10 أكتوبر، 2024 12:23 م
Search
Close this search box.

“هيلين” والتصعيد في الشرق الأوسط وقضية “ترمب” .. يختارون من يحكم “البيت الأبيض” !

“هيلين” والتصعيد في الشرق الأوسط وقضية “ترمب” .. يختارون من يحكم “البيت الأبيض” !

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية؛ تلعب أي مفاجأة دورًا كبيرًا في التأثير على السباق، وحاليًا لا يوجد ما هو أهم من أعاصير الخريف.

وخلال الأيام الماضية؛ اجتاح إعصار (هيلين)، الذي يُعد أعنف إعصار في البر الرئيس منذ (كاترينا) في 2005، ولايتي “جورجيا وكارولينا الشمالية” المتأرجحتين، بعدما دمّر أجزاء من “فلوريدا” التي يضربها حاليًا إعصار (ميلتون)؛ الذي يعتقد المسؤولون أن آثاره أكثر كارثية.

وتقول صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية؛ أن هذه العواصف تُثير قلقًا مباشرًا من حجم الدمار الذي خلفته وستخلفه، لكن المعركة السياسية حول أعاصير الخريف لا تتوقف رغم تضرر عدد من الولايات المتأرجحة من (هيلين وميلتون).

الأعاصير وتغييّر السباق الرئاسي..

في البداية؛ يجب ملاحظة أهمية الولايات الواقعة تحت تأثير الأعاصير؛ وإلى أي مدى يمكنها أن تغير السباق الرئاسي حتى لو من خلال تحولات طفيفة.

ولايتا “جورجيا وكارولينا الشمالية”؛ على سبيل المثال، من الولايات المهمة؛ لأن فيهما أكثر من ثُلث الأصوات الانتخابية في الولايات السبع المتأرجحة.

كما أن السباق متقارب في الولايتين، حيث يتقدم “ترمب” بنقطتين في “جورجيا”؛ وبأقل من نقطة واحدة في “كارولينا الشمالية”، وفقًا لمتوسطات استطلاعات الرأي في (واشنطن بوست).

فلوريدا..

أما ولاية “فلوريدا”؛ التي صّوتت لصالح “ترمب” في 2020، ويستثمر فيها الحزب (الديمقراطي) الكثير من موارد الدعاية، ستكون حاسمة للسباق إذا حصلت مرشحته ونائبة الرئيس؛ “كامالا هاريس”، على أصواتها الثلاثين في المجمع الانتخابي.

وهذا يعني أن أي تأثير على من يصوت وكيف يصوت في هذه الولايات، قد يكون مهمًا للغاية في معركة الرئاسة. وبالتالي فإن السؤال الأهم حاليًا هو: كيف يمكن أن يؤثر الطقس على إقبال الناخبين وبالتبعية على نتائج الانتخابات ؟

تأثير سلبي على “ترمب”..

الكاتب “فيليب بومب”؛ من (واشنطن بوست)، يرى أن تأثير الأعاصير قد يكون: “سلبيًا على ترمب، وهو ما يرجع إلى أن تأثير (هيلين) كان محسوسًا بشكلٍ غير متناسب في المناطق ذات الميول الجمهورية”.

وقال “فيليب” إن المناطق التي أعلنت حالة الكارثة صّوتت لصالح الرئيس السابق بنحو: (16) نقطة في 2020. كما أن المناطق المتضررة بشدة في “كارولينا الشمالية” تميل إلى الجمهوريين بشكلٍ خاص.

ولاحظ “ترمب” ذلك الأمر وأقر؛ خلال لقاء مع قناة (فوكس نيوز)، مساء الإثنين الماضي، بأن: “المناطق الجمهورية تضررت بشدة”.

وقال: “أعتقد أنهم سيخرجون للتصّويت إذا اضطروا إلى الزحف لكشك الاقتراع”، مضيفًا: “نحن نُحاول أن نجعل الأمر ملائمًا لهم للتصويت، لكنهم فقدوا منازلهم للتو”.

تخفف نسبة الإقبال..

ويُشير التاريخ الحديث إلى أن نزوح السكان والمشكلات المتعلقة بالأعاصير يمكن أن تُخفف بشكلٍ كبير من نسبة الإقبال على التصّويت.

وأبرز مثال حديث هو إعصار (كاترينا)؛ الذي ضرب “نيو أورليانز”، في آب/أغسطس 2005، ولم يكن أكثر من نصف سكان المدينة قد عادوا إليها بحلول الانتخابات التمهيدية لاختيار عمدة المدينة في  نيسان/إبريل 2006.

وانخفضت نسبة المشاركة في هذه الانتخابات بأكثر من: (10%) مقارنة بالدورة السابقة. بينما تُشير الدراسات إلى أن نسبة المشاركة انخفضت بنسبة أكبر كثيرًا في المناطق الأكثر تضررًا، والتي كانت فقيرة وتضم سكانًا من أصل إفريقي.

وهناك بعض الاختلافات الرئيسة بين (كاترين) و(هيلين)، حيث خلّف الأول دمارًا ووفيات أكبر بكثير من الثاني.

لكن (كاترينا) سمح أيضًا بفترة أطول من الزمن لمعالجة المشاكل المحتملة في التصويت باعتبار أن المدة الفاصلة بين الاعصار والتصويت كانت كبيرة للغاية.

وفي 2018؛ ضرب الإعصار (مايكل)؛ “فلوريدا”، في وقتٍ أقرب بكثير من انتخابات التجديد النصفي، وهو ما أدى إلى انخفاض كبير في نسبة المشاركة بلغ: (7%)، وفقًا لمركز (برينان) للعدالة؛ الذي أوضح أن ضعف الإقبال لم يكن بسبب الإعصار إنما بسبب الارتباك الذي أعقبه بشأن توحيد مراكز الاقتراع.

صعوبات محتملة..

وفي ضوء ذلك؛ فإن هناك الكثير من الصعوبات المحتملة بسبب إعصار (هيلين)؛ التي تضع ضغوطًا على الأشخاص الذين يتعاملون بالفعل مع مخاوف أكثر إلحاحًا من التصّويت، إضافة إلى ضيق الوقت لمعالجتها.

ومع ذلك؛ فإن الإقبال ليس هو القضية الوحيدة، فكما أشار “ترمب”، هناك تأثير للإعصار على اختيارات الناخبين وما إذا كانت استجابة الحكومة ستدفعهم في اتجاه أو آخر.

وقال “ترمب”: “أعتقد أننا سنُحقق نتائج عظيمة في كارولينا الشمالية، لأن الاستجابة كانت سيئة للغاية ومروعة”.

لكن تصريحات “ترمب” جاءت على نقيض إشادة الكثيرين، بينهم عدد من الجمهوريين المحليين باستجابة الحكومة للكارثة، وفقًا لـ (واشنطن بوست)؛ التي قالت إنه من المؤكد بأن خسائر الأعاصير وجهود الحكومة قد تغير المواقف.

وبعد إعصار (كاترينا)، لم يواجه الرئيس؛ “جورج دبليو بوش”، الناخبين مرة أخرى؛ لأنه كان قد أعيد انتخابه بالفعل في 2004، لكن الاستجابة الفيدرالية الفاشلة ساهمت في خسائر الجمهوريين غير المتوازنة في انتخابات التجديد النصفي لعام 2006.

جهود التعافي..

في المقابل؛ يمكن لجهود التعافي من الأعاصير التي تحظى بقبول جيد، أن تساعد السياسيين مثلما حدث في 2012، حين ضربت العاصفة (ساندي) الشمال الشرقي قبل أقل من أسبوع من الانتخابات، حيث اعتُبِرت الاستجابة الحزبية الثنائية بمثابة أصل مهم للرئيس السابق؛ “باراك أوباما”، الذي احتضن حاكم ولاية نيوجيرسي الجمهوري؛ “كريس كريستي”.

وصُنف: (15%) من الناخبين؛ الاستجابة الحكومية للكوارث الطبيعية، باعتبارها القضية الأكثر أهمية بالنسبة لهم في ذلك الوقت، وفاز “أوباما” بأصوات أكثر من: (70%) من هؤلاء الناخبين.

وحتى الآن من غير المعروف كيف سيكون تأثير أعاصير الخريف على الانتخابات التي أصبحت تواجه الكثير من عدم الاستقرار وعدم القدرة على التنبؤ، وفق (واشنطن بوست).

التصعيد في الشرق الأوسط..

ولم تتوقف الصعوبات عند الإعصار فقط؛ وإنما أيضًا الحرب في “غزة” تنُذر بتفجير نزاع إقليمي شامل، بعد أن توغلت القوات الإسرائيلية في الأراضي اللبنانية، وأطلقت “إيران” مئات الصواريخ على “إسرائيل”، وتبخرت كل الآمال في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في “غزة” قبل الانتخابات، إلا أن “البيت الأبيض” يسّعى حاليًا إلى ضمان ألا يتحول الرد الإسرائيلي المحتمل على الهجمات الإيرانية، إلى حربٍ شاملة.

والحرب لها تداعيتها المحلية أيضًا على الديمقراطيين، على الرُغم من أن الأميركيين لا يفكرون مباشرة في السياسة الخارجية عندما يدّلون بأصواتهم.

ويسبب التزام “هاريس” بمواصلة تزويد الاحتلال الإسرائيلي بالأسلحة مشُّكلة للمرشحة الرئاسية مع وجود مكونين اثنين بين الناخبين الديمقراطين، هما العرب الأميركيون في ولاية “ميشيغان” التي تسّعى للفوز فيها، والناخبين الشباب في الجامعات، حيث يُحتمل أن تعود الاحتجاجات المناهضة للحرب إلى نشاطها، وتختبر الأحداث الجارية أين تنتهي “هاريس”؛ نائبة الرئيس، وأين تبدأ “هاريس” المرشحة.

كما أثار النزاع في الشرق الأوسط مخاوف مالية في العالم، فقد تسببت إشارة “بايدن” إلى إمكانية أن يضرب الاحتلال الإسرائيلي المصافي الإيرانية في ارتفاع أسعار النفط بنسبة تزيد عن خمسة بالمئة، وأكثر ما يشغل بال المستهلك الأميركي هو ارتفاع سعر الوقود.

وتُعتبر المواجهة بين “إيران” والاحتلال الإسرائيلي؛ التي لديها أكبر احتمال لقلب الأمور في عام 2024، أنه إذا شن الاحتلال الإسرائيلي هجومًا على القدرات النووية الإيرانية، فمن المحتمل أن يُفيد ذلك؛ “دونالد ترمب”، لأنه ليس مُلزمًا باتخاذ أي إجراء، وسيكون بإمكانه انتقاد كيفية تعامل “بايدن” ونائبته.

إضراب عمال الموانيء..

كان من الممكن أن يؤدي أول إضراب لعمال الموانيء؛ منذ عام 1977، إلى تعطل سلاسل التوريد والتسبب في نقص وارتفاع الأسعار إذا استمر لأكثر من بضعة أسابيع. وكان هذا بمثابة هدية سياسية لـ”ترمب”، الذي تآكل تقدمه في استطلاعات الرأي بشأن الاقتصاد بسبب “هاريس” والتنافس على دعم النقابات العمالية، ولكن زال هذا الخطر بعد أن تم التوصل لاتفاق بالعودة إلى طاولة المفاوضات في كانون ثان/يناير وإعادة فتح الموانيء.

قضايا “ترمب” الجنائية..

عاد سلوك “ترمب”؛ إزاء أعمال الشغب في مقر “الكونغرس” يوم السادس من كانون ثان/يناير، إلى الواجهة، عندما كشف أحد القضاة الفيدراليين وثيقة تتضمن أدلة ضد “ترمب” لمحاولته قلب نتائج انتخابات 2020.

وتتضمن الوثيقة؛ التي تُطالب بعدم منح الحصانة الرئاسية لـ”ترمب”، تفاصيل عن تصريحات الرئيس السابق وتصرفاته، قبل اندلاع أعمال الشغب.

فقد أصدرت محكمة جزئية وثيقة عمل عليها المحقق الخاص؛ “جاك سميث”، وتحتوي على معلومات جديدة بشأن تصرفات “دونالد ترمب”؛ في 06 كانون ثان/يناير 2021، وفي حيثيات قرارها شرحت القاضية؛ “تانيا تشوتكان”، لماذا لم تمنح الرئيس السابق الحصانة من الملاحقة القضائية، مؤكدة أن تصرفات “ترمب” المتعلقة بالانتخابات كانت: “شخصية، وليست جزءًا من دوره الرسمي كرئيس”.

ومن أشهر الأمثلة على قدرة شهر تشرين أول/أكتوبر على قلب السباق الرئاسي، ما حدث قبل أقل من شهر على الانتخابات 2016، عندما تعرضت المرشحة الرئاسية الديمقراطية؛ “هيلاري كلينتون”، لـ”مفاجأة أكتوبر” كلفتها السباق الرئاسي.

وفي عام 1980، أزمة الرهائن في السفارة الأميركية في “إيران” تحولت لقضية رأي عام، وأطاحت  بالرئيس “جيمي كارتر”، وتم اطلاق سراح الرهائن، ولكن بعد أن أدى “ريغان” اليمين الدستورية؛ في 20 كانون ثان/يناير 1981، كرئيس بدقائق معدودة.

وقبل ذلك الحدث بـ (08) سنوات، كان التصريح الشهير لمستشار الأمن القومي؛ “هنري كيسنغر”، الذي أُدلى به في تشرين أول/أكتوبر من عام 1972، وقال فيه إن: “السلام في متناول اليد” في “فيتنام”، وكان الرئيس؛ “ريتشارد نيكسون”، قد وعد بإنهاء “حرب فيتنام” خلال حملته الأولى، ولكن استمر الصراع. وقبل شهر من الانتخابات في تشرين ثان/نوفمبر 1972، وافق المفاوضون الفيتناميون الشماليون على شروط السلام الأميركية، ولكن المحادثات انهارت في 22 تشرين أول/أكتوبر، ولكن إعلان “كيسنغر” ساعد “نيكسون” على تعزيز موقعه في استطلاعات الرأي، وصرف انتباه الرأي العام عن فضيحة “ووترغيت”؛ التي كانت تُحاصر “نيكسون”، وفاز بالانتخابات بفارق كبير. واستمرت الحرب لعامين بعد الانتخابات، ووصلت فضيحة “ووترغيت” إلى ذروتها؛ مما أدى إلى استقالته في 1974.

أما في 2004، رفعت “مفاجأة أكتوبر” من حظوظ “بوش” أمام الديمقراطي؛ “جون كيري”. وجاءت تلك الانتخابات بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001، وفي أواخر تشرين أول/أكتوبر ظهر زعيم القاعدة آنذاك؛ “أسامة بن لادن”، في مقطع فيديو أعلن فيه مسؤوليته عن هجمات 11 أيلول/سبتمبر، وانتقد فيه إدارة “بوش”، وانتعشت حظوظ “بوش” بعد انخفاض شعبيته بسبب ولايته الأولى.

وفي 2012؛ ضرب إعصار (ساندي)، الساحل الشرقي في الأيام الأخيرة من تشرين أول/أكتوبر 2012، وأعطى دفعة كبيرة لـ”أوباما” الذي فعّل حالة الطواريء، وتعامل مع الكارثة بطريقة فعالة، فيما أدت تسريبات صوتية لمنافسه “رومني” بخسارته السباق الرئاسي.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة