8 أبريل، 2024 4:09 م
Search
Close this search box.

“واشنطن بوست” : هل تصمد “الحركة العالمية لأطفال المدارس” ضد تغيرات المناخ ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

قام أطفال حوالي 100 دولة حول العالم بتنسيق تحرك عالمي، في يوم الجمعة الماضي، بهدف التوعية بشأن “تغير المناخ”. خلال الأشهر الأربعة الماضية، شارك مئات الآلاف من الشباب من العديد من البلدان في مظاهرات مناهضة لتغير المناخ. وهذا شيء فريد من نوعه، لم يسبق لأطفال المدارس أن قاموا به من قبل.

تصاعدت هذه الظاهرة مع الإضرابات الأسبوعية المدرسية، وخاصة في أوروبا الغربية و”الولايات المتحدة” و”أستراليا”، وكذلك في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل مثل؛ “كولومبيا” و”الهند” و”أوغندا”.

يقال إن الإضراب العالمي، الذي حدث في 15 آذار/مارس 2019، يشمل أكثر من 100 دولة وأكثر من 1600 فعالية منفصلة. وفي خطاب مفتوح، طالبت مجموعة التنسيق العالمية للحركة، جميع البلدان، بالوفاء بإلتزاماتها المحددة في “اتفاقية باريس” والمطالبة بالعدالة لجميع ضحايا تغير المناخ في المستقبل.

كيف بدأت هذه الحركة الاحتجاجية العالمية الموجهة للطلاب، وإلى أين تتجه ؟.. فيما يلي أربعة أشياء عرضتها صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية؛ حول المظاهرات العالمية المناهضة لحركة تغير المناخ..

1 – لماذا تلاميذ المدارس ؟

لقد أعتاد العالم على رؤية طلاب الجامعة هم الأشخاص الذين ينظمون احتجاجات، وهناك أمثلة لا حصر لها، من “حركة الحقوق المدنية الأميركية” في الستينيات، إلى إشتباكات الطلاب مع الشرطة في “باريس” في عام 1968، إلى مظاهرات ميدان “تيانانمين”، عام 1989، في “بكين”.

على مدى التاريخ، كان طلاب الجامعات هم محرك التغيير الاجتماعي، في جميع أنحاء العالم، وربما كان الطلاب الأكبر سنًا هم المجموعة أكثر ترجيحًا لقيادة حركة احتجاج، بالنظر إلى مواردهم الأكبر ومستوى التعليم العالي.

ولكن بطل مشهد تغيرات المناخ، ظهر في الخريف الماضي، من مرحلة عمرية مختلفة وبشكل غير نمطي لقائدي حركات الاحتجاج.

2 – “غريتا ثونبرغ”..

في أيلول/سبتمبر 2018، قامت طالبة سويدية، تبلغ من العمر 15 عامًا، تدعى، “غريتا ثونبرغ”، بإضراب عن تغير المناخ أمام مبنى “البرلمان السويدي” قبل الانتخابات الوطنية مباشرة. سرعان ما أصبحت “غريتا” مصدر إلهام للمشاركين في الإضراب، في جميع أنحاء العالم، وتم ترشيحها لجائزة “نوبل للسلام”.

واستنادًا إلى الدراسات السابقة؛ يعتقد أن هناك تفسيرًا بسيطًا لذلك وهو أنه بالإضافة إلى الاهتمام بالطبيعة، فقد تعاطف طلاب المدارس بسهولة معها كشخص في سنها الصغيرة.

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يساعد فيها عمل عصيان مدني في إطلاق حركة اجتماعية واسعة النطاق، حيث تطورت العديد من الحركات الاجتماعية، ذات القاعدة العريضة، دون تعاون مع المنظمات القائمة، ويعود ذلك إلى أن الأشخاص الذين يسعون إلى التغيير الاجتماعي يرون أن هذه المنظمات تابعة للغاية للنظام السياسي الحاكم.

ويبدو أن المضربين الشباب، في مظاهرات المناخ، نظموا أنفسهم على مستوى تصاعدي، من القاعدة إلى القمة، بالتركيز على بداية سلسلة الداعمين من داخل فصولهم المدرسية؛ وحتى شبكات التواصل الاجتماعي. ويبدو أنهم يحصلون على الدعم من مجموعات قائمة بالفعل مثل “حركة الاحتجاج المناخي”، المتمركزة في “الولايات المتحدة”، والتي تتخذ من “المملكة المتحدة” مقرًا لها.

3 – احتجاجات الشباب ليست غريبة..

وفقًا للدراسات الاستقصائية؛ يولي الشباب أولوية كبيرة لتغير المناخ، وغالبًا ما يطلقون على “المناخ” القضية الاجتماعية الأساسية في عصرنا. يعبر كل من تلاميذ المدارس وأولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا عن اهتمامهم بقضايا “المناخ” أكثر من الفئات العمرية الأخرى.

كانت هناك أيضًا علامات واضحة، لسنوات عديدة، على أن نشاط الشباب المناخي في إزدياد، حيث ينشرون الوعي لدى المشاركون حول الخوف على مستقبل الأرض، بينما يرون في الوقت نفسه الأمل في العمل الجماعي.

بالإضافة إلى ذلك؛ تكون الحركة الاجتماعية أسهل في التعبئة بمجرد تحديد المشاركين لهدف مشترك. ومن الواضح أن الشباب في جميع أنحاء العالم لديهم هدف كهذا ضد توجيه غضبهم تجاه تقاعس المناخ، حيث إن ممثليهم المنتخبين، وكذلك الرؤساء التنفيذيين وقادة الصناعة، جميعهم من البالغين والأكبر سنًا.

وفي السنة التي تلت حادث إطلاق النار في مدرسة “بارك لاند” الثانوية، في ولاية “فلوريدا”، نُظمت مسيرات للمدارس التي تستهدف قوانين الأسلحة في “الولايات المتحدة” بطريقة “من القاعدة إلى القمة”، وتطورت في معظمها خارج مجموعات مراقبة الأسلحة المعروفة.

دفع ذلك مشرعي القوانين في “الولايات المتحدة”، في عام 2018، لسن 67 قانونًا جديدًا لمكافحة امتلاك الأسلحة من قِبل الافراد. وهو ما يفسر إشتداد النشاط السياسي بين الشباب الأميركي بفعل الموجة الجديدة من احتجاجات الطلاب.

4 – ما هو مستقبل الحركة ؟ 

دعا عدد من قادة العالم، “غريتا”، للجلوس والتحدث بشأن مطالبها حول المناخ. وقد تشير هذه الخطوة إلى أن “حركة المناخ”، التي يقودها الطلاب قد حققت المرحلة الأولى اللازمة نحو النجاح والقبول من خلال أهدافها.

وللتغطية الإعلامية دورًا في تقوية حجة مظاهرات، الجمعة، في جميع أنحاء العالم وشحذ همة المتظاهرين، بما في ذلك تلاميذ المدارس وكذلك البالغين.

ومع ذلك؛ مقارنةً بـ”حركة مكافحة العنف” في “الولايات المتحدة”، تتعامل “حركة المناخ” مع أهداف أكثر صعوبة مثل الوفاء بجميع الدول لإلتزاماتها المحددة في “اتفاقية باريس”.

قد تكون هذه الأهداف أقل وضوحًا مقارنة بالحركة الأميركية، على سبيل المثال، لا توجد مباديء توجيهية ثابتة لتحديد العدالة لضحايا تغير المناخ، لذلك فمثل هذه التحديات قد تجعل من الصعب على هذه الحركة الحفاظ على زخمها الرائج.

ومع ذلك؛ فقد حصل تلاميذ المدارس على اختبار عملي لقدرتهم على تحريك النشاط والتعبئة وقد يظهرون كجيل جديد من الناشطين المسؤولين عن التعبئة الجماهيرية ضد تهديد تغير المناخ.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب