“واشنطن بوست” : إنعدام الثقة في “بارزاني” .. يكشف سر تراجع المصوتين الأكراد عن الإستفتاء !

“واشنطن بوست” : إنعدام الثقة في “بارزاني” .. يكشف سر تراجع المصوتين الأكراد عن الإستفتاء !

خاص : ترجمة – لميس السيد :

بالرغم من الزخم الكبير الذي نجح في إحرازه الإستفتاء حول إستقلال الأكراد لتأسيس دولة منفصلة عن العراق، إلا أن الإقبال على التصويت بدا ضعيفاً لأسباب تكشفها صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية.

من دعا لعقد الإستفتاء ولماذا يعتبر مهماً ؟

جاء إستفتاء أكراد العراق خلافاً للاستفتاءات رفيعة المستوى في أماكن أخرى مثل كتالونيا واسكتلندا، حيث أقرت البرلمانات المنتخبة مشاريع قوانين تدعو إلى التصويت على الإستقلال، بينما دعا لإستفتاء كردستان رجل واحد، وهو رئيس حكومة إقليم كردستان “مسعود بارزاني”، الذي لا يزال يشغل المنصب حتى بعد مد فترته – الذي أثار جدلاً – لمدة عامين منذ نهاية مدة ولايته في آب/أغسطس من عام 2015.

وكان منتقدو “بارزاني” مشمئزون من دعم ما إعتبروه مناورة حزبية لبارزاني يحتمل أن تشرع سلطته وتزيد من توطيد قبضة “الحزب الديمقراطي الكردستاني” على السلطة، التي إشتدت منذ إغلاق برلمان “إقليم كردستان” في أواخر عام 2015.

وكان البرلمان المكون من 111 مقعداً قد استأنف عمله منذ 10 أيام قبل إنطلاق الاستفتاء. ومع ذلك، قاطع حزب المعارضة “كوران” أو (حركة التغيير الكردية العراقية)، التي تتخذ من السليمانية مقراً له، وهو ثاني أكثر الأحزاب نجاحاً في إنتخابات كردستان الإقليمية عام 2013، كما قاطعت “الجماعة الإسلامية الكردية” (كومال) التصويت والاستفتاء، الذي إعتبرته “غير قانوني”، كما بقي ثلث المشرعين في “الإتحاد الوطني الكردستاني”، على موقفها من عدم التصويت.

وفي النهاية، أقر الاستفتاء مشاركة 92.7 في المئة من الناخبين وفقاً للجنة العليا المستقلة للإنتخابات والإستفتاء، حيث أيد نحو 80 في المئة من الناخبين بـ”نعم” في محافظة السليمانية، بينما رفض مئات الآلاف من الذين يحلمون بالإستقلال المشاركة بالتصويت في الإستفتاء.

أسرار تراجع أعداد المصوتين..

على الرغم من أن نسبة المشاركة في جميع المحافظات كانت 72.7 في المئة، إلا أن نصف عدد الناخبين المسجلين في “السليمانية” – 663 ألف مواطن من أصل مليون و324 ناخب مسجل – ذهبوا إلى صناديق الإقتراع.

ولم يكن الإقبال أفضل بكثير في مقاطعة “حلبجة” المجاورة، حيث اظهرت النتائج التى نشرها تليفزيون كردستان نسبة الإقبال بـ54 فى المئة من الناخبين المسجلين، والبالغ عددهم 73.570 ناخباً.

ترى الصحيفة الأميركية أن الحصول على أي نوع من البيانات الرسمية (أو الموثوقة) في كردستان العراق أمر صعب، وحتى بالنسبة للإنتخابات المنتظمة يمكن أن يكون من الصعب العثور على نتائج إنتخابية مفصلة. وفي العادة، تتمتع المقاطعات في كردستان بأعلى نسبة إقبال في الناخبين في العراق – من 70٪ إلى 80٪ – ولكن عدم وجود معلومات على مستوى المدينة أو المقاطعة أو حتى على مستوى المحافظة يعني أنه من الصعب معرفة مدى نموذجية المشاركة في محافظتي “حلبجة” أو “السليمانية” بالإستفتاء، حتى وإن كانت الأرقام المبلغة دقيقة.

تؤكد “واشنطن بوست” على أن عدم مشاركة مجموعات من الأكراد بالإستفتاء يعود لعدة أسباب، مثلاً في حالة “حلبجة”، لم يبذل أي جهد يشجع الناس على التصويت. على الرغم من أن “بارزاني” إستشهد بشكل روتيني بالهجوم الكيميائي على “حلبجة” كدليل على الحاجة إلى الاستقلال، إلا أنه لم يزور “حلبجة” أبداً.

تضيف الصحيفة الأميركية أن الناس أيضاً واجهوا تحديات لوجيستية في الوصول إلى مراكز الإقتراع السبع والعشرين، التي ينتمون إليها: فالعديد من سكان “حلبجة” يعملون في “السليمانية وأربيل”، ومن الصعب عليهم الوصول إلى صناديق الإقتراع في المناطق الريفية.

العديد من الأكراد لا يثقون في حكومة إقليم كردستان..

إمتنع  العديد من الناخبين المسجلين عمداً عن التصويت أو أبطلوا أصواتهم، لإعتقاد أن لن يكون هناك أي تغيير في طبيعة الدولة من شأنه أن يحسن مستوى معيشتهم، حيث قالت ممرضة حلبجية، 38 عاماً: “ستفعل الحكومة ما ستفعله، ولا شيء يتغير أبداً، فلماذا يجب أن أزعج نفسي ؟”.

والبعض لا يثق بـ”بارزاني” وتوجد حالة رفض من تمكينه بشكل شرعي وقانوني على الإقليم، فيما رفض آخرون المشاركة في عملية يدعمها سياسيون يتحملون مسؤولية أزمة سياسية ومالية إستمرت عدة سنوات وشلت المنطقة بأكملها.

تعتقد الصحيفة الأميركية أن حقيقة عدم مشاركة حوالي ثلث الناخبين المسجلين بأصواتهم أو حتى النزول للتصويت بـ”لا” على الاستفتاء يسلط الضوء على عدم الثقة العميقة والتوترات المستمرة، التي لم يتمكن الإستفتاء على رأبها. وعلى الرغم من سنوات تقاسم السلطة بين “الحزب الديمقراطي الكردستاني” و”حزب الاتحاد الوطني الكردستاني” في أربيل، لا تزال هناك منافسات طويلة الأمد. وقد أدت الحوكمة غير الفعالة، وإنعدام المساءلة السياسية، والتوزيع غير العادل للثروة في كردستان الجديدة إلى إشعال توترات جديدة بين مسؤولي السلطات والمواطن العادي.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة