هل سيكون وباء “كورونا” دافعًا لتشكيل حكومة إسرائيلية مُوسعة ؟

هل سيكون وباء “كورونا” دافعًا لتشكيل حكومة إسرائيلية مُوسعة ؟

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

ربما سيتضح أن أزمة وباء “كورونا” ستكون أخطر من كل الحروب التي خاضتها “إسرائيل” خلال العقود الأخيرة. وكل يوم يمضي من دون تشكيل حكومة جديدة، يُثبت مدى عجز وإفلاس القيادة الإسرائيلية. بحسب الكاتب والمُحلل الإسرائيلي، “ران بيرتس”.

أخطر التحديات الإسرائيلية..

يقول “بيرتس”؛ إن “إسرائيل”، كباقي دول العالم، تواجه فترة عصيبة للغاية. فما يُمثله وباء “كورونا” من تحدٍ للدولة العبرية قد يبدو في نهاية المطاف أنه أخطر التحديات التي واجهت “إسرائيل”، خلال العقود الأخيرة، مثل التضخم الاقتصادي وحرب لبنان، في ثمانينيات القرن الماضي، وتداعيات اتفاقيات “أوسلو” والانتفاضة الثانية وحرب لبنان الثانية، عام 2006، وكذلك تحديات مواجهة “قطاع غزة” و”جنوب لبنان” خلال العقد المنصرم.

بل إن تحدي “كورونا” يفوق أيضًا “الخطر النووي الإيراني”، لأنه يرتبط بالمدى البعيد.

ضرورة تشكيل حكومة مُوسعة !

يضيف “بيرتس”: السؤال الخطير الذي يطرح نفسه الآن هو: ما الذي كان سيحدث في الساحة السياسية الإسرائيلية لو تطلب الأمر من جيشها الآن شن عملية عسكرية ضخمة ضد “لبنان” أو “سوريا” أو “إيران” ؟.. وما الذي كان سيحدث لو كانت “إسرائيل” تواجه الآن أزمة اقتصادية؛ على غرار ما حدث في الثمانينيات ؟.. وما الذي كان سيحدث أيضًا لو اكتشفت “إسرائيل” أنها على وشك التعرض لهجوم إرهابي كبير ؟.. والجواب هو: كُنَّا سنقوم بتشكيل حكومة موسعة.

وصمة عار..

يُشير “بيرتس” إلى أن “إسرائيل”، في حقيقة الأمر، تواجه الآن أخطر وأشد التحديات، جراء تفشي وباء “كورونا”.

ومن الواضح للجميع أن “إسرائيل” ستضطر لإتخاذ إجراءات قاسية ومؤلمة ولا يمكن للحكومة الإسرائيلية أن تفعل ذلك دون وجود إجماع قومي واسع. ولذا فإن عدم إجراء اتصالات عاجلة لتشكيل حكومة وحدة وطنية، يعكس مدى العجز والقصور الذي تعانيه القيادة الإسرائيلية الحالية، وهو ما سيمثل وصمة عار أبدية لتلك القيادة.

قيادة حمقاء !

يُحذّر “بيرتس” من أنه إذا لم تستفيق القيادة الإسرائيلية وتعود إلى رُشدها في أسرع وقت، فسيكون لزامًا على الشعب أن يستبدل قياداته السياسية التي تفتقر إلى المسؤولية وإلى صفات الزعامة.

مؤكدًا على أن محاولات أحزاب اليسار لتشكيل حكومة أقلية، أو محاولات أحزاب اليمين لخوض جولة رابعة من الانتخابات، تُعد دليلًا على الحماقة الشديدة لهؤلاء القادة وعلى عدم تحملهم المسؤولية.

طريق مسدود !

يرى بعض المحللين أن المشهد المُعقد في “إسرائيل” – التي خاضت ثلاث انتخابات برلمانية في أقل من عام – يُمثل أخطر الأزمات السياسية التي قد تعصف بوجوه بعض القادة السياسيين.

وما يُزيد المشهد تعقيدًا أن أحزاب اليمين تُصر على استمرار “نتانياهو” رئيسًا للحكومة، أما أحزاب المركز واليسار وحزب المهاجرين الروس بزعامة، “أفيغدور ليبرمان”، فلا تُريد بقاء “نتانياهو” في السلطة، بل تُريد إنهاء دوره السياسي وإحالته للمحاكمة.

ويتجه المشهد نحو طريق مسدود؛ نظرًا لعدم مقدرة أي مرشح على تشكيل الحكومة، في ظل عدم حسم المعركة الانتخابية لصالح تحالف “نتانياهو” مع الأحزاب الدينية، أو لصالح تحالف “بيني غانتس” مع الأحزاب اليسارية.

“ريفلين” يستلم نتائج الانتخابات..

جدير بالذكر؛ أن الرئيس الإسرائيلي، “رؤوفين ريفلين”، قد أستلم، أمس الأربعاء، نتائج الانتخابات الرسمية لـ”الكنيست” الـ 23، من رئيس لجنة الانتخابات المركزية القاضي، “نيل هندل”، في حفل رسمي في منزل الرئيس.

فيما أسفرت النتائج النهائية عن فوز حزب (الليكود)، برئاسة “نتانياهو”؛ بــ 36 مقعدًا، بينما حقق ائتلاف (أزرق-أبيض)؛ برئاسة “بيني غانتس”؛ 33 مقعدًا، وحلَّت (القائمة المشتركة)، برئاسة “أيمن عودة” في المركز الثالث بعد حصولها على 15 مقعدًا، أما حزب (شاس)، الذي يتزعمه “آريه درعي”؛ فحصل على 9 مقاعد، وحزب (يهدوت هتوراه)، بزعامة “يعقوب ليتسمان”؛ 7 مقاعد، كما حصل حزب (يسرائيل بيتنو)، بزعامة “أفيغدور ليبرمان”؛ على 7 مقاعد، وائتلاف (العمل-غيشر-ميرتس)، برئاسة “عمير بيرتس”؛ حصل على 7، وجاء حزب (يمينا)، الذي يترأسه “نفتالي بنيت”؛ في المؤخرة بـ 6 مقاعد.

ولدى الرئيس الإسرائيلي، “ريفلين”، مدة 6 أيام، ليجري خلالها مشاورات مع الكُتل المُنتخبة في “الكنيست”، على أن يُسند مهمة تشكيل الحكومة لأحد أعضاء “الكنيست”، في موعد أقصاه 17 آذار/مارس الجاري.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة