هوية أطفال “إيران” القومية .. لماذا الجزر الثلاث مهمة ؟

هوية أطفال “إيران” القومية .. لماذا الجزر الثلاث مهمة ؟

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

لا تكتسّب “جزر الخليج” الثلاث؛ (بوموسى، طنب الكبرى والصغري)، الأهمية من المنظور الجيوسياسي والقانون الدولي فقط، وإنما لأنها تلعب أيضًا دورًا رئيسًا في هوية أطفال “إيران” القومية. بحسب ما استهل “محمد مهدي سيد ناصري”؛ تحليله المنشور بصحيفة (الدبلوماسية الإيرانية).

فالنقاشات بشأن الأرض على المستوى الدولي؛ تُلقي بتأثيراتها الكبيرة على هوية وثقافة الشعوب، بخلاف التداعيات الدبلوماسية والأمنية.

والجزر الثلاث في الخليج نموذج على ذلك، فلطالما كانت محلًا للنزاع خلال العقود الأخيرة. ومع أن “إيران” ثبتت بالوثائق التاريخية والقانونية، سيّادتها على هذه الجزر، لكن ادعاءات بعض الدول ما تزال مستمرة.

نزاع سيؤثر على هوية أطفال إيران..

هذا النزاع قد يُفضي إلى بروز أزمة هوية بين أطفال “إيران” بخلاف تهديد وحدة الأراضي الإيرانية.

وفحص الوثائق التاريخية من عهد الساسانيين وحتى التاريخ المعاصر؛ يُثبّت أن الجزر الثلاث لطالما كانت جزءًا من النطاق الإيراني.

ومن منظور القانون الدولي، فإن مبدأ: “وحدة الوطن وسلامة أراضيه”، الذي تم التأكيد عليه في (المادة 2) من “ميثاق الأمم المتحدة” يستدعي دعم سيّادة “إيران”. وقد أكدت “محكمة العدل الدولية” في قضايا مثل “نيكاراغوا” ضد “كولومبيا” عام 2012م، و”البحرين” ضد “قطر” عام 2001م، على أهمية الوثائق التاريخية في تحديد الحدود.

ويُظهر فحص هذه السوابق أن ادعاء “الإمارات العربية المتحدة” يفتقر إلى أساس قانوني صحيح.

الربط بين الهوية الوطنية وحقوق الطفل..

والحكومات مكلفة طبقًا للمادة (8) من منشور حقوق الطفل، بالمحافظة على هوية الأطفال والحيلولة دون تغييرها أو إنكارها.

وتثُبت هذه المادة؛ بالإضافة إلى المادة (30)، بشأن المحافظة على الهوية الثقافية، أهمية الربط بين الهوية والوطنية وحقوق الطفل.

كما تُثبت دراسات علم النفس أن الأزمات الجيوسياسية ومخاطر تهديد “وحدة الوطن وسلامة أراضيه”؛ قد تٌفضي إلى بروز أزمة تتعلق بالهوية الوطنية بين الأطفال.

وتؤكد نظرية “الهوية الاجتماعية” أن إحساس التعلق بالهوية بمثابة عامل أساس في بلورة شعور الثقة بالنفس والمشاركة الاجتماعية للأطفال.

الحلول المطروحة..

والسؤال: ما الحلول والاقتراحات التي يمكن طرحها ؟

01 – التعليم الرسمي والعام: إعداد محتوى تعليمي للمدارس لتعريف الأطفال بأهمية الجزر الثلاث.

02 – تعزيز الدبلوماسية العامة: الاستفادة من وسائل الإعلام الدولية لتأكيد شرعية “إيران” التاريخية والقانونية.

03 – تفعيل إمكانيات القانون الدولي: استخدام المؤسسات الدولية للتأكيد على تأثير النزاع على حقوق الأطفال.

ليست مجرد مسألة جيوسياسية..

فالجزر الثلاث ليست فقط مسألة جيوسياسية، وإنما جزء من هوية أطفال “إيران” القومية. والنزاع بشأن هذه الجزر قد يكون ذا تأثير تدميري على هوية الأجيال القادمة.

لذلك فالدفاع عن سيّادة “إيران” على هذه الجزر، هو دفاع عن حقوق الأطفال الأساسية. والطفولة ليست حلمًا، والحق للأطفال، يجب أن نتذكر أن المستقبل يُبنى بواسطة أشخاص هم (اليوم) أطفال.

أطفالنا يحتاجون (اليوم) إلى أن يعيشوا حياة جيدة وأن يتم احترام حقوقهم. حماية المصالح العليا للأطفال هو الأساس الأهم لحقوق الطفل، ومنح الحق في التمتع بالحقوق للأطفال هو أحد أهم الأهداف الخاصة لنظام القانون الدولي لحقوق الطفل في عصر العولمة.

وعليه فالاهتمام بواجب الحكومة فيما يخص صيانة وحماية حقوق الطفل على المستويات الداخلية والدولية ضروري. وفي كتابه (إيران ووحدتها)؛ كتب الأستاذ “محمد علي إسلامي ندوشن”: “قليلٌ من الشعوب في العالم – التي ما زالت قائمة – عانت بقدر ما عانت إيران، وتعرضت لما تعرضت له من أحداث، وهذا يبدو نصيبًا للأمم التي تقع في نقطة معينة من الكرة الأرضية، حيث تحدد ظروف وأحوال خاصة طبيعتها وسيرها، وقيل قديمًا: من كانت له رأس كبيرة، ألمه كبير”.

يجب أن نتذكر أن الفرص لا يمكن تأجيلها، فإذا حدث ذلك، تفسد الفرص، والفرصة الفاسدة يمكن أن تتحول إلى تهديد.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة