خاص : ترجمة – محمد بناية :
أصدر قائد فيلق القدس، “قاسم سليماني”، قرارًا بإقالة، “حسن پلارک”، من رئاسة “هيئة إعمار العتبات المقدسة”؛ وتعيينه مستشار قائد “فيلق القدس” ومبعوثه الخاص ومشرفًا على نشاط “هيئة العتبات” ورئيسًا للجنة الاقتصادية لمكافحة العقوبات، على أن يترأس نائبه، “محمد جلال مآب”، الهيئة.
ومعروف أن “حسن پلاركـ”؛ ينتمي إلى مدينة “كرمان”، مسقط رأس “قاسم سليماني” و”محمد جلال مآب”، وأنضم إبان الحرب “العراقية-الإيرانية” إلى جيش “41 ثأر الله”، الذي كان يرأسه، “قاسم سليماني”. وهو صاحب تجربة كبيرة في مجال العمل الخاص، وأسس قبل 10 سنوات مع ابنه، “هادي پلارك”، مؤسسة “ياس” الاستثمارية، قبل تسليمها إلى مؤسسة تعاون “الحرس الثوري”. بحسب موقع (راديو الغد) الأميركي الناطق بالفارسية.
ولقد كانت “ياس” أقوى الشركات الاقتصادية لـ”الحرس الثوري”، والتي تدهورت وأنهارت بعد انتشار عمليات الفساد والقبض على عدد من مديري الشركة؛ مثل “مسعود مهردادي” و”محمود سیف”، عام 2017. وأطاح “الحرس الثوري”، بعد حل الشركة، بعدد من القيادات؛ مثل “جمال الدين آبرومند”، مساعد التنسيق السابق بالقيادة العامة لـ”الحرس الثوري”.
ومن غير المعلوم؛ إذا كانت الإطاحة بالسيد، “حسن پلاركـ”، مرتبط بفساد “ياس” أم لا ؟.. لكن هذه العلاقات تعكس بشكل واضح مدى إتساع نفوذ “پلاركـ” الاقتصادي في “إيران”. علمًا بأنه شغل في الفترة 2015 – 2016؛ منصب مستشار النائب الأول للرئيس الإيراني، “إسحاق جهانغيري”، للشؤون الاقتصادية في “العراق”.
غموض دور “فيلق القدس”..
بدأت الأنشطة الإيرانية في مجال إعمار الأماكن الشيعية المذهبية العراقية، في العام 2003. وتشكلت الهيئة برعاية المرشد الإيراني؛ وعدد من أتباع آئمة الشيعة وخيرة الأصحاب والمتخصصين والمعتمدين.
ويشتمل هيكل الهيئة؛ لجنة عليا باسم “الهيئة التأسيسية أو اللجنة المركزية” دون إشارة إلى خضوع “هيئة إعمار العتبات المقدسة” لإشراف “فيلق القدس”. لكن قرار “قاسم سليماني”، الأخير، يعكس تحول الهيئة إلى جزء من “فيلق القدس”، بالمخالفة للمنصوص عليه في بنود الهيئة.
وبخلاف “سليماني”؛ يتمتع مكتب المرشد بنفوذ كبير في “هيئة إعمار العتبات المقدسة”. حيث يشارك مندوب الولي الفقيه في “فيلق القدس”، ومندوب الولي الفقيه في “هيئة إعمار العتبات المقدسة”، ومساعد الشؤون الدولية بمكتب “مرشد الجمهورية الإيرانية”، ورئيس لجنة سياسات آئمة الجمعة، ورئيس هيئة الأوقاف والشؤون الخيرية الإيرانية، ضمن الهيكل التأسيسي للهيئة؛ وكلهم يشرف، المرشد الأعلى، آية الله “علي خامنئي”، على تعيينهم بشكل مباشر أو غير مباشر.
مع هذا؛ كان “حسن پلاركـ”، مدير “قاسم سليماني” الموثوق داخل الهيئة، المسؤول الرئيس على مدى الـ 15 عامًا الماضية؛ عن هذا القطاع العمراني المذهبي الإيراني في “العراق”.
ماذا تفعل “هيئة العتبات المقدسة” ؟
تنشط “هيئة العتبات المقدسة” في المدن العراقية المختلفة مثل؛ “النجف”، و”كربلاء”، و”الكاظمين”، و”الكوفة”، و”سامراء”.
وكذلك بدأت الهيئة نشاطها في “سوريا”، عام 2014. ولا توجد حتى الآن تقارير دقيقة عن الأنشطة الاقتصادية للهيئة في “العراق” و”سوريا”، لكن ثمة 3 آلاف إيراني يعملون حاليًا في مشروعات الهيئة بـ”العراق”.
وفي تقريره عن عمل الهيئة، للعام 2016، أعلن “حسن پلاركـ” أن ميزانية الهيئة تناهز 500 مليار طومان سنويًا. وبحسب الموقع الرسمي للهيئة؛ فقد تم تنفيذ عدد 156 مشروع في “العراق” و”سوريا”؛ عبارة عن 34 مشروع في مدينة “النجف الأشرف”، وعدد 40 مشروع في “كربلاء”، و29 في “الكاظمين”، و19 في “سامراء”، و13 في “المسيب”، و4 في “بلد”، و5 في “الكوفة”، و12 في “دمشق”.
المنافسة الداخلية في العراق..
مشروع “صحن السيدة الزهراء”؛ بجوار مرقد الإمام الأول للشيعة، من أهم مشاريع الهيئة في “العراق”، باعتباره ثاني صحن مسقوف في العالم الإسلامي بميزانية أولية 580 مليون دولار. وتبلغ المساحة الكلية للمشروع، (220) ألف مترمربع، وأن المساحة المخصصة للبناء تبلغ نحو (60) ألف مترمربع.
وحضر افتتاح الجزء الأول من الصحن، بمساحة تبلغ 5 آلاف مترمربع، “محمد محمدي گلپايگاني”، رئيس مكتب مرشد الجمهورية الإيرانية.
وبعد أشهر؛ وتحديدًا في أيلول/سبتمبر 2016، أعلن العميد “عبداللهي”، قائد قاعدة “خاتم الأنبياء”، آنذاك، أن القاعدة سوف تستكمل العمل في الصحن. والدخول المفاجيء للقاعدة في المشروع ينم عن اشتعال الخلافات داخل “الحرس الثوري” للسيطرة على المشاريع العمرانية الكبيرة.
كيف تُجمع الأموال ؟
تتعدد أساليب “هيئة إعمار العتبات المقدسة” في الحصول على المساعدات الشعبية، التي تبلغ في المتوسط 60 مليار طومان سنويًا، مثل بيع الأدوات، (المباركة)، لمراقد آئمة الشيعة في “إيران”، بناء بعض هذه الأدوات مثل الضريح والأبواب في “إيران” قبل إرسالها إلى “العراق” وبيع اللبنة الذهبية، الحصول على التبرعات بواسطة الرسائل النصية.
وفيما يتعلق ببيع اللبنات الذهبية، يُحدد أولاً مقدار اللبنات اللازم في عملية البناء، ثم تُسعر اللبنة؛ يلي ذلك الإعلان عن إمكانية المشاركة في المشروع من خلال شراء بعض هذه اللبنات.
ولا يتعين دفع قيمة اللبنة مرة واحدة، ولكن يمكن تقسيط المبلغ. من جملة الأساليب الأخرى، أن تقوم الهيئة في المدن الإيرانية المختلفة بنسج السجاد، ثم يُحمل هذا السجاد إلى “العراق” ويوضع في المزارات المقدسة فترة؛ وبعد أشهر يُجمع ويحمل إلى “إيران” مجددًا للبيع باعتباره “سجاد مبارك”.
وهذه الأساليب تسببت في تشكيل شبكة متصلة داخل المحافظات الإيرانية المختلفة بالشكل الذي يجعل من الهيئة بمثابة وزارة تمتلك شعب متعددة في المحافظات الإيرانية.