هكذا رأت عيون إيرانية .. غرائب الانتخابات العراقية 2018 !

هكذا رأت عيون إيرانية .. غرائب الانتخابات العراقية 2018 !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

تحوز الانتخابات البرلمانية العراقية، والتي جرت في 12 أيار/مايو الجاري، أهمية كبيرة كونها أول انتخابات بعد هزيمة تنظيم (داعش) الإرهابي.

وإستناداً لإستطلاعات الرأي المتعدة، قبيل الانتخابات، كانت قائمة “النصر”؛ برئاسة “حيدر العبادي”، رئيس الوزراء الحالي، تحوز الصدارة، لكن عمليًا حلت قائمة “سائرون”؛ بقيادة “مقتدى الصدر”، في المرتبة الأولى.

وهذا ليس الشيئ الوحيد الغريب في الانتخابات البرلمانية العراقية، ولكن شوهدت، بحسب “آزاد ولدبیگی”، عضو الهيئة التحريرية للموقع الإخباري التحليلي المستقل (الشاشة) الإيراني، الكثير من الغرائب في هذه الانتخابات.. نعرض إلى أهمها فيما يلي:

فقدان الثقة الشعبية..

كانت نسبة المشاركة الجماهيرية، في هذه الانتخابات، الأقل مقارنة بالانتخابات السابقة.

بلغت النسبة في أول دورة انتخابية عام 2005؛ حوالي 6.79%، وتراجعت النسبة عام 2010؛ إلى حوالي 4.62%، قبل أن تتراجع إلى 60% فقط عام 2014، ثم 52.44% للعام 2018.

وتراجع نسبة المشاركة الشعبية ينم عنإانعدام الثقة في الأحزاب والنخب السياسية العراقية. لقد فشلت حكومة “العبادي”، ورغم الدعاية المكثفة بمكافحة الفساد الإداري والمالي في تحقيق نجاح يُذكر. ولعل الأوضاع الأمنية المضطربة والصراعات العرقية والبطالة وارتفاع معدلات الفقر في المجتمع العراقي وإتساع الفجوة بين المواطنيين من الأسباب الرئيسة في عزوف العراقيين عن المشاركة في الانتخابات.

“الصدر”.. المفاجأة..

من الملاحظات الغريبة في هذه الدورة الانتخابية؛ تقدم قائمة “سائرون”، المحسوبة على “مقتدى الصدر”، إذ حصلت على منصب رئيس الورزاء، بعد الحصول على عدد 54 مقعداً في البرلمان.

وأغلب الظن أن تحالف “مقتدى الصدر” مع “الحزب الشيوعي العراقي”؛ سوف يتسبب في خسارة الأصوات، لكن عمليًا ما حدث هو العكس.

صعود نجم “الاتحاد الوطني الكردستاني”..

حصل “الاتحاد الوطني الكردستاني”، في محافظات “السليمانية” و”كركوك”، على نتائج غير متوقعة، أثارت تعجب الأحزاب الكردية المنافسة؛ مثل “الحزب الديمقراطي”، و”حركة جوران”، وحلفاء “الديمقراطية والعدالة”، و”الاتحاد الإسلامي الكردستاني” و”الجماعة الإسلامية”.

وهذا الأمر كان سبباً في توجيه هذه الأحزاب والتيارات الاتهامات إلى “الاتحاد الوطني” بتزوير الانتخابات.

وفي “كركوك” أيضًا، حصل “الاتحاد الوطني” على عدد 6 مقاعد من مجموع 12 مقعدًا، الأمر الذي أثار حيرة واعتراض “العرب” و”التركمان” في المدينة، وسارعا إلى اتهام الحزب بتزوير الانتخابات.

وطالبت الأحزاب والفصائل الكردية والتركمانية والعربية في “السليمانية” و”كركوك” بإعادة فرز الأصوات. الأمر الذي مازال محل نقاش ولم تبدي “اللجنة العليا للانتخابات” بأي إعلانات في هذا الصدد.

الجيل الجديد..

من الملاحظات العجيبة أيضًا، تقدم قائمة “الجيل الجديد” في “السليمانية” و”أربيل”، حيث حصلت على عدد كبير من الأصوات في المحافظات الأخرى وخارج المناطق الكردية. وحصل “الجيل الجديد” على عدد 4 مقاعد برلمانية في “أربيل” و”السليمانية”.

نتائج تخرج حكومة غير متناغمة..

تمكنت جميع الأحزاب والقوائم، الشيعية والكردية والعربية، السُنية، في “الأنبار”، من خوض المنافسات الانتخابية بصورة موحدة، ولذا لم توجد قوائم متعددة على الساحة، الأمر الذي تسبب في فشل جميع الأحزاب والتحالفات في الحصول على العدد الأكبر من الأصوات.

والمتوقع تشكيل الحكومة المقبلة بالتعاون مع عدد من التحالفات والحزاب والقوائم الشيعية والكردية والسُنية المختلفة، والمحتمل بقوة كون الحكومة غير متناغمة.

نجاح “العبادي”..

نجحت قائمة “العبادي”؛ رغم الاستثمارات المادية والمعنوية، مثل هزيمة (داعش) وقمع التيار الكردي الانفصالي وحتى الدعم الأميركي، في الحلول بالمرتبة الثالثة، الأمر الذي أثار حيرة المراقبين.

التصويت الإلكتروني..

لأول مرة في تاريخ الانتخابات العراقية؛ يتم فرز الأصوات بشكل إلكتروني، وهي تجربة في نوعها نادرة الحدوث، لكن هذا الأمر سبب اعتراض الأحزاء والتحالفات الشيعية والكردية والسُنية المختلفة، بل إن البعض طالب بإلغاء نتائج الانتخابات.

وهذه المسألة وضعت، اللجنة المشرفة على الانتخابات، في موقف الشبهات وخلقت أزمة جديد بالعراق بطريقة دعت منظمة الأمم إلى إعادة فرز الأصوات.

من جهة أخرى تقرر أن يعقد البرلمات العراقي الراهن جلسة بشأن هذا الموضوع، وهو ما لم يحدث بسبب عدم إكتمال النصاب.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة