خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
انتهت مراسّم دفن المفقودين، ومع هدوء عاصفة الأخبار وردود الأفعال بشكلٍ نسّبي، تثور موجة من الأسئلة. بحسب ما استهل تقرير أعدته صحيفة (هم ميهن) الإيرانية.
وقضية سقوط مروحية رئيس الجمهورية بالغة الأهمية، وتعدد الروايات وضعف المعلومات، يُثير شكوك الرأي العام عن زوايا الحادث؛ لاسيما في ظل انعدام الثقة لأسباب مختلفة في الروايات الرسّمية، وضعف المعلومات حول الحادث لا يُساعد في تحسّين الوضع.
رواية رئيس ديوان رئيس الجمهورية..
“غلام حسين إسماعيلي”؛ رئيس ديوان المرحوم؛ “إبراهيم رئيسي”، طرح قبل يومين في لقاء تليفزيوني عدة ملاحظات حول يوم الحادث.
وينطوي اللقاء على أهمية بالغة؛ حيث كان على متن المروحية رقم (3) يوم الحادث. وقال: “بدأت حركتنا من سّد (قيز قلعه سي)؛ في حوالي الساعة الواحدة بعد أداء صلاة الظهر، وما تلاها من لقاء الجماهير، وكانت المروحية تطير على مستوى منخفض من السّد باتجاه تبريز وكان الطقس صافيًا. وبعد نصف ساعة، وقبل أن نصل إلى المنطقة المجاورة لمنجم نحاس (سونغون)؛ وفي الوادي المجاور لتلك المنطقة، حيث كان خط السّير المتفق عليه، لاحظنا وجود بقعة من الغيوم تمتد كسفرة في الصحراء الشاسعة، ولم تكن هناك أخبار عن وجود ضباب على خط سير المروحيات، وربما كان هناك ضباب على ارتفاع منخفض وفي جوف الوادي، لكن الطقس كان صافيًا، مع وجود بقع سحب في منطقة محدودة فوق الوادي”.
وأضاف: “من حيث الارتفاع، كان مستوى المروحيات في مواجهة هذه السحب، وكنا في مستوى منخفض قليلًا عن هذه الغيوم. وكان الكابتن (مصطفوي) طيار مروحية الرئيس، وكان قائد مجموعة المروحيات برفقتنا، ووفق ما أخطرنا به بعد ذلك طيار الرحلة، كنا نترفع ونعلو فوق الغيوم واستمر في الارتفاع. وبعد ثلاثين ثانية من الارتفاع، انتبه الطيار إلى اختفاء المروحية الرئيسة”.
ونفى رئيس ديوان رئيس الجمهورية عن تقرير “هيئة الأرصاد” بوجود رياح أو طوفان وغيوم، وقال: “كان الطقس خاليًا من الغيوم، وتحت أرجلنا رأينا قمم الجبال خلف الغيوم، وكان في الجوار منجم (سونغون) للنحاس. ولأن المروحية اختفت، استّدار طيار مروحيتنا وعاد وسألت مساعد الطيار عن أسباب العودة، فأجاب: لأن المروحية الرئاسية تخلفت ونرجح هبوطها اضطراريًا، والاتصال مقطوع”.
وتنبع أهمية هذه التصريحات في أنها حددت بشكلٍ تقريبي موقع الحادث؛ حيث اتضح غياب المروحية الرئاسية بعد ثلاثين ثانية من بداية الارتفاع فوق الغيوم، وتفصل دقيقة ونصف طيار المروحية الثالثة عن الانتباه إلى انقطاع الاتصال وفقدان المروحية الرئاسية؛ حيث تجاوز نطاق الغيوم في أقل من دقيقة.
كما كشف “إسماعيلي” عن الهبوط في محيط منجم (سونغون) للنحاس، وكلها أخبار عن توضيح موقع سقوط المروحية الرئاسية بشكلٍ تقريبي. ويمتد حطام المروحية على مسافة (03) كيلومتر شمال شرق المنطقة، والمسافة التقريبية والمباشرة بين هذه المنقطة ومنج (سونغون) تبلغ حوالي: (12) كيلومتر.
رواية وزير الاتصالات..
قال “عیسی زارعپور”؛ وزير الاتصالات في حوار خاص: “استنادًا للإشارات حددنا ثلاث مناطق كأولوية، وانصب التركيز في النهاية على الأولوية الأولى، وتمكنا عبر هذه الآلية من الحصول على معلومات أكثر دقة وتضاءل نطاق البحث لأن أجهزة التليفون المحمول كانت تعمل حتى السابعة أو الثامنة مساءً، وهذا الأمر ساعد على تحديد نطاق البحث بشكل أكثر دقة، ووضعنا هذه البيانات بين يدي فرق الإمداد وحتى فرق المُسيّرات ومن بينها فريق المُسّيرة التركية بعد الحصول على التصاريح القانونية من الأجهزة المعنية بالتتبع”.
وبحسّب الرواية جرت الدراسات الفنية على (04) نقاط واستقر الأمر في النهاية على نطاق كيلومتر، واتضح موقع سقوط المروحية بعد تحسّن الطقس.
لكن الموقع المذكور في الحوار بوصفه نقطة ظهور حطام المروحية، لا علاقة له بموقع السقوط. ووفق الإحداثيات التي نشرتها وكالة أنباء (إيرنا) ظهر الحطام في مثلث بين (03) محطات إرسال واستقبال الهاتف المحمول (منطقة بداية البحث)؛ بينما لم تعرض الصور المنشورة ضمن الحوار.
رواية الحرس..
تتفاوت الروايات عن كيفية ترتيب الركاب في المروحيات الثلاث بموكب رئيس الجمهورية، لم تثُّبت قطعية أيًا منها.
وقيل إن ترتيب الوزراء تغيّر قبل اللحظة الأخيرة من الاقلاع. في وهذا الصدد يقول؛ “محمد كوثري”، القيادي رفيع المستوى سابقًا بـ (الحرس الثوري)، تعليقًا على ورود اسم: “جواد محرابي”؛ عضو فريق حراسة رئيس الجمهورية، ضمن الضحايا قبل حذفه: “كان الجنرال “سيد مهدي موسوي”؛ رئيس وحدة الحراسة.
وبعض وسائل الإعلام تقدم قراءات لا علاقة لها بالموضوع، مثل تواجد العضو الثاني في فريق الحراسة على متن المروحية الأخرى، إذا لا حاجة لأكثر من حارس في مروحية واحدة، وهذه أحاديث لا أساس لها من الصحة. فليس لدينا قضية خفية”.