9 أبريل، 2024 3:12 م
Search
Close this search box.

واشنطن تحذر المالكي من الافراج عن دقدوق

Facebook
Twitter
LinkedIn

قال مسؤولون أميركيون إن مسؤولاً رفيعاً في الحكومة العراقية أبلغهم أن العراق لم يعد لديه قاعدة قانونية للاستمرار في اعتقال عنصر حزب الله علي موسى دقدوق المتهم بالمساعدة على قتل جنود أميركيين. ونقلت صحيفة (نيويورك تايمز) عن المسؤولين قولهم أمس الأحد إنه تم توجيه أوامر إلى السفير الأميركي في العراق روبرت بيكروفت لطلب موعد مع رئيس الحكومة نوري المالكي بهدف حثه على استمرار احتجاز دقدوق.

غير أن المسؤولين الأميركيين أعربوا عن قلقهم من عدم نجاح مسعاهم، وأبلغوا الكونغرس الأسبوع الماضي عن احتمال كبير لإطلاق سراح دقدوق قريباً.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية إن “الولايات المتحدة تستمر في الاعتقاد أنه يجب أن يتحمّل دقدوق مسؤولية جرائمه”.
وكان دقدوق آخر معتقل لدى الأميركيين قبل انسحابهم من العراق، وقد تم تسليمه إلى الحكومة العراقية قبيل الانسحاب العام الماضي.
وكان الأميركيون قد اتهموا دقدوق بالعمل مع فيلق القدس لتدريب عناصر مسلّحة من الشيعة في العراق، والعمل على التخطيط لهجوم في كربلاء في كانون الثاني/يناير عام 2007 أدّى إلى مقتل 5 جنود أميركيين.
قال المسؤولون الاميركيون ان تعليمات صدرت الى السفير الاميركي في بغداد روبرت بيكروفت بأن يطلب لقاء رئيس الوزراء نوري المالكي لحثه على إبقاء القيادي في حزب الله علي موسى دقدوق في السجن.

ولكن المسؤولين الاميركيين يخشون في الوقت نفسه ألا تكون مساعيهم في هذا الاتجاه مجدية، وابلغوا قادة الكونغرس أخيرًا بأن من الجائز أن يُفرج عن دقدوق في وقت قريب.

وكان دقدوق، الذي اعتقلته القوات البريطانية في البصرة عام 2007، آخر سجين سلمته القوات الاميركية الى العراقيين قبل رحيلها في كانون الأول/ ديسمبر 2011.
واتهمت السلطات العسكرية الاميركية دقدوق بالعمل مع فيلق القدس الإيراني لتدريب مسلحين شيعة في العراق خلال الحرب. ومن اخطر الاتهامات الموجّهة الى دقدوق دوره في تدبير هجوم في كربلاء في كانون الثاني/يناير عام 2007 أسفر عن مقتل خمسة جنود أميركيين.
تتسم قضية دقدوق بحساسية سياسية للبيت الأبيض، ليس بسبب الاتهامات الموجّهة اليه فحسب، وانما لأسباب تتعلق بالتوقيت ايضا. وكان مسؤولون عراقيون اشاروا في حينه الى انهم سيحاولون تهدئة الاميركيين بتأجيل الافراج عن دقدوق الى ما بعد الانتخابات الاميركية، ولكن المسؤولين الاميركيين شددوا مرارًا على انهم لا يريدون أن يروا دقدوق طليقًا بالمرة.
ونقلت صحيفة نيوويرك تايمز عن مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية طلب عدم ذكر اسمه “ان الولايات المتحدة ما زالت تعتقد ان دقدوق يجب ان يُحاسب على جرائمه”. ورفضت متحدثة باسم مجلس الأمن القومي الاميركي التعليق على القضية.
وكان دقدوق الذي انتمى الى حزب الله اللبناني منذ عام 1983 مسؤول حماية الأمين العام للحزب حسن نصر الله، وعمل في وحدة العمليات الخارجية التابعة للحزب، وزار مقر فيلق القدس في طهران مرات عدة، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.
وأُلقي القبض على دقدوق خلال عملية دهم نفذتها القوات البريطانية في البصرة في 20 آذار/مارس 2007، واسفرت ايضًا عن اعتقال ليث الخزعلي وشقيقه قيس قائدي جماعة عصائب اهل الحق الشيعية المسلحة. وتضمن قرص صلب عثرت عليه القوات المداهمة وثائق عن تخطيط عملية كربلاء وحتى نسخًا مصورة لمحتويات محفظة نقود عائدة لأحد الجنود الاميركيين الذين قُتلوا في الهجوم.
وعندما أُلقي القبض على دقدوق تظاهر في البداية بأنه أصم وأبكم، في محاولة يعتقد الأميركيون ان الهدف منها كان إخفاء لهجته لكي لا يتعرف منها المحققون إلى هويته اللبنانية. ولكنه بدأ يتكلم خلال وجوده في عهدة القوات الاميركية، كما افاد مسؤولون.
بعد تسليم دقدوق الى العراقيين قررت محكمة عراقية عدم وجود أدلية كافية لإبقائه رهن الاعتقال. وطلبت الولايات المتحدة تسليمه لمحاكمته امام محكمة عسكرية اميركية، ولكن العراقيين رفضوا الطلب. وتتضمن لائحة الاتهام التي أعدّها الادعاء العام العسكري أعمال قتل وإرهاب وتجسس من بين جرائم أخرى.

وحث الرئيس اوباما رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على عدم الإفراج عن دقدوق خلال زيارة المالكي للولايات المتحدة في أواخر عام 2011، فيما كانت ايران تضغط على الحكومة العراقية التي تقودها أحزاب شيعية للإفراج عنه. وبذلك أصبحت قضية دقدوق محكًا لعلاقات الحكومة العراقية الحالية بالولايات المتحدة. ويُعتقد ان دقدوق يعيش الآن تحت الاقامة الجبرية في المنطقة الخضراء في بغداد.
وقال الباحث رمزي مارديني من معهد الدراسات الاستراتيجية ـ العراق في بيروت إن قضية دقدوق “اختبار رمزي للمالكي ـ هل هو أكثر حرصًا على علاقته مع طهران أم على علاقته مع واشنطن”.
ويعتري التوتر علاقات العراق والولايات المتحدة بسبب قضايا أخرى، منها تحليق الطائرات الإيرانية عبر الأجواء العراقية الى سوريا، لنقل معدات عسكرية الى قوات نظام الرئيس بشار الأسد، كما يُعتقد. وأمرت بغداد بعد ضغوط أميركية متواصلة طائرتين إيرانيتين بالهبوط لتفتيشهما، لكنها أعلنت أنها لم تعثر على شحنات ممنوعة.
ولاحظ تقرير أعدّته الأجهزة الاميركية في ربيع هذا العام ان الحكومة العراقية تحسب على ما يبدو ان بمقدورها إبقاء دقدوق رهن الاعتقال فترة كافية لإرضاء الاميركيين، ولكنها ليست طويلة، بحيث تثير غضب الايرانيين وحزب الله. وأُثيرت امكانية الافراج قريبًا عن دقدوق خلال محادثات جرت في الاسبوع الماضي بين احد مستشاري المالكي ومسؤول كبير في ادارة اوباما، كما افادت مصادر رسمية اميركية.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية ان الولايات المتحدة تواصل العمل بصورة وثيقة مع الحكومة العراقية “لاستكشاف اية خيارات قانونية لعلها ما زالت متاحة في هذه القضية”.

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب