19 سبتمبر، 2024 4:35 م
Search
Close this search box.

“وثبة الأسود” .. عملية نوعية اخترقت الصفوف الأولى لـ”داعش” بجهود استخباراتية عراقية خالصة !

“وثبة الأسود” .. عملية نوعية اخترقت الصفوف الأولى لـ”داعش” بجهود استخباراتية عراقية خالصة !

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

في عملية مفاجئة وفريدة من نوعها؛ أطاح الجيش العراقي بقادة من الصف الأول في تنظيم (داعش) الإرهابي، وهي ضربة اعتبرها الخبراء الأبرز؛ منذ مقتل زعيمه “أبوبكر البغدادي”.

وبدأت قوات الأمن العراقية عملية واسعة تحت اسم (وثبة الأسود)؛ في 29 آب/أغسطس الماضي، ضد التنظيم الإرهابي في “صحراء الأنبار”؛ غرب “العراق”.

وأعلنت “قيادة العمليات المشتركة” العراقية، في بيانٍ لها عن نتائج هذه العملية، مؤكدة قتل: (06) من أبرز قيادات (داعش): “بينهم المُكّنى: (أبوصديق)، نائب ما يُسّمى: (والي العراق)، فضلاً عن (والي الأنبار)”.

وبعد عامين من إعلان “العراق” الانتصار على (داعش)؛ وعامٍ واحد من إعلان “سورية” دحر التنظيم، قُتل “البغدادي” في عملية أميركية نوعية في غرب “سورية” عام 2019.

وجود حواضن دائمة للتنظيم..

العملية نالت تحليلات الخبراء؛ فأعرب الخبير الأمني العراقي؛ “سرمد البياتي”‏، في حديث لموقع (العين الإخبارية)، عن اعتقاده بأن العملية: “مهمة جدًا في الوقت الحاضر”، لافتًا إلى أن القضاء على ستة من قيادات الخط الأول لتنظيم (داعش) يُعد انتصارًا واضحًا.

وعن الحواضن التي ينشّط فيها التنظيم في “العراق”؛ أوضح “البياتي” أن: “الحواضن دائمًا موجودة في غرب محافظة الأنبار وقضاء الرطبة في هذه المحافظة، وقضاء حمرين بمحافظة ديالى، والمثُلث الخطر في جنوب محافظة كركوك، وكذلك شرق محافظة صلاح الدين وغرب ديالى، هذه كلها مناطق وحواضن خطرة”.

وأضاف: “كما توجد حواضن للتنظيم الإرهابي في مناطق أخرى أيضًا؛ مثل قضاء الدبس بمحافظة كركوك شمال قضاء الحويجة”.

وعن دور “التحالف الدولي” في هذه العملية الأخيرة؛ أجاب الخبير الأمني بأنه: “لا يمكن إنكار دور التحالف الدولي في العملية الأخيرة، وهو الذي نفّذ الضربات الجوية وعملية الإنزال الجوي، لذلك العمليات مستمرة، لكن بنفس الوقت يستطيع تنظيم (داعش) إيقاع الخسائر في القوات الأمنية، لكنه لا يستطيع مسك الأرض تمامًا”.

لا بصمة لقوات “التحالف”..

من جانبه؛ أكد المحلل السياسي؛ “إبراهيم السراج”، أن القوات الأمنية العراقية بكافة تشّكيلاتها تعمل أولاً على إزالة كل الحواضن وبقايا (داعش)؛ التي تنشّط في مناطق رخوة أمنيًا.

معتقدًا: “أن هذه الحواضن أصبحت تحت سيطرة القوات العراقية، وهذا تطور كبير للقوات العراقية بكل صنوفها الأمر الذي أربك تنظيم (داعش)”.

وأضاف: “(داعش) تخلى عن العمل في مجموعات كبيرة، وتشكلت خلايا من عنصرين أو ثلاثة يمكنهم الانتقال من مكان إلى آخر، لكن رغم ذلك تنجح القوات العراقية باصطيادهم”.

ورسم “السراج” خريطة عمل التنظيم، مشيرًا إلى وجودهم في مناطق حدودية في “ديالى” أو في “الرمادي” وأطراف “كركوك”، لكن هذا لا يمنع أنهم تحت نظر القوات الأمنية في البلاد.

وأشار المحلل السياسي العراقي إلى أن العملية تُعد نجاحًا عراقيًا خالصًا، وأنه لا بصمة لقوات “التحالف الدولي” في هذا الانتصار.

انتهاء المجاميع الإرهابية..

بينما ذكر المحلل السياسي؛ “واثق الجابري”، أنه: “في الذكرى السابعة لانتصار العراق على عصابات (داعش)؛ لا بُد أن نستذكر كل العمليات البطولية التي قامت بها القوات العراقية ضد هذه العصابات لتحرير الأراضي، بدءًا من عمليات حدود بغداد وإلى محافظة صلاح الدين والأنبار والموصل والمناطق الصحراوية، وبالتالي هذه العمليات لا تزال مستمرة لملاحقة العصابات الإرهابية في الحواضن التي ترصدها الاستخبارات”.

وقال: “هذه الخلايا يبدو أنها بدأت تضمحل وتنتهي شيئًا فشيئًا، وبالتالي نحن أمام عملية ملاحقة لجيوب صغيرة جدًا لا تكاد تُذكر والمجاميع الإرهابية انتهت بشكلٍ كامل في العراق، وانعكست أيضًا على محاربة الإرهاب في العالم”.

وفيما يتعلق بالحواضن التي ينشط فيها التنظيم؛ يقول “الجابري”: “الحواضن الموجودة حاليًا في مناطق وعرة وصحراوية بعيدة؛ وهي غير مستقرة أيضًا مع وجود الملاحقة الاستخباراتية، لا سيّما في العملية الأخيرة (وثبة الأسود) في صحراء الأنبار على بُعد (70) كيلومترًا عن مركز المدينة في عمق الصحراء، وكانت بجهد استخباراتي عراقي بحت، وبالتالي تمت ملاحقة المجموعة والقضاء عليها وهناك مراقبة وأجهزة متطورة تسعى خلف بقايا الجماعات الإرهابية”.

وعن دور “التحالف الدولي”؛ بقيادة “الولايات المتحدة”، في هذه العملية، يوضح “الجابري”: “كان للتحالف الدور كبير في ملاحقة عصابات (داعش) منذ عام 2014، وحتى تحقيق الانتصار 2017، لكن بعد هذا العام أصبحت معظم الجهود والعمليات بقيادة القوات العراقية، فهي قادرة على مسك الملف الأمني”.

أنهت قدرات العصابات الإرهابية..

وفي هذا الصدد؛ قال مستشار رئيس الوزراء؛ “حسين علاوي”، لوكالة الأنباء العراقية؛ (واع): إن “هذه العملية الاستراتيجية قد جمعت معلومات استراتيجية على مدى أشهر عديدة من الأجهزة الاستخبارية وفي مقدمتها جهاز المخابرات الوطني وجهاز مكافحة الإرهاب وخلية الاستخبارات في قيادة العمليات المشتركة”، مشيرًا إلى أنه: “على إثر ذلك كانت العملية متقنة وهادفة بقتل قيادات عُليا مهمة في عصابات (داعش) الإرهابية”.

وأضاف أن: “العملية أعطت مسارًا بإنهاء قدرات العصابات الإرهابية في المناطق الصحراوية المفتوحة وتدمير القيادة الشبكية والمفارز المتحركة في المناطق المعقدة جدًا وذات الطبيعة الصحراوية التامة”، مبينًا أن: “هذه العملية النوعية تُعد الثانية من نوعها بعد عدة أشهر من العملية الكبرى التي كانت بموازاتها وشاركت بها ذات القطعات”.

يُعزز إعادة الإعمار..

وأوضح “علاوي”؛ أن: “هذا العمل يهدف إلى تعزيز عمل الحكومة العراقية في شق طريق التنمية وحركة الإعمار والبناء وإشارة مهمة من قبل قيادة العمليات المشتركة بأنها ستكون راصدة لكل التهديدات والمخاطر الأمنية التي تُحاول أن تُعطل التنمية والإعمار في البلاد”.

وختم بالإشارة إلى أن: “عملية (وثبة الأسد) الاستراتيجية دمرت الآن كل خيوط القيادة للتنظيم الإرهابي وحتى العمليات الخارجية التي قد تكون بتمركز هذه القيادات الإرهابية بهذا المستوى”، مؤكدًا على أن: “العملية لها تأثير كبير على الأمن القومي العراقي؛ وكذلك لها تأثير على حركة التنظيم الإرهابي إقليميًا ودوليًا”.

تزامنت مع تحدايات المشهد الأمني..

ويرى المحلل الأمني والاستراتيجي؛ “فاضل أبورغيف”، أن: “هذه الضربة جاءت متزامنة مع تحديات المشهد الأمني؛ ولا سيما في المناطق الغربية من البلاد، حيث حاولت عصابات (داعش) استحداث أربع إلى خمس مضافات في عرض الصحراء في حدود مترامية الأطراف وطرق وعرة يصعب اختراقها ويصعب الوصول إليها”، لافتًا إلى أن: “عصابات (داعش) كانت تعتقد بأن استحداث هذه المضافات المتطورة؛ والتي اعتمدت أساليب جديد من التقنيات، تمنع اكتشافها من قبل الأجهزة الأمنية، لذلك جهاز المخابرات الوطني نجح بشّكلٍ واضح من خلال مراقبة ومتابعة وملاحقة والقبض واستدراج بعض القيادات التي لها صلة بهذا الأمر مما جعل هذه العملية ناجحة بكل القياسات التي أدت إلى ضرب مفاصل عصابات (داعش)، ولا سيّما في هذه الحقبة”.

وأكد “أبورغيف”؛ لوكالة الأنباء العراقية؛ (واع)، أن: “أهمية هذه العملية تكمن بأنها عكست قدرة المخابرات الوطنية العراقية؛ من ضباط ومنتسبين، في تحقيق نجاحات استخبارية حققت من خلالها هذه النتائج الكبيرة جدًا”، مشيرًا إلى أن: “عصابات (داعش) تمر بحالة إرباك وفوضى بعد أن تمكن جهاز المخابرات من إجهاض جهود تلك العصابات الإرهابية لأربع سنوات”.

وشدّد “أبورغيف”؛ على أن: “هذه العملية أحبطت تحرك (داعش) على محافظة الأنبار وكبحت جماح عمليات التفخيخ والتفجير والانتحار وعمليات العبوات الناسفة”، مؤكدًا أن: “عملية (وثبة الأسود) جعلت الأنبار وبغداد في أمان”.

قصمت ظهر “داعش”..

من جانبه؛ أضاف المحلل الأمني والعسكري؛ “سرمد البياتي”، لوكالة الأنباء العراقية؛ (واع): “كنا ننتظر نتائج الحمض النووي للعملية التي قام بها جهاز المخابرات العراقي بالتعاون مع قوات التحالف الدولي وبإشراف أو متابعة العمليات المشتركة، والتي أظهرت أن القيادات التي تم قتلها ربما بمستوى مقتل: ابوبكر البغدادي، لأن هذه القيادات خطرة جدًا، وهي من الخط الأول، وكانت موجودة في هذه المضافة”، مبينًا أن: “هذه العملية  قصمت ظهر (داعش) تمامًا في غرب الأنبار، وربما العراق كله لأنها كانت على مستوى عالي الدقة والمتابعة من قبل جهاز المخابرات”.

وأوضح أن: “(داعش) الآن تفتقد إلى قيادات الخط الأول؛ لأن جميع تلك القيادات قُتلت في عملية (وثبة الأسود) مما أصاب العصابات الإرهابية بخلل كبير”.

تطور القوات الأمنية..

بدوره؛ قال الخبير الأمني؛ “محمد غصوب”، لوكالة الأنباء العراقية؛ (واع)، إن: “القوات الأمنية بمختلف صنوفها بدأت تتطور خاصة بعد عمليات التحرير واكتسبت خبرات كبيرة في مكافحة الإرهاب”، لافتًا إلى أن: “عملية (وثبة الأسود) دليل على تطور القوات الأمنية التي استطاعت أن تُدمر العديد من المضافات لعصابات (داعش) في هذه المنطقة”.

ونوه إلى أن: “العملية تم التخطيط لها بشكلٍ جيد وبمستوى عالٍ من المهنية وبمعلومات تم تحضيرها من جهاز المخابرات وبالتنسيق مع العديد من القوات الأمنية المختلفة”، مشيرًا إلى أن: “جميع القيادات المقتولة في هذه العملية هي من قيادة الصف الأول بعصابات (داعش)”.

وتابع أن: “القوات الأمنية حصلت على معلومات مهمة في الحواسيب التي تم الاستيلاء عليها في مضافات (داعش)؛ وهي معلومات مهمة جدًا”، مؤكدًا أنه: “لا يمكن لعصابات (داعش) أن تقوم بأي عملية تؤثر على مستقبل العراق بوجود القوات الأمنية التي باتت على دراية كافية في التعامل مع الإرهابيين”.

عملية تهم العالم..

إلى ذلك؛ أكد المحلل الأمني؛ “أمير الساعدي”، أن: “عملية (وثبة الأسود) حققت نتائج على المستوى الدولي بعد عثور القوات الأمنية على معلومات مهمة في الحواسيب الموجود في المضافات التي تم استهدافها”، مشيرًا إلى أن: “العملية حملت رسالة مهمة بأن القوات الأمنية العراقية قادرة على التعامل والتعاطي مع عصابات (داعش) وتنفيذ عمليات استباقية ومن خلال جهاز المخابرات الوطني، لا سيما مع وجود خشية من عمليات ارتدادية من عصابات (داعش) من سورية، وكذلك من مخاوف دولية من تحركات (داعش) خارج حدود العراق، لذلك فإن العملية ليست للعراق فقط بل لدول العالم أيضًا”.

ولفت إلى أن: “العملية تمت في أماكن معقدة، واحتاجت الكثير من الوقت من أجل الحصول على المعلومات الدقيقة، وهو ما قام به جهاز المخابرات من أجل التأكد من تواجد تلك المضافات بشكلٍ دقيق جدًا”، منوهًا بأن: “قتل هذه القيادات الإرهابية سيُربك خلايا (داعش) المنتشرة في بعض المناطق ويمنع تجديد نشاطها خاصة؛ وأن عصابات (داعش) تعرض للعديد من الضربات القاصمة من قبل الأجهزة الأمنية”.

تنشر الفوضى بين الدواعش..

الخبير الأمني؛ “أعياد الطوفان”، أكد لوكالة الأنباء العراقية؛ (واع)، إن: “عملية (وثبة الأسود) ستؤثر على عمل عصابات (داعش) الإرهابية”، مبينًا أن: “الوصول إلى هذه القيادات الإرهابية بهذه السرعة والدقة سيضع الجميع أمام علامات تعجب كثيرة لأنهم نجحوا في اصطياد القيادات الرئيسة لديهم، فهذا يعني بأنهم جميعًا مستهدفون من قبل القوات الأمنية”.

وذكر أن: “العملية ستنشر الفوضى وعدم الإيمان وعدم الاستقرار لمجرمي (داعش)؛ ولن يستطيعوا أن يجتمعوا في مكانٍ واحد”.

وشدّد على أن: “عملية (وثبة الأسود) واحدة من العمليات النوعية التي استهدفت عصابات (داعش)؛ لأنها أدت إلى قتل عدد من قيادات الخط الأول، وكذلك أنها أكدت على قدرة جهاز المخابرات لتوفير المعلومات الدقيقة، فضلاً عن الحصول على معلومات ثمينة بأجهزة الحاسوب التي تم العثور عليها في المضافات”.

أبرز قيادات “داعش”..

وقال بيان لـ”قيادة العمليات المشتركة” العراقية؛ إن من بين المقتولين المُكّنى: “أبوصديق” أو “أبومسلم”، واسمه الحقيقي: “أحمد حامد حسين”، إذ يشغل منصب نائب (والي العراق)، الذي يشرف على مفاصل التنظيم كلها في “العراق”، بدءًا من التجنيد والإدارة وصولاً للعمليات العسكرية.

أما القيادي الثاني؛ بحسّب البيان، فهو المُكّنى فهو: “منصور أو أبوعلي التونسي، واسمه الحقيقي عمر بن سويح بن سالم قارة، ويشغل منصب ما يسُّمى أمير التصنيع والتطوير والملف الكيميائي، هذا مع مقتل المُكّنى (أبوهمام)، واسمه الحقيقي: سعد محمد ناصر، ويشغل منصب ما يسُّمى (والي الأنبار)”.

فيما قتلت القوة المنفذة للعملية ما يسُّمى المسؤول العسكري للتنظيم في الأنبار: “شاكر هراط النجدي”، فضلاً عن مقتل المُكّنى: “أبوعبد جنوب” أو “أبوعبدالرحمن”، واسمه الحقيقي: “معمر مهدي خلف حسين”، ويشغل منصب ما يسُّمى (والي الجنوب)، مع مقتل المُكّنى: “وقاص”، واسمه الحقيقي: “علي رباح رجا”، ويشغل منصب ما يسُّمى مسؤول التواصل، بالإضافة إلى مسؤول ملف الاقتصاد والأموال ولاية الأنبار.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة