13 يونيو، 2025 12:06 م

“همدلي” الإيرانية ترصد .. إجراءات تعميّر على مسار “طهران-القاهرة”

“همدلي” الإيرانية ترصد .. إجراءات تعميّر على مسار “طهران-القاهرة”

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

يوم أطلق الضابط المصري؛ “خالد الإسلامبولي”، عضو حركة (الجهاد الإسلامي) المصرية، النار على منصة القيادات المشاركة في إحياء الذكرى السنوية لحرب رمضان، وقتل الرئيس “أنور السادات”؛ رُفقة خمسة آخرين من المسؤولين، ربما لم يتصور أن أوجد شرخًا عميقًا بين “مصر” و”إيران” الإسلاميين العريقين، علمًا أن الفجوة كانت قد بدأت بانتصار “الثورة الإسلامية”، ودعم “مصر السادات”؛ للملك المخلوع “محمد رضا شاه”، الهارب من “إيران”. بحسب ما استهلت صحيفة (همدلي) الإيرانية تقريرها.

وازداد سجل أعمال “السادات” سوءً في نظر القادة الإيرانيين الثوريين، بالتوقّيع على اتفاقية (كامب ديفيد)؛ مع “مناحيم بيغن”، رئيس الوزراء الإسرائيلي. الأمر الذي كان سببًا في اطلاق اسم قاتله أي: “خالد الإسلامبولي”، على أحد أكبر شوارع “طهران”، وبقيت تحتل مكانها مدة عقود بإصرار غريب، لدرجة أن بعض الحكومات ذات القاعدة الشعبية القوية لم تستطع استبدالها.

اسم يُرضي المعارضين..

لكن يبدو أن استمرار التغييَّرات المهمة في السياسة الإيرانية الداخلية والخارجية؛ لا سيّما بعد انتخاب؛ “مسعود بزشكيان”، حيث يُشاع أن هناك تخطيط هذه المرة لتغيّير اسم الشارع باستخدام أسلوب قد يُجبر المعترضين التاريخيين على القبول، بعد مقاومة استمرت عشرات السنين.

ويُقال إن الاسم المقترح هو: “حسن نصر الله”؛ لأنه ربما لن يثَّير حفيظة أصدقاء “الإسلامبولي” داخل “إيران”. كما أنه كان صاحب حضور قوي في الفضاء السياسي الإيراني، وتحول إلى أيقونة بالنسبة للفصائل الإيرانية القوية، وازدادت مكانته رفعة باغتياله في هجمات إسرائيلية غير مسبّوقة على “لبنان”.

وبالأمس قال موقع (جادة إيران)؛ إن “إيران” اتخذت قرار بتغييّر اسم شارع “خالد الإسلامبولي”؛ في “طهران”، إلى الشهيد “حسن نصر الله”.

ونقل موقع (انتخاب) عن مصدر سياسي مطلع: “هذه الخطوة تسدَّل الستار على صفحة معقدَّة في تاريخ العلاقات (الإيرانية-المصرية)، وتمهدَّ لمرحلة إحياء علاقات عميقة بين البلدين”.

وقد كان اسم هذا الشارع أحد أكبر عقبات إحياء العلاقات بين “مصر” و”إيران” على مدار السنوات الماضية.

وقد اُتخذت حتى الآن إجراءات تغييّر اسم هذا الشارع مرتين على الأقل، لكن لم يحدث شيء. ففي فترة “محمد خاتمي” الرئاسية، وافق “مجلس بلدية طهران”؛ بحضور “حميد رضا آصفي”، المتحدث باسم “الخارجية”، على تغييّر اسم الشارع إلى “الانتفاضة”. وأعلن المتحدث باسم “الخارجية”: “أن تغييّر اسم الشارع يأتي في ضوء الأجواء الجديدة بين مصر وإيران”.

وأضاف: “هذا القرار خطوة على مسّار مبدأ تخفيف التوتر وبناء الثقة بين دول العالم؛ وبخاصة الإسلامية”.

في العام 2021م؛ عُرض الموضوع مرة أخرى على “مجلس بلدية طهران”، وقال “ناصر أماني”؛ عضو المجلس: “مصر أصرت على تغييّر اسم شارع (خالد الإسلامبولي)؛ من جهتها طالبت الجمهورية الإيرانية بتغيّير اسم شارع (فرح) بالقاهرة”.

قُطعت العلاقات.. لكن دون عداء..

رُغم انعدام العلاقات المباشرة بين “مصر” و”إيران”؛ باعتبارهما من الدول الإسلامية الكبرى، لكن لم يكن بينهما عداء مطلقًا. فقد كانت اللقاءات تجمع قادة البلدان.

وكان الرئيس المصري؛ “محمد مرسي”، قد زار “إيران”، وسافر “محمد خاتمي”؛ بعد انتهاء فترته الرئاسية، إلى “القاهرة” والتقى “حسني مبارك”.

وكان “أحمدي نجاد”؛ أول رئيس إيراني يزور “القاهرة” استجابة لدعوة رسمية من الرئيس المصري آنذاك؛ “محمد مرسي”.

كما التقى الرئيس الراحل؛ “إبراهيم رئيسي”، نظيره المصري؛ “عبدالفتاح السيسي”، على هامش “قمة قادة منظمة التعاون الإسلامي”؛ بالعاصمة “الرياض”، عام 2023م.

وفي العام 2024م؛ التقى الرئيس؛ “مسعود بزشكيان”، نظيره المصري، مرتين: الأولى على هامش قمة (بريكس) في “كازان” الروسية، والثانية في قمة (دي-8) بـ”القاهرة”.

زيارة “عراقجي” منعطف جديد..

مؤخرًا حظيت زيارة وزير الخارجية؛ “عباس عراقجي”، إلى “القاهرة”، باهتمام المحللين والمراقبين، وهي الثانية في ظرف ستة أشهر فقط، والتقى خلالها نظيره المصري؛ “بدر عبدالعاطي”، والجنرال “عبدالفتاح السيسي”.

وقد اعتبر الكثير من المراقبين؛ هذه الزيارة خطوة هامة على مسّار تطبيع العلاقات بين البلدين. ورُغم عدم صدور بيان رسمي، لكن زيارة “عراقجي” كانت تنطوي نوعًا على معرفة ضّمنية بدور “مصر” في الوسّاطة الإقليمية.

ومشاركة قيادات مصرية رفيعة المستوى بعضها على علاقة بـ”الوكالة الدولية للطاقة الذرية”؛ يثبَّت أن “القاهرة” بصدّد القيام بدور كبير في خفض التوتر بين “إيران” والمجتمع الدولي.

كذلك يحظى توقيت هذه التطورات بالاهتمام. والدور المصري الفعال في “الجامعة العربية”، ومواقف هذا البلد الحاسمة تجاه قضايا من مثل “غزة”، جعلها طرف رئيس بالنسبة للقوى العربية وغيرها.

ودعوة “مصر”؛ السيد “عراقجي”، تحمل رسالة لطيفة للقوى الأجنبية. يقول المحللون: “أكدت القاهرة بهذه الخطوة استقلال سياستها الخارجية، وترجيحها الاستقرار الإقليمي على المواقف المتشددة”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة