وكالات – كتابات :
وافقت “الولايات المتحدة”، على تمديد إعفاء “العراق” من العقوبات على “إيران”، في استيراده للطاقة، لمدة أربعة أشهر، وهو الإعفاء الأول الذي يعطى في ظلّ إدارة الرئيس الأميركي، “جو بايدن”، ولأطول مدة يسمح بها القانون.
وبموجب الإعفاء الجديد ،الذي أعطته إدارة “بايدن”، سيتمكّن “العراق” من الاستمرار في استيراد “الكهرباء” و”الغاز” من جارته الشرقية لأربعة أشهر، أي منذ مطلع نيسان/نيسان وحتى مطلع آب/أغسطس المقبل، كما أوضح مسؤول العراقي.
ووفقًا لوكالة (فرانس برس”، فمن الواضح أن إدارة “بايدن” ترغب بمدّ اليد إلى الحكومة العراقية، من خلال هذه الخطوة، قبل “حوار إستراتيجي” جديد، من المقرر أن ينطلق افتراضيًا، في السابع من نيسان/إبريل 2021.
وأبلغت مصادر غربية وعراقية؛ بأن المسؤولين العراقيين مُنحوا ضوءًا أخضر، من “الولايات المتحدة”، للإفراج عن الأموال المستحقة لـ”إيران”؛ مقابل واردات “الغاز”، والبالغة ملياري دولار، عبر حساب مصرفي سويسري.
فيما أعلنت “الولايات المتحدة الأميركية”، الأربعاء، على جانب آخر، توسيع نطاق الدعم المقدم إلى الناجين الإيزيديين من الإبادة الجماعية، بمقدار 5 ملايين دولار، بتمويل من “الوكالة الأميركية للتنمية الدولية”.
وقالت “السفارة الأميركية”؛ في بيان؛ إنه: “تعملُ مُبادرة نادية (NI) والمُنظمة الدوّلية للهجرة (IOM) والوكالة الأميركية للتنمية الدوّلية (USAID) معًا، على توسيع نطاق الدعم المُقدّم إلى الناجين الإيزيديين من الإبادة الجماعية، وبتمويلٍ قدره 5 ملايين دولار من الوكالة الأميركية للتنمية الدوّلية، وستُساعدُ كُلٌّ من المُنظمة الدوّلية للهجرة ومُبادرة نادية؛ أفراد المُجتمع الذين نجوا من الإبادة الجماعية، في الحصول على حلولٍ دائمة من خلال بناء وحداتٍ سكنية جديدة على مقربةٍ من البلدة القديمة؛ إلى جانبِ تدابيرٍ اُخرى مُصمّمة لمُساعدة العائلات على الشعور بالأمان، وبانّهم مسموعون ومدعومون في رحلةٍ لملمة الجراحِ هذه”.
وأضافت: “كما وستدعمُ كل من المنظمة الدوّلية للهجرة في العراق ومُبادرة نادية؛ جُهود تخليد ذكرى المجتمع الإيزيدي من خلال تحويل بعض المواقع المُختارة إلى نصب تذكارية وإجراء التدابير لحماية المقبرة، حيثُ يتمّ الآن إعادة دفن رفات الأفراد المُستخرجة من مقابر كوجو الجماعية”.
وافادت الناشطة الإيزيدية ورئيسة مُبادرة “نادية”، “نادية مُراد”، وفق البيان: “لقد شهد مُجتمعي، في كوجو، بعضًا من أسوأ الفظائع التي عرفتها البشرية، أولئك الذين نجوا من الإبادة الجماعية ينتظرون ما يقرب من السبعِ سنوات للعودة إلى ديارهم، ولا يزال الآلاف من النساء والأطفال في عدادِ المفقودين في الأسر، والمئات من الرجال والنساء الذين قُتلوا لم يتمّ التعرف عليهم بعد، وبإنّ الناجيات من العُنف الجنسي والأمهات العازبات يُكافحنَ من أجل العُثور على مأوىٍ ودعمٍ واف”.
وأضافت “مراد”: “إنّني مُمتنةٌ لدعم حُكومة الولايات المتحدة للمُجتمع الإيزيدي، هذا المشروعُ هو خُطوةٌ حاسمةٌ نحو تمكين العودة الكريمة لأفراد، مُجتمع كوجو، النازحين وتسهيل إعادة بناء حياة كريمة”.
وقال مديرُ بعثة “الوكالة الأميركية للتنمية الدوّلية”، في العراق، “جون كارديناس”، وفق البيان، إن: “الفظائع التي واجهها الناجون من الإبادة الجماعية تجعلُ من المؤلم للغاية العودة إلى المكان ذاته، حيثُ وقعت هذه الأعمال المُروّعة، إن التشاور والمشاركة الهادفة والشاملة مع كُلّ من الناجين والمُجتمع الأوسع أمرٌ ضروري لضمان نجاح واستدامة هذهِ المُبادرة. إننا فخورون بشراكتنا مع المُنظمة الدوّلية للهجرة ومُبادرة نادية لمُساعدة الناجين من الإبادة الجماعية على التعافي وإعادةِ بناءِ حياتهم بأمان”.
وأوضح البيان: “في الساعات الأولى، من يوم الثالثِ من آب/أغسطس 2014، سيطر تنظيم (داعش) على سنجار، وهو موطنُ أجداد الإيزيديين، في شمالي غرب العراق، وشرع بحملةِ إبادةٍ جماعيةٍ ضد الأقلية مُتسببًا في فرار أكثر من 90% من سُكانِ سنجار، بما في ذلك الآلاف الذين اُجبروا على الصُعود إلى سلسلة الجبال القريبة سيرًا على الأقدام. وفي خلال الساعات والأيام التالية، قُتِلَ الآلاف من الإيزيديين واُخُتِطفَ أكثر من 6400 آخرين”.
وأضاف: “وشهدت قريةُ كوجو، وهي قريةٌ إيزيدية، في جنوبي سنجار، كان يسكُنها ما يقرب من 1700 شخصًا، بعضًا من أسوأ الفظائع التي إرتكبها تنظيم (داعش) عندما فرض مسلحون حصارًا على السكان مُطالبين أياهم إما بإعتناقِ الإسلام أو مواجهة الإعدام، وعلى إثره دخل قادة المُجتمع في مُفاوضاتٍ محمومةٍ لتحديد طريقة لتمكين القرويين من المُغادرة بأمان. ولكن في الخامس عشر من آب/أغسطس 2014، أيّ بعد 12 يومًا منكوبًا بالإرهاب، اعتقل تنظيم (داعش) وقتل رجال البلدة والأولاد والنساء الأكبر سنًا، أما النساء والفتيات فقد اُخُتُطِفنَ وبُيعنَ للإسترقاقِ الجنسي”.
وبّين: “وعلى الرغم من أنّ القوات العراقية أعادت السيطرة على كوجو، في عام 2017، إلا أنّ القرية لا تزال مهجورة، ولا تزال غالبية السكان تعيشُ في ظروفٍ صعبةٍ في مُخيمات النازحين في إقليم كُردستان العراق، ويُعبّرُ العديد من الناجين عن رغبتهم في العودة إلى أراضيهم وإلى سُبلِ عيشهم التقليدية، بيد انّهم يقولون بإنّهم لا يستطيعون العودة إلى ذاتِ المكان حيثُ اُرتُكِبت الفظائع”.
وقال رئيسُ بعثة “المُنظمة الدوّلية للهجرة” في العراق، “غيرارد وايت”، بحسب البيان، إنّ: “تدمير المساكن وفقدان سُبل العيش ونقص الخدمات الحيوية؛ يُشكّلُ عقباتً واضحةً أمام عودة السُكان النازحين في جميع أنحاء العراق، وبالنسبة للناجين من جرائم (داعش) في كوجو، تُشكّلُ الصدمةُ حاجزًا إضافيًا”، مبينًا أنه: “لقد تأخر كثيرًا اتخاذ التدابير لدعمِ الناجين الإيزيديين من الإبادة الجماعية لتحقيق حلول دائمة بُغية البدء في إعادةِ بناءِ حياتهم، ويُسعدنا العمل مع كُلّ من الوكالة الأميركية للتنمية الدوّلية ومُبادرة نادية، بالإضافةِ إلى المُجتمع الأكبر بُغية الإسراع بهذهِ الجُهود”.