انتقد النائب المستقل حسن العلوي وثيقة الشرف التي اطلقها نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي ، ووصفها بأنها ” نوع من التضليل وخداع الناس ودعاية انتخابية مبكرة لصاحبها “.
وقال العلوي في بيان صحفي :” ان وثيقة الشرف تأتي في مزدحم الموت ومشتجر الصراع الذي تعبر عنه الخروقات الامنية اليومية من ابادة وتدمير وتهديم ما بقي من مؤسسات اهلية واسواق شعبية وقتل كادحين في طريقهم الى العمل ، لتوحي بأن الذين لم يحضروا توقيعها لم يحظوا بهذا الشرف “.
واضاف :” ان كلمة الشرف بحد ذاتها من مستخدمات العقود الحزبية (المتخشبة) والتي كانت لاترى العراقي شريفا ولا المرأة شريفة ما لم تكن في اطار هذا الحزب / المناضل /او ذاك . وجاءت وثيقة الشرف التي يتعارض اسمها تماما مع الطبيعة الليبرالية للدستور ومع التوجهات الليبرالية للدولة ، ومع واقع المكونات ، وكأنها ستأتي على حل هذه الاشكالات ، ولم يمر أكثر من 20 ساعة على تفجير 12 سيارة مفخخة في بغداد ” .
وتساءل العلوي :” هل سيكون لهذه الوثيقة دور في ايقاف التفجيرات ووضع حد لتدمير العمران البغدادي الذي لم يبق منه الا قفص من العظام، وهل ستحقق هذه الوثيقة بناء مؤسسة امنية واستخبارية لحماية الناس، وهل ستقوم بمهمة ردم المستنقعات التي يلعب فيها اطفال الفلاحين الفقراء الجياع في جنوب العراق وغربه “.
وافاد :” ان هذا الاجتماع هو نوع من التضليل والخداع واشغال الناس عن امنهم وحياتهم وعملهم ، وكأننا كنا ننتظر هذا الجمع من الطبقة السياسية يصطف الواحد بعد الآخر ليقدموا هذه الوثيقة التي تخلو من الذوق عندما حملت اسم الشرف وكأننا ، نحن الذين لم نوقع عليها ولانعرف ماذا يراد بها ، لاشرف لنا “.
وتابع :” ان الوثائق الوطنية التي لاتحتاج الى كلمة شرف ، والوثيقة التي تعد على شكل ميثاق وطني توقع عليه القوى الوطنية بالاجماع في لحظة واحدة ويعلن عنه شخص ما ليكون له دور في الانتخابات القادمة ويحجز مكانه في السلطة العليا منذ الآن ، هي مجرد دعاية انتخابية مبكرة لصاحبها ، وأنا أشفق على هذه الطريقة في التفكير “.
وأشار الى :” ان كلمة الشرفاء التي تم اقحامها في قاموس السياسة العراقية خاصة والسياسة العربية عامة ، لاتصلح اساسا للخطاب ، وهي من المصطلحات المعيبة اخلاقيا واجتماعيا ، وهي تمس كرامة الانسان وتجعل من هو خارج دائرة التوقيع كأنه خارج دائرة الشرف “.
واكد العلوي قائلا :” انا ادين هذه الوثيقة و اعد الحاضرين في مؤتمر توقيعها مجرد لاعبين اتفقوا في صفقة سياسية واحدة على كسب الوقت الذي يداهمهم ، وهم يعلمون ان طبقة سياسية جديدة ستأتي بالانتخابات المقبلة وستذهب الطبقة السياسية الحالية الى الابد ، لكنها ستذهب مع اموال لاتنتهي الى الابد “.
ومن جهته سحب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ممثله بهاء الاعرجي و وزراءه في كتلة الاحرار من حضور توقيع وثيقة الشرف في اللحظات الاخيرة الليلة البارحة .
وقال رئيس كتلة الاحرار بهاء الاعرجي في اتصال مع /عراق برس / انه غادر العراق الليلة البارحة لامر خاص ولن يستطيع الاجابة على بقيو الاسئلة مكتفيا بالقول ” انا خارج العراق وليس في اجتماع الخزاعي “
وكشف قيادي مقرب من الصدر وكان ينقل توصياته الى قيادات كتلة الاحرار انه” وعند حوالي العاشرة ،من مساء امس الاربعاء ، طلب الصدر من رئيس كتلة الاحرار واعضائها المدعويين والوزراء الصدريين عدم حضور الاجتماع وقال لهم ” ان الوثيقة ناقصة والحاضرون هم اساس المشكلة و يكفي مجاملات بينكم … هل نحن جهلة ؟ ” .
واضاف انه “بعد تلك الرسالة غادر رئيس كتلة الاحرار عبر مطار بغداد تجنبا للاحراج الى خارج العراق فيما امتنع قصي السهيل وقيادات التيار واعضاء البرلمان والوزراء الصدريين من الحضور والتزموا بقرار الصدر ما عدا شخصية واحدة من قيادات التيار هو محافظ بغداد على التميمي ولم يعرف حتى اللحظة كيف جرت ترتيبات حضوره “.
من جهته قال مساعد بارز لنائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي انه تفاجأ صباحا بقرار الصدر و تغيب الصدريين خصوصا وان جدول الاعمال تضمن كلمة رئيس التيار الصدري وحتى الكرسي الخاص للاعرجي كان جاهزا في الصف الاول الى جنب رئيس البرلمان السابق اياد السامرائي .
واظهرت لقطات في المؤتمر الصحفي رئيس الوزراء يسأل الخزاعي بهمس عن اسباب تغيب البعض واجابه الخزاعي بهمس ايضا ” لا اعلم والله ” .