خاص : ترجمة – محمد بناية :
قال وزير الخارجية الإيراني، “محمد جواد ظريف”، في وقت سابق: “حين كنت بالكويت قلت للكويتيين، إذا كانت السعودية على استعداد فإننا جاهزون للبدء غدًا في المفاوضات. لكنهم يطلقون تصريحات عجيبة وغريبة، يقولون: ظريف ليس المشكلة، ولكن القائد سليماني، ولكن أعلموا أنهم يكذبون. حينها تحدثت إلى السيد سليماني وأخبرنا وزير الخارجية آنذاك، سعود الفيصل، باستعدادنا للحديث عن اليمن والبحرين والعراق وسوريا ولبنان. وبعثت برسالة ضمن المقترح مفادها: إذا كنت تظنون أنني لا قيمة لي كما تقولون، فلسوف يتحدث إليكم السيد سليماني”.
مع هذا تتخذ “المملكة العربية السعودية” رؤية إزدواجية تجاه “إيران”؛ وهم أنفسهم لا يعلمون ماذا يريدون. فإذا بهم من جهة يبعثون بالرسائل إلى “إيران”، ومن جهة أخرى يوجهون التهم إلى بلادنا.
ومؤخرًا أعلن “محمد بن سلمان”، ولي العهد السعودي، في حوار إلى فضائية (CBS) الأميركية؛ أنه طلب إلى الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، لقاء الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، وقال: “يجب على الرئيس الأميركي لقاء نظيره الإيراني وأن يصل معه إلى اتفاق بخصوص المفاوضات النووية والعمليات الإيرانية الأخيرة بالمنطقة”.
وتطرق ولي العهد السعودي للحديث عن هجمات “أرامكو” الأخيرة وخسائر الاقتصاد السعودي الفادحة وأدعى: “أتفق مع وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، في اعتبار هجوم (أرامكو) بمثابة خطوة حربية من جانب إيران”. وأضاف: “لو لم يتخذ العالم موقفًا قويًا تجاه هذه العملية الإيرانية، فسوف يزداد التوتر والصراع عن ذي قبل. وبالتالي سوف تتعطل إمدادات النفط، وسوف ترتفع الأسعار بشكل غير مسبوق”.
وأكد ولي العهد السعودي على ضرورة الاستفادة من الحال السياسي في التعامل مع “إيران”، وقال: “الحرب سوف تؤدي إلى إنهيار الاقتصاد العالمي”. وأدعى: “أنا شخصيًا أعتقد في تورط إيران بالهجوم على (أرامكو). لكنني أفضل فيما يخص إيران الحل السياسي على الحرب، لأنها قد تؤدي إلى إنهيار الاقتصاد العالمي”. بحسب ما نقلته صحيفة (آرمان ملي) الإيرانية الإصلاحية.
يريدون إنهاء الحرب في اليمن..
وتعليقًا على آفاق العلاقات الإيرانية مع “المملكة العربية السعودية”، قال المتحدث باسم الحكومة: “أردنا منذ البداية إنهاء الحرب والعدوان السعودي في اليمن، وما نزال حتى اللحظة نريد وقف إطلاق النار وإقرار السلام في هذا البلد. لكن لطالما كانت السعودية ذاتها هي المشكلة. صحيح أن بعض الدول حملت الرسائل السعودية للرئيس روحاني، لكن لابد من خطوات عملية ووقف إعتداءاتهم على اليمن. ولو أن السعودية تتطلع بالفعل لإجراء تعديل على سلوكياتها، فإننا نرحب بالجزء الثاني من الحوار بغض النظر عما ورد في الجزء الأول”.
بدوره قال “عادل عبدالمهدي”، رئيس الوزراء العراقي: “وجدت تفهًا كاملاً من الملك سلمان وولي عهده محمد؛ لمهمة العراق في التهدئة بالمنطقة. وقد أجريت مباحثات صريحة وجريئة وعميقة”. وأضاف: “شملت المباحثات مع الملك سلمان الكثير من الملفات المتعلقة بأوضاع المنطقة، سواء الصراع (الإيراني-الأميركي) أو (الإيراني-السعودي)، وسوء الأوضاع في اليمن. وقد طرحت المملكة رؤيتها حيال الأحداث الإقليمية.وكان العراق قد لعب في السابق دورًا مهمًا في تهدئة التوتر (البريطاني-الإيراني) على خلفية توقيف السفن، وهذه المسألة ساهمت في تقوية دور وثقل العراق”.
أسباب تغيير الرؤية السعودية..
حققت حركة “أنصارالله” اليمنية، مؤخرًا، عددًا من الانتصارات الجديرة بالاهتمام، ألحقت ضررًا بالغًا بكرامة السعوديين، أولها: الهجوم على منشآت “أرامكو”، الأمر الذي تسبب في تراجع صادرات “النفط” السعودية بمقدار النصف.
والهجوم الآخر كان على منطقة “نجران”، والذي أدى إلى أسر عدد كبير من الجنود والقيادات السعودية البارزة.
وقد تسببت هذه الانتصارات، بخلاف تنامي ضغوط الرأي العام الغربي، وكذلك اتساع نطاق الأزمات الداخلية السعودية، في إبداء هذا البلد ميلاً لإنهاء الحرب في “اليمن”.
كذلك توسط رئيس الوزراء العراقي لإجراء مباحثات مع “طهران” وتمهيد الأجواء لإنطلاق مارثون المفاوضات بين “طهران” و”الرياض”.
وفي هذا الصدد؛ قال “عبدالمهدي”: “ما من أحد يريد استمرار الحرب في المنطقة سوى إسرائيل. وإيران والسعودية على استعداد للجلوس إلى طاولة المفاوضات. لابد من إبعاد شبح الحرب عن المنطقة. والمعطيات تشير إلى رغبة جميع أطراف المنطقة عدا إسرائيل للتفاوض”.