خاص : ترجمة – بوسي محمد :
أعلنت “الولايات المتحدة الأميركية” إعترافها رسميًّا بشرعية المستوطنات الإسرائيلية المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، عام 1967، ويمثل الإعلان رفضًا لقرار “الأمم المتحدة”، لعام 2016، الذي يقضي بأن المستوطنات في “الضفة الغربية”، “إنتهاك صارخ”، للقانون الدولي، ويتنافى أيضًا مع الموقف الثابت لمعظم حلفاء “الولايات المتحدة”.
وفي هذا السياق؛ قال “مايك بومبيو”، وزير الخارجية الأميركي: “إن الدعوة إلى إقامة مستوطنات مدنية تتعارض مع القانون الدولي لم تقدم قضية السلام.. الحقيقة الصعبة هي أنه لن يكون هناك أي حل قضائي للنزاع، والحجج حول من هو على حق ومن هو الخطأ من حيث القانون الدولي لن تجلب السلام”.
وقال إن شرعية المستوطنات الفردية يجب أن تبت فيها المحاكم الإسرائيلية، وأدعى أن الإعلان الأميركي لن يخل بتسوية شاملة نهائية بين الإسرائيليين والفلسطينيين. فقد أقترح أن هذه الخطوة “ستوفر مساحة للإسرائيليين والفلسطينيين للإلتقاء لإيجاد حل سياسي”.
ولكن يبدو أن “السفارة الأميركية”، في “القدس”، تستعد لرد فعل معادِ من الفلسطينيين، حيث أصدرت تحذيرًا من السفر إلى “القدس” و”الضفة الغربية” و”غزة”. حسبما أوردت صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية.
الإعلان يتعارض مع “اتفاقية جنيف”..
وقال السياسي الفلسطيني البارز، “صائب عريقات”: “هذا الإعلان، يظهر إدارة ترامب مدى تهديدها للنظام الدولي بمحاولاتها المستمرة لاستبدال القانون الدولي بقانون الغابة”.
واتفق معه في ذلك وزير الخارجية الأردني، “أيمن الصفدي”، الذي غرد عبر حسابه الشخصي على موقع التدوين العالمي، (تويتر)، قائلًا: “إن المستوطنات (إنتهاك صارخ) للقانون الدولي من شأنه أن يكون له (عواقب وخيمة)”.
في الوقت نفسه؛ أشاد رئيس وزراء إسرائيل، “بنيامين نتانياهو”، بإعلان الإدارة الأميركية التي تعترف بشرعية المستوطنات الإسرائيلية في “فلسطين”.
ويمثل إعلان “الولايات المتحدة” رفضًا لقرار صادر عن “مجلس الأمن الدولي”، في عام 2016، ومفاده أن المستوطنات في “الضفة الغربية” تُشكل “إنتهاكًا صارخًا” للقانون الدولي والموقف القانوني الأميركي من القضية، منذ عام 1978. وهو أيضًا تخلي عن “اتفاقية جنيف” الرابعة، الذي يحظر عمليات نقل السكان من قِبل قوة الاحتلال.
الاتحاد الأوروبي يدعو إسرائيل لإنهاء كل النشاط الإستيطاني..
في بيان صدر بعد أكثر من ساعة بقليل من حديث “بومبيو”، قالت رئيسة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، “فيديريكا موغريني”، إن سياسة “الاتحاد الأوروبي” بشأن المستوطنات الإسرائيلية واضحة ولا تزال دون تغيير؛ كل النشاط الإستيطاني غير قانوني بموجب القانون الدولي؛ ويؤدي إلى تآكل الجدوى في حل الدولتين وآفاق السلام الدائم.
وأضافت: “الاتحاد الأوروبي يدعو إسرائيل لإنهاء كل النشاط الإستيطاني في ضوء إلتزاماتها كقوة محتلة”.
وجاءت تصريحات “موغيرني”؛ بعدما أيدت “الولايات المتحدة” بشكل فعلي حق “إسرائيل” في بناء مستوطنات يهودية في “الضفة الغربية” المحتلة، وذلك بالتخلي عن موقفها القائم منذ أربعة عقود، الذي كان يصف المستوطنات بأنها “مخالفة للقانون الدولي”.
هذا وأعلن وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، يوم الإثنين؛ أن “الولايات المتحدة الأميركية” أصبحت تعارض موقف الإدارات الأميركية السابقة من إنشاء المستوطنات الإسرائيلية، وباتت تعتبر أن إنشاء المستوطنات الإسرائيلية في “الضفة الغربية” عمل لا يتعارض مع القانون الدولي.
ومع ذلك؛ فإن بيان “بومبيو”، وزير الخارجية الأميركي، هو إمتداد لسياسة “ترامب” السابقة، التي تميزت بسلسلة من التحركات المؤيدة لـ”إسرائيل” والتخلي عن دور “واشنطن” التاريخي كوسيط. خاصة بعد إعلان الإدارة، “القدس”، كعاصمة إسرائيلية وسيادة إسرائيلية في مرتفعات “الجولان” المحتلة.
“بومبيو” يبرر شرعية المستوطنات الإسرائيلية..
كرر “بومبيو”، وزير الخارجية الأميركي، لغة الخطاب التي استخدمها لتبرير الإعتراف بالسيطرة الإسرائيلية على “الجولان”، قائلاً إنها تعكس “الواقع على الأرض”.
وجادل وزير الخارجية أيضًا بأن الإعلان كان سابقة للسياسة الأميركية، مستشهدًا بـ”رونالد ريغان”؛ بأنه إتخذ موقفًا مماثلًا. كما أسقط “ريغان” مصطلح، “غير قانوني”، لوصف المستوطنات، لكنه اعتبرها “عقبة أمام السلام”.
وتكهنت (الغارديان) بموقف كل من “نتانياهو” و”بومبيو” من “القضية الفلسطينية”، مرجحة أن “نتانياهو” يفعل ذلك لأنه يكافح من أجل بقائه السياسي؛ وهو ينتظر لمعرفة ما إذا كان خصمه، “بيني غانتز”، يستطيع تشكيل حكومة ائتلافية من عدمه. في حين جاءت تصريحات “بومبيو”، بشأن المستوطنات الإسرائيلية، في وقت تعرض فيه لانتقادات لفشله في الدفاع عن الدبلوماسيين الأميركيين المحاصرين في فضيحة عزل “أوكرانيا”، مرجحة أن تصريحاته هذه من الممكن أن تعزز مكانته بين الجمهوريين في ولايته “كانساس”، حيث يبدو أنه يفكر في خوض انتخابات “مجلس الشيوخ” المقبلة.
وقال “بومبيو” إن توقيت الإعلان “ليس مرتبطًا بالسياسة الداخلية في أي مكان، وأصر على أنه تم إجراؤه عند الإنتهاء من المراجعة القانونية للموقف الأميركي”.
وفي كلمته التي رحب فيها بالإعلان، قال “نتانياهو”: “إن إسرائيل ممتنة للغاية للرئيس، ترامب، والوزير، بومبيو، وللإدارة الأميركية بأكملها على موقفهم الثابت الداعم للحقيقة والعدالة، ويدعو جميع الدول المسؤولة التي تأمل في دفع عجلة السلام إلى تبني موقف مماثل لهم”.
كما دعم “غانتز” إعلان “الولايات المتحدة”، وقال: “أحيي الحكومة الأميركية على بيانها المهم، وأثبت مرة أخرى موقفها الثابت مع إسرائيل وإلتزامها بأمن ومستقبل الشرق الأوسط بأسره”.
وقال عضو في مجلس “ييشا”، المنظمة الرئيسة للمستوطنين الإسرائيليين، إن الإعلان الأميركي يعني أن الوقت قد حان للحكومة الإسرائيلية للمطالبة فورًا بالسيادة على المستوطنات، وهي خطوة ينظر إليها، إلى حد كبير، على أنها نهاية لتطلعات الفلسطينيين في قيام دولة.
وقال “أوديد ريفيفي”، المبعوث الخارجي للمجلس: “أهنيء الرئيس ترامب وحكومته على الإعتراف بأن المستوطنات ليست جريمة وليست عائقًا أمام السلام.. لقد حان الوقت لإتخاذ إجراء باستخدام برامجنا السياسية والقانونية لتطبيق القانون الإسرائيلي”.