خاص : كتب – سعد عبدالعزيز :
للمرة الثانية، خلال أقل من ثلاثة أشهر، يُثبت “العراق” أنه لا يدور في فُلك السياسة السعودية، حتى لو تعلق الأمر بأهم المناسبات الدينية الإسلامية؛ وهي مناسبة “عيد الأضحى” و”وقفة عرفات”، التي تقوم عليها مناسك الحج.
العراق لا يحرص على الإصطفاف مع السعودية !
فقد أعلن، أمس؛ مكتب المرجع الشيعي، آية الله “علي السيستاني”، أن يوم الإثنين من الأسبوع المقبل؛ هو أول أيام “عيد الأضحى” المبارك. وذكر المكتب، أن اليوم السبت، الموافق الثالث من آب/أغسطس الجاري، هو أول أيام شهر “ذي الحجة” الحرام لعام 1440 للهجرة، وسيكون يوم الإثنين بعد المقبل، المصادف 12 من شهر آب/أغسطس الجاري هو أول أيام “عيد الأضحى”.
بهذا الإعلان، الذي أصدره مكتب “السيستاني”، يؤكد “العراق” – وخاصة المكون الشيعي منه – أنه لا يحرص على توحيد الصف مع “المملكة العربية السعودية” في أهم مناسبة دينية إسلامية على الإطلاق.
وكانت “المملكة العربية السعودية”، قد أعلنت رؤية هلال “ذي الحجة”، مساء أول أمس الخميس، في مرصد جامعة “المجمعة الفلكي” بـ”حوطة سدير”.
وقال الحساب الرسمي لجامعة “المجمعة” على (تويتر): “تمت رؤية هلال شهر ذي الحجة، اليوم الخميس، في مرصد جامعة المجمعة الفلكي بحوطة سدير”.
وذكر “المرصد السعودي” أنه: “بناء على ذلك، فإن عيد الأضحى المبارك لهذا العام، سيكون في الحادي عشر من آب/أغسطس، الموافق يوم الأحد”.
ليست المرة الأولى..
ليست تلك هي المرة الأولى التي يخالف فيها “العراق” الموقف السعودي. بل حدث ذلك قبل أقل من ثلاثة أشهر؛ بعدما اعترض الرئيس العراقي، “برهم صالح”، على البيان الختامي لـ”قمة مكة”؛ لأنه ندد بسلوك “إيران” وإعتداءاتها في المنطقة.
وقال “صالح”: “إن جمهوريةَ إيران الإسلامية هي دولةٌ مسلمةٌ وجارة للعراق والعرب، ويقينًا لا نتمنى أن يتعرض أمنُها إلى الاستهداف، وتربطنا وإياها 1400 كم من الحدود، ووشائجُ وعلاقاتٌ متعددة”.
ورأى كثير من المحللين أن “قمة مكة المكرمة”، التي دعا إليها الملك، “سلمان بن عبدالعزيز”، قد أظهرت مدى تمزق الأمة العربية ومدى تأثير “إيران” ونفوذها على “العراق”، الذي أعلن اعتراضه على البيان الختامي للقمة؛ لأنه ندد بسلوك “إيران” وإعتداءاتها في المنطقة.
مفتي العراق قاطع وثيقة مكة !
ولم يتوقف الأمر عند اعتراص “برهم صالح” على “قمة مكة”، بل إن مفتي الجمهورية العراقية، “مهدي الصميدعي”، كان قد قاطع “وثيقة مكة”، وقال إن سبب انسحابه من “مؤتمر مكة” هو تعمد “السعودية” تهميش دور “العراق”.
وأوضح “الصميدعي”؛ أن بعض أسباب انسحابه من مؤتمر “وثيقة مكة”، منها: “تهميش دور العراق بالكامل، وعدم احترام جميع العراقيين المشاركين”.
وصفوها بـ”قمة الحقارة والنذالة” !
فيما قال المرجع الديني بالعراق، “محمد الخالصي”، إن هدف القمة، التي عُقدت في “مكة”، هو تدنيس المقدسات وإعلان الحرب على الإسلام.
واستنكر “الخالصي”، خلال خطبة الجمعة، قائلًا إن: “الهدف من قمة الحقارة والنذالة، التي دعا إليها حاكم نظام التطبيع والجريمة والردة في مكة أقدس مكان، هو لتدنيس كل المقدسات والدوس على كرامة الأمة وحقوقها في محاولة مفضوحة للتقرب والخضوع إلى رأس الاستكبار العالمي وكيانه الاستيطاني المغتصب لفلسطين، وإعلان الحرب على الإسلام والمسلمين وقواهم المقاومة لهذه الجرائم المذلة والخنوع للعدو”.
ليس العراق وحده !
للأمانة؛ فإن “العراق” ليس البلد العربي الوحيد الذي خالف “السعودية” في تحديد غُرة شهر “ذي الحجة”، هذا العالم.
ففي مصادفة، وصفت بأنها الأولى من نوعها، إفترقت “سلطنة عُمان” أيضًا عن “السعودية” وجاراتها في الاحتفال بـ”عيد الأضحى المبارك”.
وأعلنت اللجنة الرئيسة المختصة في السلطنة أن، يوم الجمعة الماضي، كان هو المتمم لشهر “ذي القعدة”، وبذلك يكون اليوم السبت هو الأول من “ذي الحجة”، وبالتالي يحل “عيد الأضحى المبارك” في “عُمان”، يوم الإثنين، 12 آب/أغسطس الجاري.