18 أبريل، 2024 10:39 ص
Search
Close this search box.

“واشنطن” تفكر بشكلٍ جدي .. أميركا تنسحب نهائيًا من سفارتها بـ”بغداد” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

مازالت تداعيات الإعتداء على “السفارة الأميركية”، في “بغداد”، قائمة حتى الآن، رغم تأكيد الرئيس العراقي، “برهم صالح”، إلتزام “العراق” بحماية البعثات الدبلوماسية والسفارات العاملة في البلاد، إلا أن الجانب الأميركي يتخذ خطوات أخرى تؤكد عدم ثقته في القيادة السياسية العراقية، وذلك لعدم قدرتهم على التأثير على ميليشيات “الحشد الشعبي”؛ التي ترى “واشنطن”، أنها مدعومة من “إيران” وألقت عليها باللوم في حادث الإعتداء، الذي تكرر أكثر من مرة، حيث كشفت مصادر دبلوماسية أميركية أن وزير الخارجية، “مايك بومبيو”، يسعى لجعل الانسحاب من سفارة بلاده في “بغداد” بشكل دائم.

في تقرير لمجلة (فورين بوليسي)، قالت المصادر إن “بومبيو” أمر، في أيار/مايو الماضي، بإجلاء جزئي للدبلوماسيين من “السفارة الأميركية”، في “العراق”، وسط تصاعد التوترات مع “إيران”.

وتضيف المجلة الأميركية أن العديد من مسؤولي الخارجية يقولون الآن إنهم أبلغوا بأن خفض عدد موظفي السفارة سيصبح دائمًا في الواقع، وهي خطوة قد تترك عددًا قليلاً فقط من موظفي السفارة لتولي المهام المهمة، مثل مواجهة “إيران” على الجبهة الدبلوماسية، وعلى المدى القصير تكون قد تقطعت السُبل بمئات الدبلوماسيين في المنطقة دون سفارة يعودون إليها.

توصيف غير دقيق..

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية؛ إن هذا التوصيف للانسحاب، “غير دقيق”، وقال: إنه “لم يُتخذ قرار بشأن مستويات التوظيف الدائمة، لكن مراجعة عدد الموظفين جارية”.

سقف دائم بحكم الواقع..

فيما قال ثلاثة مسؤولين آخرين من الوزارة، شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، إن مستويات التوظيف في “سفارة بغداد”، التي تم التوصل إليها بعد إجلاء، أيار/مايو الماضي، تعامل على أنها سقف دائم بحكم الواقع لموظفي “وزارة الخارجية” في “العراق”، بحسب المجلة الأميركية.

وقال مسؤول كبير في الوزارة، على علم بالمداولات الداخلية، للمجلة: “لقد اتخذوا بالفعل، سرًا، القرار السياسي بعدم إعادة هؤلاء الأشخاص”، مضيفًا: “لكنهم لا يصفونه في الواقع بأنه انسحاب، هم يقولون فقط إنهم يراجعون أمر المغادرة”.

وأشارت المجلة الأميركية إلى أنه لا يزال يوجد بالسفارة ما يقدر بآلاف الموظفين، لكن جزءًا صغيرًا فقط من موظفيها يعملون مباشرة في وظائف دبلوماسية أساسية، بمن في ذلك المسؤولون السياسيون والاقتصاديون وموظفو الدبلوماسية العامة، أما الأغلبية فهم من المقاولين أو أفراد الأمن أو مسؤولين من الوكالات الاتحادية الأخرى، بما في ذلك مجتمع الاستخبارات.

وصرح مسؤولان، بعد الإجلاء الجزئي، بأن السفارة لديها أقل من 15 مسؤولاً من “الخارجية” تُركوا يعملون مباشرة في مهام دبلوماسية أساسية.

ولم يؤكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية أو ينفي؛ عدد الموظفين الباقين، وقال إن سياسة “الخارجية” هي عدم إفشاء مستويات التوظيف لأسباب أمنية.

بسبب التوتر “الأميركي-الإيراني”..

وتعتبر هذه المعلومات إحدى تداعيات انسحاب “واشنطن” من “الاتفاق النووي” مع “طهران”؛ قبل أكثر من عام، وفرض عقوبات على “طهران”؛ ما تسبب بتصاعد التوتر في المنطقة، وسط تهديدات إيرانية بالعمل على وقف صادرات الخليج النفطية والتحلل من إلتزاماتها النووية تدريجيًا، وتهديد المصالح الأميركية في المنطقة.

وتتهم “الولايات المتحدة” ودول خليجية، “إيران”، باستهداف ناقلتي نفط قُرب “مضيق هرمز”، في حزيران/يونيو الماضي، ومحطتين لضخ الخام في “السعودية”، قبل ذلك بأقل من شهر؛ فضلاً عن دعم ميليشيا “الحوثي” في “اليمن”؛ وهو ما تنفيه “طهران”.

يُذكر أن “الاتفاق النووي” كان قد أبرم، عام 2015، بين “إيران” والدول الخمس دائمة العضوية في “مجلس الأمن”؛ “الولايات المتحدة، روسيا، الصين، فرنسا، بريطانيا”؛ بالإضافة إلى “ألمانيا”؛ ورُفعت بموجبه عقوبات دولية عن “طهران” مقابل تقييد برنامجها النووي.

إلا أن إدارة الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، اعتبرت أن الاتفاق “سيء”، وخرجت منه بهدف التفاوض على صيغة جديدة بقيود أكبر، تشمل البرامج الصاروخية والتدخلات الإقليمية لـ”إيران”.

تحرك مستقبلي يتعلق بمجريات الشرق الأوسط..

تعليقًا على المخطط الأميركي، يقول المختص في القانون الدولي، الدكتور “علي التميمي”، أنه: من “المعروف عن السياسة الأميركية الخارجية، في كونها تتخوف من الأحداث المستقبلية وتقرأها بصورة جيدة، خصوصًا في منطقة الشرق الأوسط، لذا تقوم هي عادة وقبل اندلاع الأحداث بإجلاء مواطنيها وتقليص بعثاتها الدبلوماسية في تلك المناطق، وأعتقد أن السبب المباشر لذلك هو عملية استهداف السفن والبواخر في منطقة الخليج”.

وأضاف “التميمي” أن: “الولايات المتحدة تخشى كثيرًا على رعاياها في العراق، مع عدم مقدرة الحكومة العراقية على توفير الحماية للسفارات، وشاهدنا ذلك من خلال التظاهرة أمام سفارة البحرين التي شكلت خرقًا واسعًا لاتفاقية فيينا، لعام 1962، والتي تلزم على جميع الدول حماية السفارات الموجودة على أراضيها؛ كونها تُعد جزءًا من أمن دول تلك السفارات، لذلك فإن هذا الاستهداف وغيره، كعملية ضرب صواريخ على مقر السفارة الأميركية في بغداد، سوف يؤدي إلى قيام الولايات المتحدة بتقليص عدد موظفي سفارتها، وأعتقد أن البديل سيكون في أربيل”.

لا تثق ببغداد كونها حليف لإيران..

مشيرًا إلى أن: “الولايات المتحدة لا تثق بالحكومة العراقية، وهي أعلنت أكثر من مرة ذلك، حتى أن واشنطن رفضت عرض الوساطة التي أرادت بغداد القيام به، كون العراق، بنظر واشنطن، يعتبر حليفًا لإيران، فالحكومة العراقية غير قادرة كذلك على حماية السفارات، وهذا التقليص سوف يتبعه تقليص آخر وزيادة الحماية على السفارة، وستقوم الولايات المتحدة بزيادة القوات العسكرية بدلًا من الممثلين الدبلوماسيين”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب