20 أبريل، 2024 12:03 م
Search
Close this search box.

هل ستنهار منصة البث العالمية الكبرى ؟ .. “نيويورك تايمز” تكشف أسباب الخسائر الفادحة التي تتكبدها “نتفليكس” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

وكالات – كتابات :

واجهت الشركة، التي تكبدت خسارة صافية قدرها: 200 ألف مشترك في الربع الأول، نقصًا في المحتوى الذي يجذب المشاهدين على منصتها مع استمرار المنافسين في التوسُّع.

نشرت صحيفة (نيويورك تايمز) تقريرًا؛ لـ”نيكول سبيرلنغ”، مراسلة إعلامية وترفيهية تُغطي هوليوود وأعمال البث المباشر المزدهرة، حول التغيرات الأخيرة التي تشهدها شركة (نتفليكس)؛ التي خسرت بعض مشتركيها من جراء تحولات في صناعة البث، وظهور منافسين جدد، وكذلك التغيرات العالمية الناجمة عن الحرب الروسية في “أوكرانيا” والتضخم.

وتستهل الكاتبة تقريرها بالقول: لأول مرة منذ عقد من الزمان، خسرت (نتفليكس) مشتركين في الخدمة التي تُقدمها – 200 ألف مشترك إجمالًا في الأشهر الثلاثة الأولى من العام – نتيجةً لتحول في القوى الاقتصادية، والمنافسة الشرسة المتزايدة من منصات البث الأخرى والصراع في “أوكرانيا”. وأدَّى الإعلان، بالإضافة إلى تحذير الشركة من أنها تتوقع خسارة مليوني مشترك في الربع الثاني، إلى انخفاض السهم بأكثر من: 20% في تعاملات ما بعد ساعات العمل؛ يوم الثلاثاء الماضي.

زيادة المنافسة وحرب أوكرانيا..

وفي رسالة إلى المساهمين، عزَت (نتفليكس) خسارة المشتركين فيها إلى عدد من العوامل، بما في ذلك التباطؤ في إقتناء النطاق العريض وأجهزة التلفزيون الذكية، ومشاركة كلمة المرور بين الأسر، وزيادة المنافسة من كل من قنوات الكابل وقنوات البث التلفزيوني التقليدية، وغيرها من خدمات البث الناشئة. كما أشارت إلى عوامل الاقتصاد الكلي، من بينها زيادة التضخم والعملية الروسية العسكرية الخاصة في “أوكرانيا”، مما دفع (نتفليكس) إلى إغلاق خدماتها في “روسيا”، ومن ثم تقلَّص تأثير النمو المتواضع للمشتركين في المنطقة الأوروبية بخسارة: 700 حساب روسي.

لكن المشهد المتغير في عالم البث قد يكون له دور أيضًا.

وعلى مدار سنوات، كان يُنظر إلى (نتفليكس) على أنها المُجدد الأصلي في مجال الترفيه، ودفع ظهورها في هذا المجال كل إستوديو كبير في “هوليوود” إلى اعتماد إستراتيجية البث من أجل التنافس على وجه أفضل مع ثورة (نتفليكس)؛ التي تجذب المشاهد إليها، والتي لا تحتوي على إعلانات. والآن مع وجود شركات مثل: (ديزني بلس) و(إتش. بي. أو ماكس)، تقدم خدماتها الجذابة، فقد تضطر الشركة إلى اعتماد بعض تدفقات الإيرادات التي جعلت شركات الوسائط التقليدية ناجحة لعقود: التوزيع على دور السينما، وخدمات الاشتراك المدعومة بالإعلانات، وربما المنتجات الاستهلاكية.

وأكَّد “ريد هاستينغز”، الرئيس التنفيذي المشارك لـ (نتفليكس)؛ الذي لطالما رفض اعتماد باقات مدعومة بالإعلانات، يوم الثلاثاء خلال مقابلة مسجَّلة مع مستثمرين؛ أن تفكيره قد تغير. وقال: “أولئك الذين تابعوا (نتفليكس) يعرفون أنني كنتُ ضد تعقيد الإعلانات؛ وأنني من أشد المعجبين ببساطة الاشتراك”. لكنه أضاف: “كما أنني من أشد المعجبين بخيارات المستهلك وأسمح للمستهلكين الذين يرغبون في الحصول على سعر أقل ويتسامحون مع الإعلانات بالحصول على ما يريدون”.

ويُشير هذا التغيير المفاجيء إلى اعتراف الشركة بضرورة التمييز بين تدفقات إيراداتها، بما في ذلك المغامرة بالخوض في مجال الألعاب، وأعلنت الشركة هذا الأسبوع عن عرض جديد للرسوم المتحركة ولعبة على الهاتف المحمول حول لعبة الورق المعروفة باسم: “القطط المتفجرة” أو “إكسبلودنغ كيتنز”.

وقال “جون كريستيان”، مؤسس (OnPrem)، وهي شركة استشارات تكنولوجية متخصصة في الإعلام والترفيه: “بدأت (نتفليكس)، التي جرى تقييمها تقليديًّا بوصفها سهمًا تكنولوجيًّا، في الظهور الآن على نحو أكبر بوصفها مقدم محتوى تقليديًّا. ومع ذلك، ليس لديهم بعض المزايا التي يتمتع بها بعض موفري البث الرئيسين الآخرين، مثل شباك تذاكر السينما والبرامج الرياضية”.

وأضاف “كريستيان” أن تركيز (نتفليكس) الفريد على كسب مزيد من الاشتراكات؛ قد يكون هو القشة التي قصمت ظهر البعير.

التنويع والمرونة..

وتابع “كريستيان”: “انظر إلى (ديزني)، لا يقتصر الأمر على البث؛ ولكن لديهم دور سينما، ولديهم حدائق ترفيهية، ولديهم منتجات استهلاكية، ولديهم طرق للتنويع، مما يمنحهم المرونة”. وأردف: “سيتعين على (نتفليكس) أن تبدأ النظر إلى أشياء أخرى من هذا القبيل لتنويع إيراداتها”.

كذلك يقول المحللون إن من بين العوامل التي تُضر بالخدمة؛ الإفتقار إلى المحتوى الذي يجذب المشاهدين، على الرغم من أن (نتفليكس) اعتادت على أن تكون المحطة الأولى للمستهلكين، إلا أن العروض الحديثة مثل: مسلسل (سيفرانس-Severance) من تلفزيون (آبل)، ومسلسل (التسرب-The Dropout) على منصة (هولو)، ومسلسل (العصر المذهب-The Gilded Age) على شبكة (إتش. بي. أو ماكس) التلفزيونية، قد دفعت المستهلكين إلى الانتقال إلى المنافذ التي حققت نجاحًا كبيرًا بدلًا من التمسك باشتراك البث الأول لديهم.

ووفقًا لاستطلاع حديث أجرته شركة (ديلويت)، بلغ معدل استنزاف المشتركين في “الولايات المتحدة”: 37%، حيث ألغى المستهلكون خدماتهم بسبب مشكلات التكلفة والإفتقار إلى المحتوى الجديد.

ومن وجهة نظر “راغ شاه”، المحلل في شركة الاستشارات الرقمية (بابليسز سابينت)، لم يكن هذا السلوك مفاجئًا، وقال في رسالة بريد إلكتروني: “النجاح الكبير الذي يتحقق دفعة واحدة مثل مسلسل الدراما الأميركي: (بريدغيرتون-Bridgerton)؛ ليس كافيًا للإبقاء على المشتركين، بل يحتاج الأمر إلى سلسلة من البرامج ذات التوقيت الجيد والمحبوبة، والتي يُقبِل عليها المشاهدون لكي تجذب العملاء وتحتفظ بهم”.

وفي مقابلة خاصة بالأرباح، أشار “تيد ساراندوس”، الرئيس التنفيذي المشارك الآخر، إلى الموسم الجديد من مسلسل الخيال العلمي: (أشياء غريبة-Stranger Things)، والجزء الأخير من المسلسل الدرامي الأميركي: (أوزارك-Ozark)، بوصفهما محتوًى يجذب المشاهدين إلى جانب أفلام مثل الجزء الأحدث من فيلم الغموض الأميركي: (أخرجوا السكاكين-Knives Out)، وفيلم الأكشن والإثارة الأميركي: (الرجل الرمادي-The Gray Man)، وهو فيلم جديد من إخراج صانعي الأفلام الذين صنعوا فيلم: (المنتقمون-The Avengers) بطولة: “رايان جوسلينغ”.

زيادة الأسعار وخسارة المشتركين..

ولفت التقرير إلى أن الشركة خسرت: 600 ألف مشترك في “الولايات المتحدة” و”كندا”، وهو ما عَزَته في المقام الأول إلى أحدث زيادة في الأسعار، وكانت “آسيا” هي المنطقة الوحيدة التي أظهرت نموًّا، حيث كانت: “اليابان والهند والفلبين” من الدول التي زاد فيها المشتركون.

وقالت الشركة إنها تعتزم الإنطلاق في نمو إيراداتها من خلال تحسين (نتفليكس) بالكامل، وتحديدًا: “جودة برامجنا وتوصياتنا، وهو ما يُقدِّره أعضاؤنا أكثر من غيرهم”. وقالت الشركة أيضًا إنها: “ستُضاعف من تطوير القصة والتميز الإبداعي”، وأشارت إلى النجاحات الأخيرة، بما في ذلك عرضان من إبداع؛ “شوندا رايمز” – الموسم الثاني من (بريدغيرتون)، والذي حقق: 627 مليون ساعة مشاهدة، ومسلسل الدراما القصير الأميركي: (ابتكار آنا-Inventing Anna)، الذي حقق: 512 مليون ساعة مشاهدة – بالإضافة إلى فيلم المغامرة العائلية: (مشروع آدم-The Adam Project)؛ بطولة “رايان رينولدز”، والذي حصد: 233 مليون ساعة مشاهدة.

وفيما يتعلق بالمنتج، قالت (نتفليكس) إن إدخال زر: “الإعجاب المزدوج”، والذي يسمح للمشاهدين: “بالتعبير عما يحبونه حقًّا”، من شأنه أن يُساعد الشركة على تحسين ترشيحاتها المخصصة للمستهلك.

مشاركة كلمات المرور..

تُحاول (نتفليكس) أيضًا تضييق الخناق على مشاركة كلمات المرور بين الأسر – وهي ظاهرة عالمية تعتقد الشركة أنها تضم: ​​100 مليون مستخدم غير مصرح به. ولمكافحة هذا، بدأت الشركة في اختبار الحلول في ثلاثة أسواق في “أميركا اللاتينية”، مع خيار واحد يسمح للأعضاء الحاليين بالدفع مقابل أسر إضافية.

وتُقر الشركة أيضًا بأن جزءًا كبيرًا من نموها المستقبلي سيأتي من خارج “الولايات المتحدة”، ثلاثة من بين ستة برامج تلفزيونية شهيرة جميعها بلغة غير إنكليزية: المسلسلان الكوريان الجنوبيان: (لعبة الحبار-Squid Game)، و(كلنا أموات-All of Us Are Dead)، والموسم الرابع من المسلسل الإسباني: (لا كاسا دي بابل-Money Heist)؛ المعروف أيضًا باسم: (البروفيسور). ولدعم ذلك، تعمل (نتفليكس) على بناء قدراتها الإنتاجية الدولية وتقوم الآن بالإنتاج السينمائي والتلفزيوني في أكثر من 50 دولة.

وحققت الشركة أرباحًا بقيمة: 1.6 مليارات دولار من مبيعات الربع الأول البالغة قيمتها: 7.8 مليارات دولار، بزيادة قدرها: 10% في الإيرادات مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي.

وتختتم الكاتبة تقريرها بقولها إنه مع وجود: 221.64 مليون مشترك لدى (نتفليكس)، لا يزال لدى الشركة أكبر قاعدة مشتركين من بين كل خدمات البث. لكن توقعات الشركة بخسارة مليوني مشترك في الربع الثاني تُشير إلى أن تباطؤ النمو من المرجح أن يستمر في المستقبل المنظور.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب