‘وجه الرماد’ ينبش في خفايا الحرب العراقية الايرانية

‘وجه الرماد’ ينبش في خفايا الحرب العراقية الايرانية

بمبادرة وانتاج من دائرة السينما في اربيل والتابعة لوزارة الثقافة في كردستان العراق، يجري حاليا اتمام مراحل تصوير الفيلم السينمائي “وجه الرماد” وهو فيلم كردي طويل سيناريو واخراج المخرج شاخوان ادريس وبطولة الفنان ناصر حسن انور.

ويتناول فيلم “وجه الرماد” واقع المجتمع في العراق اثناء الحرب العراقية الايرانية والتي استمرت لمدة 8 سنوات. و”حرب الخليج الأولى” أو “الحرب العراقية الإيرانية” نشبت بين العراق وإيران من سبتمبر 1980 حتى 1988، وخلفت نحو مليون قتيل وخسائر مالية بلغت 400 مليار دولار أميركي.
ودامت الحرب ثماني سنوات لتكون بذلك أطول نزاع عسكري في القرن العشرين وواحدة من أكثر الصراعات العسكرية دموية، وأثرت الحرب على المعادلات السياسية لمنطقة الشرق الأوسط.
وتصور مشاهد الفيلم الكردي “وجه الرماد” في منطقة جبلية في كردستان العراق.
وتعيش قرية كردية واقعة قرب الحدود العراقية الإيرانية أزمة حقيقية تستمر ليومين متواصلين، بعد أن يصل جثمان أحد أبناء القرية من جبهة الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي.
ويحتشد الأهالي لمجرد سماعهم بخبر وصول جثمان من جبهة الحرب، لكن ما واجههم أمر لم يضعه أحد في الحسبان. حيث لم يتعرف أحد من القرية على هوية القتيل بسبب الحروق الشديدة والتشوهات التي أصابت وجه الشاب وجسمه.
ولم يكن الخلاف على اسم الشخص، بل كانت المشكلة في الطريقة التي سيتم بها الدفن، ففي هذه القرية يعيش مسلمون ومسيحيون ويزيديون، ولكل طريقته في دفن الموتى كما توارثوها عن الأقدمين وحسب تقاليد كل ديانة، وتواصلت الحوارات والنقاشات في الوقت الذي بقيت فيه الجثة مسجاة على الارض دون دفن.
ويقول مخرج الفيلم شياخوان إدريس إن “الكوميديا السوداء تسجل حضورا كبيرا في الكثير من مشاهد الفيلم”، إذ لم يكن الأمر سهلا على أهل القرية جميعا وهم يحيطون بجسد لا يعرفون من صاحبه أولا، وبالتالي لا يعرفون إلى أي ديانة ينتمي”.
ويضيف “فجرت السؤال في مقطع آخر من الفيلم عن طبيعة التعايش السلمي بين مكونات الشعب العراقي عبر مئات وآلاف السنين”.
ويطرح الفيلم ايضا الواقع العراقي الحالي الذي يرزح تحت وطاة الطائفية والتشتت الفكري والسياسي، و”وجه الرماد” رسالة الى المسؤولين في العراق تطالب بالحفاظ على هوية وتماسك المجتمع العراقي المهدد بخناجر الطائفية الدينية وسهام الارهاب الغادر، ودعوة الى والتعايش السلمي بين الطوائف المختلفة في بغداد.
ويستطرد إدريس “تعمدنا الحديث عن هوية الشاب من الزاوية الدينية، ونحن نعرض واقعا حقيقيا وليس افتراضيا أو متخيلا”، فهناك الكثير من القرى والمدن في مناطق العراق تعيش فيها جميع الديانات والأعراق أيضا، لكن التمازج بين الجميع وصل إلى ما يشبه الانصهار اليومي، ومن خلال محنة جثة الشهيد القادم من جبهة الحرب نطرح قضية جوهرية “تعكس في حقيقتها الوجه العميق لحياة العراقيين”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة