اتفقت واشنطن وبغداد على ضرورة التمييز بين الارهاب ومطالب سكان الانبار المشروعة ..وخلال اجتماع عقده رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي في واشنطن مع وزير الخارجية الاميركي جون كيري في مستهل زيارته الحالية الى الولايات المتحدة التي يقوم بها بدعوة رسمية من قبل الادارة الاميركية اخر التطورات السياسية والامنية في العراق والمنطقة وسبل تعزيز العلاقات الثنائية في ضوء العلاقات الاستراتيجية التي تربط البلدين. وتأتي هذه الزيارة ضمن اتصالات تجريها الادارة الاميركية مع القادة المعارضين العراقيين وخاصة السنة منهم حيث وجهت دعوات الى نائب رئيس الوزراء رئيس جبهة الحوار الوطني صالح المطلك التي قام بها الاسبوع الماضي حيث بحث خلالها مع مسؤولين حكوميين وأعضاء في الكونغرس المشكلات السياسية التي تواجه العراق .. فيما يغادر الى واشنطن ايضا خلال الايام القليلة المقبلة زعيم القائمة العراقية أياد علاوي.
كما بحث النجيفي مع كيري تطورات الاوضاع الامنية والسياسية في العراق لاسيما الازمة في الانبار حيث اتفق الطرفان على “اهمية اعطاء الفرصة للحلول السياسية والركون الى الحوار لتجاوز الازمة” مؤكدين في الوقت ذاته على “مشروعية الاستمرار في الحرب ضد الارهاب لحين القضاء عليه مع الاخذ بنظر الاعتبار ضرورة التمييز بين القاعدة والمطالب المشروعة لاهل الانبار”كما اشار بيان صحافي لمكتب اعلام البرلمان العراقي اليوم.
وكان النجيفي وصل امس الى واشنطن يرافقه عدد من النواب في زيارة رسمية تستغرق عدة ايام يلتقي خلالها ايضا مع الرئيس باراك اوباما ونائبه جو بايدن وعدد من الشخصيات في الكونغرس الاميركي..
ومن المنتظر ان يبحث النجيفي مع أوباما الوضعين السياسي والامني في العراق “حيث سيطرح عليه وجهة نظره تجاه الاحداث في العراق وايصال الصورة كاملة الى القيادة الاميركية بحسب ما قال مقرب منه حيث تدعم الولايات المتحدة الجهود الرامية الى ايجاد الحلول السلمية لجميع القضايا التي يعيشها العراق حاليا.
وكان 44 نائبا سنيا في البرلمان العراقي قد قدموا في 30 من الشهر الماضي استقالاتهم من البرلمان بعد إزالة القوات الأمنية خيم الاعتصامات في محافظة الأنبار وطالبوا بسحب الجيش من المدن وإطلاق سراح عضو البرلمان عن كتلة العراقية أحمد العلواني .. وقالوا أن الأحداث الجارية في الانبار تشكل “حربا بعيدة عن الارهاب هي بالتاكيد ليست حرب الجيش ضد الشعب وليست حرب الشيعة ضد السنة انها حرب السلطة حرب الامتيازات السياسية”.
يذكر ان العراق يشهد منذ 21 من الشهر الماضي حربا ضد تنظيم “داعش” الارهابي الذي يتخذ من مناطق الانبار ملاذا له، فيما لا زالت القوات الامنية تقصف اوكار التنظيم باسلحة ثقيلة مدعومة بالطائرات في حملة تشترك فيها عشائر المحافظة وشرطتها المحلية لتطهير المنطقة من العصابات المسلحة.
وبعد عامين من انسحاب القوات الأميركية من العراق تصاعد العنف مرة أخرى إلى أعلى مستوياته منذ ذروة أعمال العنف الطائفي عامي 2006 و2007 عندما قتل عشرات الآلاف. وتقول الامم المتحدة إن حوالي 9000 شخص قتلوا في أعمال عنف في العراق العام الماضي .