وكالات – كتابات :
أكد قائد “قوات سوريا الديمقراطية”، (قسد)، الجنرال “مظلوم”، أن اجتماعه الخاص مع وفد سياسي أميركي كان إيجابيًا، وأن قواته تلقت وعودًا مباشرة من أعضاء الوفد ببقاء القوات الأميركي في منطقة “شرق الفرات”، حيث تُسيطر “قوات سوريا الديمقراطية”، إلى حين تحقيق: “النصر الكامل” على تنظيم (داعش) الإرهابي في تلك المنطقة.
أكبر اعتراف سياسي أميركي..
كان وفد سياسي أميركي عالي المستوى؛ قد زار منطقة “شرق الفرات”، تألف من المكلف بمنصب مساعد وزير الخارجية الأميركية، “جوي هود”، ومديرة ملف سوريا والعراق في مجلس الأمن القومي الأميركي، “زهرة بيل”، بالإضافة إلى؛ “ديفيد براونستين”، نائب المبعوث الأميركي إلى سوريا.
تشكيلة الوفد، التي تُعتبر أكبر اعتراف سياسي أميركي بـ”قوات سوريا الديمقراطية”، والإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا”. لأن لقاءات الوفد الأميركي لم تُختصر على القادة العسكريين في “قوات سوريا الديمقراطية” فحسب، بل شملت أيضًا المُدراء البيروقراطيين في الإدارة الذاتية، وزعماء عشائريين محليين.
القوات الأميركية باقية بمنطقة “شرق الفرات”..
مصدر مُطلع على جولة الوفد الأميركي؛ قال لوسائل إعلام عربية؛ إن نقاشات الوفد الأميركي توزعت على ثلاثة مستويات من الاهتمام: تطرق الأول إلى الدعم العسكري الذي تحتاجه “قوات سوريا الديمقراطية”، بغية إتمام مهمتها في محاربة الخلايا النائمة لتنظيم (داعش) الإرهابي، وأن “قوات سوريا الديمقراطية” قد تلقت تطمينات واضحة من قِبل الطرف الأميركي؛ بأن القوات الأميركية ستحافظ على وجودها في منطقة “شرق الفرات”، وأنها لا تملك أية برامج وخطط للانسحاب في الأفق المنظور، خصوصًا بعد تنامي مخاوف “قوات سوريا الديمقراطية”، من إمكانية حدوث ذلك، بعد انسحاب القوات الأميركية من “أفغانستان”، التي تتشابه ظروفها مع ظروف منطقة شمال شرق سوريا.
أضاف المصدر؛ بأن مسألتي تدعيم الاستقرار في منطقة “شرق الفرات”؛ وتمكين الإدارة الذاتية، كانتا البندين الجوهريين الآخرين اللذين ناقشهما الوفد الأميركي.
حيث أن “الولايات المُتحدة” قد وعدت بتكثيف جهودها لخلق توافق “كُردي/كُردي” سوري، خصوصًا بين: “المجلس الوطني الكُردي السوري” و”الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا”، كذلك خلق حوارات كُردية “عربية-سريانية” مستقبلاً. بالنسبة لدعم الإدارة، كما أكد المصدر بأن الوفد الأميركي ناقش تفصيلاً الوضع الاقتصادي والإداري والتشريعي للإدارة الذاتية، وأنه وعد بالسعي لتطوير وتحسين أدائها.
لكن الملف الأكثر مناقشة؛ كان يتعلق بمناقشة إمكانية فتح معبر “اليعربية/تل كوجر”، بين مناطق الإدارة الذاتية و”العراق”، وتأثير ذلك على تحسين الوضع الاقتصادي في شمال شرق سوريا.
الأوضاع الاقتصادية لمناطق “الإدارة الذاتية”..
كانت الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في مناطق “الإدارة الذاتية” لشمال شرق سوريا؛ قد دخلت مرحلة من التراجع الاقتصادي، طوال الشهور الماضية، بسبب الحصار المفروض عليها، من “تركيا” و”العراق”، ومنع “العقوبات الأميركية”، أية عملية تعامل اقتصادي بينها وبين مناطق النظام السوري، بعد عقوبات (قيصر) الشهيرة. حتى أنها أصدرت قرارًا إداريًا، يوم أمس الثلاثاء، يقضي برفع أسعار المحروقات بحوالي ثلاثة أضعاف ما كانت عليه، مما أثار موجة سخط شعبية لسكان مناطق حُكمها.
الباحث والكاتب الاقتصادي، “سيروان جميل”، قال في تصريح صحافي: “إن أزمة الإدارة الذاتية في جانبها الأدائي؛ قائمة على مستويين. الأول يتعلق بغياب المجال التداولي لها، فهي محاصرة من حدب، ولا تستطيع أن تُصدر حتى ما تستخرجه من ثروات باطنية. والولايات المُتحدة هي الطرف الوحيد القادر على اجتراح حلول لذلك، أما بالاستثناء مع العقوبات على النظام السوري، أو بإجبار الحكومة العراقية على المداولة مع مناطق الإدارة الذاتية. أما المستوى الآخر فيتعلق بغياب الشرعية عن مناطق الإدارة الذاتية. فلا الأوراق الرسمية الصادرة عنها مُعترف بها، وحتى المؤسسات البيروقراطية والتعليمية التي تُدير شؤونها مُعترف بها، الأمر الذي يدفع بطبقات واسعة من المجتمع بالتفكير بالهجرة. في هذا الأمر أيضًا تستطيع الولايات المتحدة أن تدفع عدد من المؤسسات الدولية للاعتراف الأولي بتلك الإدارة، مما سيساهم باستقرارها”.
أميركا تحافظ على موطيء قدم..
كان وزير الخارجية الأميركي، “آنتوني بلينكن”، قد أشاد بـ”قوات سوريا الديمقراطية”، إلى جانب قوات (البيشمركة) الكُردية العراقية والجيش النظامي العراقي، في بيان بمناسبة الذكرى الثانية للانتصار على تنظيم (داعش)، معتبرًا أن الأطراف الثلاث هُم شُركاء موثوق بهم بالنسبة لـ”الولايات المُتحدة”، وأن المعركة ضد التنظيم الإرهابي لم تنتهِ، وأن “الولايات المتحدة” ستواصل دعمها لهم.
الباحث السياسي الكُردي السوري، “أيفان قرجولي”، قال: “إن الإدارة الأميركية لم تحدد أية إستراتيجية واضحة المعالم للتعامل مع الوضعين: السوري والعراقي، وأنها بدلاً من ذلك قررت الحفاظ على حلفاءها الموثوقين، ومنهم قوات سوريا الديمقراطية، لأنها متأكدة بأن القوى الفاعلة على الأرض، وبالذات روسيا وتركيا، لا تستطيع الخروج بنتائج توافقية تُنهي الحرب السورية، وأنها كُلها بحُكم المُستنفذة في المستقبل المنظور، وتاليًا فإن حفاظ الولايات المُتحدة على موطيء قد على الأرض سيساعدها على فرض شروطها على مُستقبل سوريا”.
على أن الأوساط السياسية والاجتماعية في منطقة “شرق الفرات”؛ كانت تؤكد، من خلال جميع استطلاعات الرأي، بأنها تخشى أولاً من عمليات الإجتياح التي تقوم بها “تركيا” ضد مناطقها، وأن تعويلها الأساس على “الولايات المتحدة”، هو من خلال قدرتها على كبح ذلك الجموح التركي.