20 أبريل، 2025 11:29 م

“واشنطن-موسكو” .. الحوار أهم من الاتفاق !

“واشنطن-موسكو” .. الحوار أهم من الاتفاق !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

أعلنت “الخارجية الأميركية” عن إنعقاد الجولة الثانية من المباحثات الإستراتيحية مع “موسكو”؛ سعيًا لحل الخلافات الكثيرة من مثل: الأسلحة النووية وكذلك الفضاء السيبراني.

ورغم أهمية هذه المباحثات، لكن لا يتوقع مسؤولي البلدين الوصول إلى اتفاق على المدى القصير، ويؤكدون على أهمية استمرار المباحثات.

ولم تسفر الجولة الأولى من المباحثات، بين الوفد الأميركي برئاسة، “وندي شيرمن”، والوفد الروسي برئاسة، “سيرغي ريابكوف”، عن أي نتائج خاصة.

وبعد الجولة الأولى من المباحثات أثنى المسؤولون الأميركيون على سلوكيات الوفد الروسي، واتفاق الفريقين على اللقاء مجددًا. وفي السياق ذاته، نقلت وكالة أنباء (آسوشيتد برس) على لسان مسؤول أميركي، رفض الكشف عن هويته؛ قوله: “الولايات المتحدة راضية عن نتائج اللقاء الأول، وتأمل أن يهييء هذا اللقاء لاستمرار الحوار بخصوص قضية السيطرة على الأسلحة وغيرها من القضايا الإستراتيجية”.

ووفق هذا المسؤول؛ فلن يقتصر اللقاء على الأسلحة النووية فقط، وإنما يشمل القضايا المتعلقة بالفضاء والعالم السيبراني. كذلك فلن تقصر المباحثات بخصوص الفضاء السيبراني؛ على موضوعات مثل: القرصنة؛ وإنما سوف يتناول الجانبين القضايا الإستراتيجية والنووية. بحسب “محمد حسين لطف الهي”، في صحيفة (اعتماد) الإيرانية الإصلاحية.

مباحثات في أجواء من التوتر !

تنطلق الجولة الثانية من المباحثات “الأميركية-الروسية” في ظل تصاعد وتيرة التوتر بين البلدين، وهذه الأجواء المشحونة بالتوتر قد تؤثر على نتائج المفاوضات.

للتعليق؛ يقول “بيتر بروكز”، الخبير في مؤسسة (هريتيغ) بواشنطن: “تتعارض وجهات النظر (الأميركية-الروسية) بسبب احتلال موسكو، شبه جزيرة (كريمه) الأوكرانية، ودعم المتمردين في شرق أوكرانيا، واستمرار الاحتلال الروسي لأجزاء من “جورجيا”.

كذلك تتخوف “الولايات المتحدة” من تدخلات “موسكو” في الأزمة السورية، وتستشعر الخطر إزاء المداخلات الروسية في “بيلاروسيا”؛ وكذلك التعاون “الروسي-الصيني”.

وتعتقد “الولايات المتحدة الأميركية”، في تورط “روسيا” المباشر في الهجمات الإلكترونية على “الولايات المتحدة” ووعدت بالمعاملة بالمثل.

أضف إلى ذلك، أن حقوق الإنسان في “روسيا” من الموضوعات التي تستفيد منها “الولايات المتحدة” في شن هجمات كلامية ضد “موسكو”، أضف إلى ذلك، تأثير الإدعاءات بشأن مساعي قتل المعارض، “أليكسي نافالني”، والجاسوس السابق، “سيرغي إسكريبال”، على رفع مستويات التوتر بين البلدين.

الولايات المتحدة وسلسلة من الفشل على صعيد السياسة الخارجية..

كان الرئيس الأميركي، “جو بايدن”، قد وعد خلال المنافسات الانتخابية، عام (2020م)، للاستفادة من الدبلوماسية في التعامل مع المشكلات التي تواجه السياسة الخارجية الأميركية، لكنه ومنذ تسلم مهام المنصب، وحتى اللحظة، لم يحقق أي تقدم عملي في الملفات الأساسية على جدول أعمال السياسة الخارجية الأميركية.

فقد تعطلت المفاوضات مع “إيران”، بشأن إحياء “الاتفاق النووي”، حتى أن الكثير من الخبراء قد تحدثوا عن انعدام الأمل في إحياء “الاتفاق النووي”.

كذلك كان التطور الصيني في المجالات الصاروخية والنووية سريعًا وملفتًا للإنتباه، ومما زاد من الشكوك والمخاوف الأميركية؛ رفض “بكين” الإنضمام إلى مفاوضات السيطرة على السلاح النووي، وقد تتحول “الصين”، على المدى القصير؛ إلى قوة تستعصي على الاحتواء في الحوزة النووية.

وتسبب الانسحاب من “أفغانستان”؛ وتجاهل موقف الحلفاء والخبراء والتحذير من تبعات هذه القضية، في تداعي الثقة بإدارة “بايدن”.

وأخيرًا؛ فقد أثار التوقيع على اتفاقية (Aukus)، استياء “فرنسا” والدول الأوروبية، وهم يعتقدون أن “الولايات المتحدة” طعنتهم من الخلف.

الجمهوريون يعارضون المباحثات..

قبيل إنعقاد الجولة الأولى من المباحثات الإستراتيجية؛ بين إدارة “بايدن” و”الكرملين”، تموز/يوليو الماضي، عُدت آخر جولات الحوار بشأن القضايا المتعلقة بالاستقرار الإستراتيجي، في العام (2020م)، أثناء فترة، “دونالد ترامب”، الرئاسية.

آنذاك؛ كان كلا الفريقين يتخوف من مصير القضايا المتعلقة بالسيطرة على الأسلحة النووية، وسعى الطرفين، عقب التوقيع على اتفاقية (نيواستارت)، في شباط/فبراير الماضي، للوصول إلى اتفاق بهذا الخصوص.

ولم تُسفر المباحثات عن نتائج ملموسة، حتى أعلنت إدارة “بايدن”، قبل نحو أسبوع؛ عن إنتهاء مهلة تمديد الاتفاقية، واتفاق الطرفين، الأميركي والروسي، على تمديد الاتفاقية مدة 05 سنوات أخرى.

ويعتقد الديمقراطيون أن المباحثات مع “روسيا”، حول هذه الموضوعات؛ قد يؤدي إلى نتائج جيدة ويعكس مدى فهم “البيت الأبيض” لأهمية المسألة.

في المقابل؛ يعتقد الجمهوريون أنه من الخطأ الدخول في المباحثات قبل الفصل بالمخالفات الروسية في الاتفاقيات السابقة. وأكد السيناتور “جيم ريسك”؛ أن إدارة “بايدن” لم تسعى للفصل في نقض “موسكو” اتفاقية (INF)، وشدد على ضرورة عدم التوقيع على اتفاقيات جديدة قبل البحث في هذه المسألة.

بدوره؛ قال “رز غاتمولر”، كبير المفاوضين الأميريكيين في مفاوضات (نيواستارت)؛ الأولوية للوصول إلى فهم مشترك وترميم الثقة المفقودة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة