28 مارس، 2024 11:53 ص
Search
Close this search box.

“واشنطن بوست” : “إيبولا” يعود .. فهل إفريقيا مستعدة ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

عاد مرض “فيروس إيبولا” الفتاك ليهدد من جديد حياة الأشخاص في “الكونغو”، مسفرًا عن مقتل 90 شخص واحتمالية وفاة 130 آخرين. أما في “زيمبابوي”، أعلنت الحكومة مؤخرًا حالة طواريء “الكوليرا” في العاصمة، “هراري”، بعد مقتل ما لا يقل عن 20 شخصًا وإصابة 2000 آخرين بالمرض، وتشير هذه الأزمات الصحية العامة المتوالية في إفريقيا الحاجة إلى إتخاذ إجراءات من جانب سلطات متعددة للتصدي لها.

وفي بحث بعنوان (إفريقيا وحوكمة الصحة العالمية)، إستخلصت صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية؛ أنه في حين قدرة “منظمة الصحة العالمية” التي لديها دور واضح للغاية في الاستجابة لمثل هذه الأزمات، إلا أن الأفارقة يستطيعون أيضًا تعزيز نتائج إيجابية فيما يتعلق بصحة المواطنين.

وعلى مدار عقد من الزمان؛ أجرى القائمين على البحث مقابلات مع ما يقرب من 250 من المسؤولين الحكوميين وقادة المجتمع الذين يعملون في مجال “مكافحة الإيدز”، و”الإيبولا”، والأمراض غير المعدية مثل “مرض السكري”، من “ليبيريا وغانا ونيجيريا وزامبيا وتنزانيا وأوغندا وبوركينا فاسو وتوغو والولايات المتحدة”.

في “ليبيريا”، استكشفت الأبحاث الإجراءات المجتمعية خلال تفشي “الإيبولا”، في الفترة بين 2014 – 2015. وفي “بوركينا فاسو ونيجيريا وتوغو”، تساءل البحث عن كيفية استجابة “منظمة الصحة” في غرب إفريقيا، (WAHO)، لتفشي المرض.

إجراءات محلية تأتي بنتائج كبرى..

اعتبرت الصحيفة الأميركية أن الأفارقة ليسوا مشاركين سلبيين في منظمات صحية عالمية مثل “منظمة الصحة العالمية”، (WHO)، وأكدت أن لديهم القدرة على التأثير في النتائج الصحية من خلال أنشطة تبدو صغيرة. وأظهر البحث أن القادة الدينيين والمعالجين التقليديين والناشطين المجتمعيين يقومون بمهام محددة، مثل تثقيف الناس حول تفشي المرض، وتعبئة الأتباع لمساعدة المرضى وتوفير الأدوية والعلاجات الأولية.

وكما تشير الدكتورة والباحثة في مجال التنمية العالمية، “كاثرين مارشال”، فإن هذه المجموعات التي تخضع للتوعية غالبًا ما تكون أول المستجيبين في حالات تفشي الأمراض. وينجح هؤلاء القادة في أن يصبحوا كوسطاء بين أعضاء المجتمع الذين ينتقدون خبراء الصحة العالميين، ممن قد لا يفهمون الأنظمة المحلية للعقائد أو المعتقدات. في “الكونغو”، على سبيل المثال، تحولت “منظمة الصحة العالمية” إلى زعماء دينيين محليين ورؤساء قرويين للوصول إلى المناطق التي يسيطر عليها المتمردون.

ويقوم القادة المحليون بما هو أكثر من التفاوض، حيث ﻳﺸﺮحون اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺼﺤﻴﺔ ﺑﻄﺮق ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺴﻜﺎن اﻟﻤﺤﻠﻴﻴﻦ استيعابها بسهولة. ومثالاً على ذلك، فقد أخبر العديد من قساوسة “زامبيا” أتباعهم بأن علاج “الإيدز” هو “هبة من الله”، وهو تفسير جعل الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية يرغبون في تناول أدويتهم بإنتظام. وفي “ليبيريا”، صاغ قادة الكنائس “فيروس إيبولا” على أنه “الشيطان” الذي كان لا بد من مكافحته مع رعاية المستشفى للمرضى والصلاة من أجل الشفاء والحماية.

اللاعبون في مجال الصحة الإفريقية يشقون طريقهم نحو العالم..

قالت الصحيفة الأميركية أن أصحاب المصلحة الأفارقة يثبتون أن لديهم  قوة أوسع بكثير فيما يتعلق بالقضايا الصحية. على سبيل المثال، قام عدد من الرؤساء الأفارقة بإلقاء خطابات على مستوى “الأمم المتحدة” حول “الإيدز”، في عام 2001، وإلى وسائل الإعلام العالمية حول “الإيبولا”، في عام 2014. وقد أدت هذه البيانات إلى اهتمام الدول القوية وعدم تجاهل هذه الأزمات.

وقد نظمت البلدان الإفريقية مبادرات صحية بنفسها، ولم تنتظر المساعدة الدولية. فقبل تدخل “منظمة الصحة العالمية” في تفشي “فيروس إيبولا” في غرب إفريقيا، ساهمت منظمة (WAHO)، في غضون يومين، من “غينيا وسيراليون” في إعلان “إيبولا” وباءًا قاتلاً، وتبرعت بمبلغ 12 مليون دولار للتدخل الإقليمي. ودعمت المنظمة نفسها الإصلاح السريع لمنشآت الرعاية الصحية في “سيراليون”.

ودعمت المنظمة العالمية فرقًا تتبع الأشخاص المصابين في “غينيا وليبيريا وسيراليون”، كما قدمت المنظمة  إمدادات أساسية بسعة 14 سيارة إسعاف، و2000 ميزان حرارة بالأشعة تحت الحمراء، و200 منتج مُطهر، و1000 صندوق أمان لنقل الفيتامينات والمكملات الغذائية في المناطق التي بها أشخاص مصابون.

وغالبًا ما تحدث هذه الإجراءات في سياقات تعتمد بشكل كبير على المساعدات الأجنبية. فـ”الكونغو”، على سبيل المثال، تحصل على 39 في المئة من أموالها الصحية من مانحين، أي ما يقرب من 70 في المئة من التمويل التشغيلي للـمنظمة الذي يأتي من شركاء خارجيين.

وعلى الرغم من هذا الاعتماد الكبير على المنح الخارجية، تمكن أصحاب المصلحة الأفارقة من جعل المعونة تعمل وفق شروطهم. وتراجعوا عن السياسات الصحية التي يعتقدون أنها غير مناسبة لسياقاتهم الثقافية أو الدينية. فعلى سبيل المثال، نجح زعماء الكنائس الدينية والتقليدية الليبيرية في إنهاء حرق جثث المصابين بـ”فيروس إيبولا”.

وسعى المعالجون التقليديون في “بوركينا فاسو وتوغو” إلى الحصول على أدلة علمية حول فعالية علاجاتهم. كما تلقوا التدريب على حقوق الملكية الفكرية لتمكنهم من السيطرة على طرق العلاجات التقليدية في مواجهة الضغط من شركات الأدوية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب