وكالات- كتابات:
سياسي مخضرم؛ استعان به الرئيس الإيراني الجديد؛ “مسعود بزشكيان” في إدارته مستشارًا له.
وقد نقلت وكالة الأنباء الرسّمية؛ (إرنا)، عن “بزشكيان”، تعييّنه “محمد جواد ظريف”، وزير الخارجية الأسبق ومهندس “الاتّفاق النووي” الإيراني في منصب مساعده للشؤون الاستراتيجية.
وقال “بزشكيان”؛ لـ”ظريف”، في كتاب تعيّينه في منصبه الجديد: “أنت مسؤول عن مراقبة أبرز التطورات الوطنية والدولية؛ وكذلك مدى النجاح في تحقيق أهداف الدستور، وإبلاغي بذلك”.
من هو “جواد ظريف” ؟
ولد عام 1960 في “طهران”؛ وتلقى تعليمه الثانوي والجامعي في “الولايات المتحدة”، التي حصل من جامعاتها أيضًا على شهادتي الماجستير والدكتوراه.
شارك “ظريف”؛ منذ نهاية ثمانينيات القرن الماضي، في كل جولات المفاوضات الدولية التي خاضتها “إيران”؛ وأكسّبته خبرته الدبلوماسية الطويلة قدرة استثنائية جعلته يعتاد المفاوضات متعددة الأطراف.
وطوال حياته المهنية شارك في أحداث مهمة في تاريخ بلاده، فقد كان مع الرئيس الأسبق؛ “حسن روحاني”، يُشكل الفريق المكلف في 1988؛ بالتفاوض للتوصل إلى وقف لإطلاق النار مع “العراق”.
وشارك “ظريف” أيضًا في المفاوضات للإفراج عن الرهائن في “لبنان”؛ في تسعينيات القرن الماضي، ونجح في إقناع “طهران” بمساعدة “الولايات المتحدة” ضد حركة (طالبان) وتنظيم (القاعدة)؛ في “أفغانستان”، بعد أحداث 11 آيلول/سبتمبر 2001، في “الولايات المتحدة”.
وفي موازاة ذلك؛ انخرط في صفوف الوفد الإيراني إلى “الأمم المتحدة”، حيث أصبح سفيرًا في الفترة من 1989 وحتى 1992؛ ثم في الفترة من 2002 وحتى 2007. كما عُين نائبًا لوزير الخارجية.
وفي عام 2003؛ كان “ظريف” مع “روحاني”؛ عندما كان يتولى منصب كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين، ووافق الأخير على تعليق تخصّيب (اليورانيوم) وتعزيز المراقبة الدولية للمواقع النووية الإيرانية. وفي 2005 انتقد الرئيس الأسبق؛ “أحمدي نجاد”، هذا الاتفاق وأعاد إطلاق البرنامج النووي الإيراني.
دفعت إقامة “ظريف” الطويلة في “الولايات المتحدة”؛ المعسكر المحافظ في “إيران”، إلى معاداته ومهاجمة ما وصفته: “عصابة نيويورك”، التي ضمت: “دبلوماسيين ليبراليين وموالين لأميركا”. وبعد أن أقاله الرئيس السابق؛ “محمود أحمدي نجاد”؛ في 2007، انضم إلى “مركز الأبحاث الإستراتيجية” الذي كان يترأسه “حسن روحاني”.
وفي آب/أغسطس 2013؛ تم إسّناد حقيبة الخارجية لـ”ظريف” بعد موافقة غالبية ساحقة من النواب في البرلمان الذي يُهيمّن عليه المحافظون لإثباته مهاراته الخطابية.
وقاد “ظريف” فريق المفاوضين الإيرانيين في جولات المفاوضات التي أفضت إلى التوصل إلى “الاتفاق النووي” مع الغرب.
ويتمتع “ظريف” – الذي يحرص على أناقة مظهره – بشعبية كبيرة، خصوصًا بين الشباب والمثقفين في بلاده ويتهافت الجميع لشراء كتاب سيّرته الذاتية (السيد السفير).
وبينما تخضع أبرز شبكات التواصل الاجتماعي للرقابة في “إيران”؛ فإن “ظريف” كان الوزير الوحيد الذي لديه حساب على (تويتر)؛ (منصة إكس حاليًا)، وصفحة رسّمية على موقع (فيس بوك) للتواصل الاجتماعي جذبت حوالى مئات الآلاف من المتابعين.
وكان “ظريف” شخصية بارزة في الحملة الانتخابية لـ”بزشكيان”، وقد أدّى دورًا رئيسًا في فوز الرئيس الجديد.
وخلال حملته الانتخابية، دعا “بزشكيان” إلى جعل “إيران” أكثر انفتاحًا على العالم من أجل إخراجها من “العزلة” ووعد بإحياء “الاتفاق” لرفع العقوبات.