23 نوفمبر، 2024 1:03 م
Search
Close this search box.

“واشنطن بوست” تتنبأ .. أميركا وإيران حول مائدة التفاوض قريبًا لا محالة !

“واشنطن بوست” تتنبأ .. أميركا وإيران حول مائدة التفاوض قريبًا لا محالة !

خاص : ترجمة – لميس السيد :

على ما يبدو أن “طهران” تحرز انتصارًا على خصمها في “الولايات المتحدة”، الرئيس، “دونالد ترامب”، بعدما تجلى ذلك في دعوة الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، لوزير الخارجية الإيراني، “محمد جواد ظريف”، لـ”قمة محموعة السبع الكبار”، في “بياريتز” الفرنسية.

اعتبر الكاتب الأميركي من أصل إيراني، “غيسون رازيان”، أن تجربة “ماكرون” تُعتبر مهمة حول حرب الأفكار بين “الولايات المتحدة” و”إيران”، وتواصل إدارة “ترامب” استراتيجيتها المتمثلة في “أقصى قدر من الضغط” على “إيران”، منذ ما يقرب من عامين، مع عدم وجود اتصالات بين الجانبين. وهذا قد يكون على وشك أن يتغير مع بدء الدورة السنوية لـ”الجمعية العامة للأمم المتحدة”، في أقل من شهر، ويصبح من الممكن أن تتحقق الاجتماعات المباشرة بين المسؤولين الأميركيين والإيرانيين بسرعة.

انتصار إيراني..

وبالفعل أعلن الرئيس، “ترامب”، ونظيره الإيراني، “حسن روحاني”، إنهما مستعدان لفكرة الاجتماع. وقال “روحاني”، في خطاب بثه التليفزيون، يوم الإثنين: “إذا علمت أن الذهاب إلى اجتماع؛ وزيارة شخص ما، سيساعد على تنمية بلدي وحل مشاكل الناس، فلن يفوتني ذلك”. “علينا التفاوض، وإيجاد حل المشكلة”. بنفس القدر من الأهمية، كرر “ترامب” إدعائه القديم؛ بأنه لا يسعى لتغيير النظام في “إيران”.

ووفقًا للكاتب الأميركي، في مقاله بصحيفة (واشنطن بوست) الأميركية، أن “الصقور داخل إدارة “ترامب”، يحاولون تدمير حتى فكرة التواصل مع “طهران”، فقد إتخذت دول أخرى قرارها في هذا الشأن منذ فترة طويلة، خاصة قرار “ماكرون”.

وتعتقد قيادة “إيران” أن دعوة من “ماكرون” هي أحد أوجه الانتصار على الصعيد العالمي، وسيتم تقديمها على هذا النحو في الداخل الإيراني.

وبغض النظر عن المحاولات المستميتة لمستشاري “ترامب”، لشيطنة “إيران”، لا يزال النظام يؤخذ على محمل الجد من قِبل جميع القوى العالمية الكبرى الأخرى.

أكد الكاتب أن “إيران” في طريقها للنجاح من أجل تحقيق أحد أهدافها الرئيسة؛ وعلى رأسها الحفاظ على الأهمية الدولية، حيث يريد النظام بشكل عام – وكذلك شعب “إيران” – أن يؤخذ على محمل الجد، سواء كشريك محتمل أو حتى مصدر للتهديد العالمي. فكل خطوة من “طهران” تُعتبر إما مجهود لكسب الاحترام أو التقدير أو الخوف.

وثبت لقاء “بياريتز” أنه، في الوقت الحالي على الأقل، يمكن لـ”طهران” أن تكسب نقطتين على الأقل من الثلاث.

لا بديل عن المباحثات والتفاوض..

إن قدرة “طهران” على استغلال الفجوة بين “الولايات المتحدة” وبقية العالم؛ يجب أن تكون مصدر قلق بالغ، وفقًا لـ”رازيان”، لأن الصراع المتصاعد يعمل على تطبيع أسوأ سلوكيات النظام الإيراني.

كان من المفترض أن يؤدي “الاتفاق النووي”، لعام 2015، إلى التقليل من خطورة تصرفات “إيران”؛ وكان من المفترض أن تُحرم الاتفاقية، “طهران”، من قدرتها على إنتاج قنبلة ذرية، وإعاقة دورها في الشرق الأوسط. ومع ذلك، فشل الاتفاق حتى في ضمان معاملة أفضل للشعب الإيراني.

ولذلك طالب الكاتب الأميركي بضرورة تصميم محادثات جديدة للحصول على أقصى تعاون من “إيران” في المسائل ذات الأهمية الحقيقية، مثل إنهاء النزاعات في “سوريا” و”اليمن” ومعالجة السجل السيء لـ”الجمهورية الإسلامية” في مجال حقوق الإنسان.

إن تركيز الاهتمام، غير المتناسب، على البرنامج النووي الإيراني ودوره الإقليمي وقدراته العسكرية؛ يصرف الإنتباه عن أكثر السلوكيات البشعة في “طهران” من معدلات الإعدام الفلكية، الفصل العنصري بين الجنسين، أخذ الرهائن والتدهور البيئي، على سبيل المثال لا الحصر، وهي الجوانب التي يجب على المجتمع الدولي الإنتباه إليها، لأنها الأسباب التي تجعل “الجمهورية الإسلامية” بعيدة عن المعايير الدولية.

فرصة أمام “ترامب” لإصلاح ما خرب !

عندما تخلى “ترامب” عن “الاتفاق النووي”، فقد تخلى عن أي قدرة أميركية على التأثير في كيفية تعامل السلطات الإيرانية مع شؤونها الداخلية.

ويجب القول بأن نهج إدارة “ترامب”، غير الصحيح والواقعي، في سياستها تجاه “إيران” وقادة “الجمهورية الإسلامية”، ساعد على تحقيق شرعية دولية متزايدة دون الاضطرار إلى إيصال أي شيء إلى شعبها في وقت تُخرب فيه العقوبات، الاقتصاد الإيراني.

لكن لسوء الحظ، لم تُظهر إدارة “ترامب” أي مؤشر على أنها تهتم فعليًا بأي من المظالم التي لدى الشعب الإيراني بسبب النظام، على الجانب الآخر إذا كانت “الجمهورية الإسلامية” تريد التخلص من العقوبات الصارمة التي تؤدي إلى تآكل نسيج المجتمع الإيراني، فقد حان الوقت الآن لـ”الولايات المتحدة” لتقديم مطالب جريئة، ولكنها واقعية، لنظرائها الإيرانيين. إن القيام بذلك سيكون أفضل فرصة لـ”ترامب” لعكس ما كان، حتى الآن، أحد أعظم إخفاقاته في السياسة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة