واشنطن تتنصل من دعمها لحكومة اغلبية في العراق

واشنطن تتنصل من دعمها لحكومة اغلبية في العراق

اعلنت السفارة الأميركية في العراق، اليوم الأحد، أن تصريحات مستشار وزير الخارجية الأمريكي بريت ‏ماكغورك بشأن “تشكيل حكومة أغلبية سياسية” في العراق كانت ضحية “ترجمة غير دقيقة”، وأكدت أن ‏المستشار أكد أن الولايات تدعم الدستور العراقي وكل الحلول التي تكون من خلاله.‏

وفي توضيح صدر اليوم بشأن تصريحات مستشار وزير الخارجية الأمريكي بريت ماكجورك خلال لقائه ‏بعدد من الصحافيين في مقر السفرة الأميركية في بغداد يوم الخميس الماضي قالت السفارة إن “بعد ‏الرجوع إلى أصل ما قاله المستشار ماكغورك باللغة الانكليزية تبين أنه لم يذكر أن الولايات المتحدة تؤيد ‏إقامة حكومة أغلبية سياسية في العراق”.‏
وأكدت السفارة أن ماكغورك رد على سؤال بشأن موقف الولايات المتحدة من الدعوات لتشكيل حكومة ‏أغلبية سياسية في العراق وقال حرفيا “كثيرا ما يشخص موقفنا بشكل خاطئ، ونود ان نؤكد اننا ندعم ‏النظام الدستوري في العراق ونعتقد ان السياسيين سيحاولون الوصول إلى حلول ضمن الدستور.  فعلى ‏سبيل المثال السنة الماضية كانت هناك دعوات لسحب الثقة من الحكومة وموقفنا كان أن الأمر دستوري ‏كذلك ستكون مطالب حكومة الاغلبية، لطالما كان الأمر ضمن الأطر الدستورية.  التحرك ضمن الدستور ‏لإيجاد حلول أمر متروك للعراقيين انفسهم، لكننا نأمل انه في أي صيغة يتم التوصل لها يكون هناك تمثيل ‏كاف للمكونات الكبيرة في العملية السياسية”.‏
وكان ماكغورك قال في حديث ترجم فوريا للصحافيين ما مفاده أن “دور الولايات المتحدة بالعراق حيادي، ‏وتشجع جميع الاطراف ان يلعبوا دورا ايجابيا ضمن الدستور، وأن يقدموا تنازلات لبعضهم”، مستدركا ‏‏”وإذا كان هناك اتجاه لتشكيل حكومة أغلبية فلتكن ولكن ضمن الدستور وبموافقة الجانب العراقي”.‏
وأضاف ماكغورك بحسب ما نقل المترجم وقتها أن “كل شيء ضمن الدستور نحن معه، وعلى الأطراف ‏السياسية بالعراق أن تلعب اللعبة السياسية وفقا للإطار الدستوري”، وأكد أن قيام حكومة أغلبية سياسية ‏‏”أمر دستوري”، موضحا بالقول “فمثلا كان كثير من اللغط يدور حول سحب الثقة عن رئيس الوزراء ‏وكان هذا الطلب دستوري ونحن معه لأنه ينسجم مع الدستور، كذلك الأغلبية السياسية”.‏
واوضحت السفارة في توضيحها “نعترف بأن تصريحات المستشار ماكغورك تمت ترجمتها للصحافيين ‏بشكل غير دقيق وهو ما سبب هذا لإرباك”.‏
يشار إلى أنه بعد تصريحات ماكغورك بيوم واحد أطلق رئيس الحكومة العراقية سلسلة تصريحات بحماس ‏غير مسبوق امام مرشحي قائمته في كربلاء والنجف ومناصريهم دعا فيها إلى تشكيل حكومة أغلبية ‏سياسية وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة، ونسف مبدأ الشراكة والمحاصصة بالحكم واكد ان هذا المبدأ هو ‏أساس الخراب والتعطيل والعنف السائد في البلاد.‏
ويعمل ماكغورك حالياً كمستشار أول لوزير الخارجية الأمريكية لشؤون العراق، وعمل بالعراق ما بين ‏سنة 2005-2009 كمستشار للسفير راين كروكر والسفير كريستوفر هيل في بغداد، وقبل ذلك مستشاراً ‏للشؤون الدولية في مجلس العلاقات الخارجية وفي مجلس الأمن القومي.‏
ورشح ماكغورك لمنصب السفير الأميركي في العراق صيف العام 2012 قبل تعيين السفير الحالي ‏ستسفن بيكروفت إلا أنه استبعد من المنصب بسبب فضيحة نجمت عن علاقة غرامية أقامها ماكغورك مع ‏صحافية أميركية خارج زواجه، كما لاقى ترشيحه اعتراضات شديدة من قبل القائمة العراقية بزعامة أياد ‏علاوي التي اتهمته بأنه متعاطف مع رئيس الحكومة وسياسته، وقدمت اعتراضا رسميا للكونغرس ‏الأميركي على ترشيحه كسفير في العراق.‏
وكانت القائمة العراقية أبدت اعتراضا شديدا في ربيع العام 2012 في رسالة وجهتها إلى الكونغرس ‏الأميركي على قيام الرئيس الامريكي باراك اوباما بترشيح بريت ماكغورك لتولي منصب سفير الولايات ‏المتحدة في بغداد، وأكدت أن ماكغورك “غير محايد”.‏
وقالت المذكرة ان السفير المرشح قد عمل خلال اشغاله منصب المستشار السياسي للسفارة الامريكية على ‏احداث انشقاقات داخل القائمة العراقية ناهيك عن تحيزه الواضح، كما تقول المذكرة، الى المالكي في ‏صراعاته ضد خصومه السياسيين.  واتهمت المذكرة (ماكغورك) بأنه، في حال جرى تعيينه في منصب ‏سفير بلاده ببغداد، فأنه “سيعمل على تدمير القائمة العراقية”.‏
ويعتبر ائتلاف دولة القانون ورئيسه نوري المالكي من أكثر الأطراف الداعية لمشروع “حكومة الأغلبية ‏السياسية” وكان المالكي لوح خلال الأشهر الأخيرة عشرات المرات بتشكيل حكومة أغلبية سياسية وطالب ‏معارضيه بالانسحاب من الحكومة والتوجه إلى المعارضة السياسية، مؤكدا أن حكومة الشراكة باتت ‏‏”عبئا على تطور البلاد وتقدمها بسبب عراقيل الشركاء”.‏

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة