12 أبريل، 2024 4:35 ص
Search
Close this search box.

وحيدة في منزلها .. رحيل “كارمي تشاكون” أول امرأة تتولى وزارة الدفاع الإسبانية

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت – آية حسين علي :

ودعت إسبانيا، قبل أيام، “كارمي تشاكون”، أول إمرأة تتولى رئاسة “وزارة الدفاع” في البلد الأوروبي، مستحضرة العديد من المشاهد المبهرة للمرأة الإسبانية التي تناضل من أجل الوطن في كل المواقع الإدارية بالدولة.

واشتهرت “تشاكون” في الأوساط العربية من خلال صورتها أثناء تفقدها الجنود بينما كانت حاملاً في ابنها.. لكن ما لا يعرفه الكثيرون عنها هو أنها كانت تعاني منذ طفولتها من مرض في القلب.

وحصلت الوزيرة، التي ولدت عام 1971 في منطقة “إيسبلوغاس دي يوبريغات” بمقاطعة برشلونة بإقليم كتالونيا، على ليسانس الحقوق والدكتوراه من جامعة برشلونة في 1994.

وكانت السلطات الإسبانية في مدريد قد استقبلت اتصالاً هاتفياً الأحد الماضي، من أقارب تشاكون للإبلاغ عن تغيبها منذ الليلة السابقة، وعليه قامت قوات الإنقاذ وضباط من الشرطة الوطنية باقتحام منزلها، وتم العثور عليها وقد فارقت الحياة قبل عدة ساعات.

سبب الوفاة: مرض في القلب..

ولم يستطع الأطباء معرفة سبب الوفاة إلا أنهم أكدوا على أنها كانت قد فارقت الحياة منذ عدة ساعات قبل وصولهم.

كما قامت الشرطة بفرض طوقاً أمنياً على الشارع الذي كانت تسكن فيه ومنعت المرور من خلاله، بعدما تجمع العشرات من الشغوفين بمعرفة المزيد عن أسرار وفاة وزيرة الدفاع السابقة.

وتشير التحقيقات إلى أن الوفاة كانت بسبب مرض قلبي كانت تعاني منه، وحكت تشاكون عنه من قبل في حوار أجرته معها صحيفة “لا بانغوارديا” الإسبانية آواخر 2015، حيث قالت إن قلبها يدق بطريقة غير طبيعية، وهو ما يجعلها تعتبر “كل يوم جديد هدية من الرب”.

وأوضحت: “منذ طفولتي حذروني من أنني يجب أن أحمل جهاز منظم لضربات القلب وأن أعيش حياة هادئة”.

كما تحدثت عن مرضها أثناء مشاركتها في حملة توعوية بمرض القلب في شباط/فبراير 2011، وقالت: “أعاني من مرض في القلب ولكن حياتي تسير بطريقة طبيعية”.

وتم نقل جثمان الناشطة الاشتراكية السابقة، التي يبدو أن وفاتها طبيعية، إلى معهد التشريح الطبي “فورنتي” لتشريحها بأمر من العدالة.

بداية مسيرتها السياسية..

كانت بداية مسيرة تشاكون في عالم السياسة من خلال مجلس البلدية في “إيسبلوغاس دي يوبريغات”، وحازت منصب نائب العمدة الأول في الفترة ما بين 1999 و2004.

وفي 2000 تم اختيارها كنائبة برلمانية عن “حزب العمال الاشتراكي” في برشلونة، لتكون بداية خمس دورات تشريعية لها في المجلس.

وتعتبر تشاكون واحدة من أبرز أعضاء الحزب خلال تاريخه الحديث، الذين كان تأثيرهم عميقاً في المخيلة الجماعية للتكتل، ورمزاً لعصر حقق فيه الحزب رقماً قياسياً من خلال الأصوات التي حصل عليها في الانتخابات البرلمانية الأخيرة لـ”خوسيه لويس ثباتيرو”، حينما حصل الحزب على 11.3 مليون صوت، وفاز بـ25 مقعداً.

وبناء على هذه الانتخابات شكل “ثباتيرو” حكومته من 8 وزراء و9 وزيرات، وهي أول حكومة بها أغلبية من النساء، كانت “تشاكون” أبرزهن.

ارتباطها بـ”ثباتيرو”..

وارتبط جزء كبير من مسارها السياسي بثباتيرو، الذي ضمها لحكومته في 2000 كـ”وزير للتعليم والبحث العلمي”، وعندما فاز في الانتخابات البرلمانية عام 2004 عينها “نائب لرئيس البرلمان”، ثم ذهبت خطوة أبعد في 2007 لتصبح “وزير الإسكان” ثم “وزير الدفاع” بعدها بعام.

ولم تكن تشاكون مجرد أول “وزير دفاع” من النساء في إسبانيا، وإنما كانت نجم لامع إذ أنها تولت الوزارة وهي حامل في الشهر السابع، واستمرت في منصبها منذ نيسان/ابريل 2008 وحتى كانون أول/ديسمبر 2011.

خلافات مع “سانشيز”..

وزير دفاع اسبانيا تتلقى التحية من رئيس الاركان

وعقب فوز “بيدرو سانشيز” في الانتخابات التمهيدية التي أجراها الحزب لاختيار أمينه العام الجديد في تموز/يوليو 2014، اختارها لتشغل منصب “مسئول العلاقات الخارجية بالحزب”.

وبالرغم من احتلال الحزب الاشتراكي للمركز الثاني في نتائج الانتخابات، فقد كلفه الملك الإسباني “فيليبي السادس” في 2 شباط/فبراير 2016، بتشكيل الحكومة، بعد امتناع زعيم التكتل الفائز بالأغلبية وهو رئيس الحزب الشعبي “ماريانو راخوي” عن قبول هذا التكليف، لعدم تمتعه بأغلبية برلمانية تسمح له بتشكيل حكومة مستقرة.

ولكن رفض تشاكون بالإضافة إلى أعضاء آخرين لتشكيل حكومة مشتركة مع الحزب الشعبي وتقديمهم الاستقالة لإجباره على الرحيل، أدى في النهاية إلى استقالة سانشيز في تشرين أول/أكتوبر الماضي.

ورغم أن الموت غيب تشاكون عن عالمنا إلا أنها ستظل حاضرة في ذاكرة إسبانيا والعالم بوصفها إمرأة قامت بفعل الرجال على أكمل وجه.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب