23 ديسمبر، 2024 11:30 ص

هل ينضم الأكراد للتحالف “الروسي-الإيراني” ضد تركيا ؟

هل ينضم الأكراد للتحالف “الروسي-الإيراني” ضد تركيا ؟

خاص : ترجمة – محمد بناية :

تبحث وكالة أنباء (أسپوتنیک) الروسية؛ “إمكانية تشكيل تحالف جنرالات سوريا الديمقراطية مع روسيا وإيران”، بموجب المقال المنشور على موقع (رگنوم) التحليلي.

وقال “سينام محمد”، الدبلوماسي المقرب من عناصر “سوريا الديمقراطية”: “لكن ماتزال روسيا التي تدعم وكذلك إيران، (بشار الأسد)، تتوخى الحذر”.

وكتب “متيوپتي”، في مقالة بمجلة (ناشيونال إنترست) الأميركية: “بدأ الجيش التركي قصف الشمال السوري؛ بعد أن أكد الرئيس الأميركية، دونالد ترامب، عمليًا الإستسلام للأداء التركي على الأراضي السورية. ولقد كان أكراد سوريا، (حلفاء الولايات المتحدة)، يحتلون هذه المناطق. وبهذه الطريقة تخلت أميركا عن حليف رئيس في مكافحة تنظيم (داعش) الإرهابي”.

التفاوض والحذر..

وكان “ترامب” قد أعلن، بتاريخ 6 تشرين أول/أكتوبر الجاري، أن بمقدور الأكراد الرهان عليه. وقد بدأت عمليات القصف على إمتداد خط الحدود (السورية-التركية)، مساء الثلاثاء 8 تشرين أول/أكتوبر 2019، وقامت العناصر الإرهابية الانتحارية بتنفيذ عدد من الحملات ضد قوات “سوريا الديمقراطية” في مدينة “الرقة”.

وفي اليوم التالي أعلن الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، إنطلاق عمليات “نبع السلام”. وفي الليل تجاوزات الدبابات التركية خط الحدود السورية، وقال “إردوغان”: “سوف يشارك الجيش التركي في هذه العمليات، الميليشيات السورية المعارضة للأسد”.

وتسعى قيادات الأكراد حاليًا للاستعداد لأسوأ سيناريو. وكشف الجنرال “متنفذ مظلوم كوباني”، عن مباحثات تشكيل تحالف مع “بشار الأسد” ضد “تركيا”. وقال “سينام محمد”، الدبلوماسي المقرب من “سوريا الديمقراطية”: “نحن مستعدون للتفاوض مع الأسد”. مع هذا ماتزال “روسيا” و”إيران”، (حلفاء الأسد)، تتوخيان الحذر.

موقف الحلفاء..

وكان مركز (روژاوا) الإخباري قد أعد تقريرًا يؤكد اجتماع القوات الموالية للحكومة السورية في نواحي “منبج” و”دير الزور”. لكن من غير المعلوم حتى اللحظة إذا ما كانت هذه القوات سوف تتعاون مع القوات التركية أم لا.

ويعتقد “ديفيد ایغناتیوس”، من (الواشنطن بوست)، أن “الأسد” يحشد قواته استعدادًا للحرب. لكن تصريحات عموم المسؤولين تزيد الأوضاع تعقيدًا.

وقد شدد الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، على حق “تركيا” الكامل في القلق إزاء الأوضاع الأمنية على حدودها الجنوبية، لكن عليها اختيار المسار الصحيح، وقال: “نحن لا نعتقد أن المسار المختار سوف يخدم مصالح المنطقة وسوريا وتركيا … والمشكلة الرئيسة الحالية ليست في شمال سوريا وإنما في النواحي شرق الفرات. إن مصدر القلق الرئيس هو إدلب. هذا الموقع الذي يضم كل العناصر الإرهابية. لكننا نأمل أن تتهيأ دول العالم أجمع، لا سيما تركيا للحيلولة دون بروز مشاكل جديدة، والتعاون في حل هذه المشكلة”.

بدوره اتصل الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، هاتفيًا بنظيره التركي، بتاريخ 9 تشرين أول/أكتوبر 2019، وحذره من مغبة الإجراءات التركية التي قد تهدد مسار السلام. تلا ذلك تأكيد “الكرملين” على ضرورة قبول، “إردوغان” بمبدأ الحفاظ على وحدة الأراضي السورية.

وتعليقًا على هذا الوضع؛ يقول الدكتور “حميد رضا عزيزي”، أستاذ العلوم السياسية بجامعة “الشهيد بهشيتي”: “كان الموقف الإيراني يقوم على تحفيز الأكراد للتطبيع مع الأسد للحيلولة دون إنطلاق أي هجوم تركي على هذا الجزء من سوريا … وقد بذل الطرف الإيراني جهود بناءة للضغط على الطرفين للتطبيع”.

لكن لا يشكل الأكراد فقط جزءً من قوات “سوريا الديمقراطية”، وإنما تشمل هذه القوات عناصر مناوئة للحكومة مدعومة من جانب “الولايات المتحدة الأميركية”.

وبحسب تقرير مركز (وودرو ويلسون) الدولي للعلوم الأخير، يشكل العرب نسبة 50 – 70% من جملة عناصر قوات “سوريا الديمقراطية”. وقد عبر 60% من جملة العناصر المخاطبة بالسؤال داخل قوات “سوريا الديمقراطية” عن إعتقادهم باستحالة الوصول إلى اتفاق سياسي داخل “سوريا”، بينما لا يزال “الأسد” في السلطة.

في السياق ذاته، انتقد وزير الخارجية الإيراني، “محمد جواد ظريف”، بتاريخ 8 تشرين أول/أكتوبر 2019، العمليات العسكرية التركية على الأراضي السورية، وتحدث “اتفاقية آضنا” عام 1999، حيث وافقت “سوريا” على وقف دعم القوات الكُردية في “تركيا” وطرد “عبدالله أوغلان”، الزعيم الكُردي.

ويعتقد “عزيزي” أن هذا البيان ينم عن “تغيير” في موقف “إيران” التي تسعى قبلاً للتطبيع بين الأكراد و”دمشق”، وأنها تسعى حاليًا للتطبيع بين “أنقرة” و”دمشق”. وتتخوف “إيران”، كما يقول عزيزي، من العمليات التركية وتأثير نقل اللاجئين السوريين، وكذلك أعضاء الميليشيات الموالية للحكومة التركية داخل مناطق الأكراد على الهيكل السكاني لتلك المناطق في “سوريا” بالشكل الذي قد يلحق ضررًا بحكومة “بشار الأسد”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة