8 أبريل، 2024 2:54 ص
Search
Close this search box.

هل ستكون دموية ؟ .. فض الشراكة بين “صالح” و”الحوثي” ودخول الأزمة اليمنية مرحلة جديدة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

لأول مرة وفي تحرك رسمي يشير إلى زيادة الخلافات بين الرئيس اليمني المخلوع “علي عبد الله صالح” و”الحوثيين”، نشرت قيادات في “حزب المؤتمر الشعبي العام”، التابع للأول رسالة رسمية من أمين عام الحزب “عارف الزوكا” إلى الحوثيين، يهدد فيها بإنهاء “الشراكة” معهم، بعد اتهامهم بممارسات إرهابية وفكرية غير مسؤولة بحق قيادات ورموز وأعضاء الحزب.

منددة بما أسمتها “تصرفات سلبية كبيرة”، من طرف “الحوثيين” بينها الانفراد بإصدار القرارات واقتحام وزارات المؤتمر والإصرار على إهانة الوزراء، مؤكدة الرسالة، على أن ذلك مؤشر ودليل قاطع على عدم وجود رغبة حقيقية لدى “الحوثيين” في استمرار الشراكة إلا في إطار سيطرتهم الكاملة.

وأرفق أمين عام المؤتمر، رسالته، كشف بأسماء، 44 شخصاً من قيادات جماعة الحوثي والصحافيين التابعين لها، وهم الذين يهاجمون “صالح” وقيادات حزبه، مؤكداً على أن هذه العناصر لا يمكن أن تتجرأ فيما تكتبه وتنشره دون موافقة من القيادة العليا للحوثيين.

أول تهديد رسمي..

يعد هذا التطور أول تهديد واعتراض رسمي منذ اشتعال فتيل الخلافات بين حليفي الانقلاب، والتي تطورت إلى اشتباكات مسلحة وسط صنعاء أواخر آب/أغسطس الماضي، سقط فيها قتلى وجرحى من الطرفين.

لا يشرفها التحالف..

سارعت ميليشيات “الحوثيين” إلى الرد على تهديدات حزب صالح، حين لوّح بإنهاء الشراكة، مبادرة بأن هذا التحالف لا يشرّفها، وبادلته الاتهامات ذاتها بالتعطيل والعرقلة.

قائلاً، رئيس المكتب السياسي للحوثيين، “صالح الصماد”، الذي يرأس المجلس السياسي الأعلى المشكّل مناصفة بين طرفي الانقلاب، مخاطباً حزب صالح: “أي شراكة صورية تتحدثون عنها، وأنتم المعطلون لدور المجلس السياسي والحكومة ؟”، ويقصد بها الحكومة الانقلابية غير المعترف بها.

مضيفاً، في رسالة نشرتها وسائل إعلام حوثية: “نحن كذلك لا يشرفنا البقاء في مسؤولية صورية تعجز عن إصلاح أبسط الاختلالات”.

وبادل “الصماد”، حزب صالح، ذات الاتهامات التي وجهها للحوثيين، وحملهم مسؤولية العرقلة والتعطيل والتنكر للتفاهمات المشتركة، منتقداً هجوم البرلمان الموالي لِصالح عليهم، كما اتهم وزير الصحة بأنه يقصي كل أتباع الميليشيات في الوزارة.

مختتماً، رسالة الرد الطويلة، باستعداد الحوثيين لتشكيل لجنة للنظر فيما أسماها “الاختلالات” ومراجعة أسبابها، وتقييم الوضع الحالي.

اتهامات بالخيانة..

كما شنت وسائل الإعلام التابعة لميليشيات الحوثي، هجومًا عنيفًا على “صالح”، وطالبت “بقتله وشنقه”، واتهمته بالخيانة، عقب تبادل الاتهامات بخطابات رسمية على مستوى القيادات العليا.

ووصفت قناة الحوثيين الرسمية (المسيرة)، المخلوع “صالح” بالخيانة، وأنه يعمل حاليًا على التخلي عن حليفه زعيم ميليشيا الانقلاب “عبدالملك الحوثي”، ويحاول الهروب إلى خارج اليمن، في إشارة إلى التصريحات التي أطلقها أنه يدرس تلبية دعوة روسية وجهت له للمشاركة في مؤتمر بالعاصمة موسكو.

وبدورها، خصصت إذاعة (سام. إف. إم) التابعة لميليشيات الحوثي، التي تبث من العاصمة صنعاء، برامجها وغالبية ساعات بثها للهجوم على المخلوع “صالح”.

وطالب القيادي الحوثي، “حمود شرف الدين”، وهو مدير إذاعة (سام. أف. أم)، صراحة على الهواء بقتل “صالح”، وكال إليه الاتهامات والأوصاف المشينة، مكرراً اتهامات جماعته بوقوف “صالح” وحزبه وراء حملة تستهدف فشل وشل حركة المؤسسات التي تديرها عناصرهم كسلطة أمر واقع انقلابية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.

دعوات بقتل المخلوع..

فتحت الإذاعة الحوثية، الاتصالات لإشراك قيادات الميليشيات، والذين بدورهم صوبوا نيرانهم باتهامات الخيانة والخداع والمكر ضد شريكهم المخلوع، داعين إلى “شنقه” على باب اليمن، (معلم تاريخي هام ومدخل صنعاء القديمة)، بسبب عزمه فك الشراكة مع الحوثيين.

وطالب، “عبد القدوس طه الحوثي”، وهو أحد أقرباء زعيم المتمردين، عناصرهم بالزحف إلى منزل المخلوع – كما وصفه – لسحله وشنقه على “باب اليمن”، وهو ما أيده مدير الإذاعة، وحث على سرعة تنفيذ هذه المطالب الملحة.

مخطط لمرحلة جديدة..

في السياق ذاته، ذكرت صحيفة (البيان) الإماراتية أن “صالح” يخطط لمرحلة جديدة مع الحوثيين تهدف إلى إنهاء نفوذ وسيطرة حلفائه في الانقلاب .

ونقلت الصحيفة، عن مصادر قبلية، قولهم أن “صالح” وجّه دعوة للقبائل المحيطة بصنعاء للاستعداد لمرحلة جديدة، تنهي نفوذ حلفائه في الانقلاب.

قائلة، المصادر، إن “صالح” طلب من القبائل الاستعداد لمرحلة “القضاء على العصابات الإرهابية المسيطرة على مؤسسات الدولة”، في إشارة إلى “جماعة الحوثي”.

تعزيزات أمنية..

ذكرت مصادر أن تعزيزات من قوات الحرس الجمهوري، الموالي لصالح، وصلت إلى صنعاء بتوجيهات من نجل شقيق المخلوع العميد “طارق صالح”.

مشيرة إلى أن التحرك هدفه تعزيز التدابير الأمنية المفروضة على مكان إقامة “صالح”، بالتزامن مع تعزيز صفوف القوات المتمركزة في مواقع متفرقة في جنوب صنعاء ومواجهة أي مخاطر محتملة على خلفية حالة “صالح” الصحية.

بداية المكاشفة لانتهاء الشراكة..

الكاتب والسياسي اليمني، “علي البخيتي”، اعتبر أن تبادل الرسائل بين المؤتمر والحوثيين، بداية لمكاشفة حقيقية قد تنتهي بفك الشراكة بين الطرفين، وهو ما يؤكده تعمد تسريب هذه الرسائل لوسائل الإعلام في محاولة لتبرير كل طرف للموقف الذي سيتخذه في المستقبل، وخصوصاً “المؤتمر الشعبي العام”، الذي يريد أن ينتقل إلى مرحلة جديدة ما بعد الشراكة بعد أن يقنع قواعده وبعد أن وصل إلى قناعة بأنه لا فائدة من استمرار الشراكة مع “الحوثيين”.

نقلة حادة في العلاقة بين الطرفين..

لافتاً “البخيتي” إلى أن ما جاء في رسالة المؤتمر من مصطلحات تعتبر نقلة حادة جداً في العلاقة مع “الحوثيين”، وخصوصاً اتهامهم بأنهم يمارسون الإرهاب، في سابقة هي الأولى من نوعها في التجاذبات بين الطرفين، إضافة إلى التطور الملفت في خطاب المؤتمر من خلال التأكيد على أنه لن يقبل بأن يكون شريكاً صورياً واعترافه بفشل الشراكة مع “الحوثي”.

فض الشراكة مع الاحتفاظ بمواقفه مع التحالف..

متوقعاً “البخيتي”، القيادي السابق في الجماعة الحوثية، أن تنتهي الشراكة بين “المؤتمر” و”الحوثيين” قريباً، لكن من دون أن ينتقل المؤتمر إلى المعسكر الآخر، حيث سيعود على الأرجح إلى ما قبل الشراكة، أي أنه لن يكون شريكاً للحوثيين في السلطة ولكنه سيحتفظ بمواقفه من التحالف العربي إلى أن يتم التوصل لصيغة جديدة بينه وبين التحالف.

ضغوط لفك الشراكة..

تقول مصادر يمنية، نقلت عنها وسائل إعلام محلية، إن “صالح” لم يعد مخيراً في فك الإرتباط بالحوثيين في ظل ضغوط قوية من قبل أبرز قيادات حزبه لإنهاء التحالف مع أنصارهم، بعد أن تصاعدت إهاناتهم للمؤتمريين وتعددت تهديداتهم لهم إلى درجة شعور عدد منهم بالخوف على حياتهم وأسرهم.

تلميحات بمغادرة صنعاء..

كانت مقابلة متلفزة قصيرة أجراها “صالح”، قد كشفت عمق الأزمة التي يعاني منها الرجل، الذي لمح للمرة الأولى إلى رغبته في مغادرة صنعاء، متحدثاً عن أنه “يدرس دعوة” لحضور ندوة وجهها إليه أحد المعاهد الروسية للمشاركة في طاولة مستديرة، هدفها “مناقشة محطتين، الأولى الإرهاب، والثانية كيفية خروج اليمن من الأزمة ومن الحرب الدائرة” على أرضه. لكن “صالح”، سارع في المقابلة نفسها، إلى مناقضة نفسه، بقوله إنه رفض في الماضي دعوات الخروج من اليمن لتلقي العـلاج.

جس نبض للحوثيين..

قالت مصادر تعرف تماماً ماذا يدور في صنعاء، وحال الحصار الذي يتعرض له المخلوع منذ 24 من آب/أغسطس الماضي، إن ما قاله في المقابلة “جس نبض للحوثيين”، ومحاولة منه لمعرفة إمكان السماح له بالسفر، موضحة أن “صالح” يتعرض حالياً لضغوط ومضايقات من “الحوثيين”، جعلته يفكر جدياً في إيجاد طريقة لمغادرة اليمن، حرصاً منه على حياته وحياة أفراد أسرته.

لمنعهم من الانتقام منه..

المصادر اليمنية لاحظت أن “صالح” تفادى أي انتقاد للحوثيين، في سياق المقابلة، وذلك على الرغم من الأزمة التي تمر بها علاقته بهم، قائلة إن هدفه في المدى القريب منع “الحوثيين” من الانتقام منه بعد استنفادهم للغرض الذي تحالفوا معه من أجله، خصوصاً في مرحلة ما بعد استيلائهم على صنعاء في الحادي والعشرين من أيلول/سبتمبر 2014.

مهرجان “حزب المؤتمر الشعبي العام”..

ظهرت النيات الحقيقية لـ”أنصار الله” تجاه “علي عبد الله صالح” عندما دعا، في آب/أغسطس الماضي، إلى مهرجان كبير بمناسبة الذكرى الـ35 لتأسيس حزب “المؤتمر الشعبي العام” الذي يتزعمه.

ولبت جماهير غفيرة من صنعاء ومحيطها نداء “صالح”، وقتذاك، وتوجهت إلى ميدان السبعين في العاصمة اليمنية للمشاركة في المهرجان.

لكن “الحوثيين” منعوا “صالح”، تحت التهديد، من إلقاء الكلمة التي كان من المفترض أن يلقيها في المناسبة. ورضخ “صالح” لطلبهم بأن يلقي كلمة قصيرة أعطوا موافقتهم المسبقة على فحواها.

وعندما انفض المهرجان، سارعوا إلى إقامة حواجز في داخل الحي الذي يقيم فيه، وذلك كي يؤكدوا له أنهم يسيطرون تماماً على صنعاء وأنه لا مجال لأي تقاسم للسلطة بينه وبينهم.

نقطة التحول في العلاقات..

أشار سياسي يمني إلى أن نقطة التحول في العلاقة بين “علي عبد الله صالح” و”الحوثيين”، كانت في الرابع والعشرين من آب/أغسطس الماضي، قائلاً إن ما جعله يفكر جدياً في كيفية مغادرة صنعاء، للمرّة الأولى منذ عودته إليها في أيلول/سبتمبر 2011، المضايقات اليومية التي يتعرض لها مع أفراد أسرته وشعوره بأن حياته باتت مهددة.

وكان الرئيس السابق قد عاد إلى صنعاء بعد رحلة علاج إلى السعودية من جروح أصيب بها في محاولة اغتيال تعرّض لها في الثالث من حزيران/يونيو من تلك السنة.

ومارس خلال وجوده في صنعاء سلطاته كرئيس للجمهورية، قبل أن يسلّم السلطة إلى نائبه “عبد ربّه منصور هادي” في شباط/فبراير 2012، بموجب المبادرة الخليجية التي قبل بها. وتنص تلك المبادرة على أن يكون هادي “رئيساً انتقالياً” لمدة سنتين تجرى خلالها انتخابات جديدة في اليمن.

يجب خروجه لحلحلة الملف اليمني..

المحلل السياسي اليمني، “فارس البيل”، أشار إلى أن “صالح” بدا خلال المقابلة التلفزيونية متجاهلاً منعه من السفر بقرار أممي، وحاول أن يظهر كصاحب القرار في مسألة الخروج ولو بشكل مشاركة في ندوة أو ورشة مصغرة بروسيا.

مشيراً “البيل” إلى أن هناك حديثاً عن تفاهمات عديدة تحاول حلحلة الملف اليمني، وعلى رأس تلك التفاهمات الإقرار بانتهاء دور “صالح” في ظل اعتقاد دولي بأن الكثير من الاقتراحات لن تمر إلا عبر إخراج الرئيس السابق من اليمن.

معتبراً “البيل” أن هذا الخيار هو ما يفسر موقف “التحالف العربي”، بقيادة السعودية، الذي كشف عن سماحه للوفد الطبي الروسي بالدخول إلى صنعاء وعلاج “صالح”، بل والمشاركة في إنقاذه، مما يعني أن هناك رسائل عديدة لصالح ولأطراف أخرى حتى وإن حاول “صالح” كعادته الظهور في تصريحه بعد شفائه نافياً أي دور للسعودية في إنقاذه.

لم يعد مخير..

لفت إلى أن الحديث عن خروج “صالح” قديم متجدد، وكثيراً ما يصطدم بألاعيبه ومراوغته وإصراره على اللعب بأوراق عديدة، مضيفاً أنه “لم يعد في فسحة من أمره، فالحوثي يفرض عليه إقامة جبرية، وربما تكون المغادرة إلى روسيا للتداوي الفرصة لخروج صالح وانكفائه”.

الشراكة أعاقت الحسم العسكري..

يعتقد متابعون للشأن اليمني أن خروج “صالح” سينقذه من وضع الإقامة الجبرية، ويفتح الطريق أمام أنصاره ليتحرروا من تحالف الضرورة مع “الحوثيين”، وهو تحالف أضر بهم وخدم “أنصار الله”، لافتين إلى أن خروجه يسهّل، أيضاً، على “التحالف العربي” الضغط على “الحوثيين” سياسياً وعسكرياً، ما سيجبرهم على تقديم تنازلات مؤلمة لأن شراكتهم مع “صالح” كانت تعيق الحسم العسكري، لأن الرئيس السابق له وزن سياسي وعسكري.

مقترحات جديدة للتسوية..

كشفت مصادر دبلوماسية عن حراك سياسي مكثف لبلورة رؤية جديدة تتعلق بالملف اليمني في ضوء التحولات الميدانية والسياسية التي طرأت في الآونة الأخيرة، وحديث المبعوث الأممي “إسماعيل ولد الشيخ أحمد” عن مقترحات جديدة للتسوية في اليمن ستطرح على الفرقاء في مؤتمر سلام جديد قد يعقد في “جنيف”.

كما سربت مصادر إعلامية دخول كل من “لندن” و”موسكو” على خط الأزمة اليمنية بشكل غير مسبوق في سبيل الضغط على جميع الأطراف.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب