25 أبريل، 2024 4:35 ص
Search
Close this search box.

“هوليوود” تُسدل الستار لحين إشعار آخر .. “كورونا” يُهدد صُناع الأفلام ويُربك حسابات شركات الإنتاج !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس الشرقاوي :

على مدى عقود، قدمت الأفلام والمسلسلات التليفزيونية عددًا لا يُحصى من الكوارث الخيالية التي ركّعت الكوكب على ركبتيه، بداية من الكوارث الطبيعية إلى غزوات الكائنات الغريبة وحتى الأوبئة الهائجة. ولكن في الوقت الذي يتصارع فيه العالم مع أزمة الفيروس التاجي، أو ما يُعرف باسم فيروس “كورونا”، المتنامية بسرعة، وجدت “هوليوود” أن الواقع يبدو أكثر تخويفًا، بحسب تقرير نشرته صحيفة (لوس أنغلوس تايمز) الأميركية.

في غضون أيام قليلة، توقفت صناعة السينما الهوليوودية، مثل كل جزء آخر من الاقتصاد العالمي تقريبًا. أعلنت استديوهات الإنتاج السينمائي تغييرات في تواريخ إصدار بعض أكبر أفلامها القادمة؛ ويشمل ذلك الفيلم المُنتظر من إنتاج “يونيفرسال ستوديوز”، (F9)، الذي تم تأجيله حتى نيسان/أبريل 2021، فيلم (مولان) من “ديزني”، والذي تم تأجيله إلى أجل غير مسمى، وفيلم من إنتاج “MGM”؛ للبطل الأميركي، “جيمس بوند”، بعنوان (لا وقت للموت)، والذي تحول موعد عرضه من نيسان/أبريل إلى تشرين ثان/نوفمبر القادم.

وفي الوقت نفسه، تم إلغاء أحداث كبرى تحتفي بها الصناعة كل عام، بما في ذلك “مهرجان أوستن”، “تكساس” الجنوبي، و”مهرجان سينما تريبيكا” في “نيويورك”، مع احتمالات قوية بإلغاء “مهرجان كان السينمائي”، في أيار/مايو القادم.

وإن لم يكن كل ذلك مثيرًا للقلق بما فيه الكفاية، فكان كفيلاً بإثارة حالة من الذعر إعلان “توم هانكس” – أكثر شخصية محبوبة في الصناعة ورجل كان يُطلق عليه في كثير من الأحيان “عمدة هوليوود” – يوم الأربعاء؛ أنه وزوجته، “ريتا ويلسون”، قد أصيبوا بالفيروس التاجي في “أستراليا”، حيث كان يعمل “هانكس” في مرحلة ما قبل الإنتاج في فيلم (السير إلفيس بريسلي)، للمخرج “باز لورمان”.

ومع حث مسؤولي الصحة العامة وقادة الحكومة على إتخاذ تدابير صارمة للحد من انتشار الفيروس، كان أولئك الذين يعملون في الأفلام والتليفزيون يشعرون بالقلق والصدمة. فهم على عكس أي مجال آخر في الاقتصاد، يتأثرون بالمستجدات وتُصبح ملايين من الدولارات على المحك فقط، في حالة مرض أحد أفراد طاقم العمل.

تقول المخرجة، “غابرييلا كوبرثويت”، التي أخرجت أفلامًا وثائقية مثل (بلاكفيشن)، في حديثها للصحيفة: “من خلال الأفلام الروائية، تعتمد صناعتنا بأكملها على أن يكون الأشخاص على مقربة من بعضهم البعض، يتواجدون يومًا بعد يوم في مجموعات كبيرة. وفي الحقيقة، لا توجد صيغة للحجر الصحي أثناء عملية إنتاج الأفلام”.

وقد تأثر بالفعل عدد من أعمال السينما والدراما، في كل من “لوس أنغلوس” وأماكن أخرى حول العالم، بالوباء، حيث يتم الإعلان عن توقف المزيد من الأعمال كل يوم، إن لم يكن كل ساعة. أغلقت “ديزني” موقع التصوير في “براغ”، “جمهورية التشيك”، لسلسلة (Falcon and the Winter Soldier)، في حين أصدرت شركة “وارنر بروس”، التي تُنتج فيلم (Hanks Presley)، بيانًا قالت فيه أنها: “تتخذ احتياطات لحماية جميع عاملي الإنتاج حول العالم”. أعلنت “Apple TV +” أن مسلسلها الدرامي الرائد، (The Morning Show)، بطولة: “جينيفر أنيستون” و”ريس ويذرسبون”، أنه سيتوقف لمدة أسبوعين من التصوير بغرض تقييم الوضع.

منذ بدء تفشي المرض، كثف العديد من منتجي الأفلام والتليفزيون من الإجراءات الوقائية، بالتشجيع على غسل اليدين المتكرر وتوفير المطهرات لطواقم العمل. تتضمن اجتماعات الأمان الآن بانتظام تحذيرات لتجنب المصافحة والإبلاغ عن أي أعراض تُشبه أعراض الإنفلونزا. ومع ذلك؛ لايزال الإرتباك بين أفراد مجتمع الإنتاج، بشكل عام، منتشرًا بسبب الشكوك العميقة بشأن الأجور إذا تم إيقاف الإنتاج فجأة.

 موقف النقابات والاتحادات..

في مواجهة الضربة المزدوجة لانتشار الفيروس والمخاطر الاقتصادية الناتجة وتأثيراتها على العمال، فإن النقابات والاتحادات تتصارع مع كيفية حماية أعضائها.

قال المتحدث باسم (SAG-AFTRA)، أكبر اتحاد في “هوليوود”، يُمثل 160.000 ممثل وممثلة – في بيان عبر البريد الإلكتروني أرسله للصحيفة: “تركيزنا الآن هو سلامة أعضائنا الذين يعملون في مجموعات وفي غرف الأخبار في جميع أنحاء البلاد وفي مواقع مختلفة حول العالم. ونحن نعمل مع أصحاب العمل والنقابات الشقيقة والحلفاء في جميع أنحاء الصناعة للاستجابة لهذا الوضع المتغير بسرعة”. أعلن أمناء خطة التأمين الصحي، (SAG-AFTRA)، يوم الخميس، أنه سيتم التنازل عن جميع تكاليف اختبار الفيروس التاجي في المرافق داخل الشبكة للمشاركين.

في هذا المناخ، يمكن اعتبار غرفة الكُتاب في أي برنامج تليفزيوني بيئة عمل خطرة. وقال “لويل بيترسون”، المدير التنفيذي لـ”نقابة كُتاب أميركا الشرقية”، في رسالة بريد إلكتروني لـ (لوس أنغلوس تايمز): “ممثلونا على اتصال وثيق مع جميع الجهات التي يعمل بها أعضاؤنا. ونحن نشجع أعضائنا على إعلامنا إذا كان لديهم أي مخاوف بشأن سلامتهم في هذه الفترة الصعبة”.

العمل من المنزل..

تمكن بعض الكُتاب من الحصول على ميزة العمل في المنزل، ومن ذلك فريق كُتاب عمل (One Day at a Time)، من شركة “سوني”، الذين يعكفون على إنتاج أفكار قصة للموسم الرابع القادم عن بُعد من خلال تطبيقات (Skype) و(Zoom).

إتخذ منتجي مسلسلات كوميديا الموقف أو ما يُعرف بـ”sitcom”، “غلوريا كالديرون كيليت” و”مايك رويس”، القرار منتصف يوم الثلاثاء الماضي؛ حيث اتصل الزوجان بالكُتاب وأبلغوا بإمكانية العمل على مهام الكتابة من المنزل.

قالت “كيليت”، لصحيفة (التايمز) البريطانية، من المنزل: “في ظل قدر كبير من الحذر، توصلنا إلى أنه يُمكننا الكتابة من المنزل عبر تطبيقات (Skype،   Zoom)؛ ويبدو أنه لن يكون من الصعب علينا القيام بعملنا”.

لكن البعض يُشعر أن خطورة الأزمة تتطلب إتخاذ إجراءات أكثر صرامة. قال “ريتشارد شيبرد”، وهو منتج ومخرج لسلسلة “FX” القادمة: (American Crime Story: Impeachment)”: “أعتقد أنه يجب علينا إغلاق جميع مواقع الإنتاج؛ حتى نفهم ما يمكن أن يفعله هذا الفيروس. أماكن صناعة الأفلام هي أماكن حميمة بشكل جنوني، يتواجد بها مئات الأشخاص على مسافات مقربة للغاية. إنها حاضنات للفيروسات، من حيث تطبيق المكياج، حيث يلمس المتخصصون وجوه الناس، واستخدام الملابس أو إحضار الطعام للممثلين”.

في الوقت نفسه؛ وخاصة بالنسبة لأولئك الذين يعملون في مشاريع أصغر، يمكن أن تكون العواقب المالية لإغلاق المشاريع، ولو بشكل مؤقت، شديدة.

قال أحد المخرجين والمنتجين في “لوس أنغلوس”، الذي رفض ذكر اسمه بسبب حساسية الموضوع: “أشعر بالخيار الصعب لدى صانعي الأفلام والمنتجين المستقلين المضطرين الآن إلى الإنتقاء ما بين البنود التي سيغطيها التأمين وما تُمليه قواعد صحة وسلامة أفراد طاقمهم في ظل خسائر لليوم الواحد قدرها قد يصل إلى 100.000 دولار أميركي، خاصة الشركات الصغيرة التي ليس لديها سوى عدد قليل من الأفلام في السنة”.

مواقع التصوير خارج الحدود..

ومع الإعلان عن قيود السفر الجديدة وإزدياد أعداد المناطق المصابة بالمرض يوميًا، لا يعرف المرتبطين بمواعيد التصوير ما إذا كان سيتمكنون من السفر وما إذا كانت مشاريعهم المجدولة ستمضي قدمًا كما هو مخطط لها.

وتضيف المخرجة، “كوبرثويت”: “نقوم بعمل (فيلم وثائقي) يتضمن السفر إلى إفريقيا، وقد تم إلغاؤه. وفي الأفلام الوثائقية عمومًا، يتضمن الكثير من عملنا الذهاب إلى أماكن نائية وإلقاء الضوء على مشكلة”.

وتؤكد المخرجة، “جيسي بيريتز”، التي تعمل في التليفزيون: “في الأسبوع الماضي، كنت في مجموعة من مشروع الاستوديو، وصحت قائلة: هذا جنون”. “كان الناس في تلك المجموعة معنيين، وكان هناك مطهر في كل مكان. كنت أعد بصراحة الأيام حتى استطعت النزول. يشعر الناس بالخوف على كل شخص يظهر في بيئة العمل هذه، ولكنه يشعر بالقلق أيضًا بشأن حصول الأشخاص على أموال أم لا. لا أعرف ما هي تلك الإجابات. ولكن بين (Netflix وAmazon وWarner Bros وFox) – أنا متأكدة تمامًا من حصولهم على الموارد المالية لدفع أجور الناس وتأخرهم ستة أسابيع في الإنتاج. أعتقد أنه من الواجب الأخلاقي أن يصعدوا إلى اللوحة ولا يتحملوا مسؤولية إضافة إلى ما هو أزمة صحية بائسة إلى حد ما”.

وأختتمت الصحيفة تقريرها بقول المخرج والمنتج، “شيبارد”: “أشعر أنه ليس هناك عمل يستحق تعريض الناس للمرض”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب