25 أبريل، 2024 2:56 م
Search
Close this search box.

هكذا فعل النظام بالشعب .. صحيفة معارضة تعرض محادثات الإيرانيين داخل “أتوبيسات طهران” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

استحالت أتوبيسات النقل العام، في مدينة “طهران”، (شئت أم أبيت)، إلى مكان للمناقشات السياسية الشعبية. ويتكون ركاب هذه الأتوبيسات من عموم الإيرانيين الذين قلما يجدون طريقهم إلى منابر الوسائل الإعلامية.

مع هذا يستطيع أي من ركاب الأتوبيس أن يصرخ كيفما شاء، إذ يذهب رعب المواطن من نظام “الجمهورية الإيرانية”، في أتوبيسات المدينة.

لن ترى في الأتوبيس حاجة للحديث في الهاتف المحمول. والخلاصة؛ على المرء أن يعبر للناس، في مكان ما، عما يدور في صدره وإلا زهقت روحه. وتكفي التعاملات الحكومية الخاطئة في تهيئة المجال اللازم للشخص العادي أن ينفصل عن “الدين”. في حين يسعى ميسور الحال لايجاد بديل مناسب عن الدين والخرافة، ويبدو أن مساعيهم قد باءت بالفشل حتى اللحظة.

ثقافة الأتوبيس العام !

وفي تقرير نشره موقع (راديو زمان) الإيراني المعارض؛ سوف تقرأ عن تجربة نقاش في الأتوبيس، وهي محادثات لم تُسجل، وإنما كُتبت اعتمادًا على الذاكرة، ومن ثم لم تُكتب بنبرة الكلام الشفاهي اليومي، لكن المضمون واقعي.

تبث إذاعة الأتوبيس برامج الإذاعة الصباحية الحكومية: “المستمع العزيزأرسل لنا الإجابة الصحيحة في رسالة قصيرة وأحصل على الجائزة :

ألف/ كان الإمام “الخميني” مرشدًا للشعب الإيراني.

ب/ كان الإمام “الخميني” مرشدًا للشعوب الإسلامية.

ج/ كان الإمام “الخميني” مرشدًا للشعوب في المنطقة.

د/ كان الإمام “الخميني” مرشدًا لكل الشعوب التحريرية بالعالم”.

تجيب سيدة بنبرة ساخرة: “دعوني أخبركم الإجابة، الاختيار (د) هو الصحيح”.

ترد عليها سيدة أخرى: “لكن الإمام الخميني فعل ذلك، (تغوط)، في بلده فقط، كيف يريد أن ينظف هذا القيء والبراز ؟”.

ساخرًا يصرخ من الطرف الآخر للأتوبيس؛ شخص مجيبًا السيدة: “رغم ما جلبه الله على أمتنا، إلا أن الجميع يحبه. فالخميني هو النموذج الإلهي الذي يجب قبوله. ولو أنه تغوط فقد خلقه الله بهذا البراز. على سبيل المثال فقد خلق الله رجال الدين هؤلاء والأفراد العجيبة. ولو لم يكن الخميني مسؤولاً عن أعماله، يجدر مراعاة أن الله لن يقبل مطلقًا مسؤولية أعمال الخميني التخريبية، وبالنهاية سوف يكتب كل هذه الأعمال باسم الشيطان المسكين”.

من جديد؛ تصرخ سيدة من مؤخرة الأتوبيس: “إله المسلمين هذا يعاني الذهان الحاد. ولابد أن يراجع طبيب نفسي شريطة أن ينحي الطبيب النفسي معتقداته المذهبية. ودعني أخبرك الخلاصة، لابد من تمريض هذا الإله كما رجال الدين. لأنه صنع لنفسه دنيا من الجحيم. جحيم مليء بالثعابين والحيوانات المتوحشة. فيها يحترق البشر، لأنه لا يحب السعداء والملحدين. وقد استلهم رجال الدين نموذج الإله السماوي واخترعوا لنا جحيمًا بأتساع إيران. وهم يريدون أن يحرقوا الجميع في آتون هذا الجحيم”.

ظل الله على الأرض !

جدير بالذكر؛ أن نظام “الجمهورية الإيرانية” يعتبر نفسه ظل الله في الأرض.

على سبيل المثال؛ يقول رئيس محكمة “خراسان الرضوية”: “نحن في نظام الجمهورية الإسلامية نتدخل في شؤون الناس نيابة عن إمام الزمان والله”.

وكذا يقول النائب العام في “مشهد”: “سلطات النائب العام من سلطات الله؛ أو أقل بمقدار عقلة أصبع”.

بينما يؤكد آية الله “علي خامنئي”، أن مسؤولية الحاكم الإسلامي تقتضي: “إيصال الناس إلى الجنة والسعادة الأخروية”.

يصل الأتوبيس إلى إحدى المحطات؛ وتترجل مجموعة من الركاب وتركب مجموعة أخرى. وقد أخذ مُسن في توجيه السباب منذ لحظة صعوده الأتوبيس، يكيل السباب للزمان والمكان: “رفعت مجموعة من الجهلة أيديهم في الهواء، وجلبوا علينا كل هذه المصائب”.

يقول “س. اقبال”، مراسل موقع (راديو زمان): “حسنًا أبي؛ أما رفعت يديك في الهواء ؟”.. سكت برهة وقال بغضب: “لأني أحمق أنا أيضًا؛ فقد رفعت يدي، والآن أنا أواجه الجزاء. طلبت الحرية وهذا ما أعطانا رجال الدين الجهلة” !.. ثم استغرق في ذكريات الماضي وهدأ نسبيًا.

ثم صرخ أحد الوافقين في الأتوبيس: “لعنه الله ترك كل شيء وذهب، (يقصد الشاه)”.

واستطرد: “من الذي يترك أسرته وأبناءه ويذهب ؟.. رأيت ملكًا يريد تحمل المسؤولية داخل أسرة دولته. وهذا ما لم يحدث. لأن السيادة المطلقة للأفراد في السلطة أبعده عن المسؤولية. وهو بدوره وافق أن يكون ملكًا للنمل الأبيض، لكن لابد أن يعمل الملك بموجب الإدارة العامة للنمل. وفي ضوء هذه الرؤية لن يكون الملك ملكًا. لأنه سوف يتحول بالنهاية إلى ألعوبة بلا إرادة في يد الشعب يحركه هنا وهناك كيفما شاء”.

ثم تدخل شاب في الحوار ونقل، بتنظيره، النقاش إلى نقطة أخرى. وكأنما كان تلميذًا يريد تلقين معلمه درسًا. وقال: “السياسة الجيدة تتلخص في كلمتين بسيطتين تفكيك مراكز القوة وتحمل المسؤولية”.

عارضته إحدى السيدات؛ وقالت: “حبيبي كأنما تتنزه في الشانزلزيه. يقولون على هذا المكان طهرانه. بالله عليك أتركنا” !..

سجن كبير..

عندها ينظر جميع الركاب صوب صف طويل من البشر يقف أمام أحد المحلات. يسأل أحد الركاب: “ما هذا الصف ؟”.. يجيبه آخر: “يبيعون اللحوم المجمدة، سعر الكيلو 39 طومان شريطة أن تحمل معك البطاقة الوطنية. والبعض من الواقفين بالصف يحصل بالبطاقة على 4 كيلو، يبيعها إلى محلات الكباب والمطاعم مقابل زيادة عشرة طومانات على سعر الكيلو. وبذلك يحقق مكسب 40 طومان”.

وما إن سمعت إحدى راكبات الأتوبيس الكلام؛ حتى طلبت إلى السائق التوقف في المحطة. بالنهاية أوقف السائق الأتوبيس بالمحطة وقال صارخًا: “لا تقطعوا عيشي، أما تعلمون أن المناقشات السياسية محظورة في الأتوبيسات !”.. أجابه رجل في منتصف العمر: “وهل هذه قهوة، حيث تمنع القوات الشرطية الأحاديث السياسية ؟.. لابد أن يوجد لنا مكانًا نتحدث فيه، وأي مكان أفضل من الأتوبيس، فالأمن لا يسمح بذلك في الأماكن الأخرى”.

في تلك اللحظة؛ يركب الأتوبيس ضابط يرتدي الزي الرسمي، ويسأله الرجل: “سيدي أنا أكذب، لكن أين يجد الناس مكانًا يتحدثون فيه ؟”.. فأجابه الضابط، الذي تقتضي مهمته منع المناقشات السياسية للركاب: “كل من يريد أن يتكلم، فهذا ليس المكان المناسب للكلام”. فأجابته إحدى السيدات: “إذاً إيران سجن سياسي، أنا لا أصدق، هذا نفس كلام راديو إسرائيل”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب