة أسباب أولها: أنها أول زيارة للملك السعودي إلى روسيا.

ويتفق مع الرأى السابق “سعيد اللاوندي”، خبير العلاقات الدولية، الذي قال إن العلاقات السعودية درجت على الاعتماد على الحليف الأميركي عسكرياً واقتصادياً، ما كان يؤدي لاختلاف الرياض مع موسكو.

مضيفاً أن الملك “سلمان” يرغب في ترسيخ علاقات جيدة مع أميركا وروسيا، والاستفادة من تجارب كلا البلدين.

تنويع المصالح والشركاء..

عن السبب الثاني، أشارت “الشيخ” إلى أن الزيارة تأتي عقب قمة الرياض، التي حضرتها واشنطن وإعلان تحالف شرق أوسطي مع الولايات المتحدة، مضيفة أن الزيارة تعكس رغبة سعودية في تنويع مصالحها وشركائها.

وحول الموقف من أميركا، قالت “الشيخ”: إن “الشراكة مع روسيا لن تأتي على حساب الولايات المتحدة ولا تعني التخلي عنها”.

حل بعض الأزمات..

معتبرة أن السبب الثالث في أهمية الزيارة؛ يدور حول توقيتها، حيث طرأت عدة متغيرات على أزمات المنطقة مثل: الأزمة السورية بعد تدخل روسيا، والملف العراقي واستفتاء كردستان، والأزمة اليمنية ودور إيران في تعقيدها.

متوقعة “الشيخ” أن تسفر محادثات الجانبين في التعاون حول حل بعض الأزمات، مثل أن يكون عام 2018 هو عام انتهاء الأزمة السورية.

استقرار أسعار النفط العالمية..

فيما يتعلق بملف أسعار النفط، توقعت “الشيخ” أن تنتهي المحادثات الروسية – السعودية إلى الاتفاق حول التعاون بشكل أكبر حول استقرار أسعار النفط العالمية.

وتعد المملكة أكبر دولة على مستوى العالم في إنتاج وتصدير النفط، فيما تحتل موسكو المرتبة الثانية، ومع انخفاض أسعار النفط العالمية تدعو روسيا إلى ضبط الكميات النفطية المنتجة لإعادة إنعاش أسعار النفط بالأسواق، ولا يتأتى ذلك إلا بالتوافق مع السعودية.

صفقات السلاح..

أضافا الخبيرين أن الصفقات العسكرية بدورها ستكون محل محادثات الجانبين، خاصة وأن زياراتي الأمير السعودي “محمد بن سلمان”، ولي العهد حالياً، إلى روسيا في عامي 2015 و2017، تطرقتا إلى ذلك الجانب.

لهذا توقع “اللاوندي” أن تسفر زيارة الملك “سلمان” عن توقيع عدة صفقات تدور بعضها حول الجانب العسكري، موضحاً أن الرياض تتجه نحو “تنويع مصادر السلاح”.

بدورها، أوضحت “الشيخ” أنه من المتوقع أن تثمر المحادثات بين “سلمان” و”بوتين” عن توقيع مثل تلك الصفقات، لكنها استدركت أن ذلك مستبعد في صفقات كبيرة في القوات الجوية أو البحرية.

موضحة أن نمط التسليح السعودي هو أميركي وأوروبي بالأساس، ومن ثم فإن صفقاتها مع موسكو قد تكون حول بعض الأسلحة الخدمية مثل المدرعات أو الدبابات أو ناقلات الجنود.

مشاركة الحلول في المنطقة..

من جانبه، أكد الخبير الاستراتيجي السعودي “أنور عشقي”، على أهمية زيارة العاهل السعودي، الملك “سلمان بن عبد العزيز”، إلى موسكو، مشيراً إلى أن “السعودية لا تحبذ أن يبقى حل قضايا المنطقة في يد دولة واحدة”.

وشدد “أنور عشقي”، اللواء السعودي المتقاعد، المقرب من دوائر القرار في المملكة، على ضرورة “وجود دور روسي للمساعدة في حل أزمات المنطقة”.

مشيراً “عشقي” في هذا الصدد، إلى أن “ما تريده المملكة العربية السعودية، ألا تكون دولة واحدة (عظمى) تعمل بمفردها لتحقيق السلام وحل الأزمات”، التي تعصف بالمنطقة العربية والشرق الأوسط بشكل عام.

وبشأن زيارة الملك “سلمان” إلى روسيا، رأى الخبير السعودي أن “الزيارة مقررة منذ شهور، وأهم ما فيها أنها دفعة لتطوير العلاقات الثنائية وبحث قضايا المنطقة الأخرى، وخاصة الملف السوري … العلاقة تتأصل بين الدولتين، وروسيا أصبح لها وجود قوي في الشرق الأوسط، وهذا ما تريده المملكة العربية السعودية، بحيث لا تكون دولة واحدة تعمل لتحقيق السلام وحل الأزمات”.

ولفت “عشقي” إلى وجود نقاط التقاء بين الجانيين فيما يخص حل الأزمة في سوريا، مشيراً إلى أن السعودية صرحت بأنها تريد وحدة الأراضي السورية، وتحقيق السلام على أساس مقررات مؤتمر “جنيف 1″، وأن لا يكون هناك نفوذ أجنبي في سوريا، مع “حق روسيا الاحتفاظ بقواعد عسكرية في سوريا بعد انفراج الأزمة”

مكافحة الإرهاب..

نوه اللواء السعودي المتقاعد إلى التعاون بين الدولتين في مجال مكافحة التنظيمات المصنفة على قوائم الإرهاب، وبخاصة تنظيم “داعش”، وأشار إلى “التعاون الوثيق بين الدولتين في هذا الإطار”.

كما لفت “عشقي” إلى التوافق الروسي – السعودي بخصوص الحفاظ على توازن أسعار النفط في الأسواق العالمية، باعتبار أن الدولتين هما أكبر منتجين للنفط الخام في العالم.

روسيا تدخل كوسيط في الازمة الخليجية..

بشأن الأزمة في الخليج، يرى الخبير السعودي أن دول الخليج “لا تريد تدويل القضية، وتعتمد فقط الوساطة الكويتية، لكن الدول الأربع لا تمانع وجود جهود دولية، وبينها روسيا، لدعم الوساطة للتوصل إلى حلول للأزمة”، المندلعة منذ نحو 4 شهور، موضحاً في هذا الشأن قائلاً: إن “روسيا دولة عظمى لها وزن في المنطقة، ولها مصالح استراتيجية وسياسية واقتصادية، ومن حقها أن يكون لها دور في التقريب بين وجهات النظر”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب