7 أبريل، 2024 10:05 م
Search
Close this search box.

“همدلي” .. “إيران” تُفكر في ترميم العلاقات مع “باكستان” و”العراق” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

يقولون إن السياسة فن المستحيل. من كان يتصور أن يُخيّم التوتر فجأة على علاقات “طهران-إسلام آباد” رُغم السّوابق الأخوية الطويلة ؟.. فالبلدان صديقان من فترة طويلة، وحتى الآن يؤكدان؛ رُغم التوتر نتيجة العمليات العسكرية المتبادلة، على استمرار سيّاق العلاقات. بحسّب تقرير “جلال خوش چهره”، المنشور بصحيفة (همدلي) الإيرانية.

فلا “طهران” تُريد ولا “إسلام آباد” كذلك أن تتصدر أخبارهما عناوين وكالات الأنباء والمحافل الدبلوماسية الإقليمية والعالمية. ذلك أن وزيرا خارجية البلدين كانا على اتصال حتى ظهر أمس. والرئيس الباكستاني شّدد على استمرار الصداقة والأخوة مع “طهران”.

في المقابل أكد المسؤولون في “إيران” على استمرار العلاقات الجيدة مع “باكستان”. في حين لم تُبّد لا “طهران” ولا “إسلام آباد”؛ حتى كتابة هذا التقرير، اعتذار أو ندم بخصوص العمليات العسكرية على الحدود، وإنما يعتبرانها هامة للأمن القومي.

فرصة لـ”نتانياهو”..

وتعلم “طهران” و”إسلام آباد” جيدًا أن الأحداث الأخيرة في علاقات البلدين؛ إنما هي نتاج الحرب التي اندلعت في تشرين أول/أكتوبر 2023م، بين (حماس) و”الكيان الصهيوني”.

هذه الحرب تواجه كل يوم خطر التوسّع خارج حدود “غزة”، والأحداث على شّاكلة ما حديث بين “إيران” و”باكستان”، تُمثل فرصة بالنسبة إلى “بنيامين نتانياهو”؛ رئيس وزراء “الكيان الصهيوني”، الذي يتطلع من جهة إلى توسيّع نطاق الحرب؛ بحيث يشمل المنطقة بالكامل، ومن جهة أخرى، تهميش أخبار جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني في “غزة”؛ والتي تحتل صّدارة الأخبار العالمية.

حرص إيران على ترميم العلاقات مع بغداد وإسلام آباد وأربيل..

وتُشّدد “طهران” و”إسلام آباد”؛ بالنظر إلى ما حدث، على ضرورة الحد من تفاقم التوتر؛ كما تسّعى “طهران” إلى ترميم العلاقات المتضررة مع “بغداد وكُردستان العراق” نتيجة القصف الصاروخي على “أربيل”.

ومعهما يجب الضغط للمحافظة على العلاقات التاريخية النابعة عن مشتركات دينية، وملاحظات أمنية، وتحديات في العلاقات الخارجية مع دول المنطقة والعالم.

سياسة “الردع”..

إن ما حدث بين “طهران” و”إسلام آباد” يمكن تأويله في إطار سياسة “الردع”؛ لكن ماهية العلاقات لم تكن على النحو الذي يجعل كلا الطرفين يدعم سياسة “الردع” فيما يتعلق بالطرف الآخر.

والعادة أن تكون سياسة الردع بين الحكومات التي تخوض حرب باردة في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية المختلفة. في حين لم تقف “طهران” و”إسلام آباد” هذا الموقف مطلقًا.

وهذا يسّتدعي المحافظة على هذا الوضع. وترفع المسؤولين الإيرانيين عقب هجوم “باكستان” الأخير على مناطق “سراوان” هو نتاج هذه النظرة. والمؤكد أن المسؤولون في “باكستان” يُصّرون رُغم الملاحظات الداخلية، على عدم الإضرار بالعلاقات مع “إيران”. لذلك يمكن توقع أن تشهد الأيام المقبلة انحسّار حُمى الأحداث الأخيرة، وعودة علاقات البلدين إلى المستوى العادي، لكن هذا لا يمنع القوى الخارجة عن السّيطرة عن افتعال أعمال تخريبية.

توتر يهدد المنطقة بالفوضى..

وتصاعد وتيرة التوتر في علاقات البلدين القويتين، سوف يصيب المنطقة، بل والعالم بالتوتر والفوضى.

والأوروبيون الذي يواجهون مخاطر اقتصادية؛ منذ بداية الحرب بين “روسيا” و”أوكرانيا”، والحرب بين (حماس) و”الكيان الصهيوني”، وتصاعد وتيرة الاضطرابات في “البحر الأحمر”، يتابعون بقلق ما يحدث بين “طهران” و”إسلام آباد”.

والترفع الذكي عن استمرار التوتر هو حكمة كبرى يجب أن تتسّم بها حكومتي “طهران” و”إسلام آباد” في هذا المنعطف.

تحفيز التعاون بين البلدين..

ورغم اقتران العمليات الأخيرة داخل الحدود الإيرانية والباكستانية بسّقوط ضحايا من المدنييّن؛ لكن قد تكون أيضًا سببًا في تحفيز البلدين على التعاون في مجال السّيطرة على الحدود ومكافحة الإرهاب الذي لا يتهدد فقط أمن “إيران” و”باكستان”، وإنما قد يتمّدد في أي لحظة كالغدة السرطانية خارج حدود البلدين.

في “العراق”..

كذلك تتعرض علاقات “طهران-بغداد” إلى أزمة غير مسّبوقة؛ وهناك شكوك هو الاستثمار في استمرار هذه الأزمة.

وعلى “إيران” أن تعمل خلاف فترة قصيرة على ترميم علاقاتها مع “بغداد” والحيلولة دون اشتعال المشاعر المعادية، لا سيما في شمال “العراق”. والأوضاع في “العراق” تختلف عن “باكستان”؛ حيث لا يمكن تسّوية الأزمة بسهولة.

وهناك بعض الأطراف المعارضة لـ”الجمهورية الإيرانية”؛ في “بغداد” و”كُردستان” وبعض الدول العربية التي تعتبر التوتر الراهن بمثابة فرصة لتقيّيد الوجود الإيراني في “العراق”. ومن المتوقع أن يخوض جهاز الدبلوماسية الإيرانية أيامًا صعبة في ظل حرص بعض الأطراف على تعميق التوتر في العلاقات “الإيرانية-العراقية”.

والأيام المقبلة ستكون حُبّلى بالمزيد من الأحداث الجديد، فالسياسة فن المستحيل.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب