18 أبريل، 2024 12:06 م
Search
Close this search box.

هل يتجنب “ترامب” الحرب مع إيران .. أم يٌهييء المسرح السياسي الدولي للهجوم العسكري ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتب – سعد عبدالعزيز :

تستبعد “إيران” و”الولايات المتحدة”، حتى الآن، احتمال نشوب صراع عسكري، وتبقى السياسة الأميركية على حالها: ضغوط اقتصادية ودبلوماسية لإعادة “إيران” إلى طاولة المفاوضات.

لكن هناك من المحللون من يرون أن الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، يخدع “إيران” وأنه يخطط لمواجهة عسكرية مباغتة.

“ترامب” يُغضب مستشاريه !

رفض الرئيس الأميركي العمل العسكري ضد “إيران”، رغم الجهود الحثيثة التي بذلها مستشاروه للأمن القومي لإقناعه بذلك.

وقالت صحيفة (وول ستريت غورنال)، إن قرار “ترامب” بالتراجع عن توجيه ضربات دقيقة إلى 3 أهداف محددة في “إيران”؛ أغضب معظم مستشاريه للأمن القومي، وعلى رأسهم، “جون بولتون”.

وتفيد التقارير بأن “ترامب” كان غاضبًا لأن “الولايات المتحدة” خسرت حوالي 130 مليون دولار، هي كلفة الطائرة التي أسقطتها “إيران”. ومع ذلك، لم يجرؤ على الانتقام من “إيران”، لأن رد فعل الناخبين الأميركيين على سقوط ضحايا من الجنود الأميركيين سيكون أقوى بكثير من ردودهم على الأموال المفقودة.

وكان “ترامب” قد أعلن بأنه سيفرض عقوبات جديدة على “إيران”، لكنه أضاف أنه يريد التوصل لاتفاق لدعم اقتصادها المتراجع؛ في خطوة ربما تهدف إلى نزع فتيل التوتر. وقال “ترامب” إن العمل العسكري مطروح “دومًا على الطاولة”، لكنه أضاف أنه مستعد للتوصل سريعًا إلى اتفاق مع “إيران”، قال إنه سيدعم اقتصادها المتعثر.

“بولتون” : لا تعتبروا حكمة الأميركيين ضعفًا !

فيما حذر مستشار الأمن القومي في الإدارة الأميركية، “جون بولتون”، “طهران”، من أن تخطيء في فهم “حكمة وعقلانية” واشنطن، وتظن أن ذلك دليل ضعف “الولايات المتحدة”.

ففي مؤتمر صحافي عقده، أمس الأحد، عقب مفاوضات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، في “القدس”، أشار “بولتون” إلى أن “ترامب” أوقف قراره ولم يُلغه، وأن “واشنطن” تحتفظ بحقها في مهاجمة “إيران” ردًا على إسقاط الطائرة الأميركية.

كما أكد “بولتون” على أن الرئيس “ترامب” يتطلع إلى مناقشة قضايا الشرق الأوسط مع نظيره الروسي، “فلاديمير بوتين”، أثناء “قمة مجموعة العشرين الدولية”، والتي ستستضيفها مدينة “أوساكا” اليابانية، يومي 28 و29 حزيران/يونيو الجاري.

وكان “بولتون” قد وصل إلى “القدس”، أول أمس، لبحث قضايا الشرق الأوسط؛ وعلى رأسها الملف الإيراني، في اجتماع غير مسبوق مع نظيريه الإسرائيلي، “مئير بن شبات”، والروسي، “نيقولاي باتروشيف”.

إحذروا الغفلة فالحرب قادمة..

يقول الكاتب والمحلل السياسي، “ضياء الوكيل”، إن: “الرئيس الأميركي يزعم أنه ألغى ضربة لإيران قبل عشر دقائق من تنفيذها؛ والسبب وفقًا لوصفه، (احتمال مقتل 150 شخصًا). وتلك مناورة إنتهازية ماكرة، وهي ليست الجواب الحقيقي لمقاصد وأهداف الإدارة الأميركية بعد إسقاط الطائرة المسيرة في مياه الخليج”.

وبحسب “الوكيل”؛ فإن “ترامب” يُضمر غير ما يُعلن ويستخدم أقصى تقنيات الدعاية الإعلامية والسياسية والنفسية لكسب المزيد من التأييد لمواقفه المتشددة تجاه “إيران”.

وخلص “الوكيل” إلى أن الرئيس الأميركي يسعى إلى تحقيق هدفين إستراتيجيين مهمين :

الأول؛ دفع “الجمهورية الإسلامية” نحو مربع، (الإدانة والتسقيط والعزلة)، ووضعها أمام خيارين أحلاهما مُر، (إمّا الإذعان لأميركا أو مواجهة الحصار والحرب)، مستخدمًا كل وسائل الضغط المتاحة لديه؛ وآخرها التوجه بالشكوى إلى “مجلس الأمن”.

والثاني؛ تهيئة المسرح السياسي الدولي والرأي العام في داخل وخارج “أميركا”؛ لتقبل سياسة التشدد وإجراءات الحصار الاقتصادي، والعمل على تشكيل تحالف دولي مناهض لـ”إيران” تمهيدًا لمرحلة العدوان العسكري على الشعب الإيراني المسلم؛ بأقل ما يمكن من الخسائر المادية والسياسية والعسكرية وتحجيم المعارضة المحتملة.

العراق مُجبر على لعب دور الوساطة..

في سياق متصل؛ يتخوف “العراق” من الحرب المحتملة بين “واشنطن” و”طهران”، حيث تقول النائبة عن تحالف (البناء)، “ميثاق الحامدي”، إن الحكومة العراقية مُجبرة على لعب دور الوساطة بين “الولايات المتحدة” و”الجمهورية الإسلامية الإيرانية” لتخفيف حدة التوتر بين الطرفين، فيما بينت أن “العراق” قادر على تشكيل “محور ممانعة” لتوجه “واشنطن” القتالي في المنطقة مع عدد من الدول المعتدلة.

وأشارت “الحامدي” إلى أن: “وساطة العراق أمر مهم لحماية مصالح البلاد المشتركة مع طهران وواشنطن، على الصعيد السياسي والأمني والاقتصادي”.

وأضافت أن: “إندلاع الحرب بين طهران وواشنطن ليس بصالح أي دولة تقع ضمن منطقة الشرق الأوسط؛ كون الدول العربية ستكون الأكثر تضررًا منها”. وبينت “الحامدي”، أن: “الحكومة العراقية مستمرة بوساطتها بين طهرن وواشنطن حتى اليوم؛ وتسعى لتخفيف حدة التوتر عبر علاقتها الدبلوماسية ومصالحها المشتركة مع البلدين”.

وكانت “لجنة العلاقات الخارجية” في “مجلس النواب” العراقي، قد كشفت في وقت سابق عن اتفاق بين “العراق” و”سلطنة عُمان” على إقناع “الولايات المتحدة الأميركية” و”إيران” بالجلوس على طاولة مفاوضات دون شروط مسبقة.

الرئيس “روحاني” يحذر من توتر جديد بالمنطقة..

من جانبه؛ قال رئيس الجمهورية الايرانية، “حسن روحاني”، أمس الأحد، إن: “مصدر الكثير من المشاكل الإقليمية والدولية يعود إلى النزعة الاستبدادية لبعض الدول، ولا سيما أميركا التي تنتهك القوانين الدولية”، مبينًا أن: “سياسة طهران ترتكز على خفض التوتر والإبتعاد عن المواجهة العسكرية بين الدول وإرساء الاستقرار في المنطقة والعالم”.

ولفت “روحاني”؛ إلى أنه: “لم يسبق معاقبة الدول التي تمتثل لقرارات مجلس الأمن، بينما تضغط واشنطن اليوم على الدول التي تنفذ القرار 2231″، موضحًا أن: “جذور مشاكل المنطقة تعود إلى الوجود العسكري الأميركي فيها والتدخل في شؤون دولها”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب